نوستراداموس
Michel de Nostredame | |
---|---|
وُلِدَ | 14 December or 21 December December 1503 |
توفي | 2 يوليو 1566 Salon-de-Provence, France | (aged 62)
المهنة | Apothecary, author, translator, astrological consultant |
اللقب | Prophecy |
نوستراداموس هو اسم لاتيني لطبيب ومنجم فرنسي نسبة للمكان الذي كان يسكن فيه. قام بكتابة كتاب اسمه التنبؤات Les Propheties الذي يحتوي على أهم الاحداث التي سوف تحدث في زمانه إلى نهاية العالم الذي توقع هو ان يكون في عام 3797م وكان يقوم بكتابة الاحداث على شكل رباعيات غير مفهومة وقام بعض العامة بتفسير تلك النبوءات بالتواصل مع الاشخاص المعنيين الذين ذكرهم المنجم في كتابه.
ارتبط اسم هذا الرجل بالكوارث الكبرى والأحداث المأساوية في تاريخ الإنسانية في القرون الخمسة الماضية؛ فحيثما حلت بالعالم مصيبة عظمى أو كارثة أكبر من قدرته على الاحتمال، أو يصعب عليه استيعابها كانت النبوءة والبحث في الغيب هما المتنفس الوحيد حين تتوقف قدرة العقل على العمل وتشل حركة صاحبه عن الفعل. ولهذا كان أول ما فعله من أذهلتهم أحداث سبتمبر الدامية أن لجئوا إلى الطبيب والمنجم الفرنسي نوسترآداموس أشهر منجم في التاريخ، والذي ارتبط اسمه بأشهر النبوءات وأكثرها إثارة منذ ظهوره في القرن السادس عشر إلى الآن! وهو الرجل الذي لم تعد تُذكر النبوءات إلا ويتداعى للذهن فورًا طيفه.
ذاع صيته بعد كتابته كتاب ” التنبؤات Les Propheties ” عند العامة الامر الذي ادى إلى ان جعل الناس يتوافدون اليه من كل مكان حتى مماته. طلبت منه كاترين دي ميتشي Catherine de Medci ملكة فرنسا بأن يرسم لها مخطط بياني يمكنها من تحديد مكان زوجها واولادها في أي لحظة وفي أي مكان.
نبوءات نوسترادموس كثيرة منها الذي تحقق ومنها الذي لم يتحقق وأخطأ فيها نوستراداموس مثل أنه تبنأ في يوم وفاته أن الشخصين اللذان دفناه احدهما مات في نفس اليوم والاخر اصابه الجنون. ومن نبوءاته أيضا أنه تنبأ بوفاة الاميرة ديانا وكذلك وفاة الام تيريسا, كذلك حادثة 11 سبتمبر وحروب منطقة الخليج والعراق.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أصله
ولد ميشيل دي نوستردام ( ميشيل النوتردامي Michel de Nostredame) الذي عرف أكثر بالشكل اللاتيني لإسمه - نوستراداموس- ظهيرة اليوم الرابع عشر من كانون الأول/ديسمبر من عام 1503 وفقاً للتقويم القديم في سان ريمي دي بروفانس St.Remy de provence في جنوب فرنسا، ولم تكن أسرته تنتمي إلى سلسلة الأطباء اليهود الإيطاليين الشهيرة التي تعمل في بلاطي الملك رينيه الأنجوي Rene of Anhou وابنه- كما كان يسود الزعم -إنما أناس من نسب عادي من المناطق التي تحيط بلدة أفينيون Avignon .
في عام 1495م تخلت الأسرة عن اليهودية واعتنقت العقيدة الكاثوليكية ، وكان نوسترادامونس حينها يناهز التاسعة من عمره، فيما أدرج والده عام 1512م على أنهما عضوان في الجماعة المسيحية الجديدة.
طفولته ودراسته
كان نوستراداموس الإبن الأكبر وكان له 4 أخوة. وأصبح الذكاء العظيم الذي كان يمتلكه نوستراداموس واضحاً وهو لم يزل في أول شبابه. وقد أوكل أمر تعليمه إلى جده-جانJean- الذي علمه قواعد اللاتينية والإغريقية والعبرية وأصول الرياضيات والتنجيم الذي يسميه نوستراداموس " العلم السماوي" .
