نقاش:تنشئة اجتماعية
تنشئة اجتماعية
ترجع أهمية التنشئة إلى الدور الهام الذي تلعبه في تشكيل شخصية الفرد، فتختلف أساليب التنشئة الاجتماعية باختلاف المجتمعات. ففي المجتمعات التقليدية كانت أساليب التنشئة الاجتماعية تكاد تكون واحدة بين أفراد المجتمع الواحد، وتلعب الأسرة الدور الأساسي في غرس قيم المجتمع ومعاييره في نفس الفرد،فالطفل كان يكتسب المعرفة والقيم من والديه ومن أقاربه المحيطين به؛ فيتعلم منهم كيف يتعامل مع الآخرين، وماذا يعمل وكيف يعمل، و ليكتسب منهم نظرته إلى نفسه، وإلى الناس من حوله. اما في المجتمعات الحديثة فعملية التنشئة الاجتماعية أصبحت أكثر صعوبة وتعقيد. فالأسرة ليست هي المؤسسة الأساسية التي تربي الفرد وتغرس فيه قيم المجتمع أو التي تزوده بالمعارف المختلفة، بل أصبح هناك مؤسسات عديدة أخرى تقوم بهذه الوظيفة كالمدرسة وجماعة الأصدقاء ووسائل الإعلام والمؤسسة الدينية وغيرها تعريفات التنشئة الاجتماعية: هناك العديد من التعريفات للتنشئة الاجتماعية عرفها ليفاينLevin بأنها: (( عملية إعداد الأفراد للتكيف مع بيئاتهم الاجتماعية وإعدادهم لأدوارهم المستقبلية وإدماج مرحلة الطفولة التي يحيونها مع الكثير من خبرات الناضجين من الأجيال السابقة في مجتمعهم)) (Levin.1969 P.503) يلاحظ هنا أن التعريف ليفاين للتنشئة يؤكد على أن وظيفتها الأساسية هي الوظيفة الاجتماعية والتي تتمثل بإعداد الأفراد للتكيف مع بيئاتهم تدريبهم على أدوارهم الاجتماعية متوقع منهم أداؤها وعرفها إنكلزInkles بأنها)) : العملية التي يكتسب الأفراد بمقتضاها المعرفة والمهارات والاتجاهات والقيم والدوافع والتجريدات والأنماط التي تؤثر في تكيفهم مع بيئاتهم الفيزيقية والاجتماعية والثقافية (Inkles.1969 P.616) (( ويرى إنكلز أن المعيار الحقيقي لنجاح التنشئة الاجتماعية في تحقيق أهدافها يتمثل في قدرة الأفراد على المهارات الاجتماعية المتوقع منهم أداءها في المستقبل. وترى مر جريت ميد أن التنشئة الاجتماعية هي عملية توصيل الثقافة بشكل مباشر أو غير مباشر لسلوك الطفل Levin.1969 P.505-506)) وعرفها كيري Curry بأنها: ))العملية التي يتعلم بها الفرد المهارات والمعارف والمعايير والقيم السائدة في المجتمع، والتي يستطيع من خلالها تكوين هويته الاجتماعية (((Curry.1999.P.61) ومن التعريفات السابقة للتنشئة نجد أن بعض العلماء استخدمهم مفهوم تنشأ الاجتماعية لي يعني به العمليات التي يتعلمها الطفل في الخمس سنوات الأولى فقط من حياته والتي تشمل الرضاعة والفطام والتدريب على الإخراج وغيرها، في حين استخدامه البعض بشكل أشمل كاستخدام كلمة التربية وأكدوا أنها لا تقتصر على السنوات الخمس الأولى فقط من حياة الفرد، بل هي عملية مستمرة إلى آخر عمر الإنسان وهذا يعني أنهم استخدموا التنشئة والتربية كوجهان لعملة واحدة. نستخلص من هذه التعريفات السابقة أن التنشئة الاجتماعية هي عملية إدماج الطفل في الإطار الثقافي العام المحيط به، وهذه العملية قد تتم بشكل مباشر عن طريق تدريب الآباء للأبناء على نماذج السلوك المقبولة اجتماعياً، أو قد تتم بشكل غير مباشر عن طريق تقاليد الطبخ للسلوك الكبار ومحاكاتهم لتصرفاتهم بحيث يصبح التراث الثقافي في جزءاً لا يتجزأ من شخصية الفرد. يكتسب ارفع رد الثقافة السائدة في مجتمعه من خلال عملية التنشئة الاجتماعية. ولا تقتصر التنشئة الاجتماعية على مرحلة الطفولة فقط، بل هي عملية مستمرة من المهد إلى اللحد ، وتساهم بها كل الجماعات الاجتماعية التي تعامل معها الفرد خاصة الأسرة؛ فهي تضع حجر الأساس في بناء الشخصية الطفل، إذ يتلقى الأبناء تدريباتهم الأولى في الحياة من خلال الأسرة، حيث يعتمد الأطفال اعتمادا كبيرا على الوالدين في السنوات الأولى مما يؤدي إلى تكوين علاقة عاطفية وثيقة بين الآباء والأبناء. ويلعب الآباء دور الموجه والمعلم والقدوة بالنسبة للأبناء، وعدم وعي الآباء بأساليب التربية الصحيحة يؤثر سلبا على شخصية الأبناء(إبراهيم.١٩٩٥)
