موسيقى كناوة
كناوة (بكاف معقودة أو كما تنطق الجيم المصرية)، شكل غنائي معروف ببلاد المغرب يتجسد في مجموعة من الأشكال والمظاهر الفرجوية من موسيقى، ورقص، ولباس، وطقوس. كما تطلق لفظة كناوة وفق منظور البعض على "أتباع طريقة (صوفية) ذات أصول وروافد متعددة أهمها الرافد الزنجي، وتعد الموسيقى وبعض الطقوس العلاجية أهم ما يميزها"[1] . تعود أصول معظم الكناويين إلى ما يصطلح عليه بإمبراطورية السودان الغربية التي تضم السنغال ومالي والنيجر[2]. وتعتبر موسيقى كناوة بمثابة تعبير عن الذاكرة الشفهية التي تخلد وتختزل معاناة العبيد الذين تم استقدامهم من بلدانهم الأصلية في مجموعة من المحطات التاريخية المختلفة، فهي تستحضر ذكريات الأجداد والأصول التي أبعدوا عنها قسرا. ولقد اكتست هذه الموسيقى طابعا مميزا بعدما انصهرت فيها المؤثرات المرتبطة بالثقافة الأصلية للكناويين الأوائل مع الثقافة المغربية الفسيفسائية الطابع التي تمتح من روافد متعددة. وهو ما جعل موسيقى كناوة المغربية تصنف ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي الغير مادي للبشرية سنة 2019 من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
موسيقى كناوة | |
{{{Name}}} | |
ملف:كناوة، غناوة | |
البلد | المغرب |
نوع الغناء | موسيقى روحية |
فترة الغناء | صنفت سنة 2019 بقائمة اليونسكو للتراث اللامادي للبشرية. |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دلالات التسمية:
أشارت العديد من الدراسات في معرض حديثها عن دلالة لفظة كناوة إلى التشابه اللفظي الكائن مع العبارة الأمازيغية " أقال – ن – إغويناوين"، والتي تعني أرض الزنوج، ويحتمل بحسب بعض الباحثين أن هذه العبارة هي التي أنتجت صفة " غينيا" التي اشتقت منها لفظة غناوة[3]. وبحسب البعض فلفظ" كناوة" جاء من العبارة الأمازيغية "إكر إكناون"، التي تعني السماء الملبدة بالغيوم، في إشارة إلى ضبابية مفرداتهم الغنائية [4]. فيما ذكر آخرون أن لفظة " كناوة" لقب أطلق على أهل السودان من طرف الصنهاجيين وبالتحديد اللمتونيين. وهو مشتق من لفظة " أكناو" "التي تعني في السوسية " الأبكم"، أو الذي يصعب فهم ما يقوله، ولقد تغيرت الصيغة الصرفية مع مرور الزمن بعدما تداولت في الدارجة حيث تم حذف الهمزة وأضيفت التاء المربوطة، لتدل هذه اللفظة فيما بعد على مجموعة بشرية وافدة[5].
