نقاش:الحكومة الالكترونية
القرى الإلكترونية « ELECTRONIC VILLEGES» وهي مراكز محلية محدودة بدأت أواسط الثمانينات في الدول الاسكندنافية. كما أن التسمية «القرى الإلكترونية» لم تعد بذات الأهمية، حيث اقترح أن تكون شاملة مثل «مراكز الخدمة من بعد». ثم تطورت المفاهيم تبعا لتطور الخدمات التي تقدمها المواقع مثل: المراكز البعدية، الأكواخ البعدية، المجتمعات البعدية، وأخيرا الآن الحكومات الإلكترونية.
البيانات وقواعد المعلومات في الحكومة الإلكترونية
تعتبر قواعد البيانات ونظم المعلومات من النظم الهامة والمؤثرة في المجتمع ككل لذا بدأ الاهتمام بتطور علم نظم المعلومات ومنذ الحرب العالمية وذلك بسبب ما واجهته البشرية في اثناء هذه الحرب من تدمير لم تشهده من قبل. ومن هنا بدأ الانسان يرسم لنفسه استراتيجيات لكي يتحكم في القوى التي نتجت عن العلوم الحديثة من أجل تسخيرها لخدمته وتجنبا لاخطارها وقد تم تطبيق علم نظم المعلومات في المجالات العسكرية في بداية الأمر ما لبث ان امتد الى النظم المدنية الأخرى وفي الوقت الحالي يغفل البعض دور البيانات وقواعد المعلومات الهام في (الحكومة الالكترونية) بالرغم من ان البيانات وقواعد المعلومات عامل رئيسي في تنفيذ هذا الحلم الوطني (الحلم الجميل) بكل ما يحمله من تفاصيل مهمة واتصالات مؤمنة وسهلة الاستخلاص الفئات لجميع الفئات وشرائح المجتمع مع اختلاف ثقافاتهم. وحديثنا هنا عن الدور الفعال للبيانات وقواعد المعلومات في (الحكومة الالكترونية) لأن بقدر توفير البيانات والمعلومات بقدر استطاعة (الحكومة الالكترونية) على تقديم الخدمات المناسبة والملائمة في شتى المجالات وسرعة انجاز المعاملات وأيضا الحصول على المعلومات ورفع مستوى الكفاءة في انجاز جميع المهام والوظائف في اقل وقت ممكن وبأقل جهد وأقل تكلفة. فالحكومة الالكترونية هي تلك المعلومات التي تستخدم فيها الجهات الحكومية تقنية المعلومات في علاقاتها مع الافراد وقطاع الأعمال والأجهزة الحكومية (وزارات، هيئات، مؤسسات) فان نوعية المعلومات المتاحة للحكومة الالكترونية وكيفية استخدامها تزيد وتحفز على توفير المزيد منها باستمرار ولكي تحقق الحكومة الاستفادة الكاملة يجب ان توفر لها كماً هائلاً من البيانات المتعددة والمتنوعة في شتى المجالات (السياسية، الدينية، الاجتماعية، الاعلامية، الصحية، العلمية، العسكرية، القانونية، التاريخية، الثقافية، الجغرافية، الصحية، العلمية، العسكرية، القانونية، التاريخية، الثقافية، الجغرافية، والسياحية) وغيرها من البيانات والمعلومات تجعل هناك فاعلية في العلاقة بين الجهات بعضها بعض وبين الحكومة والمواطن العادي (رجل - امرأة) فكل من البيانات والمعلومات يلعب دورا هاما في تسويق وتبادل هذه العلاقات وخاصة شبكة الانترنت العالمية وما توفره من معلومات ومعرفة في كافة المجالات وبأقل تكاليف ممكنة بل بدون تكلفة في كثير من المواقع وهذا هو أحد اصغر اهداف الحكومات الالكترونية بشكل عام (الاستفادة الكاملة من البيانات والمعلومات في جميع المجالات ولكل الفئات. وقبل أن نتكلم عن علاقة البيانات والمعلومات في تفعيل دور الحكومة الالكترونية نتكلم عن عدة خطوات يجب ان توضع في الاعتبار عند التصميم لقواعد معلومات حكومة الكترونية مثالية: 1- تحديد الغرض من قواعد المعلومات لكي تساعد على تحديد الحقائق المطلوب تمثيلها وتخزينها. 2- تقسيم المعلومات الى موضوعات منفصلة اي تحديد المعلومات المطلوب حفظها فعلا في شكل نشاط من الأنشطة المختلفة. 3- تحديد العلاقات وذلك عن طريق مراجعة قواعد البيانات في كل جهة من الجهات الحكومية ثم تحديد العلاقات بين البيانات بعضها البعض. 4- تنقيح التصميم اي البحث عن اي خطأ والتأكد من اننا نستطيع الحصول على النتائج التي نريدها والقيام باجراء التعديلات لضبط التصميم عن الحاجة. ويتلخص مماسبق علاقة البيانات والمعلومات بالحكومة الالكترونية المثاليــــة فيــــما يلي: - القيام بجمع كم هائل من البيانات والمعلومات الذي يتجاوز الامكانية البشرية وذلك بتسهيل العمل لكافة المستويات في الدولة. - التخزين الفعلي لجميع البيانات والمعلومات التي تم جمعها والتي تخص كافة الأنشطة والمجالات حتى تكون الخدمات من حظ المواطن العادي والمقيم واهتماماتهم اليومية بطريقة سهلة ودقيقة ومنظمة. - المتابعة المستمرة للبيانات وقواعد المعلومات المخزنة وتعديلها بالشكل الذي يكون في مصلحة جميع المستفيدين (الدولة، والمواطن والمقيم) على حد سواء. - وجود البيانات بشكل دائم بطريقة متكاملة تشمل القوانين والاحصاءات والقرارات السياسات والاجراءات الحكومية في كل ما يهم جميع الاطراف.
