نقاش المساعدة:تحرير متقدم
قبيلة زعب سُليم
تنتسب قبيلة زعب لجد جاهلي يدعى زعب بن مالك بن خفاف بن إمرؤ القيس بن بهثة بن سليم .
و تنقسم قبيلة زعب إلى فرعين رئسين و هما :
¤ المتاريك
¤ الغوانم
و أماكن توزعها في :
نلخص تاريخ قبيلة زعب في عدة نقاط :
أولاً : في كتاب ( الطبقات لإبن سعد المتوفي عام ٢٣٠ هجري / ص٤٩ / الجزء الثاني ) : يذكر قبيلة زعب ( بالعين المهملة) من قبائل بني سليم و يقول أنها من القبائل التي دعى عليها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقوع حادثة بئر معونة .
و حادثة بئر معونة : هي الغدر بالصحابة الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم لتعليم أهل نجد أمور دينهم .
و الجميل بالموضوع يذكر محقق الكتاب د.علي محمد عمر في أسفل صفحة ٤٩ من الجزء الثاني : " زعب : تحرفت في نسخة أسماها ل و النسخ التي بعدها إلى زغب .
ثانياً : و يجدر بنا الإشارة على أن قبيلة زعب السلمية هي قبيلة حجازية بالأصل كانت تقيم ديارها بين مكة المكرمة و المدينة المنورة، و من العلماء القدامى الذين ذكروا قبيلة زعب في مصنفاتهم العلّامة ابن ماكولا المتوفي سنة ٤٧٥ هجري في كتابه ( الإكمال / ص ١٨٥) حيث قال :
"زعب بكسر الزاي زعب بن مالك من بني بهثة من سليم..ذكره الطبري. و ذكره الدارقطني بالغين المعجمة وهو غلط ظاهر، وهو زعب بعين مهملة مشهور و إلى اليوم منهم خلق بالحجاز زعبيون ولهم خفارة في طريق مكة".
نقول : ابن ماكولا المتوفي سنة ٤٧٥ هجري يقول أن زعب تنتسب لبني بهثة من سيلم و يقول انها زعب (بالعين المهملة) ومن ذكرها زغب (بالغين المعجمة) فقد غلط. و يقول أيضاً أنها كانت تقيم ديارها في الحجاز و لها خفارة في طريقة مكة.
هذا جزء من سيرة قبيلة زعب السلمية قبل عام ٤٧٥ هجري أي قبل وفاة مؤلف كتاب (الإكمال) العلّامة ابن ماكولا.
ثالثاً : يذكر العلّامة ابن خلكان المتوفي سنة ٦٨١ هجري في كتابه (وفيات الأعيان /الجزء السادس / ص ٢٣١) :
"الزعبي : بكسر الزاي وسكون العين المهملة وآخره باء موحدة نسبة إلى زعب بن مالك بن خفاف بن إمرؤ القيس بن بهثة بن سليم، بطن مشهور من سليم، و هذه زعب هي التي أخذت الحاج سنة خمس وأربعين و خمسمائة (٥٤٥ هـ) فهلك منهم خلق كثير قتلاً و عطشاً و جوعاً فرمى الله زعباً بالقلة و الذلة بعده إلى الآن ".
نقول : زعب في عام (٥٤٥ هـ) غدرت بحجاج بيت الله الحرام العُزّل و قامت بقتلهم و سلبهم حتى هلك منهم خلق كثير قتلاً و عطشاً و جوعاً فرمى الله زعباً بالقلة و الذلة بعده إلى الآن أي إلى زمان ابن خلكان وهو المتوفي سنة ٦٨١ هـ.
نفهم أن قبيلة زعب السلمية بعد غدرها بحجاج بيت الله الحرام قل عددها.
رابعاً : العلّامة ابن الأثير الجزري المتوفي سنة ٦٣٠ هجري في كتابه (اللباب في تهذيب الأنساب / ص ٦٨-٦٩) يذكر نفس كلام ابن خلكان تماماً؛ بأن زعب (بالعين المهملة) من قبائل بني سليم و انها في عام ٥٤٥ هـ غدرت بحجاج بيت الله الحرام. و يذكر أيضاً أنها زعب (بالعين المهملة) و من ذكرها زغب (بالغين المعجمة) فقد غلط و اخطأ.
