هاشم صفي الدين

هاشم صفي الدين
Hachem Safieddine 2020 (cropped).jpg
صفي الدين عام 2020
رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله
تولى المنصب
يوليو 2001
تفاصيل شخصية
وُلِد1964 (العمر 59–60)
دير قانون النهر، لبنان
توفي3 أكتوبر 2024
الضاحية الجنوبية، بيروت
الحزبحزب الله
الزوجرائدة فقيه
الأقارب


السيد هاشم صفي الدين (ولد 1964 – ت. أكتوبر 2024)، سياسي ورجل دين لبناني شيعي يشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لـحزب الله منذ عام 2001. وهو ابن خالة حسن نصر الله، ويعتبر "الرجل الثاني" في حزب الله. قبل اغتيال نصر الله في 27 سبتمبر 2024.[1][2] صُنف على قائمة الإرهاب في كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.[3][4][5]

في 3 أكتوبر 2024، شنت إسرائيل غارات جوية استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، وادعت اسرائيل أنها كانت تستهدف صفي الدين.[6]وفي 5 أكتوبر، انتشرت انباء عن أن حزب الله فقد الاتصال بصفي الدين منذ الغارة الجوية.[7][8] في 8 أكتوبر، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أنه من المحتمل أنه تم "القضاء" على صفي الدين. وفي مقطع فيديو نشره مكتبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه تم تحييد "آلاف الإرهابيين"، ومن بينهم حسن نصر الله، إلى جانب خليفته وبديل خليفته، دون أن يحدد هوية الأخيرين.[9][10] وفي 22 أكتوبر 2024 أعلنت إسرائيل أن صفي الدين قد قُتل في الغارة التي شنتها إسرائيل في أوائل أكتوبر 2024.[11]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

هاشم صفي الدين من مواليد 1964، من بلدة دير قانون النهر في منطقة صور بجنوب لبنان، ومن عائلة «لها حضور قوي» بالمعيار الاجتماعي، وهي عائلة قدمت أحد أشهر نواب المنطقة في الستينات والسبعينات وهو محمد صفي الدين، بالإضافة إلى العديد من رجال الدين البارزين. ويعود أصل الجميع فيها إلى بلدة شمع الجنوبية قبل أن يتوزع ابناؤها على مدينة صور وبلدة دير قانون بالإضافة إلى شمع. وسعى صفي الدين، وهو لا يزال في عمر صغير نسبيا إلى «إتمام نصف دينه» بالزواج قبل السفر إلى الدراسة الدينية في مدينة قم الإيرانية التي كانت تشهد في تلك الفترة اتساعا متزايدا في طلابها ونفوذها السياسي والديني بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 كرديف لمدارس النجف الدينية التي تدهور دورها نسبيا خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وأراد صفي الدين أن يكون زواجه من عائلة متدينة، وأن يصاهر احد رجال الدين المشهود لهم بالعلم، فكان أن تزوج من ابنة السيد محمد علي الأمين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وشقيقة السيد مهدي الأمين مفتي بعبدا أواخر عام 1983 على الأرجح. وهو «عديل» لوزير التنمية الإدارية السابق إبراهيم شمس الدين (نجل الإمام محمد مهدي شمس الدين)، غير أن العلاقات مقطوعة بين «العديلين» بسبب اقتراب شمس الدين من فريق «14 اذار».