مراحل توافد الكناويين:
تمتد مراحل توافد الكناويين على المغرب إلى فترات زمنية سحيقة. إذ تعود البدايات الأولى بحسب بعض الدارسين إلى فترة حكم المرابطين الذين قاموا بمجموعة من الحملات في اتجاه الجنوب للاستيلاء على الطرق التجارية المهمة، فضلا عن رغبتهم في محاربة الوثنيين وهو ما أسفر عن ازدهار تجارة العبيد في هذه الفترة. حيث كان يتم جلب العبيد للعمل في مناجم الملح، كما سيقت أعداد مهمة منهم نحو شمال افريقيا وبلاد الأندلس. الشيء الذي أفضى إلى تكوين فرقة خاصة بهم في صفوف الجيش المرابطي[6]. وزمن حكم الموحدين (1120-1269) توافدت على المغرب موجات مهمة من العبيد القادمين من جنوب الصحراء. ولقد وجهت هذه الفئة لتقوم بالعديد من المهام من بينها البناء والحرب. وبحسب بعض الباحثين فمنذ هذا العهد بوشر العمل على توظيفهم في صفوف الحرس الشخصي للسلاطين نظرا لضعف إمكانية انقلابهم على المخزن[7] . لكن الموجات الكبرى لتوافد العبيد الكناويين تعود إلى القرن السادس عشر غداة حكم السلطان السعدي المنصور الذهبي الذي شن حملة على بلاد السودان، وهي الحملة التي ساعدته على تحقيق إنجازات مهمة من قبيل الحصول على كميات مهمة من معدن الذهب، وما يناهز اثنا عشر ألفا من العبيد الذين تم توظيف معظمهم في مزارع قصب السكر المنتشرة في العديد من المناطق، كمنطقة حاحا القريبة من مدينة الصويرة حيث استقر معظمهم. بينما اشتغل القسم الآخر من هذه الفئة في الجيش، بعدما تم تدريبهم وتأهيلهم ليعملوا في صفوف الحرس الشخصي للسلطان. "ولقد شكل المنحدرون من الجيل الأول ما يسمى ب"كناوة"، لكن المجموعات الأولى تسمى "غنغاس" نسبة إلى الطبول التي كانوا يستعملونها في ذلك الوقت"[8] وزمن حكم العلويين وتحديدا خلال فترة حكم المولى إسماعيل تم استخدام أحفاد هؤلاء العبيد من أجل تأسيس جيش نظامي عرف باسم جيش عبيد البخاري بلغ عدد عناصره ما يناهز 150000 جندي، منهم 25000 وظفوا كحرس خاص بالسلطان، ولقد استمر وجود هذه الفئة حتى بعد وفاة المولى إسماعيل سنة1727. وبالرغم من انحلال هذه القوة العسكرية، إلا أن أحفاد هذه العناصر انتشروا واستقروا في مناطق مختلفة من أرجاء البلاد كفاس، ومكناس، والدار البيضاء، وطنجة والرباط، بالإضافة إلى بلدان أخرى بشمال إفريقيا مثل: الجزائر وتونس[9].
نشأة وتطور فن كناوة:
تعود أصول معظم الكناويين إلى البلدان الواقعة بجنوب الصحراء الكبرى، ورغم ذلك فقد استمال فن كناوة فئات وعناصر مختلفة من مكونات الشعب المغربي. فالكناويون ليس كلهم أحفاد وسليلو العبيد فهناك من تعود جذوره للعرق العربي أو الأمازيغي[10].إلا أن نشأة هذا الفن وحضوره بالمغرب ارتبط بدخول العنصر الزنجي الذي وفد على المغرب في فترات زمنية مختلفة وجلب مجموعة من المؤثرات المرتبطة بهذا الفن. ويدل على ذلك تشابه موسيقى كناوة مع إحدى الفرق التي سبق ذكرها من لدن ابن بطوطة أثناء حديثه عن الاحتفالات التي كان يقيمها أحد ملوك السودان الذي كان معاصرا للسلطان المريني يعقوب بن عبد الحق بمناسبة العيد بعد الصلاة، حيث كان يتم الانصات إلى " جوق من الغلمان يضربون الطبول وفي نفس الوقت يقومون بألعاب بهلوانية وعلى رؤوسهم شواشي أي قبعات "[11] . ويبدو أنه وبعد استقدام العديد من العبيد إلى بلاد المغرب أصبح هذا الفن وسيلة لاستحضار الانتماء العرقي من خلال مجموعة من الأغاني التي يتم التعبير فيها عن ألم الفراق والاسترقاق والعبودية. إلا أن الاستقرار المطول بالمغرب والاحتكاك بثقافته ومجتمعه فرض حدوث نوع من التلاقح ما بين ثقافة كناوة الأصلية التي تمتح من الثقافة الإفريقية الجنوبية