و يقول ابن الأثير أيضاً في كتابه (الكامل في التاريخ / المجلد التاسع / ص٣٦٥) أنه في سنة ٥٤٥ هـ قامت قبيلة زعب السلمية بالهجوم على الحجاج بالغرابي بين مكة و المدينة فأخذوهم ولم يسلم منهم إلا القليل. ثم إن الله تعالى اقتص للحجاج من زعب فلم يزالوا في نقص و ذلة. و يقول ابن الاثير أيضاً أنه إلتقى بشاب من قبيلة زعب في المدينة المنورة سنة ٥٧٦ هـ، و جرى بينهما مفاوضة، فقال له ابن الأثير إني والله كنت أميل إليك حتى سمعت أنك من زعب فنفرت وخفت شرك، فقال الشاب : لما؟، قال ابن الأثير بسبب اخذكم الحاج. فقال الشاب أنا لم أدرك ذلك الوقت، وكيف رأيت الله صنع بنا والله لا أفلحنا ولا نجحنا قل العدد و طمع العدو فينا.
نقول : إن حال قبيلة زعب السلمية بعد غدرها بحجاج سنة ٥٤٥ هـ أصبحت قبيلة ذليلة قليلة العدد والعدة.
خامساً : و عليه نسأل السؤال التالي :
ما هو سبب ذلة زعب و قلة عددها في الحجاز ؟!
يجيب عن هذا السؤال ابن سعيد الأندلسي توفي ٦٨٥ هجري في كتابه ( نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب / الجزء الثاني / ص ٥٢٣) :
"وأما بني زغب فإنهم الآن بإفريقية لهم شوكة و فرسان يزيدون على ألف، و ذكرهم ابن ماكولا وضبطهم بكسر الزاي وإهمال العين، و قال هم خلق كثير بين مكة و المدينة وهم من بني زعب بن مالك من بهثة من سليم.
و يقول ابن سعيد الأندلسي أيضاً : و سألت عنهم بين الحرمين فلم أجد منهم إلا قليلاً في جوار بني علي وغيرهم و عددهم في المغرب.
نفهم أن قبيلة زعب السلمية بعد غدرها بحجاج بيت الله الحرام عام ٥٤٥ هـ أصبح عددها قليل جداً في الحجاز لأن الغالبية العظمى من أبنائها هاجروا إلى بلاد إفريقية. و نلاحظ أن ابن سعيد الأندلسي ذكرها زغب (بالغين المعجمة) و قد أخطأ وغلط والصواب أنها زعب (بالعين المهملة).
وهذا القلقشندي المتوفي سنة ٨٢١ هـ يذكر في كتابه ( نهاية الأرب / ص ٢٥٣) نفس كلام ابن سعيد الأندلسي و يؤكد هجرة زعب بغالبيتها إلى إفريقية ولم يبقى منها إلا عدداً قليلاً في الحجاز.
سادساً : العلّامة الرحالة أبو محمد التيجاني مؤلف كتاب ( رحلة التيجاني / ص١٤١) من تونس إلى طرابلس ( ٧٠٦ هـ - ٧٠٨هـ) يقول في كتابه أنه دخل ديار قبيلة زعب السلمية مما يؤكد فعلاً انتقالها إلى إفريقية. نفهم أن التيجاني إلتقى بقبيلة زعب في إفريقية بعد عام ٧٠٦ هجري.
سابعاً : نسأل ماذا حل بالبقية القليلة من قبيلة زعب السلمية في الحجاز و هما فرعي (المتاريك والغوانم)؟!
يذكر العلّامة النسابة ضامن بن شدقم في كتابه (تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب آل النبي المختار /المجلد الثاني /القسم الأول / ص ٣٨٣) أن قبيلة زعب لازالت في الحجاز تعيش في جوار و حماية الشريف زيان بن حاكم المدينة المنورة الشريف منصور لغاية سنة ١٠٧٨ هجري.
نفهم أن القلة القليلة المتبقية من قبيلة زعب السلمية وهما فرعي المتاريك و الغوانم باقون في الحجاز ولم يخرجوا منها حتى عام ١٠٧٨ هجري.
ثامناً : كتاب سمط النجوم العوالي يؤكد بقاء زعب السلمية في الحجاز حتى سنة ١٠٧٨ هجري :
يذكر المؤرخ العاصمي المكي المتوفي سنة ١١١١ هجري في كتابه ( سمط النجوم العوالي / الجزء الرابع / ص ٣٩٤) :
"أن الشريف أبو طالب حاكم مكة المكرمة ( توفي ١٠١٢هـ) قبل وفاته بأيام كان وقع من شيخ زعب جناية، ثم إن جماعة الشيخ الزعبي طلبوا من الشريف أبو طالب أن يرضى عليه ويعطوه ما يطيب خاطره وإتفقوا بينهم على مائة فرس و ألف بعير و كذا و كذا من الدراهم ثم أحضروا جميع ذلك و وصلوا به إليه فقال لهم : أنا ما كان مرادي إلا تأديب الشيخ الزعبي وليس غرضي في طمع منه".
