منفذ قسطل-حلفا

(تم التحويل من ميناء قسطل البري)
منفذ قسطل-حلفا.

منفذ قسطل-حلفا أو معبر قسطل-إشكيت هو منفذ بري على الحدود المصرية السودانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الانشاء

سيخدم المنفذ طريق بري يربط بين قسطل المصرية ووادي حلفا في السودان، بطول 55 كم، منها 33 كم في مصر و22 كم في السودان، ويهدف إلى زيادة حركة التجارة والمسافرين بين البلدين.

المنفذ مزود بالتجهيزات الجمركية والرقابة علي الصادرات والواردات والجوازات، وتمت اقامة عدد من الوحدات السكنية لاقامة العاملين وتيسير سبل الحياة في هذه المنطقة.[1]

رحلات الشاحنات والأتوبيسات المارة عبر المنفذ يمكنها التحرك مباشرة من أي مدينة مصرية في اتجاه أسوان ثم إلي أبو سمبل والعبور مباشرة عبر البحيرة بواسطة العبارات للوصول إلي أي منطقة داخل الأراضي السودانية.[2]

تم إنشاء مرافق الميناء على مساحة 58.000 م² وبلغت تكلفة الانشاءات 80 مليون جنيه مصري، وتجهيز العبارات النهرية وميناء قسطل 140 مليون جنيه، حيث تم التنفيذ بمعرفة جهاز الخدمة بالقوات المسلحة المصرية كما تم رصف مساحة 45 كم داخل الأراضي المصرية بتكلفة 70 مليون جنيه.

وتعمل محافظة أسوان على إنشاء عبارة جديدة تعمل بين أبو سمبل وقسطل لخدمة رواد المنفذ البرى الجديد وتبلغ حمولتها 100 طن وتستوعب 100 راكب و8 سيارات نقل وبتكلفة 5 ملايين جنيه.


التأجيل

كان من المقرر افتتاح المعرض في يونيو 2013، وتأجل الافتتاح بسبب خلاف من الجانب المصري على الحدود مع السلطات السودانية. واتهمت الحكومة المصرية السودان بالتهرب والممطالة في المشاركة باللجنة المشتركة والتي تأسست لحل الخلاف حول منطقة حلايب وشلاتين.[3]

وحسب تصريحات رئيس هيئة الموانئ المصرية أن السودان توغل في الحدود المصرية أثناء إنشاء الطريق الموصل بين قسطل وحلفا، بمسافة 25 متر، وكان الطريق قد إكتمل انشاؤه في النصف الأول من 2013، لكن تم تأجيل الافتتاح، بسبب اكتشاف الأمر، حيث يوجد منفذين لتحصل الرسوم على حدود البلدين، إلا أن المنفذ السودانى اخترق الحدود المصرية وتوغل فيها لمسافة 25 متر. وأضاف أنه تم تشكيل لجنة مشتركة من البلدين لإنهاء الأمر، والاتفاق على آليات تشغيل الطريق، ألا أن الجانب السودانى لم يواف الجانب المصرى بممثليه في اللجنة المشتركة أو رؤيته لإنهاء الأمر وآليات تشغيل الطريق، وتم مخاطبته أكثر من مرة، لكنه لم يرد أو يستجيب ويماطل في الاجتماع مع الجانب المصرى لإنهاء المشكلة.

وأكد مصدر مسئول، بوزارة النقل المصرية، أن الوزارة رفعت تقريراً إلى مجلس الوزراء، لتصعيد الأمر إلى رئاسة الجمهورية، لتدخل الرئاسة في البلدين، لمحاولة حل الخلاف والاتفاق على آليات تشغيله، لافتا إلى أن إنهاء الأزمة يحتاج تدخلا على مستوى رئيسى البلدين، لأن الجانب السودانى يماطل ويتهرب من الاجتماع مع المسئولين المصريين لإنهاء الأمر.

الافتتاح

في نهاية مارس 2014، عقدت في الخرطوم اجتماع للجنة المصرية السودانية المشتركة التي تضم ممثلين لوزارات الخارجية والتعاون الدولي والنقل وهيئة الموانئ الدولية لإعلان موعد التشغيل التجريبي للمنفذ والمقرر تشغيله خلال شهر أبريل.