وعندما توفي جده عاد إلى دار والديه في شارع باري Rue de Barri فحاول جده الآخر مواصلة تعليمه وبعد ذلك بوقت قصير أرسل إلى بلدة أفينيون للدراسة ، ولعله بقى مع بعض من أبناء أعمامه الكثيرين في تلك البلدة.
وبسبب إظهاره الاهتمام بعلم التنجيم أصبح هو الحديث الشائع بين زملائه الطلبة. أيد صحة النظرية الكوبرنيكية التي تقول بأن العالم كروي ويدور حول الشمس قبل مقاضاة غاليليو Galilio بسبب الإعتقاد ذاته بأكثر من 100 سنة. وبسبب ذلك قلق عليه من موقفه هذا لأن ذلك العصر كان عصر محكمة التفتيش Inquisition ، وبما أنهم كانوا يهوداً في السابق فكان وضعهم أكثر ضعفاً من أغلب الناس.
واشتهر منذ صباه بقدرات ومواهب مدهشة؛ فقد كانت لديه قدرة على البقاء نشيطًا ومستيقظًا إلى فترة طويلة حتى إنه لم يكن ينام أكثر من أربع ساعات فقط على الأكثر في يومه، واستطاع في فترة مبكرة من حياته الإلمام بعدد من المعارف والهوايات الغريبة؛ فدرس علوم السحر والكهانة.
ويشير البعض إلى أنه ربما درس الحضارة المصرية القديمة وكان على معرفة واسعة بتاريخها وبآلهة الفراعنة وعلوم السحر التي كانوا أشهر العارفين بها، كما درس عددًا من العقائد والديانات السماوية والوضعية وكان على دراية بمعظم طقوسها، ومنها الإسلام، حتى إن البعض زعم أنه ربما أسلم في نهاية حياته ولكنه لم يكشف عن ذلك، وقد تنقل في عدد من البلدان الأوروبية والإسلامية، وإن كان هناك خلاف حول زيارته لمصر.
ولذلك أرسله والده عام 1522م لدراسة الطب في مدينة مونبيلييه وكان عمره 19 عاماً آنذاك.
وقد اتيحت له الفرصة لللافادة من أكثر العقول الطبية تقدماً في أوروبا. نال درجة البكالريوس بعد ثلاث سنوات بيسر واضح ، وبعد أن حصل على إجازة ممهارسة مهنة الطب قرر أن يترك الجامعة ويخرج إلى الريف لمساعدة ضحايا الطاعون الكثيرة.
وقد صادق نوسترآداموس في بداية حياته "فرانسو رابلييه" أحد أهم الكتاب الفرنسيين في عصره، واستفاد منه كثيرًا؛ حيث كان رابلييه طبيبًا مثله، إضافة إلى كونه راهبًا فرانسيسكانيًا مهمًا ومؤلفًا مشهورًا، ومن أبرز أعماله "حكايات جارجانتوا أو "حكايات الشره" التي حازت شهرة واسعة، وقد عملا معًا في مهنة الطب وارتبطا بصداقة وطيدة واشتركا في كثير من الأعمال والأحداث التي دارت في هذه الفترة الفاصلة من تاريخ فرنسا وأوروبا، حتى إن زوجتيهما لقيتا نفس المصير حيث لاحقهما الموت في الوباء الشهير الذي أصاب فرنسا سنة 1524.
نوستراداموس طبيباً
كان الطاعون متوطناً في جنوبي فرنسا في ال قرن 16 وبشكل خاص نوع خبيث يعرف محلياً باسم « الطاعون الأسود» ولم يستطع أن ينكر أحد شجاعته في مواجهة المرض وانسانيته تجاه المرضى وكرمه تجاه الفقراء.
وفي 1525م ذاع سيطه على أنه رجل مشفٍ وهو ما يزال في هذه المرحلة المبكرة من حياته. وارتحل من مدينة إلى أخرى موزعاً أدويته الخاصة على المصابين ، وكان يستخدم طرق ابداعيه في العلاج.