نقول : نفهم أن زعب فعلاً لم تخرج من الحجاز إلا بعد عام ١٠٧٨ هجري كما أكد ذلك ضامن بن شدقم في كتابه (تحفة الأزهار) و أيضاً نفهم أن عدد قبيلة زعب كان قليل أيضاً و إلا لكانت زعب بدلاً من دفع الدراهم و تقديم الخيول و البعير مقابل العفو عن شيخها جعلتها حرب شعواء على الشريف أبو طالب لفك أسر شيخها الزعبي .
تاسعاً : إلى أين هاجرت بقية زعب من الحجاز بعد عام ١٠٧٨ هـ ؟!
الجواب : إلى نجد و الإحساء.
حيث يقول الرحالة المستشرق السويسري جون لويس بوركهارت في كتابه (ملاحظات عن البدو / النسخة الإنجليزية / ص ٢٨) في رحلته إلى الجزيرة العربية عام ١٨٣١ م :
"زعب : وهم قبيلة ليس لهم وزن و لا اعتبار وتقيم في نجد و الإحساء".
نفهم من كلام بوركهارت أيضاً أن زعب حتى بعد أن انتقلت لنجد و الإحساء لازالت قليلة العدد وإلا لما قال عنها بوركهارت قبيلة ليس لها وزن و اعتبار وذلك عام ١٨٣١م أي قبل (١٩٠ عام) من الآن، و ها نحن اليوم في عام ٢٠٢١م وجميعنا يعلم أن قبيلة زعب اليوم تقيم في بلاد نجد أي المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية .
و ما يؤكد كلام المستشرق السويسري جون لويس بوركهارت في كتابه (ملاحظات عن البدو) سيرة أمير قبيلة زعب السلمية الشيخ مناع أبو رجلين الزعبي و هذا الشيخ من بيت آل سحوب و فيهم زعامة قبيلة زعب.
حيث قام الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود بتولية الشيخ مناع أبو رجلين الزعبي جيش غزو الكويت المكون أغلبه من أبناء قبيلة زعب وأهل الإحساء، وفعلاً تمت مهاجمة الكويت بقيادة أبو رجلين عام ١٧٩٧م الموافق ١٢١١ هجري وهذا يعني أن قبيلة زعب السلمية كانت موجودة في بلاد نجد و الإحساء قبل ٢٢٤ عام من الآن، و هذا يؤكد أن قبيلة زعب السلمية لم تدخل بلاد الشام عموماً بشكل جماعي و لم تدخل حوران مطلقاً. ( تاريخ الكويت / الجزء الأول/ ص ١١٥ ) ( حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب/ ص ٣٥٩ ) .
و إن العجب العجاب أننا أصبحنا نرى و نسمع بعض أبناء قبيلة زعب السلمية في دول الخليج العربي يدعون الإنتساب للسادة آل الزعبي الجيلاني أحفاد الإمام عبدالقادر الجيلاني من ابنه السيد عبد العزيز الحيالي مستغلين التشابه بكنية الزعبي. حيث أن الزعبي السلمي نسبة لجد جاهلي يدعى زعب بن مالك بن خفاف بن إمرؤ القيس بن بهثة بن سليم. أما السادة الأشراف الزعبية الجيلانية نسبة لأحد جدودهم تزوج من قبيلة أو عائلة تدعى زعب فتسمى أبناء هذه المرأة الزعبية بكنية أمهم أما نسبهم فللإمام عبد القادر الجيلاني الحسني الهاشمي.
■ و الجدير بالذكر أن أسم الزعبي من المؤتلف بالكنية المختلف بالنسب ، و هناك عدة عائلات تسمى {الزعبي} لا يجمعها نسب واحد كأسرة الزعبي المري في قطر . و أسرة الزعبي العسيري في منطقة عسير . و الزعبي اليافعي في العطف و هي قرية من قرى وادي الحطيب في اليمن . و الزعبي الأنصاري و هي عشيرة كبيرة العدد تتواجد في تدمر . و الزعبي الكندي في حضرموت . و الزعبي الجنابي في العراق . و الزعبي القرشي و هم الزعابية في الطائف . و الزعبي الجيلاني في الأردن و فلسطين و لبنان و سوريا و العراق . و الزعبي الشمري في العراق . و الزعبي الكلبي في سوريا . و الزعبي المُسدي في حمص و حماة و دمشق . و الزعبي العطاري في حمص . و الزعبي الغالي في حمص .
