نقاش:حرب الجندلية
حرب الجندلية (تاريخ الرمثا)
كان اهل الرمثا رقمًا صعبًا بالنسبة للبدو الذين يمارسون الغزو ولم تشهد قرية أردنية ما شهدته الرمثا من حرابات مع "العَرب"، وحين كانت قبائل مثل ولد علي والزيادنة والعدوان والصخور والسردية والسرحان تطوف القرى في عمان وتسلب قمحها كانوا يفكرون طويلًا قبل دخول الرمثا.. هذه ليست بشوف الحال ولا غرور معركة واحدة دخل فيها العدوان والصخور على الرمثا وكانت ميدانًا لاستعراض قوة القبيلتين المتنازعتين على أرض الرمثا وكان عيال صويت لهم في الميدان وبالمرصاد.[1]
أقام اهل الرمثا وعشائرها أحلافًا مع عشائر كبيرة كعشائر قبيلة العمري، وكان فيها أكبر رجال السياسة الداخلية والخارجية أمثال الزعيم فواز الزعبي كبير الرمثا والزعيم عمر الحسين كبير حوران كلها ومعهم عدة وجهاء من المنطقة..
وكانت قبيلة السردية قوة ضاربة ولا تقرب الرمثا (لا مع ولا ضد) بينما كانت قبيلة بني خالد داعمة لكل مواقف الرمثا والقبيلة الوحيدة التي رفضت الهجوم على الرمثا في حرب الجندلية الطاحنة..
وحرب الجندلية التي حدثت عام ١٩٢١ ميلادي شارك فيها المئات من فرسان سهل حوران والرمثا وردوا الغزو القادم من تحالف سبع عشائر من البدو ولم تتمكن هذه العشائر من النيل من الرمثا ولو لمره واحده بسبب رباطة جأش أهلها رجالها وحرائرها وأيضاً كانوا اهل قرى حوران في درعا واربد يمدون قرى حوران والرمثا بالسلاح والمال والمعونه لمواجهة هذه الغزوات..[2]
وما زال أهل حوران والرمثا يتغنون الى يومنا هذا بحرب الجندلية بأبيات تبعث في القلب الطمأنينة والسرور وهي :
لم تقع الرمثا تحت الانتداب الانجليزي أو الفرنسي، لم تنقل أوراق الطابو والنفوس الرمثاوية من درعا حتى مطلع الثلاثينات، لن تجد عشيرة في الرمثا إلا ولها أختها في الجانب الآخر إنما خيط وهمي قطفها من حوران..
وكان الرماثنة وبني معروف (الدروز) في علاقة طيبة وكانت العلاقة سيئة من قبائل كثيرة أبرزها السرحان، والسرحان فرسان لا يهابون الموت وانشغلوا زمنًا طويلًا بحرابات الدروز وكان حلفهم متأرجح مع الصخور وفق العلاقات التي تحكم وادي السرحان بين الصخور والحويطات وكبار البدو والرمثا ليست بعيدة عن هذا..
من غرائب السياسة الخارجية الرمثاوية علاقتها بجاراتها في إربد أو كما كان يسمى (الدير/ امغرب) فكانت أبواب الرمثا تفتح صوب الشرق أكثر من باقي الاتجاهات إلا أن الرماثنة كانوا يعقدون الأحلاف مع العمري والبطاينة والروسان والعبيدات وكانت تسمى هذه الأحلاف (الباب الغربي) فقد كانوا يمنعون الغزو من أرضهم إلى الرمثا لأن كل الحرابات والمعارك (قرابة 10) الموثقة بالشعر وبأسماء الشهداء كانت على أطراف الرمثا. لم تشتعل معركة في وسط الرمثا حتى أكبر المعارك وهي "الجندلية" ضد سبع قبائل بدوية كان محيطها "بركة الدم" حتى منطقة "دن" وهي اليوم حيث مثلث الرمثا ومحيط جامعة العلوم..
لا أحبُّ "الهَبد" ودائمًا أسخرُ من مبالغات "الهبيدة"، لكل مدينة خصوصيتها لكن لواء الرمثا له خصوصيه مختلفة..
يُعَرِفُ سائقوا الشاحنات الرمثاوية عن أنفسهم في تركيا وأوروبا والخليج قائلين:" رمثاوي يا خال"، بل ويكتبونها على ظهور الشاحنات وبجانبها "بحمّى الرحمن"..
بحمّى الرحمن يا رمثا ويا سهل حوران وشكرًا لكل من لم يستغل الأزمة ولم يرفع الأسعار ولم يركب الموجه ويتاجر بالمواطنين.