أمكن العثور على وصفات بعض هذه الأدوية فيما بعد في كتاب نشره عام 1552 م وإنتقل من ناربون إلى كاركاسون ثم تولوز وفي بوردو ثم يعود إلى أفينيون مسقط رأسه حيث بقى عدة شهور.
وبعد قرابة 4 سنوات من الترحال عاد إلى مونبيلييه لإكمال الدكتوراه وانخرط في هذه الدراسة في 23 تشرين الاول/ أكتوبر من عام 1529 م وكان يواجه صعوبة في شرح أدويته وعلاجاته غير التقليدية، فبسبب نجاحه كان له أعداء بين زملاء كليته، ثم نال الدكتوراه، بقى يدرس في مونبيلييه لمدة سنه ولكن نظرياته الجديدة -في ذلك الوقت- مثل رفضه استنزاف دماء المرضى - سبتت له المشاكل لذلك بدأ مرحلة جديدة من التطواف.
وفيما كان يمارس عمله في تولوز تسلم رسالة من جوليوس سيزار سكاليجر Julius-Casar scaliger ثاني أشهر فيلسوف في عموم أوروبا ، ويتضح أن رد نوستراداموس قد سر سكاليجر إلى الحد الذي جعله يدعوه للإقامة في بيته الخاص في آغن. وقد أعجبت هذه الحياة نوستراداموس كثيراً.
زواجه
في عام 1534 م تقريباً تزوج شابة « من طبقة اجتماعية رفيعة ، وعلى قدر كبير من الجمال والسحر» ولكن اسمها لم يصل إلينا لسوء الحظ ، رزق منها بولد وبنت وكانت حياته تبدو متكاملة. ولكن حدث أن وصل الطاعون إلى آغن Agen حيث كان يقيم في تلك الفترة ، وعلى الرغم من كل ما فعله من جهود ، فقد قتل زوجة نوستراداموس وطفليه الاثنين، وكان لحقيقة عجزه عن إنقاذ عائلته أثر فاجع في مسار مهنته.
بعد ذلك حاول أهل زوجته الراحلة مقاضاته من أجل إعادة مهرها.
إتهامه بالهرطقة
كانت القشة التي قصمت ظهره عام 1538 ، إذ اتهم بالهرطقة لأنه حدث أن أبدى ملحوظة دون قصد قبل ذلك بسنين وقد نقلت هذه الملحوظة للسلطات ، فقد علق نوستراداموس على عامل يقوم بصب تمثال برونزي للعذراء بأنه إنما كان يصنع الشياطين. ومع أنه كان يقصد ما يفتقر إليه التمثال من عنصر جمالي ، وهكذا أرسلت محكمة التفتيش في طلبه من أجل أن يذهب إلى تولوز ، فشرع نوستراداموس في التطواف من جديد ، مبتعداً قدر الإمكان عن سلطات الكنيسة على مدى السنوات الست التالية.
وفي هذه الفترة ذهب إلى اللورين والبندقية وصقلية مصراً على إيجاد المقاييس الصيدلانية لكل مكان ومدوناً أسماء كل من كان جيداً أو رديئاً بالنسبة لكتابه «رسالة في الغيبيات Traite des Fardmens»
بداية قدرته على التنبؤ
ويحتمل أن يكون حوالي في هذه الفترة قد بدأ بترجمة الهورابولو Horapollo التي كتبها فيليبوس Philippus من الإغريقية إلى الفرنسية وهي مجموعة من الأبحاث أو الرسائل في الأخلاق والفلسفة. وهي ليست ذات قيمة أدبية كبيرة على أية حال ، إلا أن الجدير بالذكر أن الحكايات التي تتحدث عن قدراته على التنبؤ بالظهور في هذه الأيام ...
