نصب تسواهن
نصب تسواهن أو تمثال المرأة الميسانية المعروف شعبيا باسم تسواهن في منطقة الماجدية مركز مدينة العمارة جنوب العراق، يبلغ ارتفاع التمثال 23 مترًا ويعد أكبر تمثال في الوطن العربي.
شيده النحات الراحل احمد البياتي في اواخر الثمانينات، ويعد من أهم معالم المحافظة كونه يرمز للمرأة الميسانية الكادحة وهي تواجه قسوة الحياة.
ويتكون التمثال من سيدة ترفع حمامة السلام وعجلة التقدم متأزرة بعباءتها المعروفة لدى الامراة الجنوبية وعمامتها التي زينت رأسها الشامخ.
يقول الشاعر والناقد التشكيلي غسان حسن محمد ان الفنان احمد البياتي عندما سألته لماذا اللون –البني في نصب المراة الميسانية اجاب ان اختياري لهذا اللون جاء لانه يجّسد لون الارض والصحراء والقهوة العربية والخيول العراقية وسحنة أبناء الجنوب.
لقد صمم البياتي هذا التمثال في ثمانينات القرن الماضي كرد فعل على امتهان المرأة التي تعرضت لاقسى الظروف بعد ان اثكلتها الحرب ورملتها ويتمتها، وقد بدأت تحت قسوة تلك الظروف تمتهن شتى المهن وتبتذل في بعض الاحيان، فكانت ردة الفنان البياتي ان صورها شامخة عملاقة تحمل ما تحمل من رموز الكبرياء.
اشيع انه يمثل اسطورة (تسواهن) وهي من أساطير حرب الثمانينات، التي تتحدث عن امرأة من اهل الريف، قاتلت الجنود الإيرانيين في منطقة شرق دجلة وقتلت بعضهم، وهذه من اساطير الحرب، ومن الاساليب الاعلامية التي تستخدمها الحكومات العسكرية بدافع معنوي، حتى ان اسم (تسواهن) غير مستخدم في بيئة ريف العمارة، وقد حاولت الحكومة في العهد المباد وضع نصب يمثل اسطورة (تسواهن) غير ان ذلك النصب والذي كان من الجبس، قد سقط وتهشم اثناء وضعه في المكان المخصص له عند باب (موقع العمارة العسكري).
قال فراس طه الصكر، رئيس اتحاد الادباء والكتاب في ميسان: في مدينة كالعمارة يحتفي اهلها بموروث انساني حضاري قيمي كبير، مواجهة للفقر والاضطهاد، دأب الناس على حكايات الاجداد، حيث الكرم والشجاعة والكبرياء والشرف ولكل هذا كان للأم الميسانية دورها الكبير في الحياة، مجسدة الرمز الإنساني والقيمة الاجتماعية للمرأة العراقية، واغلب هذا تجسد في نصب المرأة الميسانية من العطاء والكبرياء والشموخ الذي ابدعه الفنان احمد البياتي واصبح النصب من العلامات الفارقة في مدينة العمارة. حضارة و تاريخ بلاد الرافدين الكلدان_chaldean
- ᎥᏞᎽᎯ_ᎶᎬᏫᎡᎶᎬ