نقاش:إحياء الفكر الإسلامي

مختصر كتاب السياحة الفكرية

  بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله رب العالمين فى الأولى والآخرة والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وعنا معهم ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين بتوفيق من الله تعالى نبدأ بهذا البحث عن السياحة الفكرية . الأهتداء بالآيات القرآنية الكريمة , وتفسير علماء المسلمين للآيات التى تدعوا الى : السير فى الأرض( قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الأمم من قبلكم ) ( قل سيروا فى الأرض ثم انظروا كيف بدأ الخلق ) وغيرها من الآيات كثيرة الباب الثانى : استخلاص الحكمة من الأتجاه للسياحة الفكرية .

السياحة فى الاسلام : فصل فى : أن السير فى الأرض للنظر والأعتبار . فصل فى : أن السير فى الأرض لتحصيل الرزق والمكاسب والتجارة فصل فى : أن السير فى الأرض لتحصيل العلم . بتوفيق من الله عند الله سبحانه وتعالى ومع الداومة على قراءة القرآن الكريم ، وما ينتج عنها من نعم كثيرة ، وباعتبار كتاب الله تعالى النور الذى يهدى المؤمنين ، رأينا تعدد الآيات الكريمة التى تدعوا الى : السير فى الأرض للنظر : كيف كانت عاقبة الأمم السالفة ، وللنظر : كيف بدأ الخلق ، وغيرها من الآيات العديدة . " قلنا أن الاسلام ينزل الانسان منزل الراشد ( لا القاصر ) ولم يكلفه من العقائد الا ما لو خلا بنفسه لأهتم بها لأنها نتيجة عواطفه المغروزة فى طبيعته -- وقلنا أنه لو شك فيها يعالجه بعلاج الشك " وهو العلم " لا بالضغط على فكرة أو حرق جسده كما فعل غيره ، لهذا جعل العلم قوام الدين وملاك اليقين ، حتى فرضه الله تعالى على عموم أتباع الاسلام من ذكر وأنثى ، وسن لهم كل ما من شأنه زيادة العلم ونمو مادته : " كالسياحة " واستشراف أحوال الأمم – وتعرف نواميس الخليقة والعمران – وكالنظر فى الكون وتنور أسرار الكائنات ( وهو الكانون يخبز فيه ) وانظر كيف أن السياحة واستطلاع أحوال الأمم والكون قد ندب اليها الاسلام بصفتها مقوية للعقيدة – مثيرة لروح الدين – مثبتة لأركان اليقين " – المصحف المفسر – للعلامة محمد فريد وجدى – دار المعارف – الطبعة الثانية ص 28 – 29 ..

وعن نشأة السياحة نقول ان مفهوم السياحة ، نشاط قديم ، نشأ منذ أن بدأ الأنسان ينظر ويتدبر ليرى أن احتياجاته فى المكان الذى يقيم فيه دائما ، لا تشبعها الأمكانيات المتوافرة بهذا المكان ، فبدأ يبحث عنها فى أماكن أخرى يستطيع أن يذهب اليها ويعود بما يعود عليه وعلى غيره بالنفع . كما أن هناك اماكن أخرى تتوافر بها بكثرة حاجات الأنسان ، رأىالمقيم بها أن يذهب ببضاعته ليعرضها وبيعها ويتكسب من ورائها .ان هذا النشاط القديم ما هو فى الحقيقة : الا السفر من أجل التجارة وعقد الصفقات وحضور المعارض التجارية : أو سياحة رجال الأعمال . وقياسا على هذا النشاط التجارى منذ القدم ، هناك أيضا عدة أنواع من السفر كان يقوم بها الأنسان اما :