مع الثقافات المحلية السائدة ببلاد المغرب التي تنهل من روافد متعددة ومرجعيات مختلفة كالأمازيغية، والعربية، والإسلامية، واليهودية وهو ما أسفر عن ميلاد ثقافة جديدة تمتح من الأصول وتنفتح على المحلي المستضيف[12] . ولعل هذا ما تجسد في مجموعة من المظاهر والتجليات. فقد أوعز بعض المهتمين تداول الكناويين للرواية الشفهية القائلة بانتسابهم إلى الصحابي بلال الذي يعتبر أول مؤذن في الإسلام إلى حرصهم على دفع بعض الشبهات التي تخرجهم من هذا الدين تماشيا مع خصوصيات المجتمع المغربي[13]، فالصحابي بلال الذي يعتبر من أوائل العبيد الذين تم تحريرهم بعد الإسلام يعد الأب الروحي للكناويين ، ولعل هذا ما يفسر تأسيسهم لزواية خاصة به غرب مدينة الصويرة .وهم يستندون في ذلك على إحدى الروايات الشفهية المتوارثة التي تنسب لبلال ابتداع فن كناوة أثناء محاولته استرضاء فاطمة بنت الرسول محمد (ص) وتطييب خاطرها بعدما تنازعت مع زوجها وانزوت بعيدا في غرفتها، إذ تقول الرواية أن بلال قام بصناعة قراقب خشبية وبدأ يرقص مع القيام بحركات مضحكة أمام غرفة فاطمة وهو ما أدى لابتهاجها، ففتحت الباب أخيرا بعدما اندهشت وأعجبت برقصه[14] . لذلك يتم استحضار الصحابي بلال في بداية مجموعة من الأغاني التي يستهل الكناويون بها إيقاعاتهم فبعد ذكر الله والصلاة على النبي تتم الإشارة له كما في النص التالي:
سيدنا بلالي سيدنا بلال آلي مرحبا سيدنا بلالي
خادم سودان آلي مرحبا سيدنا بلالي
خادم شريف آلي مرحبا سيدنا بلالي
خادم حبشي آلي مرحبا سيدنا بلالي [15].
هذا ويتجلى التفاعل ما بين ثقافة كناوة والثقافة المغربية في تقاطع كناوة مع بعض الطرق الصوفية وهو ما جعلها بحسب البعض شكلا من أشكال التصوف الشعبي، خاصة وأنها تستهل بالأذكار، فضلا عن تشابهها مع بعض الطرق الصوفية على مستوى الموسيقى والرقص[16] ولقد أفضى التوافق الحاصل ما بين ثقافة العناصر الزنجية والثقافة المغربية المحلية إلى اصطباغ فن كناوة بصبغة دينية نتجت عن احتكاك العبيد الوافدين بمزارات المغرب وصلحائه، فقد وظفت بعض المرددات الشعرية التي يتم من خلالها مناداة الخالق ومدح الرسول وذكر الأولياء الصالحين من أجل طلب الصدقة والإحسان. لتصبح " التكناويت" فيما بعد حرفة فنية امتهنها بعض العبيد بحثا عن مورد عيش لهم في ظل تفاقم أوضاع البؤس والحرمان المزرية التي لاقوها، كما تم إضفاء لبوس القدسية عليها لاستمالة الناس الذين يعتقدون في بركة الكناويين، وهو ما يفسر اللجوء إليها لعلاج مجموعة من الاضطرابات النفسية، خاصة وأن إيقاعات هذا الفن كانت تتشابه مع الموسيقى السائدة ببعض الزوايا والمزارات المغربية[17].
حاليا، أصبحت "تكناويت" حرفة " يمارسها المولوع أو الممسوس أو المسكون دون اعتبار لانتمائه للعرق الزنجي، إذ يردد أغلبهم أهازيج موروثة وكلمات تبدو غريبة (أحيانا) فقدت بالنسبة لهم وللمتلقين كل دلالة ومعنى"[18]، كما أضحى الهدف من وراء ممارسة هذا الفن هو الحرص على تقديم عروض مميزة ذات طابع فلكلوري في بعض الحفلات والمناسبات العامة أو في مجموعة من الأماكن التي تتميز بحضور السياح كساحة جامع لفنا. وهو ما ساهم في التعريف بموسيقى كناوة التي أصبحت تحظى بإشعاع دولي مهم منذ سبعينيات القرن الماضي بعدما استهوت ذائقة العديد من المعجبين، وهو ما أدى إلى تأثر العديد من الأساليب الموسيقية بالإيقاعات الكناوية. الشيء الذي "يتمظهر في أنواع عديدة من الموسيقى مثل الراب المغربي، والموسيقى الأمازيغية العربية [...] كما تجلى في تجارب عالمية أخرى مثل: موسيقى كناوة والجاز أو كناوة والريغي وكناوة والبلوز"[19].