قبيلة زعب نسب و تاريخ
《 قبيلة زعب 》
تنتسب قبيلة زعب لجد جاهلي يدعى زعب بن مالك بن خفاف بن إمرؤ القيس بن بهثة بن سليم .
و تنقسم قبيلة زعب إلى فرعين رئسين و هما :
¤ المتاريك
¤ الغوانم
و أماكن توزعها في :
▪︎ السعودية
▪︎الكويت
▪︎الإمارات
▪︎ليبيا
نلخص تاريخ قبيلة زعب في عدة نقاط :
أولاً : في كتاب ( الطبقات لإبن سعد المتوفي عام ٢٣٠ هجري / ص٤٩ / الجزء الثاني ) : يذكر قبيلة زعب ( بالعين المهملة) من قبائل بني سليم و يقول أنها من القبائل التي دعى عليها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقوع حادثة بئر معونة .
و حادثة بئر معونة : هي الغدر بالصحابة الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم لتعليم أهل نجد أمور دينهم .
و الجميل بالموضوع يذكر محقق الكتاب د.علي محمد عمر في أسفل صفحة ٤٩ من الجزء الثاني : " زعب : تحرفت في نسخة أسماها ل و النسخ التي بعدها إلى زغب .
ثانياً : و يجدر بنا الإشارة على أن قبيلة زعب السلمية هي قبيلة حجازية بالأصل كانت تقيم ديارها بين مكة المكرمة و المدينة المنورة، و من العلماء القدامى الذين ذكروا قبيلة زعب في مصنفاتهم العلّامة ابن ماكولا المتوفي سنة ٤٧٥ هجري في كتابه ( الإكمال / ص ١٨٥) حيث قال :
"زعب بكسر الزاي زعب بن مالك من بني بهثة من سليم..ذكره الطبري. و ذكره الدارقطني بالغين المعجمة وهو غلط ظاهر، وهو زعب بعين مهملة مشهور و إلى اليوم منهم خلق بالحجاز زعبيون ولهم خفارة في طريق مكة".
نقول : ابن ماكولا المتوفي سنة ٤٧٥ هجري يقول أن زعب تنتسب لبني بهثة من سيلم و يقول انها زعب (بالعين المهملة) ومن ذكرها زغب (بالغين المعجمة) فقد غلط. و يقول أيضاً أنها كانت تقيم ديارها في الحجاز و لها خفارة في طريقة مكة.
هذا جزء من سيرة قبيلة زعب السلمية قبل عام ٤٧٥ هجري أي قبل وفاة مؤلف كتاب (الإكمال) العلّامة ابن ماكولا.
ثالثاً : يذكر العلّامة ابن خلكان المتوفي سنة ٦٨١ هجري في كتابه (وفيات الأعيان /الجزء السادس / ص ٢٣١) :
"الزعبي : بكسر الزاي وسكون العين المهملة وآخره باء موحدة نسبة إلى زعب بن مالك بن خفاف بن إمرؤ القيس بن بهثة بن سليم، بطن مشهور من سليم، و هذه زعب هي التي أخذت الحاج سنة خمس وأربعين و خمسمائة (٥٤٥ هـ) فهلك منهم خلق كثير قتلاً و عطشاً و جوعاً فرمى الله زعباً بالقلة و الذلة بعده إلى الآن ".
نقول : زعب في عام (٥٤٥ هـ) غدرت بحجاج بيت الله الحرام العُزّل و قامت بقتلهم و سلبهم حتى هلك منهم خلق كثير قتلاً و عطشاً و جوعاً فرمى الله زعباً بالقلة و الذلة بعده إلى الآن أي إلى زمان ابن خلكان وهو المتوفي سنة ٦٨١ هـ.
نفهم أن قبيلة زعب السلمية بعد غدرها بحجاج بيت الله الحرام قل عددها.
رابعاً : العلّامة ابن الأثير الجزري المتوفي سنة ٦٣٠ هجري في كتابه (اللباب في تهذيب الأنساب / ص ٦٨-٦٩) يذكر نفس كلام ابن خلكان تماماً؛ بأن زعب (بالعين المهملة) من قبائل بني سليم و انها في عام ٥٤٥ هـ غدرت بحجاج بيت الله الحرام. و يذكر أيضاً أنها زعب (بالعين المهملة) و من ذكرها زغب (بالغين المعجمة) فقد غلط و اخطأ.