في 28 أغسطس، أفتتح المعبر وزير الصناعة والتجارة المصرية فخري عبد النور ووزير النقل والمواصلات المصري هاني ضاحي.[4]

في أكتوبر 2014، اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير على تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، خصاة في ضوء افتتاح ميناء قسطل-أشكيت البري بين البلدين، وبحثا كذلك إمكانية إنشاء منطقة للتجارة الحرة بينهما. وفي 22 أبريل 2015، أعلنت وزارة النقل السودانية عن افتتاح معبر قسطل-أشكيت الحدودي في 30 أبريل 2015. [5]

مخاوف سودانية

فرضت السلطات السودانية رسوما قدرها 1500 جنيه سوداني لأي سيارة تعدو صوب الحدود المصرية من خلال معبر (إشكيت-قسطل ) الذي تم إفتتاحه قريبا، بينما السلطات في شمال الوادي عزفت تماما عن فرض مثل هذه الرسوم للعابرين من سكانها عبر هذا المعبر مما يؤكد أن حكومتنا وكعادتها تريد أن تفتح أبوابا ونوافذ جديدة لإبتزاز المزيد من الأموال من جيوب الشعب السوداني وإنزال المزيد من الأعباء المادية على كاهل هذا الشعب وغرس أنيابها في جسمه المعلول والمنهوك أصلا من فرط (الرهق)الشديد في كل مناحي حياته الاجتماعية والاقنصادية![6]

وبغض النظر عن هذه (الأتاوت)الجديدة التي لابد منها حسب مفهوم الدولة فإن المؤلم حقا هو أن هذا (المعبر) يقع في أقصى جنوب قرية إشكيت بدلا من وقوقعها في قرية فرص وهي الحدود الفاصلة بين دولتي السودان ومصر وتبتعد عن قرية إشكيت بحوالي 40 كيلومترا من الناحية الشمالية مما يعني أن الجارة الشقيقة إبتلعت في جوفها كل هذه المساحات الشاسعة من أرضنا التي تضم وعلى ضفتي النيل أكثر من (8) قرى متناثرة كانت وقبل أن تغمرها مياه السد العالي تعزف على أوتار النخيل الباسقة والحقول الخضراء والحدائق الغناء ذات الأشجار المورقة مع شقشقة العصافير حينما تعود إلى أوكارها وقت المغيب! هذه (البوابة)التي تريد منها الدولة أن تكون رافدا من روافدها المالية هي في الحقيقة تعد (كارثة) كبرى على أهل المنطقة ذلك لأن هذه المنطقة وبعد إفتتاح هذا المعبر لا غرو أنها ستفيض بأمواج هادرة من البشر ذو السحنات والطبائع والصفات والسمات المختلفة خصوصا وإنها في غابر الأزمان شهدت مثل هذه التجارب المريرة بسبب هذا الهطل والتدفق البشري!

كانت منطقة وادي حلفا قبل أربعة عقود مضت وحينما كانت تبدو مثل زهرة تفوح بأريجها الفواح تفد إليها أعداد من البشر خصوصا من الريف المصري فتستقبلها بأريحية بالغة فتبين لاحقا أن هناك من فرو إليها هروبا من يد العدالة ليحتموا بهذه المنطقة الحدودية الآمنة والتي كانت تصدح دائما بكرم الوفادة والمثل الرفيعه من سكانها حيث لم تتلوث هذه المنطقة عبر تاريخها المديد بأي نوع من أنواع الجرائم فاستغلها هؤلاء الهاربون للسكن فيها وأستقروا في ثراها وهم الذين أذهقوا في بلادهم أرواح بريئة ولأسباب واهية. فقد قتلوا الأنفس وهتكوا الأعراض وألقوا بها في الفلوات لتتغذى بها الوحوش الكاسرة مثل الضباع والذئاب. كما ألقوا بالبعض منها في لج مياه النهر لتكون طعاما لذيذا للتماسيح والأسماك. لقد هربت تلك الفئة الضالة من بعض القرى والأرياف الواقعة في شمال الوادي ليسكنوا في منطقة وادي حلفا ذات الطبيعة الهادئة ويهنأوا برغد الحياه فيها والعيش الكريم وسط قوم أدركهم النائي والقاصي بنبل الخصال وكرم السجايا ونقايا الحنايا يحتفون بالقادمين إليهم ويحلقون حولهم مثل أسراب الحمام..وفي تلك البقعة المطرزة بجمال الطبيعية وسحرها الأخاذ حيث السمر الجميل في هدأة الليل قطنت تلك الجموع الشاردة من مرابعها وأتخذوا من ظلال النخيل مرافئ جميلة بعد أن سكنوا في تلك المنازل المهجورة منذ فيضانات النيل العارمة في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي.