عناصر فن كناوة :
يشتمل الفن الكناوي على مجموعة من العناصر الفرجوية المختلفة، لذلك فالحديث عن موسيقى كناوة يفرض مقاربة مختلف أشكال ومظاهر هذا الفن الذي يعتبر متميزا" من حيث الشكل (اللباس،الرقص،الطقوس) والمضمون (المتن، الشعر، الإيقاع والمقامات)"[20] . ومما يميز موسيقى كناوة أنها تخاطب مجموعة من الحواس كالشم، والسمع، والبصرعن طريق مجموعة من العناصر المختلفة كالبخور، والنغم الموسيقي، والألوان[21]. جدير بالذكر أن أغاني كناوة تختلف وتتنوع من حيث الطقوس والرقصات والعادات تبعا لمناطق استقرار الكناويين المختلفة، فقد تم تكييف الأهازيج والرقصات مع خصوصيات المناطق المستضيفة[22]. ومن العناصر المميزة لهذا الفن نذكر:
متن الموسيقى الكناوية :
أغاني كناوة هي وسيلة لاستحضار أصولهم ففيها يتم التعبير عن ألم البعد والفراق عن الأصول والأجداد، لذلك " يتم التغني بأصل كناوة وما لاقوه من محن، ويتم ذكر الأموات من المعلمين، وشخصيات من أرض الأجداد (السودان)، والأماكن والقبائل[23]. ومن الأغاني التي يرددها الكناويون والتي تعبر عن معاناتهم خلال مرحلة العبودية والاسترقاق نذكر:
دابا يجود الله
دابا يحن الله
سير واجي حمادي
لبلاد السودان سير
أ ربي لعفو
سير واجي
جابونا من السودان
السودان يا يمة
السودان غير عبيد
السودان يا السودان
جابوني وباعوني
فارقوني على حبابي[24].
ودراسة المعجم المستعمل في الأغاني الكناوية يفيد في تحديد أصول هذا الفن الذي تمتزج فيه العربية بالأمازيغية مع مجموعة من المفردات ذات الأصل الإفريقي، والتي يجهل معظم الكناويون دلالتها ويعتقدون أنها كلمات تفيد في حمايتهم من القوى الخفية، فهي بمثابة حرز من وجهة نظرهم. بينما نجد أن هناك من يعتبرها وسيلة لبلوغ الجدبة أو وسيلة علاجية .بيد أن الدراسات التي قامت بدراسة هذه الكلمات والعبارات بينت ارتباطها بأسماء أعلام لأماكن وأشخاص وشعوب ينحدر منها العنصر الكناوي[25]، ومن هذه الكلمات التي تفصح عن انتماءاتهم وأصولهم البعيدة نذكر:
بامبارا: هذه اللفظة المستعملة والشائعة في العديد من الأغاني الكناوية في مرحلة الفرجة، يخلد الكناوي من خلالها مرحلة القهر والعبودية، فهي اسم آخر لشعب الماندينغ، وهو شعب يعيش معظمه في مالي، وتتواجد بعض عناصره كأقليات في بلدان أخرى كالنيجر، والسنغال، ...إلخ. وقد وقع اختلاف في دلالة الاسم وأصله. فقيل: الذين يرفضون الله بما أنهم يسمون أنفسهم "البانمانيين"، وهي لفظة تتكون من لفظة " بان"، وتعني الرفض أو العصيان، و " أنا" التي تعني الرب. ولقد رجح بعض الباحثين أن هذه الأخيرة قد لا تحيل على الخالق المقدس، بل قد تحيل كما في العربية على الرب أي السيد. لذلك يرجح أنها تعني اللذين يرفضون الخضوع للسيد، أي يرفضون العبودية. ولعل هذا ما يفسر ذكرها المستمر عند كناوة الذي يصفون أنفسهم ب "أولاد بامبارا" كدلالة على الأشخاص الذين يرفضون الانصياع والانقياد لأوامر الأسياد ولو معنويا[26].