وغادر صفي الدين الى قم ملتحقا بابن خالته نصر الله. وهو إلى جانب علاقته الوثيقة بابن خالته، كثير الشبه به ايضا، سواء في الشكل أو في طريقة الكلام، وحتى بلثغة الراء. ويقول بعض المقربين «من بعيد» من العائلة إن صفي الدين كان أحد ثلاثة كانوا موضع عناية واهتمام عماد مغنية، المسوؤل الامني البارز لحزب الله، والذي اغتيل في دمشق قبل أشهر في ظروف ما زالت غامضة. هؤلاء الثلاثة هم حسن نصر الله، والشيخ نبيل قاووق أحد أبرز قادة حزب الله، وصفي الدين نفسه، موضحين ان مغنية هو من أرسل هذا الثلاثي المكون من نصر الله وصفي الدين والشيخ فاووق إلى قم وسهل أمورهم هناك. وكتب لهؤلاء الثلاثة أن يكونوا من ابرز قادة «حزب الله» بعد «الانتفاضة البيضاء» أوائل التسعينات. فأصبح نصر الله أمينا عاما، وصفي الدين مديرا تنفيذيا للحزب بالمقياس المؤسساتي، وبمثابة رئيس حكومة «حزب الله»، أما الشيخ قاووق فأصبح قائدا عمليا لمنطقة الجنوب ذات الاهتمام الكبير لدى قيادة الحزب وموقع قوته العسكرية الكبرى.

وفي أوائل التسعينات حصل الافتراق الكبير داخل «حزب الله» بين جماعة «حزب الدعوة» ذي الأصول العراقية، وبين الجماعات المدعومة من إيران. كانت المرحلة تتطلب نوعا جديدا من العمل، ودفن مرحلة الثمانينات التي ارتبط فيها اسم الحزب بالكثير من العمليات «غير المقبولة»، خصوصا أنها مرحلة كانت حافة بالأحداث الأمنية كتفجير مقري قوات «المارينز» والمظليين الفرنسيين في بيروت وعمليات خطف الأجانب والطائرات. أطيح بالأمين العام لحزب الله، صبحي الطفيلي، وتم تحجيم قيادات بارزة في الحزب ممن لم تحبذ ان تكون إيران هي قبلتها الروحية بالضرورة. وتغير شكل الحزب وأصبح أكثر انفتاحا على الأطراف السياسية في لبنان، بل انه تم اتخاذ قرار كبير بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية عام 1992 ودخل في الحياة السياسية من هذا الباب بعدما كان اختار الانزواء عنه باعتبار أن النظام اللبناني «كافر وغير شرعي» وفقا لمقولة قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني آنذاك.

وهي عبارة زينت بعض شوارع الضاحية طيلة فترة الثمانينات. انتخب السيد عباس الموسوي أمينا عاما لـ«حزب الله»، واستدعي تلميذه حسن نصر الله فورا إلى بيروت ليتسلم منصب مسؤول «منطقة بيروت» ثم استُحدث بعد ذلك منصب المسؤول التنفيذي العام المكلّف بتطبيق قرارات «مجلس الشورى»، فشغله نصر الله وبقي فيه حتى اغتيال الموسوي فتم انتخابه أمينا عاما للحزب، وبعد سنتين في 1994 استدعي صفي الدين من قم إلى بيروت ليشغل منصب مسؤول قطاع العاصمة.


مسيرته المهنية

حزب الله
علم حزب الله

المقالات


عام 1995، أصبح صفي الدين عضواً في مجلس الشورى، أعلى مجلس في حزب الله.[3] وبعد ذلك عمل تحت قيادة عماد مغنية، حتى اغتيال الأخير عام 2008. كما عُين رئيساً لـمجلس الجهاد.[3] وفي 2001 أصبح رئيساً للمجلس التنفيذي، الذي يشرف على أنشطة حزب الله السياسية والاجتماعية والتعليمية.[4][12] وحتى اغتيال حسن نصر الله في 27 سبتمبر 2024، كان صفي الدين من بين القادة الثلاثة الرئيسيين في حزب الله. مع كل من حسن نصر الله ونعيم قاسم.[13]وكان يعتبر في المرتبة الثانية بعد نصر الله.[14] في عام 2006، أفادت التقارير أنه جرى الاتفاق على صفي الدين كخليفة محتمل لحسن نصر الله في منصب الأمين العام لحزب الله.[3][15]

صفي الدين واحد من ستة رجال دين أعضاء في مجلس شورى حزب الله.[16][17] وانتخب في 2001 في اجتماع الجمعية العمومية للحزب كرئيس للمجلس التنفيذي.[18][19]وهو أحد الأعضاء التسعة في مجلس الشورى بحزب الله، وهو الهيئة العليا للحزب.[20]