- لتلقى العلم ، أو العلاج ، أو القيام بالمناسك الدينية . كما اختلفت وسائل الأنتقال وتطورت من : السفر على الدواب ، فالسفن ، فالقطارات ، والطائرات ، فالسيارات الخاصة والعامة . واختلفت أماكن الأقامة : من اقامة التاجر القديم بنصب خيمته ، أو عند تجار أمثاله ، الى النزل والخانات ، والأستراحات ، فالفنادق وأماكن الأقامة المختلفة وتنوعت أشكال السياحة : اما سياحة أفراد أو مجموعات وعائلات . وتعددت أغراض السياحة : فمنها السفر من أجل التجارة ، أو لتلقى العلوم ، أو لقضاء العطلات الموسمية أو للعلاج أو لأداء المناسك الدينية أو : السياحة الدينية ،و السياحة العلاجية ، والرياضية ، والترفيهية ، الخ . ونرى مما سبق أن السفر نشاط قديم متجدد زمانا بعد زمان ، لأغراض متعددة ، بوسائل مختلفة ، الى جهات وأماكن شتى ، وكلها أنشطة ضرورية تشبع حاجات الأنسان وتحقق آماله وتعود عليه بالنفع . وهناك نشاط انسانى يدعونا الله تعالى للقيام به : هذا النشاط المتمثل فى السير فى الأرض للنظر والأعتبار :فهل نطلق عليه : السياحة الفكرية ( السير فى الأرض للنظر والأعتبار ) نقوم فى هذه الدراسة بالتدبر فى الآيات القرآنية الكريمة والتى تدعوا : الى السير فى الأرض للنظر والأعتبار والأستعانة بأمهات كتب التفسير .

ولقد جاء فى تفسير الطبرى صفحة 302 : يأتى الأمر هنا : بالسير فى الأرض – بعد ذكر نعمة الله تعالى بخلق الأنعام للناس ليركبوا منها ويأكلوا ، وللمنافع التى تعود عليهم من أصوافها وأوبارها وألبانها " وكذلك تنقلهم عليها وعلى السفن مابين البلاد . أفلم يسيروا اذن فى الأرض ويسافروا ويروا ماحل بالأقوام الذين كانوا يمرون على آثار قراهم عند سفرهم – حين كذّب اولئك الأقوام رسل الله فما أغنت عنهم كثرتهم ولا قوتهم ولامانحتوا فى الجبال من بيوت ولا مااتخذوا من مصانع ومبانى -- ما أغنى عنهم كل ذلك ولاأكثر منه حينما أتى أمر الله بهلاكهم نتيجة تكذيبهم ." فالسير فى الأرض عند السفر والترحال للنظر والأعتبار والتفكر فى نعم الله سبحانه وتعالى على الناس والتى لاتحصى ، من : خلق السماوات والأرض وما بها من نعم كثيرة : فالسماء نعمة ، والأرض نعمة ، ومابينهما نعمة كذلك . وتسخير الشمس والقمر والنجوم نعمة من الله ، وكذا الأنعام والفلك التى يتنقلون بها ، وكل ما ظهر من وسائل الانتقالات فى الحاضر والمستقبل ، نعمة من الله تعالى اذ يسر الله تعالى الوسائل والسبل والخامات والمعادن والطاقة وكذلك العقول التى بها توصلوا لأختراع وابتكار كل ما هو جديد فى أسفارهم واقامتهم وحياتهم , فهذه كلها وغيرها من نعم الله تعالى على الأنسان أن يتفكر ويتدبر فيها ، فالسير فى الأرض للنظر والتفكر والتدبر وأخذ العظة والأعتبار -- فكم من سائر فى الأرض ينظر ولايبصر – ويسمع ولا يتدبر . وجاء فى خواطر الامام الشعراوى " لسَّيْر: قَطْع مسافات من مكان إلى آخر، ويسمونه السياحة، والحق سبحانه يدعو عباده إلى السياحة في أنحاء الأرض؛ لأن للسياحة فائدتين: فإما أنْ تكون سياحة استثمارية لاستنباط الرزق إنْ كنتَ في مكان يضيق بك العيش فيه، كهؤلاء الذين يسافرون للبلاد الأخرى للعمل وطلب الرزق. وإما أن تكون سياحة لأَخْذ العبرة والتأمل في مخلوقات الله في مُلْكه الواسع ليستدل بخَلْق الله وآياته على قدرته تعالى.