فولاني: يحيل هذا الاسم على شعب من الرعاة الرحل، وهو من الشعوب الشبه مستقرة حاليا في دول الساحل وجنوب الصحراء كأقليات، بينما يشكلون 40 في المئة من سكان غينيا، كما يتواجدون بمالي وموريتانيا والسينغال والنيجر بأعداد مهمة[27] .
ومن بين المرددات التي يرددها الكناويون والتي اشتملت على بعض هذه الكلمات:
" فولاني يا بابا يا سيدي
بامباراوي يا بابا يا سيدي
حوصاوي يا بابا يا سيدي"[28].
الموسيقى:
تتميز موسيقى كناوة بتعدد واختلاف طرائقها الغنائية، بالإضافة إلى آلاتها الموسيقية الخاصة، وفيما يلي توضيح لأهم خصائص هذه الموسيقى:
طرائق الغناء:
يوجد نوعان من طرائق الغناء في موسيقى كناوة بحسب بعض الدارسين، فهناك:
_ طريق لبياض: هذا النوع الموسيقي ينتشر في الاحتفالات التي ترتبط بالفرجة ويكون هدفها الترويح عن النفس والتسلية في بعض المناسبات. وتتسم بالوضوح وسهولة سلاليمها ووحداتها الموسيقية، كما يتم الاقتصار في معظم الأحيان على الطبل والقراقيب في الأدوات الموسيقية المستخدمة. مع الاعتماد على الغناء "الذي يذكر بالصلاة على النبي والأناشيد الدينية في شكل ابتهالات وتوسلات، كما يكون مفتوحا على الارتجال والإبداع الشخصي، ويصاحبه نوع من الرقص الحر والتلقائي، ارتباطا بعفوية وتلقائية الكناوي"[29] . هذا النمط لا يتطلب اتباع ضوابط أو أعراف دقيقة نظرا للتكوين والمعرفة الموسيقية البسيطة التي يتميز بها بعض مزاوليها، بالإضافة إلى تأثرهم بمشارب موسيقية أخرى نتيجة لتمازج الثقافة الزنجية بالمغربية[30] .
_ طريق لكحل: ينتشر هذا النوع من الأغاني الكناوية في الحفلات الخاصة التي يطلبها بعض الأتباع أو المريدون أو أحد المرضى الذين يعانون من المس. ويغلب على هذا النوع من الحفلات الطابع القدسي والروحي، ويتم ذلك من خلال مجموعة من الطقوس المرتبطة بضرورة اختيار مكان الحفل المناسب الذي ينبغي رشه بالماء والملح، والاعتماد على أنواع متعددة من البخور مع الاعتماد على إضاءة خافتة. كما أن الأغاني المختارة تكتسي طابع الروحانية حيث يتم استحضار مجموعة من الأولياء والملوك "لرياح" الذين تتم المناداة عليهم طلبا للاستشفاء والعلاج. وفيما يهم الوحدات المستخدمة في هذا النوع " فهي وحدات مركبة ومعقدة، يثير صوت " الكنبري/الهجهوج" فيها أصواتا ونغمات لا تكون في متناول الجميع، حتى المتضلعين في الفنون المرتبطة بالموسيقى يصعب عليهم ذلك، لأنها ذات لغة خاصة غير متداولة إلا لدى أفراد الطائفة لوحدهم"[31].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأدوات المستعملة:
تنفرد الفرق الكناوية بأدواتها الموسيقية الخاصة، وهي:
_" الكنبري" أو "الهجهوج" أو " السنتير": آلة وترية تتكون من جذع شجرة أجوف يسمى الجبح ويتم تجليده باستعمال جلد رقبة الجمل، وفي وسطه تمتد عصا تشد إليها ثلاثة أوتار(الفوقية والوسطية والتحتية) تصنع من مصارين المعز، ويعتبر الهجهوج من أهم الآلات الموسيقية عند كناوة خاصة في الليلة الكناوية، كما يلقى عناية خاصة من لدن" المعلم" حيث يهتم به ويحرص على تبخيره[32]. يتشابه الهجهوج مع آلة النكوني الوترية المعروفة في بلاد البامبارا، والتي يتم تجليدها وتثبيتها بمسامير خشبية وتتألف هي الأخرى من ثلاثة أوتار أو أربعة[33] .