تاريخ الحكومة الإلكترونية بين القرى والمدن
كثر تداول مسمى الحكومة الإلكترونية في مجتمعاتنا المحلية مؤخرا بل امتدإلى الفضائيات العربية وأعمدة الصحف العربية وهذا الموضوع هو محاولة جاهدة للتعريف بمصطلح قد يبدو للبعض غريبا وللبعض الآخر قد يبدو كالحلم. وبالتالي فإن من أهم مقومات نجاح وتنفيذ هذا الحلم هو الوعي الكامل بكل ما يحمله من تفاصيل مهمة لجميع فئات وشرائح المجتمع مع اختلاف ثقافاتهم وبالتالي فحديثنا سيكون مقتصرا على مصطلح «الحكومة الإلكترونية». بداية يجب الحديث عن الخلفيات التاريخية لهذا المصطلح والتي كان أولها مبادرات قاعات قرية مانشستر الإلكترونية EVH ) ELECTRONIC VILLEGE HALL)والذي كان يستعمل أول الأمر في اسكندنافيا أواسط عام 1980م وهو أحد بضعة تعابير ومصطلحات استخدمت لوصف مبادرات المراكز المحلية في الوصول والاطلاع على معلومات بواسطة آخر التقنيات المعلوماتية في ذلك الوقت ولكن حيا في اسكندنافيا سرعان ما استبدل هذا التعبير بتعبيرات أخرى وعلى سبيل المثال استخدم «لارس قفورتروب» من جامعة اودنيس في الدنمارك تعبير مراكز الخدمة عن بعد لمعلومات متطورة أسرع واحدث. ومن المثير للسخرية انه حتى حينما استخدم مشروع مانشستر التعبير سالفال ذكر فان اصل التعبير قد تلاشى واختفى. وحين البحث في محرك بحث التافيستا على الشبكة عن هذا المصطلح نجد حوالي 95مرجعاً كلها مرتبطة تقريبا بتعريف «لارس» سالف الذكر وهناك مبادرات ومشاريع اخرى اتخذت اسماء عديدة وتعبيرات مختلفة مثل القرى الإلكترونية والمراكز البعدية والاكواخ البعدية والمجتمعات البعدية وحاليا نسمع عن الحكومات الإلكترونية ولنا الحق ان نتساءل ما هي EVH أو استخدام هذا التعبير بمفهوم (الكوخ الريفي البعدي) ولكن مع نقل هذه الامكانية لوسط المدينة او لسكان الحضر مستندا الى فرض بأنه إذا كانت حاجة المراكز الطبيعية للجماعات المعزولة للوصول والاطلاع على اخر واحدث المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات شديدة. فان تلك الحاجة تكون شديدة لأهل المدن وسكان وسط المدينة بنفس الاهمية ان لم تكن تزيد عن سكان تلك القرى النرويجية البعيدة النائية والمعزولة. وقريبا من نفس التوقيت كان نموذج مشروع المملكة المتحدة يذبل ويتضاءل بسبب اعتماد برامج تدريبية على التمويل الحكومي المتضائل عاماً بعد عام. وقد تم تقديم مقترحات مشروع مانشستر بشكل جدي عام 1989 في تقرير بعنوان (تجارب دانماركية في مجتمعات قاعات القرية الالكترونية) واستندت لعدة مشاريع فرعية بغرض «تقديم تكنولوجيا اتصالات جديدة للمجتمعات الصناعية القديمة» وقد اصبحت الفكرة حقيقة من خلال مبادرة مشتركة من عدة جهات منها مجلس مدينة مانشستر وجامعة مانشستر الحضرية وبتمويل من القطاع شبه الحكومي وقد استندت فكرة المشروع الى معلومات فورية على الخط ساخن مع خادم اتصالات سمي بمضيف ONLINE مانشستر نسبه لمانشسترالمدينة ولكن بدون المبادرات والتضحيات من كافة الجهات لتوقف المشروع وكانت استراتيجية المجلس في ذلك الوقت تركز على خدمة الجماعات وباستخدام أعلى وأحسن تقنيات مثل تقنيات الموانىء البعدية دراسة نفذت لحساب المجلس 1998 وكانت خطوة كبيرة لتطويع التقنيات العالية التقدم في خدمة مجتمع الأعمال والمشاريع ويمكن