ولقد جاء الأمر الالهى بالسير فى الأرض – للنظر والاعتبار ثلاث عشرة مرة : مرتان : بصيغة " فسيروا فى الأرض – فانظروا – كيف كان عاقبة المكذبين فى سورتين : آل عمران – مدنية والنحل : مكية . تماما نفس صيغة الأمر ونماما : " فسيروا – فانظروا – " وتماما " كيف كان عاقبة المكذبين " وجاءت مرة فى سورة " مكّية " ومرة فى سورة " مدنية " اذن فالأمر " فسيروا – فانظروا – عاقية المكذبين " جآءت ( مرتين ) فهل جاء الأمر الالهى بالسير فى الأرض ( عند سفرهم للتجارة وفى أثناء رحلتى الشتاء والصيف ) وأيضا الى الشمال ( حيث مساكن قوم ثمود والتى كانوا يمرون عليها أثناء سفرهم الى الشام والجنوب ( حيث كان قوم عاد بالأحقاف باليمن ) وأيضا الأمر للناس كافة عند سفرهم فى كل عصر الى الشمال والجنوب ويروا مصير الأمم السابقة عليهم فى كل فترة وعصر . أربع مرات : " قل سيروا فى الأرض -- فى أربع سور وكلها " مكية " – الأنعام – النمل – العنكبوت – فاطر ) ، فى هذه السور كلها حاء الأمر الالهى " قل – يا محمد - سيروا فى الأرض -- فهل هذه المرات الأربع لأن السير يكون فى الجهات الأربع : شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ؟ ولكنها فى كل آية تنوعت " فى السير -- فالنظر " أو " السير -- ثم -- النظر " وكذلك العاقبة " :

فى سورة " الأنعام " قل سيروا فى الأرض – ثم – انظروا -- كيف كان " عاقبة المكذبين " فى سورة النمل " قل سيروا فى الأرض – فانظروا – كيف كان " عاقبة المجرمين " فى سورة العنكبوت " قل سيروا فى الأرض – فانظروا – كيف " بدأ الخلق " وفى سورة الروم " قل سيروا فى الأرض – فانظروا – كيف كان " عاقبة الذين من قبل " أربع مرات " أفلم يسيروا فى الأرض" فهل هنا أيضا " أن الناس أثناء سيرهم وسفرهم فى الجهاث الأربع " أفلم يسيروا فينظروا ، وأفلم يسيروا – فتكون لهم قلوب يعقلون بها " ( سورة يوسف مكية - الحج مدنية – غافر مكبة – محمد مدنية ) وجاءت كالتالى : فى سورة يوسف- مكية - " أفلم يسيروا فى الأرض – فينظروا – كيف كان " عاقبة الذين من قبلهم " فى سورة الحج – مدنية - " أفلم يسيروا فى الأرض – " فتكون لهم قلوب يعقلون بها " فى سورة غافر – مكية – " أفلم يسيروا فى الأرض – فينظروا – كيف كان " عاقبة الذين من قبلهم " الأية 82 وفى سورة محمد – مدنية " أفلم يسيروا فى الأرض – فينظروا – كيف كان " عاقبة الذين من فبلهم " ثلاث مرات " أولم يسيروا فى الأرض -- وكلها " مكية " سورة الروم – فاطر – غافر . وكلها بنفس الصيغة . فى سورة الروم " أولم يسيروا فى الأرض – فينظروا – كيف كان " عاقبة الذين من قبلهم " فى سورة فاطر " أولم يسيروا فى الأرض – فينظروا – كيف كان " عاقبة الذين من قبلهم " وفى سورة غافر " أولم يسيروا فى الأرض – فينظروا –

