نقاش البوابة:فنون تصويرية/فروع

أولا: الحوامل المستخدمة في التصوير الزيتي: 1- الكانغاس: عبارة عن مصطلح يعبر عن عدد محدد من المواد المنسوجة ذات الألياف الخشنة نسبيا مثل الكتان والقنب والقطن، ومن أنواع الكانفاس المشهورة (كانفاس الكتان وكانفاس القنب وكانفاس القطن).( ) وتشير المصادر التاريخية إلي أنه العامل القماشي قد استخدم في البدايات الأولي للتصوير الزيتي، وحل محل الكثير من الأسطح الخشبية في التصوير والتي كانت معروفة ومستخدمة بكثرة قبل التصوير الزيتي، كما تشير أيضا إلي أن هذا العامل (الكانفاس) قد استخدم بصورة واسعة منذ القرن الخامس عشر الميلادي، وأنه استخدم من قبل الفنانين القدامي في مدانية فينسيا الإيطالية منذ ذلك الفترة الزمنية وكان المفضل عن أي حامل آخر، وعلي هذا فظل استخدام في أوال عصر النهضة في إنتاج لوحات كبيرة للتعبير عن بعض المناظر الدينية ومناظر الصيد، واستمر استخدام هذا الحامل في القرن السادس عشر ليحل محل الحامل الخشبي في العديد من الأعمال الفنية ليصبح الحامل القماشي هو الحامل الرئيسي للتصوير الزيتي في القرن الثامن عشر خاصة ي أوروبا ومازال يستخدم بكثرة حتي وقتنا الحاضر.( ) ‌أ) كانفاس الكتان: يعتبر أفضل أنواع الحوامل المستوية المستخدمة في مجال التصوير الزيتي، وذلك لقوته ومتانته وانتظام أليافه، بالإضافة إلي ذلك يعتبر كانفاس الكتان المشدود علي إطار خشبي أول أنواع الكانفاس المستخدمة في هذا المجال، خاصة في أعمال التصوير الإيطالية. ‌ب) كانفاس القنب: هو أحد أنواع الحوامل المفضلة للتصوير الزيتي، وتوجد أنواع عديدة للقنب ينمو أحدها في مصر وليس النيل، ويستخدم كحامل للوحات ذات الأحجام الكبيرة، والتي تتطلب ألوان كثيفة وغليظة السمك، لأن خيوط نسيجه غليظة وقوية وغير متداخلة وتتلائم مع هذا النوع من التصوير.( ) أما بالنسبة لتاريخ استخامه كحامل تصوير للوحات الزيتية فقد استخدم في اللوحات الفنيسية القديمة علي يد بعض الفنانين مثل تنيترتو Tintoretto وفيرونيس Veronese وغيرهم من فناني القرن السادس عشر في عصر النضهة، كما استخدم في القرن السابع عشر في أعمال التصوير الزيتي بمدينة نابولي الإيطالية، كما أنه كان الحامل الشائع في الاستخدام في أعمال التصوير الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، كما استمر استعماله بصورة واسعة في كلا من القرنين التاسع عشر والعشري، خاصة من قبل فناني التعبيرية الألمانية في بداية القرن العشرين. ( ) ‌ج) كانفاس القطن: علي الرغم من تاريخ القطن الطويل، فإن استخدامه كحامل للتصوير الزيتي يعتبر قليلا نسبيا.( ) إذ أنه لم يستخدم في أعمال التصوير الزيتي بشكل واسع إلا منذ عام 1930م، وكانت بدايات استعماله في حوامل التصوير قاصرة علي صغار الفنانين والدارسين، وأ،ه لا يفضل استخدامه في حالة اللوحات الزيتية ذات المساحات الكبيرة، وإنما يستخدم في حالة اللوحات الصغير( ) بحيث يشد قماش القطن علي ألواح قوية من الكرتون أو الخشب المضغوط أو غير ذلك من المواد الصلبة.( ) ‌د) كانفاس الحوت: هذا النبات عرف منذ العصور القديمة واستخدم في العديد من الأغراض التجارية، إلا أن استخدامه في مجال التصوير الزيتي كحامل قماشي لم يكن شائع لدي جموع الفنانين خاصة في حالة اللوحات الزيتية الهامة، وإن كان قد استخدم في بعض أعمال التصوير الزيتي علي فترات متباعدة، وذلك عن طريق شد القماش علي إطار من الخشب القوي أو بلصقه علي لوح خشبي. ‌ه) كانفاس الألياف الصناعية: مع بداية الاتجاه إلي إنتاج الصناعية منذ نهاية القرن التاسع عشر والتي اشتقت من السليولوز الطبيعي، وذلك من خلال تفاعلات كيميائية للبلمرة أدت الي الحصول علي العديد من الالياف الصناعية كحوامل قماشية للتصوير الزيتي منذ ذلك التاريخ، والتي كان من أهمها البولي آستر، والنايلون، والبولي بروبلين، وبصفة عامة تعتبر الاقشمة المصنعة من ألياف البولي أستر الصناعية من الأقمشة الجيدة الاستععمال كحوامل قماشية في مجال التصوير الزيتي.