بيعها. إلا أن هذا المدخل لم يكن يناسب استراتيجية المجلس الذي يشرف على المشروع اذ وجد فيه «خطر عظيم في زيادة الفجوة الموجودة بالفعل بين تكنولوجيا الغني وتكنولوجيا الفقير بل وتعميقها وتصبح تلك التكنولوجيا من نصيب رجال الأعمال الكبار فقط حكرا عليهم) . في عام 1991م حين تأسس مشروع مانشستر لم تكن شبكة الانترنت متوفرة على نحو واسع وكاف ولا احد قد سمع عن شبكة الويب www ولم يكن لدى مانشستر إلا مجموعة صغيرة من الرواد المرتبطين عاطفيا بالمشروع باعتقاد مفاده ان التكنولوجيا المرتبطة الفورية على الخط الساخن سوف توفر إسهاماً ذا قيمة في تقدم اجتماعي واقتصادي وتعليمي وتربوي .......الخ. أما في مؤتمر الأكواخ البعدية عام 1992م في جمعية المملكة المتحدة فقد كان من المدهش حقا ان لا يوجد أي ذكر او مناقشة أو حتى إشارة إلى تقنيات الخط الفوري المرتبطة وحتى قائمة المعدات التي أوصى بها المؤتمر لم يرد ذكر المودم فيها. وحين قرر مجلس لندن الأكبر تمويل مشروع بوبتيل «الاتصالات البعدية الشعبية» الذي قام على فكرة جديدة تتلخص في جمع ونشر وتنمية المعلومات بوسائل الكترونية كان مشروع مانشستر دعما له وأظهر المشروع أهمية استخدام الامكانيات التكنولوجية الجديدة كالبريد الالكتروني والوصول عن بعد لقواعد البيانات ثم أصبح مانشستر الذي يمول نفسه ذاتيا مصدر دعم للمشروع الحديث بعد استقطاع ما يلزمه من مصاريف التجديد وأدى تحرره ماليا. كذلك ظهور المبادرات والافكار الخلاقة للتطوير مثل «المدن الرقمية» وقد تكونت مانشستر من عدة مجموعات وكانت أهداف المشروع هي ترقية وتحسين التطورات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والمهارات التدريبية للمجتمعات المحلية ومجتمعات الاعمال بامدادهم بامكانية الوصول للخدمات والفرص المتاحة مستخدمين اخر تقنيات الاتصال وفي هذا المجال تغلب المشروع على عقبات عديدة اهمها التمويل ودعم وجوده واصبح المصدر الرئيسي للتدريب في مجتمعه واصبح لمشروع مانشستر عدة مواقع على الويب ومنها موقع تشورلتون وهو مركز تعليمي للكبار بدون أجر وهو يوفر تعليماً في مجالات المعلومات والاتصالات البعدية واللغة الانجليزية والرياضيات والحياكة والدراما والتأليف والكتابة وهو يدار بواسطةاخصائيين ورغم مشاكل التمويل فانه يظل يؤدي خدماته ويطورها بواسطة جيش من العاملين الملتزمين والمتطوعين. ووصلت مجالات تدريبه الى 23 مجالاً كما يوجد هناك موقع يهتم بالنساء. وقد بدأ هذا الفرع من الصفر إذ يقدم للمرأة معلومات فريدة في مصادر الاتصالات البعدية والمركز يدار من قبل النساء للنساء ويقدم فرصاً تدريبية كثيرة منذ انشائه لتطوير مهارات واعمال النساء وهو ايضا اسير المتاعب المالية لزيادة مجالات التدريب وخدمة عدد اكبر من النساء وقد حصلت مانشستر على جائزة بانجمان للتميز لاسهامه في انشاء مجتمعات القرى الالكترونية في اربعة مراكز وثمانية تحت الانشاء. تلك كانت الخلفية التاريخية لتطور فكرة «الحكومة الإلكترونية» في المجتمعات الغربية والتي بدورها أصبحت ذلك الحلم الذي يراود الكثيرين من أبناء هذا الوطن المعطاء وكلنا أمل أن نفخر قريبا بسواعدنا السعودية لتكون اللبنة الأولى في طريقنا الطويل نحو تكوين حكومة إلكترونية سعودية مثالية ومتكاملة بإذن الله.