وفي أكتوبر 2008، انتخب صفي الدين خلفاً لنصر الله في منصب الأمين العام لحزب الله في اجتماع الجمعية العمومية للحزب.[21][22][20]وفي عام 2009، انتخب صفي الدين مرة أخرى لعضوية مجلس الشورى.[23] وفي نوفمبر 2010، عُين قائداً عسكرياً لحزب الله في منطقة جنوب لبنان.[24] في مايو 2017، صُنف صفي الدين على أنه إرهابي عالمي محدد بشكل خاص من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.[4][25] كما صُنف كإرهابي من قبل المملكة العربية السعودية.[26][5]في مايو 2018، فُرضت عقوبات على صفي الدين وتسعة آخرين من كبار الشخصيات في حزب الله (بما في ذلك حسن نصر الله ونعيم قاسم) من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين.[27] وفي عام 2020، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتين مقرهما لبنان، هما Arch Consulting وMeamar Construction، بحجة انهما يتبعان للمجلس التنفيذي لحزب الله.[28] وتداران من قبل صفي الدين وسلطان خليفة أسعد[29][30][31] واتهمت الشركتان بإخفاء تحويلات مالية تخص حزب الله وقياداته.[28][31]

شكل وجود صفي الدين في موقعه الجديد دعما كبيرا للسياسات التي اعتمدها نصر الله، حيث أدى صفي الدين «واجبه» على أكمل ما يرام في قيادة «حكومة حزب الله»، وهو اللقب الأصح الممكن إطلاقه على هذا المنصب الذي استحدث لرفع ضغط عملية إدارة المؤسسات الحزبية الضخمة، والتي كانت في نمو كبير خلال تلك الفترة عن كاهل الامين العام الذي يجب ان يلتفت الى القضايا الاستراتيجية الكبرى. لكن عمل صفي الدين في الادارة اليومية لحكومة حزب الله وانخراطه في ادارة المؤسسات الضخمة لحزب الله وفرا له فرصة لـ«يتمرن» بوصفه الرئيس التنفيذي على القيادة وإمساك المفاصل الأساسية في الحزب، خصوصا بإدارته ملفي «المال والإدارة» لاعمال حزب الله.

شكل صفي الدين مع نصر الله وعماد مغنية «ثلاثي القوة» في حزب الله، مغنية القوة العسكرية، ونصر الله القوة السياسية وصفي الدين القوة الإدارية. اذ تولى متابعة التفاصيل اليومية في العمل الحزبي والإجراءات التنظيمية، كما أنه تحكم بمفاصل الحزب كافة لأنه يمسك «الأرض والجمهور».

ويدير المجلس التنفيذي الذي يرأسه صفي الدين أيضا مجموعة استثمارات هائلة الحجم، تهدف إلى تأمين الاستقلالية المالية لحزب الله وتأمين تمويل جسده التنظيمي الهائل الذي لا يخضع لتمويل «الأموال الشرعية» المرصودة أساسا لعمل المقاومة. وفيما يقدر البعض هذا الرقم بمليارات الدولارات، تشكك أوساط مطلعة على أوضاع الحزب في هذا رغم اعترافها بضخامة حجم استثمارات الحزب والتي تنتشر في لبنان والعالم العربي وأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة، وسط تكتم شديد على هذه الاستثمارات في ضوء الحرب الشرسة التي تشنها الإدارة الأميركية على كل من يرتبط بعلاقة تجارية أو مالية مع حزب الله. حتى أنها أدرجت ذات يوم شخصيات لبنانية كبيرة على لائحة الممنوعين من دخول الولايات المتحدة؛ بينهم رئيس الحكومة الحالي فؤاد السنيورة لتبرعه بالمال في حفل إفطار خيري أقامته مؤسسة أيتام تابعة للسيد محمد حسين فضل الله.