_" القراقب" أو " القراقش": من أهم الأدوات الموسيقية الكناوية، وهي "عبارة عن زوج غالبا ما يصنع من معدن الحديد وتكون على شكل الرقم ثمانية ويقبض الزوج باليدين من أجل لطمهما وإحداث صوت شبيه بصوت ارتطام السلاسل خاصة وأن الإيقاع الثقيل لديهما يعطي انطباعا قويا بحركة المشي المقيدة بالحديد وهي على كل حال آلة جد هامة في حضورها البارز أثناء تغيير الإيقاع"[34]. ووفق إحدى الروايات المتداولة لدى الكناويين، فإن الصحابي بلال الذي يعتبر أول مؤذن في الإسلام هو أول من صنع " القراقب"، للترفيه عن فاطمة بنت الرسول محمد (ص)[35].
_"الطبل" أو" الكانكا": غالبا ما يكون طبل كبير، وآخر صغير، ويعد "الطبل" من أهم الآلات الموسيقية التي يستعملها الكناويون في معظم عروضهم. ومن يحمل الكانكا يضع "حمالة" ، وهو حزام يستعمله الناقر على الطبل فوق كتفيه ويكون بألوان مزركشة وقد يرصع بالودع والأصداف [36].
رقص كناوة:
إن أهم ما يميز موسيقى كناوة هو تمازج اللغة الكلامية مع اللغة الجسدية التي تكتسي أبعادا ودلالات رمزية مهمة تختزل معاناة الكناويين. فالرقص المصاحب لهذه الموسيقى كان وسيلة للترويح عن النفس وللتخلص من عناء الأعباء اليومية التي يقوم بها العبيد بهدف تخليد ذكريات الأجداد والأصول. ورقصات كناوة ذات الطبيعة الفرجوية (التي تغيب فيها الجدبة). تعبر عن المعاناة الأنطولوجية التي عاشها الكناويون، فحركات جسد الكناوي أثناء الرقص تجسد مراحل حياته المرتبطة بالعبودية والتحرر. "فحركات القدمين -كما يؤولها البعض- في بداية الرقص تكون متقاربة، ترمز للكبل الذي يعيق حركة الرجلين في مرحلة الرق.. فما أن يحتدم النقر حتى تجدهم يقفزون بشكل بهلواني تعبيرا عن الفرح، إذ ينط الكناوي في قفزات متتالية مفرجا ما بين رجليه في الهواء فرحا بالتخلص من القيود. إنها(النكشة) و (العقبى)[37] . وهناك شكل آخر من الرقص المرتبط بموسيقى كناوة غالبا ما يعم في الليلة الكناوية (الدردبة)، وهو المعروف "بالجدبة" أو الحال الكناوي وفق التعبير الشعبي، وهي حالة يتم فيها الانسياق بطريقة لا إرادية من خلال الرقص بفعل بعض الإيقاعات الموسيقية، وهو ما يعطي الفرد إحساسا بالنشوة [38]. وهي وضعية يتم التعبير فيها عن الذاكرة الفردية والجماعية من خلال لغة الجسد التي تندمج في هذه الطقوس الروحانية حيث تنطلق كافة أعضاء الجسد لتعبر عن مكامن اللاوعي من خلال الارتجاجات والهلوسات والصراخات الهستيرية، وذلك بهدف علاج جسد منهك ومعذب[39]
اللباس:
