هضبة الحماد
هضبة الحماد أحد هضاب الجزيرة العربية، وهي جزء من بادية الشام وشمالي شبه الجزيرة العربية، تتقاسمها أربعة أقطار عربية هي المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية والجمهورية العراقية والجمهورية العربية السورية، يبلغ متوسط ارتفاعها 815 متر [1].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسمية
الحماد تسمية تضريسية جيومورفولوجية للأراضي التي تغطي سطحها الحجارة بنسبة تزيد على 50%، ويراوح حجم الحجرة الواحدة منها مابين قبضة اليد ورأس الإنسان لذا فهي صعبة الولوج، تصنف في أشكال ثلاثة تبعا لنوعية الصخور التي تغطيها صخور بازلت وكلسية وصوانية.
طبيعة الهضبة
تشكل الهضبة جزءا من الركيزة العربية، تغطيها التكشفات الصخرية العائدة للحقب القديم والأوسط بنسبة 12% من مساحته في جزء من قسمه الشرقي وخاصة في منطقة القعرة بالعراق، بينما تغطي بقية أجزاء سطحه تكوينات الحقب الحديث البحرية والقارية والاندفاعية البازلتية التي تأخذ عامة شكل أشرطة تمتد من الشمال إلى الجنوب في قسمه الشرقي ومن شمال الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في قسمه الغربي، أما الطبقات الرسوبية عامة فتميل بلطف من جهة الجناحين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي نحو الوسط لتأخذ وضعا شبه مستو إلى خفيف التموج تاركة منخفضاتها ساحات رحبة للتوضعات الريحية والطميية الرباعية .
أقسام الهضبة
تقسم الهضبة تضريسيا من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي بالتالي [2]:
- وهدة وادي السرحان : منخفض ارتخائي يمتد نحو 330 كم ما بين محطة ضخ نفط حيفا شمالا في الأردن وغويطة جراد في السعودية جنوبا، تحده الهضبة البازلتية شرقا وتتوسطه مملحة حضوضاء وعدد من الممالح الصغيرة والخبرات على امتداده، ارتفاعها 550 متر عن سطح البحر، تسوده التكوينات الرباعية والميوبليوسينية (النيوجينية) باستثناء أقصاه الشمالي، تسود معظم أراضيه في الوسط الترب الجفافية العادية ذات الأفق الطيني المحلي إلى جانب الترب الجفافية العادية الجصية، تربته في الشمال جفافية عادية كلسية وفي الجنوب فجة عادية صحراوية وفجه رملية صحراوية .
- منطقة أودية وادي السرحان الغربية : تتدرج بالارتفاع باتجاه الجنوب الغربي حتى حافة حوض الحماد، أعلى ارتفاعاتها بين 1050 متر و1010 متر، تتجه أوديته عامة شرقا نحو منخفض وادي السرحان، ومعظم أراضيه في نصفه الجنوبي توضعات طميية رباعية بعضها ريحي، وفي قسمه الشمالي باليوجينية، وفي حافاته الوسطى كريتاسية، معظم تربه جفافية عادية جصية أو كلسية وفي أوديته فجه طمية صحراوية .
- الهضبة البازلتية : تقع ما بين ديرة التلول وصلخد في أقصى الغرب والشمال الغربي من سورية والمفرجية أو حافات حرة الحرة جنوبا من السعودية، تتجاوز ارتفاعاتها في جبل العرب جنوبي صلخد 1400 متر، تشكل هاماتها خطوط تقسيم المياه الشرقية والشمالية لحوض وادي السرحان، تتكون من كثير من الدفقات البركانية المختلفة الأعمار مابين بداية النيوجين وآواخر الرباعي الحديثة، تضاريسها وعرة تنبثق منها عشرات المخاريط البركانية بفوهاتها المشرومة أو تلك التي تأخذ شكل بحيرة كما في جبل سيس، تكثر فيها الحوضات المغلقة على شكل خبرات ذات طمي غضاري أو سبخات مالحة تجف مياهها صيفا كخبرتي منقار وغوب في سورية وخبرتي المطيطة والمحطة الخامسة في الأردن ودوقرا والبحيرات المالحة في السعودية، تسود معظم سطحها الصخور البازلتية وحجارتها المتكشفة تتخللها ترب جفافية عادية كامبية في أقصى الشمال والجنوب، وكلسية وجصية في بقية المناطق إضافة إلى الترب الفجة العادية المتوسطية في جبل العرب والصحراوية في غيرها بما في ذلك الفجة الرملية الصحراوية في الوسط والفجة الطمية الصحراوية جنوبا.
- هضبة الحماد الوسطى : تمتد من أقصى شمال الحوض الغربي إلى أقصاه الجنوبي الشرقي. تشكل جوانبها الشرقية والشمالية خط تقسيم المياه الفاصل مابين أودية الفرات وحوضة تدمر من جهة والحوضات السباخية والأودية ذات الصرف الداخلي المستقل من جهة أخرى، وترتفع إلى أقل من ألف متر فوق سطح البحر، تأخذ بجوار حدودها الشمالية والشرقية مظهر الحافات المشرشرة بشكل طارات بسبب نشاط الحت الرأسي للأودية المخترقة لها، ترتفع رميتها نسبياً عما حولها مابين 30 و60 متر، تخترقها بعض الصبات والمخاريط البركانية كما في جبلي التنف والغراب، تتضمن في جانبها السوري عددا من الخبرات مثل الزقف التنف المشقوقة الشحيمي وغيرها، معظم تربها جفافية عادية كلسية أو جصية تليها الترب الفجة العادية الصحراوية فالفجة الطمية الصحراوية.