ولا تقتصر خبرة صفي الدين على الجوانب التنفيذية والمالية والادارية اليومية، اذ أن المجلس التنفيذي نفسه كان يضم تحت إدارته العمل العسكري، قبل أن يتم إنشاء «المجلس الجهادي» المختص بإدارة عمليات المقاومة وفصل صلاحياته عن المجلس التنفيذي.

وبعد مقتل نصر الله في سبتمبر 2024، في غارة جوية إسرائيلية، كان يُنظر إلى صفي الدين على أنه المرشح الرئيسي لخليفته.[32][33]ويمتلك صفي الدين علاقات قوية مع إيران والمرشد علي خامنئي.[5] وبعد اغتيال نصر الله مباشرة، ادعت قناتي العربية والحدث السعوديتين، أنه تم تعيين صفي الدين رسمياً خلفاً له، لكن حزب الله نفى ذلك في بيان رسمي.[34]

اغتياله

في ليلة 3 أكتوبر 2024، استهدفت غارة جوية إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت وادعت ان صفي الدين هو هدف الغارة.[6][35][36][37] وقال اسرائيل أن الغارة الجوية استهدفت مخبأ تحت الأرض[37]ويُعتقد أيضًا أن رئيس مخابرات حزب الله حسين هزيمة ("مرتضى") كان موجوداً فيه. وقالت مصادر إعلامية أن حزب الله فقد الاتصال بصفي الدين منذ ذلك الحين.[35]

وفي 22 أكتوبر 2024 أعلنت إسرائيل أن صفي الدين قد قُتل في الغارة التي شنتها إسرائيل في أوائل أكتوبر 2024. وأفاد بيان للجيش الإسرائيلي بأنه "يمكن الآن تاكيد خبر قيام جيش الدفاع قبل ثلاثة أسابيع بالقضاء على المدعو هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله والمدعو علي حسين هزيمة قائد ركن الاستخبارات في حزب الله إلى جانب قادة آخرين من التنظيم". وأضاف البيان: "أغارت طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية على مقر قيادة ركن الاستخبارات في حزب الله الواقعة تحت الأرض في قلب المجتمع المدني في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت".[38] وصرح رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هلڤي قائلاً بعد تصفية هاشم صفي الدين: "وصلنا إلى نصر الله والى خليفته والى معظم قادة حزب الله. سنعرف الوصول إلى كل من يهدد أمن مواطني إسرائيل". بينما أفادت مراسلة العربية نت، بانتشال جثمان هاشم صفي الدين بالمريجة ومعه 23 شخصاً.[39]

أفكاره

أثرت السنوات التي قضاها صفي الدين بقم في افكاره السياسية، فهو مثلا من الداعمين لفكرة ولاية الفقيه، بالرغم من ان الكثير من شيعة لبنان لا يؤمنون بها. ففي إحدى كتاباته يتطرق صفي الدين من بعيد إلى تجربة العلماء الشيعة في قم وأهميتها مقارنة بتجربة النجف، وتأثيرها على الفكر السياسي لدى الشيعة بلبنان، فيتحدث صفي الدين عن «ظروف نشأة حزب الله الديني والعقيدي والمقاوم»، معتبرا أنها كانت «متأثرة بمكوناتها وامتداداتها العملية والسياسية لمرحلةٍ سابقة تظللت بشدة الصراع وحدته لغرض إثبات الوجود وتحقيقه في ظل شكوك كثيرة تتدافع بين نهجين عريضين في الأمة؛ أحدهما يمثل «اللادين» بطروحاته الكثيرة والغالبة على الساحة عموماً والآخر يمثل «الدين» بأشكاله الخجولة مما دفع بالقيمين على الساحة الإسلامية عموماً إلى الميل إلى الدخول في صراعات فكرية يغلب عليها طابع الدفاع وتلمس إخراج الفكر الإسلامي بطريقة قادرة على مواكبة العصر دون أن ننسى انه وداخل هذا الإطار الديني كان هناك صراع مرير بين ما اصطلح عليه بالفهم التقليدي وبين الفهم المتحرر وما بينهما مسافة كان يجول فيها المفكرون وبعض أهل العلم».