يتميز الكناويون بلباسهم الخاص ذو الدلالات الرمزية، وعموما، يرتدي الكناوي كندورة تختلف ألوانها ما بين الأحمر، أو الأخضر، أو الأبيض. و قد يحيل لون الزي على الانتماء إلى نخبة معينة (أخوية)[40]. كما يمكن تقسيم لباسهم بحسب المناطق فكناوة المناطق القروية يتسربلون بلباس أبيض مع شاشية رأس، وبلغة صفراء أو بيضاء وحزام أبيض، وفي المناطق الجنوبية يحملون الخناجر التي تدل على قيم الفخر والقوة. بينما يرتدي الكناويون في المدن الكبرى" كندورة " بألوان زاهية كالأحمر، والأخضر، وتكون شاشية الرأس بنفس اللون[41] . و تعد قطع الودع التي تزين طاقية الكناوي أو حزامه من بين أهم العناصر التي يزدان بها لباس لمعلم لكناوي وباقي أعضاء الفرقة الكناوية. ويبدو أن قطع الودع المستخدمة تستمد أهميتها من رمزيتها ودلالتها في الثقافة الزنجية ، نظرا لقيمتها المادية والمعنوية. فقد كانت منتشرة في هذه المجتمعات، حيث كان يتم استعمالها لشراء الأشياء التافهة مما يجعلها ذات قيمة مالية في المعاملات التجارية، كما تتمثل قيمة الودع المعنوية والرمزية في قدرتها على الفعل والتأثير، لارتباطها بحسب اعتقادات بعض الشعوب البدائية بمصادر الطاقة الثلاثية ( الماء-القمر-المرأة) ، فوجودها على جسد حاملها أو ثيابه يجعله هو بذاته مصدرا للطاقة[42] .
الليلة الكناوية "الدردبة":
الليلة الكناوية أو "الدردبة":تمثل هذه الليلة الجانب الخفي من فن كناوة ، فبعيدا عن الصبغة الفرجوية لهذا الفن، يتم في هذه الليلة إحياء مجموعة من العروض والطقوس ذات الطبيعة العلاجية [43] . و " الدردبة"، هي ليلة خاصة تقام في موضع يجتمع فيه لمعلم وباقي أعضاء الفرقة الكناوية بمعية العرافة والمريدين[44] . ويتم إحياؤها في أوقات معلومة كشعبانة (منتصف شعبان) التي يترقبها الكناويون أو في مناسبات خاصة نزولا عند رغبة العرافة أو بعض المرضى. والدردبة مصطلح شعبي يطلق على الليلة الكناوية، وتعود جذور هذه التسمية إلى الدرابة وهي الطبالة بحسب ما جاء في " لسان العرب"، و "أدربة" تعني صوت بالطبل، بينما " الدرداب" يعني صوت الطبل، أما الدردبة فهي تعني الخضوع [45]. في إشارة إلى وضعية الخضوع والتذلل التي ينبغي أن يكون عليها المريد اتقاء لشر الملوك.
إحياء ليلة الدردبة يفرض القيام بمجموعة من المراسيم والاستعدادات قبل بداية الليلة حيث ينبغي تطهير مكان الدردبة من خلال البخور السبعة التي تستهوي "الملوك"، كما تحضر الأعلام الملونة ذات الألوان السبعة التي "تتماشى مع ملوك الجان وهي: الأبيض، والأحمر، والأسود، والأصفر، والأزرق، والسماوي، والأخضر. وكل ملك من ملوك الجان، أو جيلالة له لون محبب معين. وهي نفسها تقريبا ألوان قوس قزح التي تعد في المتخيل الأسطوري جسرا للعبور نحو العوالم الخفية. ويتم في الآن نفسه إعادة إطلاق البخور السبعة للتوسل إليها، وحثها على النزول، والحلول بين المحتفين"[46]. وضمانا لنظافة الفضاء(الحضرة) من أجل استقبال الأرواح لابد من خلع الأحذية و إبعادها عن مكان إقامة الطقوس، كما يتم إحضار القربان (هدية لجواد) وتبخيره ليتم ذبحه[47].
