مينسانگ
مينـِسينگر Minnesänger عضو في مجموعة من شعراء الحب الألمان الذين ازدهروا في الفترة الواقعة بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين وكانوا ينشدون أشعارهم على أنغام الموسيقى في حفلات البلاط. ميني Minne كلمة ألمانية قديمة تعني الحب المنمق، وكان تعبير أعضاء الجماعة عن الحب محكومًا برغبات مجتمع البلاط الذي أعطى الشكل قيمة عالية. والحب كما صوّره أعضاء الجماعة هو الحب الميؤوس منه بين الفارس وسيدة عالية المقام. وغالبًا ما كانت توسلات الفارس إلى السيدة لمبادلته الود تستخدم تعبيرات إقطاعية، كتلك التي يستخدمها الخادم لاستجداء العطف من صاحب الإقطاعية التي يعمل بها. وعادة ما كانت السيدة تستعصي على تلك التوسلات وتبقى بعيدة المنال.
لكن مينزنگر صارت تسمية عامة تطلق على كل الشعراء الجرمانيين في تلك الآونة، حتى لو كانوا يؤلفون القصائد الدينية والسياسية Sprüche.
نشأت أشكال شعر الحب الرفيع ومذاهبه في جنوبي فرنسا وانتشرت من هناك إلى ألمانيا. تأثر المينزينگر بالأناشيد الگريگورية الكنائسية، لكن المرجعية الأساسية لهم كانت الأشكال الموسيقية التي استعملها التروبادور والتروڤير الفرنسيون مثل البالاد والليه Ballade et lai. كما تأثر أعضاء المينـِزينگر بالعديد من التقاليد الأدبية، منها الشعر العربي في أسبانيا، والأدب الكلاسيكي مثل فن الحب لاوڤيد، والشعر اللاتيني في العصور الوسطى. أسهم إجلال العذراء مريم في القرن الثاني عشر الميلادي في التركيز على مثالية المرأة، وهذه من الأفكار الأساسية لكثير من شعر الحب الرفيع.
تتميز أعمال المينزينغَر بتركيزها على الإيحاءات الدينية والرمزية، وباستخدام الموسيقى أحادية الصوت التي تخلو من التوزيع، وباعتماد شكل تأليف يقوم على بنية محددة في القافية هي AAB مع بعض التنويعات أحياناً، وفي حال القصائد الطويلة ذات الطابع السردي اتبعت البنية نموذج AABBCC.
من أشهر شعراء المينزينگر نبلاء من الطبقة الأرستقراطية مثل ڤولفرام فون إشنباخ Wolfram von Eschenbach، وڤالتر فون در فوگلڤايده Walter von der Vogelweide في القرن الثاني عشر، وهاينريش فون مايسن Heinricch von Meissen الذي عاش بين عام 1250 و1318 وهاينريش فون مورونگن Heinrich von Morungen وراينمار فون هاگوناو Reinmar von Haguenau ونيدهارت فون روينتال، وتانهاوزر، واولريك فون ليختنشتاين وغيرهم.
في القرن الرابع عشر تغيرت المعطيات، وصار الفصل واضحاً ما بين الشاعر والمغني ومؤلف الموسيقى والعازف، وصار هؤلاء الفنانون الذين ينتمون غالباً إلى الطبقة الوسطى يتجمعون حسب اختصاصهم في تجمعات حرفية في المدن الكبيرة، ولذلك بدأ المينزينگر كفنان شامل يختفي بالتدريج ليحل محله ما يعرف باسم مايسترزينگر Meistersinger أي المغني المؤلف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المتصببون بالشعر من الألمان
انتشرت حركة شعراء الفروسية الغزلين من فرنسا إلى جنوبي ألمانيا حيث ازدهرت في عصر أباطرة هوهنشتاوفن الذهبي وكان الشعراء الألمان يسمون المنيسانجر Mennisanger أي المتصببين بالشعر، ووجد شعرهم في الوقت الذي وجدت فيه في دستور الفروسية المعاصر خدمة المحبوب Minnedienst وخدمة السيدات Fraundienst. ونحن نعرف أسماء ثلاثمائة من هؤلاء المتصببين، ولدينا ثروة موفورة من شعرهم؛ وكان بعضهم من طبقة الأشراف الدنيا، وبعضهم من الفقراء، يرعاهم الأباطرة أو الأدواق. وكان كثيرون منهم أميين وإن التزموا قواعد صارمة في الوزن والقافية، وكانوا يملون ألفاظ أغانيهم موسيقاها؛ ولا يزال الشعر يسمى في ألمانيا إلى يومنا هذا دختونج Dichtung أي الإملاء. وكانوا عادة يتركون المغنين العازفين يغنون أشعارهم، وكانوا أحياناً ينشدونها بأنفسهم. ويروي لنا الرواة مباراة غنائية Sangerkreig عظيمة عقدت في قصر ڤارتبورگ Wartburg عام 1207، ويقال إن تانهويزر Tannhauser وڤولفرام فون إشنباخ Wolfram von Eschenbach اشتركا فيها. وظل المتصببون قرناً من الزمان يعملون على رفع منزلة المرأة في ألمانيا، وأضحت نساء طبقة الأشراف الباعثة والملهمة لثقافة أرق من أية ثقافة عرفتها تلك البلاد فيما بعد حتى عصر شيلر Schiller وگوته.