ويقول: «في مرحلة من هذا النوع خضعت الساحة الإسلامية الشيعية اللبنانية لمؤثرات ورؤى أوجدت نفسها في تشكلات متعددة حزبية وعلمية وسياسية. وكان الغالب عليها الانحياز الكبير لمنتجات الفكر الآتي من النجف ولتجربته في كثير من الأحيان بينما غاب عنها إلى حد كبير الخصوصيات القمية إلا في بعض الحالات النادرة، وبشكل مفاجئ وخلافاً للتوقعات المعيشة في عموم الساحة الإسلامية أطل فجر الانتصار للثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني ليحقق حلماً كبيراً للنهج الإسلامي المتحرر معلناً نجاحاً باهراً وصاعقاً في ساحة التحدي ولتتولد معه حالات جديدة مشحونة بالأمل ومستنهضة للهمم والشعوب ولتبدأ مرحلة جديدة تترك بصماتها وآثارها على كل الواقع الإسلامي الذي يجد نفسه هذه المرة خارجاً من دائرة الدفاع واثبات الهوية والقدرة إلى حيز الفعل والتأثير والحيوية على وقع البشائر الواعدة بمتغيرات عظيمة تدق أبواب الساحات الإسلامية وبقوة وثقة ناتجتين عن نجاح التجربة وصدقية النتائج، وكان من الطبيعي جداً للعلماء والمفكرين والعاملين في إطار الخط الإسلامي الحركي أن يعيدوا القراءة من جديد ويؤسسوا على هذه الانجازات وان ينطلقوا باندفاع فائق ليستفيدوا من هذه التجربة، فكان من البديهي ان تطرح في الساحة الثقافية الإسلامية أسئلة كبيرة حول الخصوصية التي اكتنفت تجربة الإسلاميين في إيران وولدت هذه النتائج الباهرة».

رأيه في ولاية الفقيه

ويرى صفي الدين أن «نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية لتكون مشروعاً كاملاً يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم»، معتبرا أن النظرية تتضمن أمرين أساسيين: أولهما الولاية وثانيهما الفقيه الجامع للشرائط. ان ما يقدمه حزب الله على مستوى الثقافة هو التأكيد التام على هذا الأساس ومنه تتولد الشرعية الدينية لكثير من الأنشطة والأعمال التي يقوم بها وتحتاج إلى غطاء شرعي والولاية في فهم حزب الله ليست جناحاً للاحتماء أو التستر به بل هي المنشأ الأساس للخيارات في إطاراتها الكلية. ويقول: «ولاية الفقيه التي نؤمن بها ليست عنواناً لنفترق من خلاله عن الآخرين أو لنحصر الحق في الجانب الذي نأخذه، إذ أن الفهم الصحيح لملاكات الفكرة والالتزام السليم بها يكون سبباً من أسباب جمع الطاقات وصهرها في خدمة مشروع الإسلام فالهدف منها هو الجمع وليس التفرقة».

شخصيته

ويصف الذين عايشوا صفي الدين داخل «حزب الله» بأنه «شخص قيادي لديه حزم ولين في الوقت نفسه». ويوصف كذلك بأنه «متفانٍ في عمله ومتواضع إلى حد كبير قد يجعل البعض يتجرأ على مناقشته بحدة قبل أن يدرك خطأه من تلقاء نفسه». ويرى هؤلاء أن شخصية صفي الدين هي «امتداد لشخصة السيد نصر الله». ورغم الاختلافات في شخصية الرجلين، فأنهم يرون أن خبرته التنظيمية وعلاقاته الممتازة مع «العسكر» داخل الحزب تجعله خليفة ممتازاً لنصر الله، كذلك هو امتداد لخياراته السياسة. ورغم عدم وجود علاقات سياسية له خارج الحزب إلا أن هؤلاء يؤكدون أن «فهمه السياسي واضح ونظيف» على المستوى الحزبي. ورغم إمساكه بالكثير من الأوراق المهمة في الحزب، لم ينشئ صفي الدين «حالة خاصة» داخل الحزب، فلم يساهم في نشوء أقطاب داخل الحزب، وبقي ولاؤه للقيادة.