نبوءة الراهب :
وكما يبدو فقد ذهب إلى إيطاليا وفيها رأى راهباً شاباً كان يعمل مربياً للخنازير يمر به في الشارع ، فركع أمامه مباشرة وناداه بـ « قداستكم» وقد أصبح ذلك الشاب الذي يدعى فيليتش بيرتي Felice Peretti سيكستوس الخامس Sextus V عام 1585 بعد وفاة نوستراداموس بوقت طويل.
قرابة عام 1554 ، استقر نوستراداموس في مرسيليا وفي هذا العام تعرضت بروفانس لأسوأ فيضانات في تاريخها وتضاعفت شراسة الطاعون وكان نوستراداموس يعمل بدون توقف في الوقت الذي هرب فيه الأطباء.
تنبؤاته
أثارت تنبؤاته جدلاً واسعاً في أوساط الكنيسة وعند الملوك والحكام ، خاصة عندما كانت تتعلق بوراثة العرش أو موت الملك أو هزيمة جيش أو ماإلى ذلك.
نبوءة هنري الرابع :
في عام 1550م انتقل نوستراداموس إلى مدينة صالون الفرنسية - المكان الذي بدأ فيه كتابة تنبؤاته. ووقعت حادثة طريفة أثناء زيارة نوستراداموس إلى مدينة صالون عندما طلب رؤية شامات موجودة على جسم صبي في الحاشية، كان ذلك شكلاً من أشكال التنبؤ الشائعة في ذلك الوقت ، إلا أن الصبي استحيا وهرب. توجه نوستراداموس في اليوم التالي لرؤيته وهو نائم ، ثم أعلن بعد ذلك أن هذا الصبي سيكون في يوم من الأيام ملكاً على فرنسا على الرغم من أن كاترين كان لها ولدان على قيد الحياة وكان ذلك الصبي هو هنري النافاريHenri of Navarre الذي أصبح فيما بعد الملك هنري الرابع.
سبب شهرة نوستراداموس في العصر الحديث
ولعل ما فعلته زوجة غوبلز وزير الدعاية في حكومة هتلر إبان الحرب العالمية الثانية ، عندما فرغت من قراءة بعض نبوءات نوستراداموس والتي لم تكن على هواها،أيقظت جوبلز من نومه، ففزع من هذه التنبؤات وعلى الفور لجأ للدعاية المضادة واستخدم منجم يدعى كرافت ، وكان الغرض من ذلك إحداث تأثير عكسي على شعوب أوروبا وقد اتضح فيما بعد أن كرافت هذا كان يستنسخ بعض تنبؤات نوستراداموس ويعمل على هديها. وبالطبع صدقت نبوءات نوستراداموس بهزيمة ألمانيا.
في بلدة صالون
قرر نوستراداموس الاستقرار بها بقية حياته وتزوج آن بونسار غيميل Anne Ponsart Gemelle وهي أرملة ثرية ولايزال يمكن رؤية المنزل الذي قضى فيه بقية حياته على مبعدة من بلاس دي لا بواسونيري Place de la poissonnerie وبفضل الحياة الهادئة استطاع أن يركز أكثر على البصيرة التنبؤية وكتاباته.
وبعد 1550 أنتج تقويماً سنوياً وبعد عام 1554 أنجز «التكهنات» La Prognostications ويبدو أن هذين الكتابين شجعاه على الشروع بهمة في كتابه «التنبؤات» The prophecies والذي انطوى على قدر كبير من التعب.
حول نوسترادموس الغرفة العلوية من منزله في بلدة صالون إلى غرفة مطالعة ، وكان كما يخبرنا في التنبؤات يعمل في الليل بكتبه الخاصة بالغيبيات كما أنه قام بإحراق الكثير منها بعد أن أنهى العمل بها مباشرة. ولكن يصعب تصديق ذلك ، لعله في ذلك كان يحاول تضليل سلطات الكنيسة.
كان المصدر الرئيسي لأفكاره الإلهامية السحرية كتاباً لاتينياً بعنوان« DE Mysterriis Egyptorum » الذي نشرت إحدى نسخه في ليون عام 1547 ، كان يكاد أن يكون في حكم المؤكد تقريباً أنها كانت لدى نوسترادموس لأنه كان يقتبس منها سطراً بسطر في تنبؤاته.
