نظام التموضع العالمي وصناعة الأسلحة

روسيا والصين فوجئتا، في مطلع الألفية، بثورة هائلة في التسليح، تمثلت في اعتماد أمريكا (في العراق، يوغسلاڤيا وأفغانستان) وإسرائيل (غزة ولبنان) على مركبات مدارة عن بعد (طائرات وغواصات وصواريخ كروز) والتي تعتمد، هي وبنوك أهدافها، على نظام تموضع عالمي GPS دقيق. ولم يكن لروسيا أو الصين أي وجود في مضمار تلك التكنولوجيات. فسعت الدولتان بسرعة لشراء عينات من إسرائيل وبريطانيا للقيام بهندسة عكسية.

أربع أنظمة تموضع. كل منها يضم 24-36 ساتل

واكتشفت الدولتان أن تلك الثورة تعتمد تماماً على نظام إحداثيات جغرافية توفره شبكة من السواتل تقيم نظام تحديد مواضع عالمي. وأدركت الدولتين، وكذلك الاتحاد الاوروپي، أنه في حال نزاع لا يتفقون فيه مع أمريكا، فلن يمكنهم الاعتماد على شبكة GPS التي هي ملك وزارة الدفاع الأمريكية. لذلك سعى كل من البلدين لإطلاق شبكة سواتل لنظام تموضع عالمي ينافس شبكة GPS الأمريكية، گلوناس الروسية و"بـِيْ‌يدو" الصينية بالاضافة إلى گاليليو الأوروپي.

مارلين-350، فخر الصناعة الروسية. سيبدأ انتاجها في 2016

وبعد أعوام من الهندسة العكسية، أعلنت روسيا عن قرب ظهور الجيل الأول من الدرون والغواصات غير المأهولة في العام القادم 2016.[1] إلا أن الجيل الروسي الأول مازال يعتمد على حبل سري تنقل من خلاله الأوامر، كما يظهر من اسم الشركة الروسية المنتجة لهذا الجيل تتيس-برو Tetis-Pro. المنتج المزمع يشبه مشروع تخرج متواضع لطالب في جامعة صغيرة. قارن ذلك بغواصات نوتيلس الأمريكية التي استعارتها إسرائيل في 2010 لمسح قاع المياه المصرية وأخذ عينات من قاع البحر وقاع النيل المصري، بدون علم حماة الديار.


المركبة إكو، مدارة عن بعد، تُنزلها نوتيلس الأمريكية.
الذراع الروبوتية لنوتيلس الأمريكية تأخذ عينات من قاع البحر.

مقال وكالة سبوتنيك الروسية[1] عن الروبوت الروسي المزمع يضع صوراً للروبوت البريطاني المتواضع تايگر، والذي أتي الروبوت الروسي مارلين-350 تقليداً هزيلاً له. وهو ما يعني أن هناك حظراً غربياً على وصول تلك التكنولوجيا إلى روسيا. وبالرغم من حصول الصين على بعض من تلك التكنولوجيا، إلا أنها لم تنقلها لروسيا. وفي ذلك درس لحدود الصداقة بين الدول.

وهاهي تلك الشركة، تتيس-برو، تحرص على اعلان أن منتجاتها (المتواضعة) تحظى باهتمام كلٍ من مصر والهند. وسرعان ما رصد موقع "الموجز" المصري أن إسرائيل متكدرة من هذا الاهتمام المصري والتمويل السعودي (غير أكيد). ويتصدر المقال صورة تخيلية لمنتج لا وجود له. ولكن لا يفوت المقال الفرصة للاشارة لانتاج إسرائيل لغواصات غير مأهولة لحماية حقول الغاز البحرية.[2]

يجب أن نشجع مصر على اقتناء تلك التكنولوجيا الرخيصة بأمل صنع مثيل محلي لها، وإلا فلا داعي لها.

  1. ^ أ ب MILITARY & INTELLIGENCE (2015-08-12). "Russian Navy to Get Five Advanced Unmanned Underwater Vehicles by 2016". سبوتنيك (موقع إخباري).
  2. ^ "معاريف: مصر «تكدر» إسرائيل وتشتري «روبوتات» بحرية". الموجز (موقع إلكتروني). 2015-08-13.