مرة واحدة : بصيغة أخرى : " فسيحو فى الأرض – سورة التوبة – مدنية –

" فسيحوا فى الأرض – " واعلموا " – " أنكم غير معجزى الله " " وأنّ الله مخزى الكافرين " وفى سورة التوبة أيضا جاءت كلمة " السآئحون " مرة واحدة – وهى مدنية أيضا . " التائبون العابدون الحامدون ( السائحون ) الراكعون الساجدون " وجاء الأمر فى القرآن الكريم " حسب ترتيب السور المباركة " فى المصحف الشريف : أول سورة فى المصحف الشريف جاء فيه الأمر الالهى " بالسير فى الأرض بصيغة : فسيروا فى الأرض – فانظروا – عاقبة المكذبين – فى سورة آل عمران وهى سورة مدنية -- وآخر مرة جاء فيه الأمر الالهى – بالسير فى الأرض كانت فى سورة " محمد " وهى أيضا مدنية – وكانت بصيغة " أفلم يسيروا فى الأرض – فينظروا – عاقبة الذين من قبلهم -- ونورد الآيات الكريمة التى جاء فيها الأمر بالسير فى الأرض ( حسب ترتيب السور فى المصحف الشريف )

1- بسم الله الرحمن الرحيم " قد خلت من قبلكم سنن فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين * هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين * " الآيات 137 - 138 – سورة آل عمران – مدنية . ص 67 – 2- " ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ماكانوا يستهزءون * قل سيروا فى الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين * " الآيات 10 – 11 – - سورة الأنعام - مكية . : الأمر هنا " للكافرين – وبصيغة : " قل سيروا فى الأرض – ثم – انظروا 3 – " برآة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين * فسيحوا فى الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزى الله وأن الله مخزى الكافرين * " الآيات 1 – 2 – سورة التوبة – مدنية . الأمر هنا : فسيحوا فى الأرض --- واعلموا " 4 – " أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون ، وعدا عليه حقا فى التوراة والانجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله ، فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به ، وذلك هو الفوز العظيم * التآئبون العابدون الحامدون السآئحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ، وبشر المؤمنين * الآيات 111 – 112 – سورة التوبة – مدنية ( الاشارة هنا " للمؤمنين : التائبون – العابدون – الحامدون – السائحون " وهى فى سورة مدنية

5 – " وما أرسلنا من قبلك الا رجالا نوحى اليهم من أهل القرى ، أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ، ولدار الآخرة خير للذين اتقوا ، أفلا تعقلون * " الآية 109 – سورة يوسف . – مكية - ص 248 الأمر هنا " أفلم يسيروا – فينظروا

6 – " ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ، فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين * الآية 36 – سورة النحل- مكية - – ص 271 الأمر هنا للناس كافة – كما جاءت فى السورة الأخرى " المدنية " بنفس الصيغة : " فسيروا فى الأرض – فانظروا

7 - " فكأين من قرية أهلكناها وهى ظالمة فهى خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد * أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فانها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور " سورة الحج – مدنية – الآيات 45 و46 . ص 337" الصيغة هنا : : أفلم يسيروا فى الأرض -- فتكون لهم قلوب يعقلون بها –

8 – " وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون * لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل أن هذا الا أساطير الأولين * قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين * " سورة النمل 67 – 69 – مكية . ص 383 " قل سيروا – فانظروا—

9 – " أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ان ذلك على الله ليسير * قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الأخرى ان الله على كل شئ قدير " سورة العنكبوت الآيات 19 – 20 – مكية . ص 398 " قل سيروا – فانظروا 10 – " أو لم يتفكروا فى أنفسهم ، ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما الا بالحق وأجل مسمى ، وان كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون * أولم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ، كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجائتهم رسلهم بالبينات ، فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " سورة الروم – الآيات 8 – 9 – مكية ص 405 " أولم سيروا – فينظروا –

11 – " ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون * قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل ، كان أكثرهم مشركين " سورة الروم 41– 42 – مكية . ص 408 – 409 " قل سيروا – فانظروا – " 