وفي سنة 1554 بدأ في إصدار كتابه السنوي الشهير الذي عرف باسم "الكتاب السنوي في التنبؤات العظمى"، وجاءت أول طبعة عبارة عن تنبؤات بما سيحدث في القرون القادمة؛ حيث صاغ نبوءته باللغة اللاتينية تتداخل معها الإيطالية، واللاتينية في بيت شعر بطريقة التشفير التي تزيد من حالة الغموض والرغبة في الاستكشاف، وكان يضع لكل قرن مائة بيت من الشعر تتضمن مائة نبوءة.. لكل عام نبوءة، لذا سميت بـ القرون.
وهي تتكون من مائة رباعية؛ فتضمنت الطبعة الأولى.
من الكتاب (صدرت 1555م) نبوءات ثلاثة قرون وثلاثة وخمسين عامًا من القرن الرابع، في حين تضمنت الطبعة الصادرة.
في نوفمبر عام 1557 نبوءات ستة قرون واثنين وأربعين عامًا من القرن السابع.
ويبدو أن نوسترآداموس استفاد فيما كتبه من نبوءات بما ورد في الكتب الدينية القديمة التي ربما ورثها عن أسرته اليهودية الأصل، والتي أخذ منها الرموز التوراتية اللفظية والعددية التي اشتهر بمعرفتها الكهنة والأحبار، وهو ما يفهم من مقدمة كتابه رغم أنه تعمد أن يكتبها في صورة غامضة وبشفرات لا يمكن فكها إلا بصعوبة بالغة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كتاب التنبؤات
في عام 1555 أكمل نوستراداموس الجزء الأول من كتابه الخاص بالتنبؤات التي كان لها أن تحتوي على تكهنات تبتدئ بزمانه وحتى نهاية العالم . فكلمة «قرن» ليست لها علاقة بمئة سنة ، لقد كانت تدعى كذلك لأنه كانت هناك 100 مقطوعة شعرية أو رباعية في كل كتاب وكان نوستراداموس يريد أن يكتب 10 منها. بحيث يتكون 1000 رباعية في المحصلة النهائية. ولسبب مجهول لم يكتمل القرن السابع أبداً وهناك إشارات في أوراقه تشير إلى أنه كان يبحث مسألة إضافة قرن حادي عشر وثاني عشر ، لكن الموت حال دون ذلك.
الأشعار مكتوبة بأسلوب مبهم وغامض يمتلئ بمفردات من لغات متعددة مثل اللاتينية والبروفنسالية والإيطالية والإغريقية . وقصد ذلك حتى يتجنب مقاضاته على أنه ساحر أو مشعوذ ، فقد قصد خلق حالة من الإرباك في تسلسل التنبؤات فلا تنكشف أسراره للناس العاديين.
شهرة نوسترادموس
وانتشرت شهرة نوسترداموس بسرعة في طول فرنسا وعرضها بفعل قوة«التنبؤات» التي نشرت بشكل غير كامل عام 1555 تضمن «القرون» الثلاثة الأولى وجزء من «القرن الرابع» في ذلك الزمن التي كانت الكتب فيها ترفاً لم يكن يملكها ولا يقرأها سوى الأغنياء. لأن معظم الناس كانوا أميين ، فقد أصبحت التنبؤات هي البدعة السائرة التي يقبل عليها الجميع في البلاط ، ويبدو أن واحدة أو اثنتين منها تثير شيئاً من عدم الارتياح في البلدان الأخرى ، وبخاصة تلك النبوءة التي ظهر أنها أنبأت بموت الملك.
وقد حازت نبوءات نوسترآداموس اهتمام الناس منذ وفاة الملك هنري الرابع سنة 1559 وتولي ابنه فرانسوا الثاني بدلا به إلى أن مات مسموما؛ حيث كان نوسترآداموس قد تنبأ بذلك تفصيليا، مما لفت إليه أنظار الشعب الفرنسي كله، وعلى رأسه الملكة "كاترين دي ميتش" زوجة الملك هنري الرابع التي صارت وصية على العرش بعد وفاة زوجها وموت ابنها فرانسوا الثاني مسموما وتولي ابنها الأصغر شارل التاسع الملك، ولم يكن قد بلغ التاسعة من عمره.