تحت شجرة التيليا وعلى الخلنج
كان لنا نحن الاثنين فراش، وهنا كنت تبصيرنا وقد التفت حولنا الأزهار المتقطعة والكلأ الهشيم؛ ومن أجمة في الوادي - تندرادى - يشدو البلبل بألحانه العذبة. ... وأسرعتُ إليه من خلال الفضاء بين الأشجار، ووصل حبيبي إلى المكان قبلي، وهناك وقعت في شرك الحبيب - وكنت أسعد الفتيات، وحظيت بسعادة ليس فوقها سعادة. وهناك قبّلني مراراً - تندرارى. انظروا إلى شفتيّ ما أشد حمرتهما! ... وهنا أسرع وهو مغتبط فأقام لنا عريشاً من الأزهار، ولا يزال هذا دعابة زائلة، لأن الذين يمرون بهذا الطريق يرون المكان الذي وضعت فيها رأسي بين الورود - تندرارى! ... ولو أن إنساناً (لا قدّر الله!) كان بالقرب منا لجللني العار، فقد رقدنا هناك سويا. ولكن هذا لم يعرفه أحد غيري أنا والحبيب والعندليب لصغير - تندرارى! - وأنا أعرف أنه لن ينم علينا. -- من قصيدة "تحت شجرة التيليا" |
ويضم ڤولفرام ڤالتر فون در فوگلڤايده Walther von der Vogelweide إلى طائفة المتصببين لأنهما كتبا في أغاني الحب، ولكن الأفضل أن يسلك ولفرام وقصائده المعروفة باسم پارتسيڤال Parzival في سلك كتاب الروايات الغرامية. وكان مولد ڤالتر "ابن مرج الطيور" في مكان ما في التيرول Tirol قبل عام 1170. وكان من طبقة الفرسان ولكنه من فقرائهم، وزاد أحواله سوءاً على سوء بأن اتخذ الشعر صناعة له.ونسمع عنه وهو في سن العشرين يكسب قوته بالغناء في بيوت الأشراف من أهل ڤيينا. وكان وهو في سن الشباب هذه يكتب في الحب كتابة شهوانية طليقة أغضبت منه منافسيه، ولا يزال الألمان حتى الآن يعتزون بقصيدته "تحت شجرة التيليا" Unter den Linden :
ونضج تفكيره لما كبر، وبدأ يرى في المرأة مفاتن ومحاسن أجمل من بشرتها البضة، وبدت له فوائد الاتحاد بالزواج أعظم قيمة من التقلب بين النساء: "ما أسعد الرجل وما أسعد المرأة، اللذين يرتبط قلباهما بالإخلاص المتبادل، والذين تزداد حياتهما قيمة على مر الزمن، وبارك الله في بيتهما وجميع أيامهما(33). وأخذ يندد بتملق زملائه الشعراء نساء البلاط، وقال إن لقب "المرأة" أعظم قيمة لديه من لقب "السيدة"، وإن النساء الصالحات والرجال الصالحين هم الأشراف بحق، وإن "النساء الألمانيات يضارعن الملائكة في الجمال، وإن من ذمهن كذاب أشر"(34).