الحياة الشخصية

صفي الدين متزوج من رائدة فقيه. وفي يونيو 2020، تزوج ابنهما الأكبر رضا من زينب سليماني، الابنة الصغرى للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل قتلته غارة أمريكية في يناير 2020 في العراق.[40][41]

شقيقه، عبد الله صفي الدين، هو ممثل حزب الله في إيران، ويشرف على عمليات توصيل الأسلحة والأموال والمنتجات التجارية، وشراء قطع الغيار والتكنولوجيا لصالح إيران وحزب الله.

انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ Tal Beeri (8 June 2022). "Hashem Safi al-Din – Head of Hezbollah's Executive Council (and Hassan Nasrallah's Designated Successor?)". Alma Research and Education Center. Retrieved 15 January 2023.
  2. ^ "Lebanon: Hezbollah's Rising Star". Stratfor. 17 November 2009. Retrieved 15 March 2013.
  3. ^ أ ب ت ث David A. Daoud (4 June 2017). "State Department Blacklists Hashem Saffiedine". Foundation for Defense of Democracies. Archived from the original on 6 June 2017.
  4. ^ أ ب ت "State Department Terrorist Designations of Hashem Safieddine and Muhammad al-Isawi". United States Department of State. 19 May 2017.
  5. ^ أ ب ت "Who is Hashem Safieddine, Hassan Nasrallah's potential successor?". Hindustan Times.
  6. ^ أ ب Christou, William; Beaumont, Peter (4 October 2024). "Israel launches intense attacks on Hezbollah stronghold in Beirut's south". The Guardian. Archived from the original on 4 October 2024.
  7. ^ "Hezbollah loses contact with senior leader Hashem Safieddine: Sources". Al Jazeera. 5 October 2024. Archived from the original on 5 October 2024.
  8. ^ Qiblawi, Tamara (5 October 2024). "Hezbollah has lost contact with possible Nasrallah successor, source says". CNN. Retrieved 5 October 2024.
  9. ^ Trew, Bel (2024-10-08). "Israel-Hezbollah latest: Netanyahu says would-be Hezbollah leader Safieddine killed in airstrike". The Independent (in الإنجليزية). Retrieved 2024-10-08.
  10. ^ Mackenzie, James; Gabeily, Maya (8 October 2024). "Israel says it has killed slain Hezbollah leader's successors". Reuters.
  11. ^ "الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على هاشم صفي الدين". سكاي نيوز عربية. 2024-10-22. Retrieved 2024-10-22.
  12. ^ John Davison (21 May 2017). Mark Potter (ed.). "Hezbollah calls U.S. administration 'mentally impeded' during Trump Saudi visit". Archived from the original on 17 August 2019. Retrieved 17 August 2019. Sayyed Hashem Safieddine, president of the Iran-backed Shi'ite group's executive council, said Washington would not be able to do any real harm to Hezbollah.
  13. ^ "IRGC-Hezbollah Captagon Ring Compromised by War Over Profits". Middle East Transparent. 27 April 2012. Archived from the original on 21 September 2013. Retrieved 22 March 2013.
  14. ^ "Sayyed Nasrallah re-elected for another term". The Weekly Middle East Reporter. 5 December 2009. Retrieved 24 March 2013.
  15. ^ Shmuel Bar (29 October 2006). "Lebanese Hizballah – Political, Ideological and Organizational Highlights" (PDF). National Defense University. Archived from the original (PDF) on 6 June 2017. According to reports from Iran, the Iranians have already appointed him the head of the Executive Council and Nassrallah's cousin as his successor
  16. ^ Barry Rubin, ed. (2010). Guide to Islamist Movements. New York; London: M.E. Sharpe. p. 329. ISBN 978-0-7656-1747-7.