( ) 2- الحامل الخشبي: عرف الحامل الخشبي كحامل لأعمال التصوير المختلفة منذ القدم وذلك قبل معرفة التصوير الزيتي، فقد استخدم في إعداد لوحات التصوير داخل الكنائس وصور أفراد العائلات الحاكمة في أوروبا بأسلوب التمبرا، وضع معرفة أسلوب التصوير الزيتي في منتصف القرن الخامس عشر استمر استخدام الحامل الخشبي في العديد من أعمال التصوير في تلك الفترة والتي عرفت بعصر النهضة خاصة في تصوير الأعمال الدينية، وقد شارك الحامل الخشبي في الاستخدام من قبل مصوري هذه الفترة حامل آخر وهو الحامل القماشي الذي انتشر استخدامه أيضا جنبا إلي جنب مع الحامل الخشبي، وإن كان قد فضل الحامل الخشبي علي الحامل القماشي من قبل العديد من الفنانين في كل من إيطاليا والبلاد المنخفضة، من أمثال جيوتو Giotto، رفاييل Raphael، دوير Durer، كرانش Cranch، روبنز Rubens، رمبرانت Renbrandt، والذين استخدموا الحامل الخشبي في معظم أعمالهم الفنية، وقد استمر هذا الحامل ذو أهمية عظمي في أعمال التصوير الزيتي حتي القرن السابع عشر. ولقد اختلفت وتنوعت الأخشاب المستخدمة كحوامل للتصوير الزيتي وذلك حسب طبيعة ونوعي الأخشاب التي تزرع في البلاد المختلفة، فنجد أن الأخشاب التي استخدمت في أعمال التصوير في جنوب ألمانيا اقتصرت علي أخشاب الصنوبر، وخشب التنوب، وخشب اللاركس، وخشب الزيزفون، وخشب الزان، وخشب لسان العصفور، بينما كانت الأخشاب التي استخدمت في شمال ألمانيا وهولندا قد اقتصرت علي خشب البلوط، ونادرا ما استخدم خشب الدردار، وخشب جار الماء، كا استخدم خشب البلوط كحامل خشبي في أعمال التصوير الأولي علي يد المصور جان فان آيك Jan Van Eyck الذي نسب إليه اختراع التصوير الزيتي، بينما استخدم خشب الحور، وخشب السرو في أعمال التصوير التي ترجع الي مدينة فينسيا، وإن كان استخدام خشب الحور هو المفضل في كافة أعمال التصوير الإيطالية. أما في أعمال التصوير الزيتي التي ترجع الي القرن الثامن عشر والتاسع عشر فقد استخدم عادة خشب الماهوجني في أعمال التصوير التي ترجع لبلاد الشمال الأورةبي، حيث أنه لم يكن من الأخشاب المتوفرة عند فناني عصر النهضة، وقد انتشر استخدامه بعد ذلك في أعمال التصوير الزيتي حتي وقتنا الحاضر وأصبح من الأخشاب المفضل استعمالها.( ) كما ظهر حديثا نوع من الأخشاب المصنعة وهو خشب الأبلاكاش وهو الخشب الذي ينتج من لصق طبقات من الرقائق الخشبية فوق بعضها في صورة معاكسة، بحيث يكون اتجاه الألياف في أحدهما عكس الطبقة التي تليها، حيث يعتبر الآن من أهم الأخشاب الصناعية الحديثة المستخدمة كحوامل للتصوير الزيتي في العصر الحديث.( ) 3- الحامل الأكاديمي: يطلق الحامل الأكاديمي أو العلمي على الورق المقوى، أو الكرتون للصلب، والذي يمد أمام التعامل معه، حيث يغطي أحد جوانبه بأرضية تصوير مناسبة، ولقد استخدام هذا الحامل في لندن بإنجلترا عام 1850م، ثم في نيويورك بأمريكا عام 1868م ويفضل استخدامه كرسوم أولية أو لتدريب الطلاب، ولكن بعض الفنانين يستخدمونه بعد معالجته باستخدام سليكات الصوديوم في محلول من 2-3 جزء من الماء، وذلك من كلا الوجهين لأكثر من مرة.( ) كما استخدم هذا الحامل في بعض أعمال الفنانين، جيوفاني هولين Giovanni Holbein، والفنان باولو كاليري Paolo Caliori في القرن السادس عشر، والفنان رمبرانت Rembrandt في القرن السابع عشر، والفنان ديلاكروا Delacroix وفون جيبهاردت E.von Gebhardt في القرن التاسع عشر، وأعمال الفنان هانز توما Hansthoma في القرن العشرين.