12 – " أولم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وماكان الله ليعجزه شئ فى السموات ولا فى الأرض انه كان عليما قديرا " الآية 44 – سورة فاطر – مكية . ص 439 " أولم يسيروا – فينظروا – "

13 – " أولم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق * ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله انه قوى شديد العقاب " الآيات 21 – 22 – سورة غافر – مكية ص 469 - 476 . " أولم يسيروا – فينظروا

14 – " الله الذى جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون * ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة فى صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون * ويريكم آياته فأى آيات الله تنكرون * أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * " الآيات 79 – 82 – سورة غافر – مكية . " أفلم يسيروا – فينظروا

15 أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها * " الآية 10 – سورة محمد – مدنية ص 507 " أفلم يسيروا – فينظروا – "


ثم أوردنا الآيات الكريمة والتى " أشارت " الى الاعتبار بمصير الأمم السابقة : " ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكّنّاهم فى الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين " سورة الأنعام – مكية – الآيات 4 الى 6 . وعظا من الله تعالى و تحذيرا للمشركين المكذبين المعاندين أن يصيبهم من العذاب والنكال الدنيوى ما حلّ بأشباههم من القرون السابقة .

" ولقد أرسلنا الى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون " الأنعام الآية 42 .

ثم أوردنا بعض من قصص الأنبياء وما حلّ بالمكذبين من أقوامهم من سوء العاقبة لنأخذ العبرة والعظة من مصير التكذيب والعناد والاصرار والفساد فى الأرض . " وتلك حجتنا آتيناها ابرهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم * -- الآية 83 ثم جاء الله تعالى بذكر الأنبياء الثمانية عشر من الخمسة عشر رسولا الذين أمرنا الله تعالى بالايمان بهم ثم فى الآيات 88 & 89 " أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين * أولئك الذين هدى الله بهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا ان هو الا ذكرى للعالمين * سورة الأنعام . وأن الله تعالى أنزل المنهج على الرسل كلهم ويهدى الناس بهؤلاء الرسل والذى يقبل على هدى الأنباء ، يعينه الله تعالى ويزيده هدى .

ثم جآءت آيات التحريم فى سورة الأنعام من الآية 151 حتى 159 ونرى أن رسالة الاسلام المهيمنة على رسالات الله تعالى وأن على المؤمنين أن يلتزموا بما جاء فى كتاب الله سبحانه وتعالى . " قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم ألاّ تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا أولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التى حرّم الله الا بالحق ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون " وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : من أراد أن ينظر الى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التى عليها خاتمه ، فليقرأ " قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم – الآيات "

وعن ابن عباس رضى الله عنهما يقوا : فى الأنعام آيات محكمات هن أم الكتاب – ثم قرأ نفس الآيات –

ثم تأتى الآيات التى ذكر فيها أن الانسان خليفة الله تعالى فى أرضه بعد أن سخّر له ما فى الكون وحعل أسبابا ومسببات ابتلاء من الله تعالى لينظر أيشكر الانسان أم يكفر .

ثم تأتى آيات انعام الله تعالى على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى سورة الأنعام الآيات 161 حتى 165 : " قل اننى هدانى ربى الى صراط مستقيم دينا قيما ملّة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين * قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين * ولقد استعنا بكتب التفسير والتاريخ فى تحقيق هذه الدراسة والله ولى التوفيق فريد فرح - 0101447476 خريج كلية السياحة – جامعة حلوان – القاهرة عام 1980 ، وعمل فى عدة شركات سياحية ، ثم سافر الى اسبانيا لعدة سنوات ، وعاد الى القاهرة والعمل فى نفس المجال ، ثم أسس شركة للتسويق السياحى . اهتم كثير بالقراءة فى علوم الدين والتاريخ . يعكف حاليا على الكتابة فى " تأملاّت فى كتاب الله تعالى "

القاهرة فى يوم الجمعة 28 من شهر الله ربيع الآخر 1430 هجرية الموافق 24 ابريل 2009 ميلادية