وإيمانًا منها بنوسترآداموس فقد قربته إليها وأعطته مكانة عظمى في البلاط الملكي، حتى إن نوسترآداموس حين توفي في 2 يوليو 1566 كان قد أصبح شخصية تاريخية تقترب من الأسطورة، بل آمن به البعض باعتباره نبيا، وأنه النبي الوحيد الذي بعث للغرب من الأنبياء الذين ظهروا دائما في الشرق.
فقد أرسلت الملكة كاترين دي ميتشي Catherine de Medci في طلب نوستراداموس لكي يحضر إلى البلاط ، فذهب وكانت الملكة متلهفة لرؤيته. وسألته عن النبوءة ومن المؤكد أنها ظلت تؤمن بنبوءاته حتى وفاتها. ومنحته هبات ورواتب وميزات ملكية.
وقد امتدت رعاية كاترين دي ميتش إلى أسرته إلى حد أن ابنته ديانا تزوجت من أحد البارونات رغم أنها من عوام الشعب، وهذا لم يكن واردا أو مقبولا لولا أنها حظيت برعاية الملكة.
وفي 1605 أصدرت ابنته "ديانا" في ذكرى مرور خمسين عاما على الطبعة الأولى من نبوءاته، طبعة جديدة متكاملة ضمنت كل نبوءات والدها التي تضمنت تسعة قرون واثنتين وأربعين سنة من القرن العاشر، بدأها والدها بأول نبوءة تنبأ بها وكانت في نفس العام الذي أصدر فيه كتابه 1555م.
وفاته
بدأ النقرس الذي كان يعاني منه يتحول إلى داء الاستسقاء ، فأدرك بوصفه طبيباً أن نهايته أصبحت وشيكة ،فكتب وصيته في السابع عشر من حزيران\يونيو عام 1566 . وفي الأول من تموز\يوليو أرسل في طلب القس المحلي ليجري له الطقوس الأخيرة ، ووجدت جثته في صباح اليوم التالي كما توقع بنفسه ، وترك مبلغاً كبيراً من المال علاوة على ممتلكات عينية أخرى .
وعندما توفي دفن واقفاً في جدار في أحد جدران كنيسة كورديلييه في بلدة صالون ، بفرنسا ، وأعيد دفن جثته إبان الثورة في الكنيسة الأخرى في صالون ، وهي كنيسة سان لوران St. Laurent حيث لا يزال يمكن رؤية قبرة وصورته الشخصية المرسومة.
ومنذ وفاته جذبت شخصية نوسترآداموس ونبوءاته اهتمام الناس -بكل مستوياتهم- داخل فرنسا وخارجها، وعكفوا على دراسته وتحليل نبوءاته ومحاولة فك رموزها، وزاد من ولعهم الغموض الذي أحاط بشخصية وطريقة الألغاز التي كان يكتب بها نبوءاته، وكان قد أشيع عنه بعد وفاته أنه كان عضوا بجمعية سرية تسمى "البونوم" أو "الناس الطيبون"، وقد جنده فيها "ماكيه بونوم" الناشر الذي تولى نشر كتبه، كما أصبح رئيسًا لها منذ 1558م، وحتى وفاته 1566م.
وقد ازدادت شهرة نوسترآداموس 1946 حين دخل الجيش الأمريكي قرية "سالون دوبروفوتس" مسقط رأسه والمكان الذي دفن فيه، فاستولى على كل الكتب والوثائق الخاصة به ونقلها إلى الولايات المتحدة، وهناك أجريت عليها دراسات كثيرة وأصبح الاهتمام بها عالميًا، مما ساعد على زيادة الاهتمام العالمي بصاحبها.
وطوال أكثر من أربعة قرون كانت نبوءات نوسترآداموس المادة الرئيسية لاهتمام معظم وأشهر العرافين والمنجمين وهواة جمع وتفسير النبوءات وعلماء المستقبليات، بل ورجال الصحافة والسياسة في العالم، خاصة في نهاية كل قرن.