فقد أكدت الكثير من الدراسات النفسية والاجتماعية على أن الأطفال الجانحين كانوا عرضة لمواقف الإحباط والقسوة والحرمان في مرحلة الطفولة من الأطفال الأسوياء، وأن معظم أساليب التنشئة الاجتماعية التي تعرضوا لها كانت من النوع الخاطئ تربويا، حيث لم يشعروا بالحب والأمان، بل كان لديهم إحساس دائم بالإهمال والنبذ (حسن.١٩٧٠ ص ١١٠-١١٧). والتنشئة الاجتماعية في أي مجتمع لا تنشأ من فراغ، بل هي انعكاس لثقافة المجتمع التي هي جزء منه. على الرغم من أن قرارات الأمهات في استخدام نوع معين من الرضاعة كالرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية، أو في استخدام طريقة خاصة في الفطام أو تعويد الطفل على النظافة في وقت معين أو بطريقة معينة، قد يبدو لنا أنه قرار فردي، لكنه في الحقيقة اختيار ثقافي.
مراحل التنشئة الاجتماعية: التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة ومتراكمة؛ فالإنسان يبدأ بالتعرف على العالم من حوله من اللحظات الأولى التي يأتي بها إلى هذا الوجود، في تعلم لغة الجماعة التي يعيش معها ويعرف كيف يتواصل معهم ، ثم يبدأ في تعلم القيم والمعايير التي تؤمن بها الجماعة. وقسم العلماء التنشئة الاجتماعية إلى مرحلتين رئيسيتين: المرحلة الأولى:
و تبدأ من العام الأول وحتى السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ويخضع الطفل بهذه الفترة إلى مبدأ اللذة، فيحاول الطفل القيام بأي سلوك يحقق له اللذة والمتعة ويبعده عن الألم ومصدر المتعة هنا هو الفم، وهو وسيلته في التعرف على العالم من حوله، وفيها يبدأ الطفل التعرف على نفسه وعلى العالم الصغير المحيط به. وتشمل هذه المرحلة العديد من العمليات كالرضاعة والفطام والإخراج والتعرف على نفسه ك ذكر أو أنثى ويتعرف على القيم الأساسية في المجتمع. المرحلة الثانية:
وتمتد من مرحلة الطفولة الأولى إلى آخر أيام حياة الفرد وفيها يتعلم الفرد القدرة على الإبداع، القدرة على السيطرة على النفس والقدرة على التعبير عن ذاته، ويكتسب العديد من المعارف في مختلف المجالات، وفيها ينمي قدراته ومهاراته (Curry.1999 P.62)
أهمية التنشئة الاجتماعية ووظائفها:
التكيف: وهي عملية تكيف الفرد/الطفل وانسجامه مع محيطه ووسطه الاجتماعي، سواء في الأسرة أو في المدرسة أو مع جماعة الرفاق والأقران اكتساب المرء إنسانيته وصفات مجتمعه: يتعلم الإنسان اللغة وأنماط السلوك والتقاليد والقيم والعادات السائدة في مجتمعه، ويتعايش وثقافةَ مجتمعه، فيتحول إلى كائن اجتماعي. وتعتبر التنشئة الاجتماعية آلية رسوخها ونقلها من جيل إلى آخر. تحقيق التطبيع الاجتماعي: يتجلى التطبيع الاجتماعي في نمط السلوك المُتوقع من أي فرد يشغل وظيفة معينة. فلكل منصب أو وظيفة عاداتٌ وقيم وسلوكيات تحكمها، والمفروض فيمن يشغل هذه الوظيفة أن يكتسبها (الدور الوظيفي) إشباع حاجات الفرد: من الأهمية بمكان السعي والحرص على إشباع حاجات الفرد وطموحه ليكون منسجماً مع نفسه ومجتمعه، لتجنب أي فجوة قد تحدث بين الفرد ومجتمعه، كميل بعض الأفراد بعض الأفراد إلى الانطواء والعزلة. العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية تتأثر التنشئة الاجتماعية للفرد سواء داخل الأسرة أو في مؤسسات أخرى كدور الحضانة والمدارس، بعوامل (داخلية وخارجية) متعددة، وهذه أهمها: العوامل الداخلية الدين: للدين تأثير كبير في عملية التنشئة الاجتماعية نظرا لاختلاف الأحكام والطباع التي تنبع من كل دين، حيث يسعى كل مجتمع إلى تنشئة أفراده حسب الأفكار والمبادئ التي يؤمن بها. الأسرة: تعتبر المساهم الأساسي في تكوين شخصية الطفل/الفرد من خلال التفاعل والعلاقات بين أفرادها، كما تعتبر أول العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية ، ويرجع هذا التأثير إلى اختلاف خصوصيات الأسر
الذي يتجلى في:
المستوى التعليمي والثقافي للأسرة.
