نقاش المستخدم:Hibyan
- Vista-openbsd.png
تعليق
من تاريخ جرابلس(كركميش)/605/ ق.م(والتي تقع شمال سوريا على الحدود مع تركياحاليا):
كان نابوبلاصر الكلداني زعيما للقبائل الكلدانية في بابل في سياق النصف الثاني من القرن السابع قبل الميلاد، وقد بدأ مشواره كزعيم كلداني بإعلانه التمرد على آشور والآشوريين الذين كانوا يعانون من اضطراب في سيرتهم التاريخية، ومن أعراض التفكك والتحلل الحضاري، ثم بدأ نابو بلاصر بالتوسع في محيطه الجغرافي بعد تحالفه مع العيلامين الميديين، فهاجم كل من أوروك، ونيبور، ووصل حتى مدينة أشور سنة 616 ق. م، إلا أنه رٌّد على أعقابه، وفي سنة 614 ق. م جرّد الملك الميدي كياكسيرس (625 - 585 ق. م) حملة عسكرية على نينوى العاصمة الآشورية الثانية، إلا أنه لم ينل منها، فتوجه إلى العاصمة آشور التي سقطت بيده سريعا، فقام بتدميرها، وتركها ليحتلها حليفه الكلداني نابوبلاصر الذي متّن علاقته مع حليفه كياكسيرس بتزويج ابنه نبوخذ نصر بابنة الملك كياكسيرس، ومن ثم قام الحليفان البابلي والميدي بالتوجه نحو نينوى التي قاومت الحصار لمدة ثلاثة أشهر، وسقطت على إثرها، حيث قاما بتدميرها سنة 612 ق. م، ولم يعد للملك الآشوري آشور أوباليط الثاني سوى مدينة حران، ولكن قوات التحالف لاحقته إلى هناك، فانسحب الملك الآشوري بقواته، وبالقوات المصرية التي كان قد أرسلها له حليفه المصري بسماتيك، واحتلت قوات التحالف الميدية الكلدانية حران سنة 609 ق. م، ورغم ذلك لم ييأس الملك الآشوري آشور أوباليط خاصة بعد أن وصلته قوات دعم أخرى من مصر أرسلها حليفه المصري الملك الجديد نخو الثاني، فحاول استعادة حران، ولكن نابوبلاصر عاد لنجدة حاميته، ورد المهاجمين، وكان هذا آخر خبر يرد عن الآشوريين. في ذلك الزمن كان نبوخذ نصر وليا للعرش في عهد أبيه نابوبلاصر، وكان يقوم بمساعدة أبيه في حملاته العسكرية، ولما أثبت جدارته الميدانية، أصبح هو من يقود الحملات العسكرية، وبعد أن استتب الحكم لنابوبلاصر في بلاد الرافدين، بعث بولي عهده نبوخذ نصر في مهمة لاحتلال مدينة كركميش في شمال سوريا التي كانت تحت حكم الحامية المصرية التي قضى عليها نبوخذ نصر، بعد أن لاحقها إلى حماة، وبسقوط كركميش أعلنت الكثير من الممالك السورية خضوعها دون حرب للبابليين الجدد، وفي تلك الأثناء مات الملك نابوبلاصر، فعاد وليه نبوخذ نصر (605 - 562 ق. م) إلى بابل ليتربع على عرشها، ومن ثم قام بعدة حملات تأديبية نحو سوريا، وخاصة الجنوبية منها، والتي كانت كلما سنحت لها الفرصة تعود وتتمرد على بابل بتحريض من مصر، وفي النهاية قرر نبوخذ نصر أن يشن حربا على مصر، وفي معركة دارت سنة 601 ق. م بين العاهل البابلي نبوخذ نصر، والعاهل المصري نخو الثاني كبدت الطرفين خسائر فادحة دون أن يتم حسم الأمر، وفي سنة 599 ق. م قام نبوخذ نصر بحملة ضد القبائل العربية، وفي سنة 598 ق. م قام بحملة على بلاد كنعان (فلسطين)، وخلالها احتل مدينة أورشاليم (القدس)، وأسر ملكها يهوياكين (598 - 597 ق. م) كما أسر الكثير من أعيان المملكة، ووضع صدقيا عم يهوياكين (597 - 586 ق. م) ملكا على يهوذا، ثم عاد نبوخذ نصر مرة أخرى سنة 586 ق. م لقمع حركات التمرد في بلاد كنعان المتحالفة مع مصر، قام خلالها بتدمير أورشاليم وسبى الكثير من شعبها متبعا سياسة الآشوريين من قبله، وبينما أخضع جميع الممالك السورية للعاصمة الكلدانية بابل، لم يستطع إخضاع مدينةصور التي استمر حصارها ثلاثة عشر عاما من سنة 586 ق. م، وحتى سنة 576 ق. م، وفكت القوات البابلية حصار صور بعد اعترافها بالسيادة البابلية، مع حفاظها على استقلالها الداخلي، وبذلك أوصل نبوخذ نصر المملكة الكلدانية إلى قمة مجدها، ومن مآثره التاريخية الهامة تدشينه لبرج بابل الشهير الذي كان أبوه نابوبلاصر قد وضع حجر الأساس له، وفي سنة 562 ق. م مات نبوخذ نصر بعد أن بدأت في نهاية حكمه تظهر بداية علامات الشيخوخة على إمبراطوريته، وولي بعده ابنه أويل مردوخ (562 - 560 ق. م) لمدة سنتين، وبعد موته تولى العرش القائد العسكري نيرجال شار أوصور (560 - 556 ق. م)، وتولى الحكم بعده ابنه لاباشي مردوخ (556 - 556) الذي تم اغتياله بعد ثلاثة أشهر من حكمه، وتولى العرش الذي كان يزداد اهتزازا نابونيد (556 - 539 ق. م) والذي غادر بابل إلى مدينة تيماء في شمال الجزيرة العربية ليتفرغ لعبادته للإله سين (القمر)، تاركا لابنه وولي عهده بيل سازار (بلطشاصر) إدارة البلاد، ولم يعد إلى بابل إلا حين بدأت جحافل الجيش الفارسي الإخميني قورش (550 - 529 ق. م) بالاقتراب من بابل، ولكن الشعب وخاصة كهنة الإله مردوخ الناقمين على نابونيد الذي كان يتعبد للإله سين قاموا بفتح أبواب بابل فدخلها قورش دون مقاومة تذكر سنة 539 ق. م، وهناك من يفترض أن اليهود الذين كان نبوخذ نصر قد قام بسبيهم، وأسكنهم في بابل قبل خمسين عاما، قد تعاونوا مع سواهم من القوى الدينية الرجعية، وتآمروا مع الفرس الأخمينيين، حيث بثوا الفوضى في بابل، وهيئوا بابل كي تسقط عسكريا بسهولة في يد الفرس بقيادة كورش، والذي ما إن دخل بابل حتى أعطى وعده الشهير بإعادة اليهود إلى أورشاليم ثانية. هبيان المرعي www.hibyan.jeeran.com