ومن أشهر الذين اشتغلوا بالكتابة والتفسير على نبوءات نوسترآداموس ابنه سيزر الذي وضع كتابًا خاصًا لتفسير نبوءات والده، والعرافة الشهيرة مدام "بلاتافسكي" في نهاية القرن التاسع عشر، والسويدي سويدن بوري، وسترند برج، ومانويدي ميد" ومعظم العرافين والباطنيين والمغرمين باستكشاف المستقبل.
ولكن أشهر الكتب التي وضعت في تفسير نبوءات وفك رموزه وطلاسمه هو كتاب "نبوءات نوسترآداموس" الذي ألّفه الطبيب الفرنسي "دو فونبرون" المتوفى عام 1959م، وقد طُبع هذا الكتاب عدة مرات، أعوام 38 و39 و1940م، ومن ثم أُعيد طبعه بعد عدة سنوات من خلال ابن المؤلف الذي أضاف إلى الطبعة الجديدة من الكتاب نصا مخطوطا بقلم أبيه، كان قد كتبه قبل وفاته بقليل، وقد ترجم كتاب دو فونبرون إلى العربية في منتصف التسعينيات، وأصدره مترجمه أسامة الحاج عن دار نشر لبنانية، ثم صدرت للكتاب عدة ترجمات أخرى في أكثر من دار نشر.
وربما كان اسم نوسترآداموس هو أحد أكثر الأسماء سحرية على شبكة الإنترنت؛ إذ يكفي أن تضعه على محرك البحث بالشبكة حتى تفاجأ بعشرات، وربما المواقع الخاصة عنه وعن نبوءاته وتفسيراتها، بعضها لمراكز ومؤسسات عالمية في أربِعة أرجاء المعمورة تخصصت فقط في نوسترآداموس.[1].
أشهر تنبؤات العراف الأكبر
ومن أشهر النبوءات التي يقول مفسرو نوسترآداموس وشارحوه إنه تنبأ بها وتحققت بالفعل هي بعض النبوءات عن اختراع السيارة والطيارة (أو الطيور الحديدية)، و القنبلة الذرية والكهرباء والاستنساخ وظهور نابليون وهتلر (أو هسلر كما تقول النبوءة) وقيام وسقوط الاتحاد السوفيتي ورمز له باسم إمبراطورية الدب)، وانهيار الإمبراطورية الرومانية النمساوية الهابسبورج.
أما أشهر نبوءاته التي ينتظرون تحققها في القرن الحادي والعشرين فهي أن تصبح العوامة (الوسادة الهوائية) هي المركبة الأساسية ووسيلة النقل الأولى للبشر، وتغير لون جلد الإنسان، واستعادة المسلمين لقوتهم وغزوهم لأوروبا وتأسيسهم لما يعرف بالولايات المتحدة الإسلامية.
كان من الممكن أن تظل هذه التنبؤات مجرد ادعاء بمعرفة الغيب من منجم يكذب حتى لو صدق، لولا أن حالة من الإيمان بنوسترآداموس قد انتشرت، خاصة في الغرب، وأخذت تزداد وتنتشر كلما حلت بالعالم كارثة فوق قدرة الناس على الفهم والاحتمال، وكلما استطاع مفسرو الرجل وشراحه إثبات صحة ما سبق أن تنبأ به.
ولم تكن حالة الإيمان هذه قاصرة على المهووسين بالنبوءات أو شرائح بعينها مثل صناع السينما وكتاب روايات الخيال والمستقبليات، بل امتدت إلى النخب السياسية أيضا، كما هو الحال في الولايات المتحدة ، وتحديدا لدى قيادات الحزب الجمهوري من التوراتيين، من لدن دونالد ريجان وحتى جورج بوش الابن ، حتى إن البعض يشير إلى أن سباق التسلح النووي الذي خاضته أمريكا، ومشروعا كدرع الصواريخ، كان مرده مخاوف سببها نبوءات توراتية أو لمنجمين مثل نوسترآداموس.