  17. ^ Dominique Avon; Anaïs-Trissa Khatchadourian; Jane Marie Todd (2012). Hezbollah: A History of the "Party of God". Cambridge, MA; London: Harvard University Press. p. 215. ISBN 978-0-674-06752-3.
  18. ^ Ahmad Nizar Hamzeh (2004). In The Path of Hizbullah. Syracuse, NY: Syracuse University Press. p. 45. ISBN 978-0-8156-3053-1.
  19. ^ "Hezbollah (part I)" (PDF). Intelligence and Terrorism Information Center. July 2003. Retrieved 7 February 2013.
  20. ^ أ ب Shmuel Bar (29 October 2006). "Lebanese Hizballah – Political, Ideological and Organizational Highlights" (PDF). Center for Complex Operations. Archived from the original (PDF) on 21 September 2013. Retrieved 7 February 2013.
  21. ^ Dudi Cohen (13 October 2008). "Nasrallah replacement chosen". Ynetnews. Retrieved 7 February 2013.
  22. ^ "Kuwaiti daily reports extension of Nasrallah mandate". Now Lebanon. 1 November 2008. Archived from the original on 6 June 2020. Retrieved 15 March 2013.
  23. ^ Shimon Shapira (17 December 2009). "Has Hizbullah Changed?" (PDF). Intelligence and Terrorism Information Center. Retrieved 7 February 2013.
  24. ^ Larbi Sadiki (21 June 2011). "Hezbollah and the Arab revolution". Al Jazeera. Retrieved 7 February 2013.
  25. ^ "Hashem Safieddine, Hezbollah's new leader?". Reuters.
  26. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة ili
  27. ^ Zeina Karam; Bassem Mroue (15 November 2018). "Militant or poet? US sanctions Hezbollah leader's son". Associated Press. Beirut. Retrieved 3 March 2022.
  28. ^ أ ب Daphne Psaledakis. "U.S. blacklists Hezbollah official, Lebanon-based companies". Reuters.
  29. ^ "US imposes sanctions on businesses in Lebanon with links to Hezbollah". Arab News (in الإنجليزية). 17 September 2020. Retrieved 29 September 2024.
  30. ^ "Treasury Targets Hizballah Executive Council Companies and Official". U.S. Department of the Treasury (in الإنجليزية). 20 September 2024. Retrieved 29 September 2024.
  31. ^ أ ب "US sanctions Hezbollah-linked companies and official, Iranian cyber actors". Jewish News Syndicate.
  32. ^ "Hashem Safieddine: possible successor to Hezbollah chief Nasrallah". Al-Monitor (in الإنجليزية). Retrieved 29 September 2024.
  33. ^ "Who will take Hezbollah's helm after Hassan Nasrallah?". Shafaq News (in الإنجليزية). Retrieved 29 September 2024.
  34. ^ "Hezbollah denies choosing Hashem Safieddine as Nasrallah replacement". The Jerusalem Post/Reuters. 30 September 2024.
  35. ^ أ ب Barak Ravid (3 October 2024). "Israel targets potential Hezbollah successor in Beirut airstrike". Axios.
  36. ^ David Gritten, Massive blasts in Beirut after renewed Israeli air strikes, BBC News (4 October 2024).
  37. ^ أ ب IAF strike in Beirut targets possible Nasrallah successor, Jewish News Syndicate (4 October 2024).
  38. ^ "رسميا...الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل هاشم صفي الدين". جريدة الشرق الأوسط. 2024-10-22. Retrieved 2024-10-22.
  39. ^ "لبنان.. انتشال جثمان هاشم صفي الدين بالمريجة ومعه 23 شخصا". العربية نت. 2024-10-22. Retrieved 2024-10-22.
  40. ^ "Who is Hashem Safieddine, Hassan Nasrallah's Potential Successor?". Daraj. 1 October 2024. Archived from the original on 2 October 2024.
  41. ^ Siegal, Tobias (29 June 2020). "Soleimani's daughter marries Hezbollah leader Nasrallah's cousin". The Jerusalem Post. Archived from the original on 9 July 2020.

وصلات خارجية