هربرت هنري أوستن

كمال حامد ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

هربرت هنري أوستن

هربرت هنري أوستن Herbert Henry Austin ‏(1868 - 1937) ضابط استعماري بريطاني في السودان.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 بعثة الميجور أوستن AUSTIN المنسية لتحديد حدود الحبشة والسودان

كل التركيز في مجادلات تحديد الحدود الحبشية السودانية تركز على قوين Gwynn حتى صار إسم قوين علما على تاريخ تحديد الحدود بين السودان والحبشة.

لم يكن قوين وحده من تم تكليفه بمهمة المسح الميداني ، بل كان هناك ضابط آخر هو الميجور هربرت هنري أوستن Herbert Henry Austin وفي تقديري الشخصي فإن ما وثقه الميجور أوستن أهم وأخطر مما وثقه قوين ، لأنها تكشف وبشكل موثق زيف الإدعاءات الأكاديمية الأثيوبية المعاصرة أن هذه البعثات لم يكن فيها من يمثل الحبشة وبالتالي فهم لا يعترفون بنتائجها.

وبينما كانت بعثة قوين مختصة في عمل المسوحات لما سيصير لاحقا الحدود بين أثيوبيا ودولة السودان ( شمال السودان ) فقد كانت مهمة بعثة أوستن إجراء المسوحات للمنطقة من ملتقى نهري البيبور وأكوبو جنوبا حتى بحيرة رودلف ( بحيرة تركانا حاليا ) وهي الحدود الحالية بين أثيوبيا ودولة جنوب السودان.

المهم ما لفت نظري خلال تتبعي لخطوات أوستن حين وصل في نهاية رحلته يوم 15 أغسطس 1901م لشاطئ بحيرة بارنگو Baringo في كينيا وهو في طريقه لميناء ممباسا.

قال وهو يصف المنظر الأخاذ الذي شاهده :

From the summit of the ridge we had obtained a fine view of this small mountain-locked sheet of water, which presented one of the most extraordinary sights any of us had ever gazed on. The whole of the shores were a seething mass of myriads of flamingoes and other water birds, whilst the air was pink with thousands of others ,circling about incessantly over the lake, uttering their quaint cries. Deaf as I was, and though we were more than a mile from the margin, I could distinctly hear the noise created by these thousands.

من قمة المرتفع حصلنا على رؤية شاملة لهذا المسطح المائي المحصور بين الجبال وهو يمثل واحدا من أكثر المناظر التي يمكنك مشاهدتها إثارة.كان كل الشاطئ يموج بأسراب هائلة من الفلامنجو وطيور مائية أخرى بينما كان الجو متلونا بالبمبي للآلاف وهي تحلق فوق البحيرة مطلقة صيحاتها.وكان يمكن سماع صيحاتها من على بعد ميل بوضوح.

اليوم فبراير 2021 ما زال منظر تلك البحيرة الساحرة المزدانة بأسراب طيور الفلامنجو كما هو!

العقيد مكدونالد

الغريب أنني وجدت أن بعثات أوستن وقوين كانت قد بدأت فعليا قبل توقيع الإتفاقية المشهورة لسنة 1902م بين منليك وهارنجتون! لقد وصل أوستن للقاهرة في 10 أكتوبر 1899 ومنها تحرك بالقطار ووصل إلى أم درمان يوم 8 نوفمبر 1899 ، وحدثت معركة أم دبيكرات ضد الخليفة عبد الله التعايشي وهو في أم درمان وشاهد ووثق عودة القوات المنتصرة بقيادة ونجت باشا، وكان يقيم في بيت الخليفة عبد الله الذي كان في تلك المرحلة مقرا للبريطانيين القادمين للسودان باعتباره المبنى الأفخم في أم درمان ولأن الخرطوم لم تكن أعمال إعادة التعمير فيها قد بدأت.

في تلك المرحلة المبكرة جدا بدأت أعمال المسوحات الميدانية Surveys من قبل أوستن وقوين المكلفين والمفوضين من قبل منليك وهارنجتون ، الأمر الذي يقودني لاستنتاج أن الإتفاقية تم توقيعها بناءا على حدود تم مسحها وتحديدها مسبقا. لكن دعونا الآن نستمتع بمشاهدة هذه اللقطات لأسراب طيور الفلامنجو على بحيرة بارنجو تماما كما وثقها الميجور أوستن يوم 15 أغسطس 1901م.

 كتبه

"مع مكدونالد في أوغندا"، تأليف أوستن.