نوع العلاقات الأسرية (الزوجية). الطبقة الاجتماعية للأسرة. نمط التربية السائد في الأسرة: ديكتاتوري، فوضوي، ديمقراطي.. الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة.
العوامل الخارجية
الثقافة السائدة في المجتمع: لكل مجتمع ثقافته الخاصة التي تؤثر بشكل كبير في التنشئة، وفي صنع الشخصية الأساسية (العامة) المؤسسات التعليمية: وهي دور الحضانة والمدارس والجامعات والمؤسسات والمعاهد التعليمية ومراكز التأهيل على اختلاف أنواعها. دور العبادة من مساجد وكنائس وأماكن العبادة المختلفة. الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع: كلما كان المجتمع مُستقرا ولديه القوة الاقتصادية، كلما كان تأثيره على التنشئة الاجتماعية إيجابيا، والعكس صحيح. وسائل الإعلام: قد يعتبرها البعض أخطر ما يهدد التنشئة الاجتماعية للأفراد، وخاصة التليفزيون، الذي قد يتسبب في تشويه العديد من القيم التي يكتسبها الأطفال، ناهيك عن إمكانية اكتسابهم قيما أخرى دخيلة قد تكون سيئة. جماعة الأقران والرفاق: سواء في الحي، أو النادي، أو المدرسة، أو الجامعة أو في غير ذلك من الأماكن.
تنشئة اجتماعية
ترجع أهمية التنشئة إلى الدور الهام الذي تلعبه في تشكيل شخصية الفرد، فتختلف أساليب التنشئة الاجتماعية باختلاف المجتمعات. ففي المجتمعات التقليدية كانت أساليب التنشئة الاجتماعية تكاد تكون واحدة بين أفراد المجتمع الواحد، وتلعب الأسرة الدور الأساسي في غرس قيم المجتمع ومعاييره في نفس الفرد،فالطفل كان يكتسب المعرفة والقيم من والديه ومن أقاربه المحيطين به؛ فيتعلم منهم كيف يتعامل مع الآخرين، وماذا يعمل وكيف يعمل، و ليكتسب منهم نظرته إلى نفسه، وإلى الناس من حوله. اما في المجتمعات الحديثة فعملية التنشئة الاجتماعية أصبحت أكثر صعوبة وتعقيد. فالأسرة ليست هي المؤسسة الأساسية التي تربي الفرد وتغرس فيه قيم المجتمع أو التي تزوده بالمعارف المختلفة، بل أصبح هناك مؤسسات عديدة أخرى تقوم بهذه الوظيفة كالمدرسة وجماعة الأصدقاء ووسائل الإعلام والمؤسسة الدينية وغيرها تعريفات التنشئة الاجتماعية: هناك العديد من التعريفات للتنشئة الاجتماعية عرفها ليفاينLevin بأنها: (( عملية إعداد الأفراد للتكيف مع بيئاتهم الاجتماعية وإعدادهم لأدوارهم المستقبلية وإدماج مرحلة الطفولة التي يحيونها مع الكثير من خبرات الناضجين من الأجيال السابقة في مجتمعهم)) (Levin.1969 P.503) يلاحظ هنا أن التعريف ليفاين للتنشئة يؤكد على أن وظيفتها الأساسية هي الوظيفة الاجتماعية والتي تتمثل بإعداد الأفراد للتكيف مع بيئاتهم تدريبهم على أدوارهم الاجتماعية متوقع منهم أداؤها وعرفها إنكلزInkles بأنها)) : العملية التي يكتسب الأفراد بمقتضاها المعرفة والمهارات والاتجاهات والقيم والدوافع والتجريدات والأنماط التي تؤثر في تكيفهم مع بيئاتهم الفيزيقية والاجتماعية والثقافية (Inkles.1969 P.616) (( ويرى إنكلز أن المعيار الحقيقي لنجاح التنشئة الاجتماعية