كان الاعتقاد السائد في أذهان سكان المنطقة أن الغاية القصوى لأؤلئك المهاجرين من بلادهم تكمن وكما هي طبيعية البشر في كل زمان ومكان في البحث عن الرزق والمأوى بعد أن ضاقت بهم سبل الحياه في بلادهم لاسيما وإنهم يجيدون فلاحة الأرض ولهم فيها باع طويل..ومع توغل الزمن بانت تلك الأسباب التي دفعتهم في إمتطاء وعثاء السفر الطويل بأقدامهم في تلك الفلات من أجل الوصول لهذا المكان الآمن..ومع إدراكهم لهذه الدوافع المريرة الا أن سكان المنطقة نسجوا مع الوافدين إليهم خيوطا من الألفة والوشائج وتحولت تلك الأواصر لتأخذ منحا جديدا تتسم بالإنصهار التام فتوارت خلف هذا الأنسجام كل علامات التفرقة بل حلت في مكانها الثقة المفرطة.

هذه الثقة جعلت البوح بأسرار حياتهم السابقة في بلادهم أمرا مألوفا..فراحوا يتفوهون بالكثير من القصص المثيرة حول تلك الجرائم التي ترتجف لها الأبدان..وأفصحوا عن خفايا كانت مكنونة في الأعماق تفوح منها رائحة الجريمة النكراء والممعنة في النتانة..وكلها كانت تدور في حلقات القتل والنهب والسرقة وإنتهاك أعراض الحرائر. ولأن النفس الليئمة والمسكونة بالدنائة المفرطة من الصعب أن تنأى عن مثل هذه السلوكيات ولأن النفوس الظامئة والتواقة للرذيلة لايمكن علاجها فإن هؤلاء الوافدين ما لبسوا يعاودهم الحنين إلى سابق عهدهم رغم مكوثهم في منطقة تسود فيها الطهر والنقاء وبين قوم ترعرعوا على شيم التسامح مما دعا سكان المنطقة وأثناء التهجير القسري بعدم السماح لهم في إمتطاء صهوة قطار الهجرة والرحيل معهم الى الوطن الجديد فعاد جل هؤلاء الوافدين إلى مرافئهم القديمة!

إن أبناء النوبة في أقصى الشمال وقبل قيام السد العالي وعلى الرغم من ضألة المسافة التي تفصل بينهم وبين المناطق الواقعة في الريف المصري لم يحدث أبدا أن أرتادوا إليها.. بل كان إرتيادهم دائما للمدن الكبيرة مثل القاهرة والأسكندرية طلبا للعلاج أو العمل..وفي الوقت الحالي فقد إنتفت كل الأسباب الداعية للولوج إلى جمهورية مصر العربية وبالتالي فإن هذا المعبر الذي يطل في قرية إشكيت لايمكن أن يكون له فائدة قصوى لأبناء المنطقة بل فإن كل الفوائد ستصب في صالح الشعب المصري خصوصا فإن هذا الشعب يتوق كثيرآ للأراضي السودانية ذات المساحات الزراعية الشاسعة التي تسيل لها اللعاب وكذلك في ظل الإكتظاظ السكاني الذي بدأت تعاني منه أرض الكنانة.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "ميناء قسطل الحدودي بين مصر والسودان جاهز للتشغيل". الهيئة العامة للاستعلامات. 2013-08-13. Retrieved 2014-03-31.
  2. ^ "تشغيل منفذ ( قسطل ـــ حلفا ) بين مصر والسودان في أبريل". جريدة الأهرام. 2014-03-31. Retrieved 2014-03-31.
  3. ^ "تأجيل افتتاح طريق "قسطل - حلفا" مع السودان لأجل غير مسمى.. رئيس الموانئ البرية: الدولة الشقيقة توغلت بالحدود المصرية لـ25 مترا.. وتتهرب من حل الأزمة.. و"النقل" ترفع تقريرا لـ"الوزراء والرئاسة" للتصعيد". جريدة اليوم السابع. 2014-01-18. Retrieved 2014-03-31.
  4. ^ "افتتاح معبر قسطل البري بين مصر والسودان". جريدة المصري اليوم. 2014-09-02. Retrieved 2014-08-28.
  5. ^ "وكالة: افتتاح معبر "أشكيت-قسطل" الحدودي بين مصر والسودان 30 أبريل الجاري". أصوات مصرية. 2015-04-20. Retrieved 2015-04-22.
  6. ^ أحمد دهب (2014-09-12). "معبر (إشكيت) كارثة كبرى!!". سودانيز أونلاين.