ومات الإمبراطور هنري السادس في عام 1197 وعمّت الفوضى بلاد ألمانيا مدى جيل كامل ولم تنقطع إلاّ بعد أن بلغ فردريك الثاني سن الرشد. ولم يعد الأشراف يناصرون الأدباء ويبسطون عليهم رعايتهم، فأخذ ولتر ينتقل من بلاط إلى بلاط يغني غناء البائس الشقي طلباً للقوت، ينافسه فيه المشعوذون والمهرجون الأذلاء. وحسبنا دليلاً على ما كان يعانيه في ذلك الوقت هذه العبارة المنقولة من حساب نفقات ڤولفگر Wolfger أسقف باسو Passau "خمسة صلدات صرفت في 12 نوفمبر عام 1203 إلى ڤالتر فون در فوگلڤايده ليشتري بها سترة من الفراء يتقي بها برد الشتاء"(35). وكانت هذه حسنة مضاعفة لأن ڤالتر گبليني متحمس، هجا في شعره البابوات، وندد بعيوب الكنيسة، وثار على نقل الأموال الألمانية فوق جبال الألپ لتملأ بها خزائن كنيسة القديس بطرس(36). غير أنه كان على الرغم من هذا مسيحياً صادقاً، ألف نشيداً عظيماً سماه "نشيد الصليبيين"، ولكنه كان يستطيع في بعض الأوقات أن يسمو فوق المعارك الحربية ويرى أن الناس كلهم أخوة:
الناس كلهم من أم واحدة
ونحن جميعاً أكفاء من الخارج والداخل؛ وأفواهنا تطعم كلها بطعام واحد، وإذا ما سقطت عظامهم وأصبحت كومة مختلطة فهل تعرفون يا من تميزون الأحياء بنظرة إليهم أيهم الدنيء الآن وأيهم الشريف بعد أن أكل الدود لحومهم وتعرت عظامهم؟ إن المسيحيين واليهود والكفار كلهم يتعبدون والله يبسط رعايته على جميع الخلق. -- من قصيدة "نشيد الصليبيين" |
وظل ڤالتر ربع قرن في تجواله وفقره، ثم وهبه فردريك الثاني ضيعة ودخلاً ثابتاً (1221)، فاستطاع أن يقضي السبع السنين الباقية من حياته هادئاً مطمئناً. وقد أحزنه أن شيخوخته ومرضه لا يمكنانه من الاشتراك في الحرب الصليبية، وطلب إلى الله أن يغفر له عجزه عن أن يحب أعداءه(38). وقد أوصى في قصيدة له بمن يرث مخلفاته "فللحساد سوء حظي، وللكاذبين أحزاني، وللمحبين النادرين حماقاتي، وللسيدات آلام قلبي"(39). ودفن في كاتدرائية ڤورتسبورگ Wurzburg وأقيم بالقرب منها نصب تذكاري يعلن حب ألمانيا لأعظم شعراء عصره.
وقضى على حركة الشعراء المتصببين بعد موته ما تورطت فيها من إسراف ومغالاة، وحل بها ما حل بألمانيا من دمار وسقوط فردريك الثاني. ويصف لنا اولريخ فون لختنشتاين Ulrich von Lichtenstein (حوالي 1200-1276) في سيرته الذاتية الشعرية (Frauendienst) كيف نشأ وسط عواطف "خدمة السيدات". فاختار سيدة لتكون له معبودة، وخيطت شفته الشرماء ليقلل نفورها منه، وحارب من أجلها في ألعاب برجاس. ولمّا قيل له إنها عجبت حين عرفت أنه لا تزال له إصبع كانت تظن أنه فقدها في الدفاع عن شرفها، قطع هذا العضو الآثم وبعث به إليها دليلاً على الولاء والخضوع. وكاد يغمى عليه من شدة الفرح حين أسعده الحظ بشرب الماء الذي غسلت فيه يديها(40). ولمّا تلقى منها رسالة ظل يحملها في جيبه عدة أسابيع حتى وجد شخصاً يستطيع أن يثق بأنه سيقرؤها له سراً، لأن اولريخ كان يجهل القراءة(41). ولمّا وعدته بأنها ستعطف عليه انتظر وفاءها بوعدها يومين كاملين في ثياب المتسولين بين المجذومين الواقفين ببابها، ثم أذنت له بالدخول، ولمّا تبينت إلحاحه أمرت فأنزل من نافذة مخدعها في ملاءة سرير. وكان له في ذلك زوجة وأبناء.