في تحقيق أهدافها يتمثل في قدرة الأفراد على المهارات الاجتماعية المتوقع منهم أداءها في المستقبل. وترى مر جريت ميد أن التنشئة الاجتماعية هي عملية توصيل الثقافة بشكل مباشر أو غير مباشر لسلوك الطفل Levin.1969 P.505-506)) وعرفها كيري Curry بأنها: ))العملية التي يتعلم بها الفرد المهارات والمعارف والمعايير والقيم السائدة في المجتمع، والتي يستطيع من خلالها تكوين هويته الاجتماعية (((Curry.1999.P.61) ومن التعريفات السابقة للتنشئة نجد أن بعض العلماء استخدمهم مفهوم تنشأ الاجتماعية لي يعني به العمليات التي يتعلمها الطفل في الخمس سنوات الأولى فقط من حياته والتي تشمل الرضاعة والفطام والتدريب على الإخراج وغيرها، في حين استخدامه البعض بشكل أشمل كاستخدام كلمة التربية وأكدوا أنها لا تقتصر على السنوات الخمس الأولى فقط من حياة الفرد، بل هي عملية مستمرة إلى آخر عمر الإنسان وهذا يعني أنهم استخدموا التنشئة والتربية كوجهان لعملة واحدة. نستخلص من هذه التعريفات السابقة أن التنشئة الاجتماعية هي عملية إدماج الطفل في الإطار الثقافي العام المحيط به، وهذه العملية قد تتم بشكل مباشر عن طريق تدريب الآباء للأبناء على نماذج السلوك المقبولة اجتماعياً، أو قد تتم بشكل غير مباشر عن طريق تقاليد الطبخ للسلوك الكبار ومحاكاتهم لتصرفاتهم بحيث يصبح التراث الثقافي في جزءاً لا يتجزأ من شخصية الفرد. يكتسب ارفع رد الثقافة السائدة في مجتمعه من خلال عملية التنشئة الاجتماعية. ولا تقتصر التنشئة الاجتماعية على مرحلة الطفولة فقط، بل هي عملية مستمرة من المهد إلى اللحد ، وتساهم بها كل الجماعات الاجتماعية التي تعامل معها الفرد خاصة الأسرة؛ فهي تضع حجر الأساس في بناء الشخصية الطفل، إذ يتلقى الأبناء تدريباتهم الأولى في الحياة من خلال الأسرة، حيث يعتمد الأطفال اعتمادا كبيرا على الوالدين في السنوات الأولى مما يؤدي إلى تكوين علاقة عاطفية وثيقة بين الآباء والأبناء. ويلعب الآباء دور الموجه والمعلم والقدوة بالنسبة للأبناء، وعدم وعي الآباء بأساليب التربية الصحيحة يؤثر سلبا على شخصية الأبناء(إبراهيم.١٩٩٥)
فقد أكدت الكثير من الدراسات النفسية والاجتماعية على أن الأطفال الجانحين كانوا عرضة لمواقف الإحباط والقسوة والحرمان في مرحلة الطفولة من الأطفال الأسوياء، وأن معظم أساليب التنشئة الاجتماعية التي تعرضوا لها كانت من النوع الخاطئ تربويا، حيث لم يشعروا بالحب والأمان، بل كان لديهم إحساس دائم بالإهمال والنبذ (حسن.١٩٧٠ ص ١١٠-١١٧). والتنشئة الاجتماعية في أي مجتمع لا تنشأ من فراغ، بل هي انعكاس لثقافة المجتمع التي هي جزء منه. على الرغم من أن قرارات الأمهات في استخدام نوع معين من الرضاعة كالرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية، أو في استخدام طريقة خاصة في الفطام أو تعويد الطفل على النظافة في وقت معين أو بطريقة معينة، قد يبدو لنا أنه قرار فردي، لكنه في الحقيقة اختيار ثقافي.