و يقول ابن الأثير أيضاً في كتابه (الكامل في التاريخ / المجلد التاسع / ص٣٦٥) أنه في سنة ٥٤٥ هـ قامت قبيلة زعب السلمية بالهجوم على الحجاج بالغرابي بين مكة و المدينة فأخذوهم ولم يسلم منهم إلا القليل. ثم إن الله تعالى اقتص للحجاج من زعب فلم يزالوا في نقص و ذلة. و يقول ابن الاثير أيضاً أنه إلتقى بشاب من قبيلة زعب في المدينة المنورة سنة ٥٧٦ هـ، و جرى بينهما مفاوضة، فقال له ابن الأثير إني والله كنت أميل إليك حتى سمعت أنك من زعب فنفرت وخفت شرك، فقال الشاب : لما؟، قال ابن الأثير بسبب اخذكم الحاج. فقال الشاب أنا لم أدرك ذلك الوقت، وكيف رأيت الله صنع بنا والله لا أفلحنا ولا نجحنا قل العدد و طمع العدو فينا.
نقول : إن حال قبيلة زعب السلمية بعد غدرها بحجاج سنة ٥٤٥ هـ أصبحت قبيلة ذليلة قليلة العدد والعدة.
خامساً : و عليه نسأل السؤال التالي :
ما هو سبب ذلة زعب و قلة عددها في الحجاز ؟!
يجيب عن هذا السؤال ابن سعيد الأندلسي توفي ٦٨٥ هجري في كتابه ( نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب / الجزء الثاني / ص ٥٢٣) :
"وأما بني زغب فإنهم الآن بإفريقية لهم شوكة و فرسان يزيدون على ألف، و ذكرهم ابن ماكولا وضبطهم بكسر الزاي وإهمال العين، و قال هم خلق كثير بين مكة و المدينة وهم من بني زعب بن مالك من بهثة من سليم.
و يقول ابن سعيد الأندلسي أيضاً : و سألت عنهم بين الحرمين فلم أجد منهم إلا قليلاً في جوار بني علي وغيرهم و عددهم في المغرب.
نفهم أن قبيلة زعب السلمية بعد غدرها بحجاج بيت الله الحرام عام ٥٤٥ هـ أصبح عددها قليل جداً في الحجاز لأن الغالبية العظمى من أبنائها هاجروا إلى بلاد إفريقية. و نلاحظ أن ابن سعيد الأندلسي ذكرها زغب (بالغين المعجمة) و قد أخطأ وغلط والصواب أنها زعب (بالعين المهملة).
وهذا القلقشندي المتوفي سنة ٨٢١ هـ يذكر في كتابه ( نهاية الأرب / ص ٢٥٣) نفس كلام ابن سعيد الأندلسي و يؤكد هجرة زعب بغالبيتها إلى إفريقية ولم يبقى منها إلا عدداً قليلاً في الحجاز.
سادساً : العلّامة الرحالة أبو محمد التيجاني مؤلف كتاب ( رحلة التيجاني / ص١٤١) من تونس إلى طرابلس ( ٧٠٦ هـ - ٧٠٨هـ) يقول في كتابه أنه دخل ديار قبيلة زعب السلمية مما يؤكد فعلاً انتقالها إلى إفريقية. نفهم أن التيجاني إلتقى بقبيلة زعب في إفريقية بعد عام ٧٠٦ هجري.
سابعاً : نسأل ماذا حل بالبقية القليلة من قبيلة زعب السلمية في الحجاز و هما فرعي (المتاريك والغوانم)؟!
يذكر العلّامة النسابة ضامن بن شدقم في كتابه (تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب آل النبي المختار /المجلد الثاني /القسم الأول / ص ٣٨٣) أن قبيلة زعب لازالت في الحجاز تعيش في جوار و حماية الشريف زيان بن حاكم المدينة المنورة الشريف منصور لغاية سنة ١٠٧٨ هجري.
نفهم أن القلة القليلة المتبقية من قبيلة زعب السلمية وهما فرعي المتاريك و الغوانم باقون في الحجاز ولم يخرجوا منها حتى عام ١٠٧٨ هجري.