- منطقة أودية حوض الفرات وحوض تدمر : تشبه سابقتها تربيا وتقع في القسم الشمالي الشرقي من الحوض، تختلف عن كل ماسبق بنيويا وبنائيا إذ يتمثل فيها الجانب الغربي من نهوض الرطبة المتمثل بظهور طبقات الحقب القديم في منطقة القعرة والحقب المتوسط في معظم بقية مناطق حوض الحماد العراقية وبعض الأقسام السعودية في أقصى شرقها شمالا، تظهر في قاع أوديتها أخفض نقاط حوض الحماد كله 450 متر. أهم أوديته في سورية المربعة والمياه وصواب، وفي العراق حوران وفي السعودية الأبيض.
المناخ والمياه والنبات
تبلغ كميات الهطل في منطقة الحوض 500مم بجوار المشنف بجبل العرب، ثم تتناقص إلى الخمس (100مم) في معظم القسم الشمالي من الحوض في سورية، وإلى العشر (أقل من 50مم) في معظم وادي السرحان في الأردن والسعودية، وكذا الأمر في حزم الجلاميد وجبل الثايات. أما وسطي الحرارة السنوي فيراوح بين 14 ْ في جبل العرب وأكثر من 20 ْ في أطراف الحوض الشرقية والجنوبية كافة.
يقسم مناخياً إلى أربع مناطق هي: شبه جافة في جبل العرب، جافة في الشريط الشمالي، جافة جداً (منخفضة) في حوض السرحان وما يليه جنوباً وغرباً، جافة جداً (مرتفعة) في بقية أرجاء الحوض من أقاصيه الغربية إلى أقاصيه الشرقية.
أما المياه فقليلة، سواء كانت سطحية أم جوفية بسبب قلة الهطل. تتصف السطحية منها المتجمعة في الخبرات والسبخات بضحالتها وسرعة تبخرها بسبب الحرارة العالية. أما شبكة المياه الجارية السيلية فغير ناضجة، إذ قلما تمتلئ مجاريها مرة كل عدة سنوات لتجرف ما تصادفه في طريقها إلى المنخفضات المغلقة أو إلى مجرى الفرات وهي أودية واسعة ضحلة مستحاثة. وبسبب قلة الهطل أيضاً يقل الماء الراشح المتجمع في جوف الأرض سواء كان التجمع متقطعاً كما في مناطق الرطبة والهضة البازلتية وفي شرقي الحماد السوري أو مستمراً كما في بقية أرجاء حوض الحماد ككل. تراوح أعماق سطح الماء الجوفي عامة (دراسات 1983) بين 50 و250م تحت السطح. وتراوح ملوحته بين 1 و8 غ/ليتر. كما تنتشر النباتات التي تتحمل الجفاف مثل الشيح والقيصوم والروثة والأشنان والغضا والرمث والدويد والنيتول.
الواقع السكاني والاقتصادي
يرجع معظم أبناء هذا الحوض إلى أصول قبلية واحدة تشمل 38 عشيرة، بينها 28 عشيرة تتنقل عبره دوماً من دون حاجة إلى بطاقة هوية أو جواز سفر وخاصة بين تدمر شمالاً والجوف جنوباً عبر الأردن ووادي السرحان مروراً بطريف غرباً أو عبر العراق مروراً بجوار الرطبة شرقاً. غير أن الأوضاع السياسية الصعبة التي تمر ومرّت بها حكومات الدول الأربع منذ النصف الثاني من القرن العشرين أسهمت في ترسيخ الحدود وتعقيدات عبورها عليهم وعلى قطعان مواشيهم، سواء أكانت غنماً أم ماعزاً أم إبلاً، فأسهمت عملياً في توطين واستقرار القسم الأكبر منهم، وقصرت كل دولة حركة بدوها على أراضيها وضمن حدودها فقط. لذا توسعت المدن والقرى التي تتبادل مع البدو إنتاجهم حيث تستقر قطعانهم في الفصول الباردة، والتي قدر مجموع سـكانها عام 1980م بـ90000نسمة. ففي وادي السرحان تنامت من الشمال إلى الجنوب بلدات: الحديثة والقريات والعقيلة والعيساوية وطبرجل. وفي سورية والأردن قرى السفوح الشرقية والجنوبية من جبل العرب حتى محطة ضخ النفط العراقي في (H5) والزلف. كما تنامت في العراق الرطبة، وفي السعودية عرعر وطريف. ولأهمية حوض الحماد الرعوية والزراعية في إطار الأمن الغذائي وتطور البادية اجتماعياً واقتصادياً في الدول العربية الأربع وسكانها، فقد قام المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة بدراسته في أوائل الثمانينات من القرن العشرين دراسة ميدانية ومكتبية في إطار التخطيط الشامل المتكامل. وانتهت الدراسة بتحديد عدد من الأماكن الواعدة القطرية والمشتركة كما أقرت إنجاز المشاريع الرائدة الآتية وهي: في سورية منطقة خبرات التنف، وفي العراق مناطق شمالي الرطبة (القعرة)، وفي الأردن شمالي محطة ضخ النفط العراقي الرابعة إلى حيفا (H4) وجنوبيها، وفي السعودية مراكز الحماد في الحديثة والقريات والكاف وكركر ومحمية حرّة الحرّة المخصصة للإبل.
المصادر
- ^ مقاتل من الصحراء الموسوعة الجغرافية المصغرة
- ^ الموسوعة العربية الحماد