مراحل التنشئة الاجتماعية: التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة ومتراكمة؛ فالإنسان يبدأ بالتعرف على العالم من حوله من اللحظات الأولى التي يأتي بها إلى هذا الوجود، في تعلم لغة الجماعة التي يعيش معها ويعرف كيف يتواصل معهم ، ثم يبدأ في تعلم القيم والمعايير التي تؤمن بها الجماعة. وقسم العلماء التنشئة الاجتماعية إلى مرحلتين رئيسيتين: المرحلة الأولى:
و تبدأ من العام الأول وحتى السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ويخضع الطفل بهذه الفترة إلى مبدأ اللذة، فيحاول الطفل القيام بأي سلوك يحقق له اللذة والمتعة ويبعده عن الألم ومصدر المتعة هنا هو الفم، وهو وسيلته في التعرف على العالم من حوله، وفيها يبدأ الطفل التعرف على نفسه وعلى العالم الصغير المحيط به. وتشمل هذه المرحلة العديد من العمليات كالرضاعة والفطام والإخراج والتعرف على نفسه ك ذكر أو أنثى ويتعرف على القيم الأساسية في المجتمع. المرحلة الثانية:
وتمتد من مرحلة الطفولة الأولى إلى آخر أيام حياة الفرد وفيها يتعلم الفرد القدرة على الإبداع، القدرة على السيطرة على النفس والقدرة على التعبير عن ذاته، ويكتسب العديد من المعارف في مختلف المجالات، وفيها ينمي قدراته ومهاراته (Curry.1999 P.62)
أهمية التنشئة الاجتماعية ووظائفها:
التكيف: وهي عملية تكيف الفرد/الطفل وانسجامه مع محيطه ووسطه الاجتماعي، سواء في الأسرة أو في المدرسة أو مع جماعة الرفاق والأقران اكتساب المرء إنسانيته وصفات مجتمعه: يتعلم الإنسان اللغة وأنماط السلوك والتقاليد والقيم والعادات السائدة في مجتمعه، ويتعايش وثقافةَ مجتمعه، فيتحول إلى كائن اجتماعي. وتعتبر التنشئة الاجتماعية آلية رسوخها ونقلها من جيل إلى آخر. تحقيق التطبيع الاجتماعي: يتجلى التطبيع الاجتماعي في نمط السلوك المُتوقع من أي فرد يشغل وظيفة معينة. فلكل منصب أو وظيفة عاداتٌ وقيم وسلوكيات تحكمها، والمفروض فيمن يشغل هذه الوظيفة أن يكتسبها (الدور الوظيفي) إشباع حاجات الفرد: من الأهمية بمكان السعي والحرص على إشباع حاجات الفرد وطموحه ليكون منسجماً مع نفسه ومجتمعه، لتجنب أي فجوة قد تحدث بين الفرد ومجتمعه، كميل بعض الأفراد بعض الأفراد إلى الانطواء والعزلة. العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية تتأثر التنشئة الاجتماعية للفرد سواء داخل الأسرة أو في مؤسسات أخرى كدور الحضانة والمدارس، بعوامل (داخلية وخارجية) متعددة، وهذه أهمها: العوامل الداخلية الدين: للدين تأثير كبير في عملية التنشئة الاجتماعية نظرا لاختلاف الأحكام والطباع التي تنبع من كل دين، حيث يسعى كل مجتمع إلى تنشئة أفراده حسب الأفكار والمبادئ التي يؤمن بها. الأسرة: تعتبر المساهم الأساسي في تكوين شخصية الطفل/الفرد من خلال التفاعل والعلاقات بين أفرادها، كما تعتبر أول العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية ، ويرجع هذا التأثير إلى اختلاف خصوصيات الأسر
الذي يتجلى في:
المستوى التعليمي والثقافي للأسرة.
نوع العلاقات الأسرية (الزوجية). الطبقة الاجتماعية للأسرة. نمط التربية السائد في الأسرة: ديكتاتوري، فوضوي، ديمقراطي.. الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة.
العوامل الخارجية
الثقافة السائدة في المجتمع: لكل مجتمع ثقافته الخاصة التي تؤثر بشكل كبير في التنشئة، وفي صنع الشخصية الأساسية (العامة) المؤسسات التعليمية: وهي دور الحضانة والمدارس والجامعات والمؤسسات والمعاهد التعليمية ومراكز التأهيل على اختلاف أنواعها. دور العبادة من مساجد وكنائس وأماكن العبادة المختلفة. الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع: كلما كان المجتمع مُستقرا ولديه القوة الاقتصادية، كلما كان تأثيره على التنشئة الاجتماعية إيجابيا، والعكس صحيح. وسائل الإعلام: قد يعتبرها البعض أخطر ما يهدد التنشئة الاجتماعية للأفراد، وخاصة التليفزيون، الذي قد يتسبب في تشويه العديد من القيم التي يكتسبها الأطفال، ناهيك عن إمكانية اكتسابهم قيما أخرى دخيلة قد تكون سيئة. جماعة الأقران والرفاق: سواء في الحي، أو النادي، أو المدرسة، أو الجامعة أو في غير ذلك من الأماكن.