ثامناً : كتاب سمط النجوم العوالي يؤكد بقاء زعب السلمية في الحجاز حتى سنة ١٠٧٨ هجري :
يذكر المؤرخ العاصمي المكي المتوفي سنة ١١١١ هجري في كتابه ( سمط النجوم العوالي / الجزء الرابع / ص ٣٩٤) :
"أن الشريف أبو طالب حاكم مكة المكرمة ( توفي ١٠١٢هـ) قبل وفاته بأيام كان وقع من شيخ زعب جناية، ثم إن جماعة الشيخ الزعبي طلبوا من الشريف أبو طالب أن يرضى عليه ويعطوه ما يطيب خاطره وإتفقوا بينهم على مائة فرس و ألف بعير و كذا و كذا من الدراهم ثم أحضروا جميع ذلك و وصلوا به إليه فقال لهم : أنا ما كان مرادي إلا تأديب الشيخ الزعبي وليس غرضي في طمع منه".
نقول : نفهم أن زعب فعلاً لم تخرج من الحجاز إلا بعد عام ١٠٧٨ هجري كما أكد ذلك ضامن بن شدقم في كتابه (تحفة الأزهار) و أيضاً نفهم أن عدد قبيلة زعب كان قليل أيضاً و إلا لكانت زعب بدلاً من دفع الدراهم و تقديم الخيول و البعير مقابل العفو عن شيخها جعلتها حرب شعواء على الشريف أبو طالب لفك أسر شيخها الزعبي .
تاسعاً : إلى أين هاجرت بقية زعب من الحجاز بعد عام ١٠٧٨ هـ ؟!
الجواب : إلى نجد و الإحساء.
حيث يقول الرحالة المستشرق السويسري جون لويس بوركهارت في كتابه (ملاحظات عن البدو / النسخة الإنجليزية / ص ٢٨) في رحلته إلى الجزيرة العربية عام ١٨٣١ م :
"زعب : وهم قبيلة ليس لهم وزن و لا اعتبار وتقيم في نجد و الإحساء".
نفهم من كلام بوركهارت أيضاً أن زعب حتى بعد أن انتقلت لنجد و الإحساء لازالت قليلة العدد وإلا لما قال عنها بوركهارت قبيلة ليس لها وزن و اعتبار وذلك عام ١٨٣١م أي قبل (١٩٠ عام) من الآن، و ها نحن اليوم في عام ٢٠٢١م وجميعنا يعلم أن قبيلة زعب اليوم تقيم في بلاد نجد أي المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية .
و ما يؤكد كلام المستشرق السويسري جون لويس بوركهارت في كتابه (ملاحظات عن البدو) سيرة أمير قبيلة زعب السلمية الشيخ مناع أبو رجلين الزعبي و هذا الشيخ من بيت آل سحوب و فيهم زعامة قبيلة زعب.
حيث قام الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود بتولية الشيخ مناع أبو رجلين الزعبي جيش غزو الكويت المكون أغلبه من أبناء قبيلة زعب وأهل الإحساء، وفعلاً تمت مهاجمة الكويت بقيادة أبو رجلين عام ١٧٩٧م الموافق ١٢١١ هجري وهذا يعني أن قبيلة زعب السلمية كانت موجودة في بلاد نجد و الإحساء قبل ٢٢٤ عام من الآن، و هذا يؤكد أن قبيلة زعب السلمية لم تدخل بلاد الشام عموماً بشكل جماعي و لم تدخل حوران مطلقاً. ( تاريخ الكويت / الجزء الأول/ ص ١١٥ ) ( حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب/ ص ٣٥٩ ) .
■ و الجدير بالذكر أن أسم الزعبي من المؤتلف بالكنية المختلف بالنسب ، و هناك عدة عائلات تسمى {الزعبي} لا يجمعها نسب واحد كأسرة الزعبي المري في قطر . و أسرة الزعبي العسيري في منطقة عسير . و الزعبي اليافعي في العطف و هي قرية من قرى وادي الحطيب في اليمن . و الزعبي الأنصاري و هي عشيرة كبيرة العدد تتواجد في تدمر . و الزعبي الكندي في حضرموت . و الزعبي الجنابي في العراق . و الزعبي القرشي و هم الزعابية في الطائف . و الزعبي الجيلاني في الأردن و فلسطين و لبنان و سوريا و العراق . و الزعبي الشمري في العراق . و الزعبي الكلبي في سوريا . و الزعبي المُسدي في حمص و حماة و دمشق . و الزعبي العطاري في حمص . و الزعبي الغالي في حمص .