واختتمت حركة الشعراء المتصببين اختتاماً فيه بعض الكرامة بموت هاينريش فون مايسن Heinrich von Meissen الذي أحرز بأغانيه في تكريم النساء لقب "مداح النساء Frauenlob فراونلوب". ولمّا مات في ماينز عام 1317 حملت نساء المدينة نعشه وأخذن يندبنه حتى ووري التراب في كتدرائية المدينة، وسكبن فوق تابوته خمراً بلغ من كثرتها أن جرت في طول الكنيسة كلها(42). وخرج فن الغناء بعد موته من أيدي الفرسان إلى أيدي الطبقة الوسطى؛ وزالت نزعة عباد السيدات الغرامية، وحل محلها في القرن الرابع عشر مرح جماعة المغنين في المدن وفنهم العارمان يرفعان إلى ربات الشعر قيام طبقة الملاك الوسطى.
مينـِسينگر جديرون بالذكر
الغناء الدانوبي
غناء البلاط المبكر
مينسانگ كلاسيكية
- Albrecht von Johansdorf
- Bernger von Horheim
- Gottfried von Strassburg
- Hartmann von Aue (1170-)
- Heinrich von Morungen
- Reinmar von Hagenau (ca. 1210)
- Süßkind von Trimberg
- ڤولفرام فون إشنباخ Walter von der Vogelweide
- Wolfram von Eschenbach
مينسانگ لاحقة، القرن 13
- der Regenboge
- Friedrich von Sonnenburg
- Gottfried von Neifen
- Heinrich von Meissen (Frauenlob) (1250/1260-1318)
- Hugo von Montfort
- Konrad von Würzburg (1220/1230-1287)
- Neidhart von Reuental (1st half of the 13th century)
- Otto von Botenlauben
- Reinmar von Zweter (1200-after 1247)
- Der Tannhäuser
- Ulrich von Liechtenstein (ca. 1200-1275)
- Walther von Klingen (1240-1286)
المينسانگ اللاحقة: القرن 14
- Johannes Hadlaub (End of 13th century - 1340)
- Muskatblüt
- Oswald von Wolkenstein
مثال على مينليد Minnelied
The following love poem, of unknown authorship, is found in a Latin codex of the 12th century from the Tegernsee monastery.
الأصل بالألمانية العليا الوسطى
- Dû bist mîn ich bin dîn.
- des solt dû gewis sîn.
- dû bist beslozzen
- in mînem herzen.
- verlorn ist das sluzzelîn.
- dû muost immêr darinne sîn!
بالألمانية الحديثة
- Du bist mein, ich bin dein,
- dessen sollst du gewiss sein.
- Du bist verschlossen
- in meinem Herzen,
- Verloren ist das Schlüsselein-
- du musst immer darin sein.
بالعربية
- You are mine, I am yours
- Of that you may be sure
- Deep within my heart
- You're safely locked away
- But I have lost the key
- And there you'll ever stay
وصلات خارجية
- Des Minnesangs Frühling (University of Virginia, Electronic Text Center)
نسخ
The standard collections are
- 12th and early 13th Century Minnesang (up to Reinmar von Hagenau):
- H.Moser, H.Tervooren, Des Minnesangs Frühling.
- Vol. I: Texts, 38th edn (Hirzel, 1988) ISBN 3-7776-0448-8
- Vol II: Editorial Principles, Melodies, Manuscripts, Notes, 36th edn (Hirzel, 1977) ISBN 3-7776-0331-7
- Vol III: Commentaries (Hirzel, 2000) ISBN 3-7776-0368-6
- H.Moser, H.Tervooren, Des Minnesangs Frühling.
- 13th Century Minnesang after Walther von der Vogelweide:
- Carl v. Kraus, G.Kornrumpf, Deutsche Liederdichter des 13. Jahrhunderts (Niemeyer 1978) ISBN 3-484-10284-5.
- 14th and 15th centuries:
- Thomas Cramer, Die kleineren Liederdichter des 14. und 15. Jhs., 4 Vols (Fink 1979-1985)
There are separate editions of Walther's works, and of a number of the most prolific Minnesänger. There are many published selections with Modern German translation.
المصادر
- Olive Sayce, The medieval German lyric, 1150-1300: the development of its themes and forms in their European context (Oxford University Press 1982) ISBN 0-19-815772-X
- Ronald J. Taylor, The Art of the Minnesinger. Songs of the thirteenth century transribed and edited with textual and musical commentaries, 2 vols (University of Wales Press, 1968)