وعقب هجمات 11 سبتمبر عاد نوسترآداموس إلى صدارة المشهد، وتضاعفت مبيعات كتب نبوءاته في كل أنحاء العالم بصورة غير مسبوقة حين اعتبر الكثيرون أنه قد سبق وتنبأ بهذا الانفجار بتفصيلاته الدقيقة؛ حيث أعادوا قراءة بعض أبيات من تنبؤاته تذكر ما نصه: في سنة القرن الجديد وتسعة أشهر يأتي من السماء ملك الرعب، وتحترق السماء.. الحريق يقترب من المدينة الكبرى الجديدة. في مدينة (يورك) يحصل انهيار كبير.. شقيقان توأمان تفصل بينهما الفوضى في حين يسقط الحصن، الزعيم الكبير يقضي والحرب الكبرى الثالثة تبدأ حين تلتهم النيران المدينة الكبرى.
ومن ساعتها وكتاب تنبؤات نوسترآداموس من أعلى الكتب مبيعا في عالم يرى أن أهم ما أنجزه هو الإيمان بالعلم وقيمه وأفكاره وثقافته، حتى لو كان المقابل هو الكفر بالأديان.
مصادر المقالة
- Nostradamus, Michel:
- Orus Apollo, 1545 (?), unpublished ms; Almanachs, Presages and Pronostications, 1550–1567; Ein Erschrecklich und Wunderbarlich Zeychen..., Nuremberg, 1554; Les Propheties, Lyon, 1555, 1557, 1568; Traite des fardemens et des confitures, 1555, 1556, 1557; Paraphrase de C. Galen sus l'exhortation de Menodote, 1557; Lettre de Maistre Michel Nostradamus, de Salon de Craux en Provence, A la Royne mere du Roy, 1566
- Leroy, Dr Edgar, Nostradamus, ses origines, sa vie, son oeuvre, 1972 (the seminal biographical study)
- Dupèbe, Jean, Nostradamus: Lettres inédites, 1983
- Chomarat, Michel, and Laroche, Jean-Paul: Bibliographie Nostradamus (1989)
- Benazra, Robert: Répertoire chronologique nostradamique (1990)
- Randi, James, The Mask of Nostradamus, 1993 ISBN 0-87975-830-9
- Rollet, Pierre, Nostradamus: Interprétation des hiéroglyphes de Horapollo, 1993
- Brind'Amour, Pierre: Nostradamus astrophile, 1993; Nostradamus. Les premières Centuries ou Prophéties, 1996
- Lemesurier, Peter, The Nostradamus Encyclopedia, 1997; The Unknown Nostradamus, 2003; Nostradamus: The Illustrated Prophecies, 2003; Nostradamus, Bibliomancer, 2010
- Prévost, Roger, Nostradamus, le mythe et la réalité, 1999
- Chevignard, Bernard, Présages de Nostradamus 1999
- Wilson, Ian, Nostradamus: The Evidence, 2002
- Clébert, Jean-Paul, Prophéties de Nostradamus, 2003
- Gruber, Dr Elmar, Nostradamus: sein Leben, sein Werk und die wahre Bedeutung seiner Prophezeiungen, 2003
انظر أيضاً
- For comparison with another predictive protoscience see Alchemy.
- Divination
- List of astrologers
- Mysticism
- Roger Frontenac
- Vaticinia Nostradami
المصادر
كتاب " تنبؤات نوستراداموس " الناشر: مكتبة مدبولي - القاهرة
وصلات خارجية
This section is for links to sites consistent with the established facts reported in the article only, not to sites that are mainly speculative or fictional in character.
- Nostradamus FAQs
- Timeline
- Facsimiles, reprints and some translations of a range of Nostradamus texts, info etc.
- Largest online library of Nostradamus facsimiles
- Selected English translations from the Mirabilis Liber
- Historical origins of the Propheties
- Espace Nostradamus Benazra's French website and major academic forum
- CURA's major international academic forum
- Nostradamus Research Group
- Texts, FAQs, translations, quatrain search engine, general information and illustrated tour of Nostradamus's Provence