( ) 4- الحامل المعدني: يستخدم النحاس كحامل للتصوير الزيتي من العصور المبكرة وخاصة في هولندا في القرنين السادس والسابع عشر، وذلك في إعداد لوحات صغيرة،( ) كما أن هذه الحامل المعدني استخدام في أعمال المصورين والألحان، فتاريخ استخدام الحوامل المعدنية يرجع الي القرن الخامس عشر في فترة المصور فان إيله Van Eyck. ( ) ثانيا: أرضية التصوير: الهدف من أرضية التصوير المناسبة منع امتصاص الحامل للزيت من طبقة اللون، والذي يتطلب تواجده لربط وتماسك حبيبات اللون، وتتكون أرضية التصوير لكل من حامل الكانفاس وحامل الخشب من جزئين وهما المواد البيضاء مثل الطباشير، وأبيض الزنك، وأبيضا التيتانيوم، والجباس، وأبيض الرصاص، والمادة اللاصقة (الغراء) مثل غراء جلد الأرنب، وغراء الرق، والكازين.( ) وفي بعض الأحيان قد يضاف إلي طبقة الأرضية بعض المواد الملونة إليها مثل اللون الرمادي أو مساحيق الترسينا وذلك للحصول علي أرضية تصوير ملونة، ومن أمثلة ذلك أعمال تشان Titian وفيلاسكويز Velazques التي استخدم في تلوين أرضيتها لون أحمر فينسيا Venicered، وأعمال روبنز Rubens التي استخدم في تلوين أرضيتها اللون الرمادي. ويمكن القول بصفة عامة أنه قد انتشر تلوين طبقة أرضية تصوير اللوحات الزيتية خلال القرنين السادس والسابع عشر في أوربا، وكانت البداية في لوحات بلاد المال ومنها انتقال بهذا الأسلوب الي بلاد إيطاليا، وكان من أهم هذه الملود الملونة أبيض الرصاص، أحمر الفير ميلين، وأسود الفحم النباتي، كما انتشر أيضا في القرن السابع عشرا استخدام أرضيات تصوير داكنة تميل في كثير منها الي اللون البني المحمر الداكن. وتعتبر أرضية التصوير المكونة من أبيض الرصاص مع الغراء من أوائل أرضيات التصوير التي استخدمت في مجال التصوير الزيتي، حيث استخدمها المصورون الأوائل في بلاد الفلمنك الواقعة في شمال أوروبا وفي مقدمتهم المصور جان فان إيك Jan Van Eyck "منتصف القرن الخامس عشر، واستخدمت خلال عصور النهضة المبكرة والتي كانت عادة ما تطبق فوق طبقة أولي من التغرية، واستمرت هذه الأرضية مفضلة لدي كثير من الفنانين واستمر استخدامها خلال القرنين السادس والسابع عشر، وحتي منتصف القرن التاسع عشر إلي أن تناقص استعمالها بعد ذلك. ( ) كما استخدم الجبس في إعداد أرضيات تصوير اللوحات الزيتية الأولي في إيطاليا وفي الأراضي المنخفضة الأوربية، كما استخدم بكثرة في القرنين السادس والسابع عشر واستمر استخدامه بعد ذلك. كما استخدم الجير أبيض الطباشير، (كربونات الكالسيوم) بكثرة كأرضية للتصوير الزيتي منذ بداية تاريخه في القرن الخامس عشر وخاصة في لوحات البلاد المنخفضة، كما استمر استخدامه في كلا من القرنين السادس عشر والسابع عشر.( ) ثالثا: طبقة اللون (الوسيط والمواد الملونة): تتكون طبقة الألوان من جزأين رئيسيين، هما المواد الملونة، والوسيط الزيتي المستعمل. 1- الوسيط الزيتي: الوسيط، هو المادة التي تضاف إلى مواد التلوين، حيث يعمل كمركبة لتسهيل جريان المادة الملونة، وحملها معها علي أرضية التصوير، ويعمل كمادة رابطة لحبيبات المواد الملونة بعضها ببعض، وكذلك بأرضية التصوير، ولقد كانت الزيوت الجفوفة المستعملة في بداية تاريخ الصتوير الزيتي تعتمد أساسا علي زيت بذر الكتا، وزيت جوز الهند، وزيت نبات الخشخاش. ( ) ويمكن القول أن كل من زيت الجوز وزيت بذر الكتان قد استخدما بصورة واسعة في مجال التصوير الزيتي منذ بدايته في القرن الخامس عشر، وإن كان قد فضل استخدام زيت بذر الكتان في كثير من الأعمال الفنية حيث استخدم بكثرة علي مر تاريخ التصوير الزيتي، أما زيت الجوز فقد استعمل مع اللون الأبيض في أعمال تصوير القرن السابع عشر، أما زيت الخشخاش فقد كان من الزيوت الشائعة الاستعمال في التصوير الزيتي خلال القرن التاسع عشر خاصة في أعمال المدرسة الفرنسية في التصوير. ( ) 2- المواد الملونة:

هي الجزيئات اللونية التي تخلط بالوسيط السائل لتكوين الصور الفنية، هذه الجزئيات اللونية لا تتخلل بالوسيط، ولكنها تبقي منتشرة أو معلقة في السائل الوسيط،( ) ومع انتشار أسلوب التصوير الزيتي في كافة الأرجاء فقد استخدم المصورين العديد من المواد الملونة التي كانت معروفة ومستخدمة من قبل، كما ظهرت مواد ملونة جديد لم تكن معروفة، وفيما يلي عرض للمواد الملونة وتاريخ استخدامها.

Block quote