تنقسم الليلة الكناوية إلى عدة عتبات، تستهل بما يعرف ب دخول"العادة"، وهي استعراض احتفالي يعلن عن بداية الليلة، و تنطلق من خارج البيت الذي تنظم فيه ويتم العزف باستخدام القراقب والطبول، وبعد الاستراحة يتم تبخير الآلات الموسيقية ويشرع المعلم في عزف الملوك التي تتخللها رقصات " الكويو" وهي حركات تسخينية يستعد من خلالها الكناويون لمباشرة الليلة الكناوية التي تنطلق من غروب الشمس إلى طلوع الفجر[48] .ثم تأتي المرحلة التي تتخللها عتبتان راقصتان وفرجويتان تعرفان بالنكشة وأولاد بامبارا. ليتم التمهيد إلى العتبة الكبرى التي تستهل بإنشاد مسترسل "للملوك" (القطع الموسيقية)، مع ضرورة احترام "المحلات" وهي الأركان الطقوسية والموسيقية لهذه الليلة[49].
"محلة السبتيين" الليلة الكناوية عند اليهود:
المكون اليهودي في المغرب مكون أساسي ورئيسي بالنظر لكون اليهود فئة من فئات الشعب المغربي العريق. والثقافة اليهودية باعتبارها ثقافة محلية فقد شكلت هي الأخرى رافدا من الروافد التي أغنت ثقافة كناوة وتفاعلت معها. وتعد الليلة الكناوية عند اليهود أو ما يعرف " بمحلة أولاد خيبرو" أو " محلة السبتيين" من بين أبرز مظاهر التلاقح الثقافي الحاصل ما بين الكناويين واليهود المغاربة.
ظهرت محلة السبتيين لأول مرة للوجود في مدينة الصويرة ولقد شجع على تنظيمها أحد الأولياء المعروفين بكراماتهم و الذي يسمى " حاييم بينتو". جذور هذا التفاعل والارتباط فرضه واقع الجوار، فالملاح القديم الخاص بيهود صويرة تموقع بمحاذاة الحي الخاص بالعبيد السود أو عبيد البخاري" حي لبخار" حيث تحقق التواشج والتفاعل الذي أفضى إلى ميلاد الليلة الكناوية عند اليهود المغاربة الذين قاموا باحتواء هذا الفن وبصموه بخصوصياتهم، فأصبحت هذه الليلة التي تسمى بمحلة "السبتيين" نسبة إلى يوم السبت المقدس عند اليهود والمعروف ب"شباط" فرصة ومناسبة يتم من خلالها التغني بمناقب وأمجاد الصلحاء اليهود وكراماتهم[50].
مهرجان كناوة وموسيقى العالم:
ظهر"مهرجان كناوة وموسيقى العالم" بمدينة الصويرة المغربية لأول مرة سنة 1998. ويعتبر هذا المهرجان قبلة لكل ممتهني موسيقى كناوة ومحبيها، فعلى مسرحه يحط معظم "لمعلمين الكناويين" رحالهم، وإليه يحج الملايين من محبي هذا الفن الموسيقي من مختلف مناطق المغرب ومن بلدان أجنبية أخرى. لقد ساهم مهرجان كناوة في التعريف بهذه الموسيقى ومنحها إشعاعا دوليا، كما تكمن أهميته في ضمان استمرارية هذا الموروث الثقافي المهم الذي يحيط به هو الآخر خطر النسيان على غرار مجموعة من عناصر ومكونات التراث اللامادي. خاصة وأن الفن الكناوي ينتقل ويتوارث بطريقة شفهية من معلم إلى آخر، ومن مقدمة إلى أخرى. فلا وجود لإرث مكتوب لكل من يريد تعلم هذه الموسيقى، كما أن العادات التي كانت متبعة من أجل تلقين هذا الموروث أصبحت في طريق الاندثار، كالعادة المعروفة ب"الجولة"، والتي تعني الانتقال من مدينة إلى أخرى بحثا عن طرائق أخرى لتعلم فن كناوة وللاستزادة من معارف " معلمين" آخرين قد يدركون ما لا يعلمه المعلم الشخصي[51]. لهذا فمهرجان كناوة يعد وسيلة أساسية لضمان استمرارية هذا الفن المميز، فعن طريق العروض والأنشطة التي يحتضنها المهرجان يتم التعريف بهذا الفن وإعطائه المكانة التي يستحقها وهو ما يجعله محط اهتمام من طرف الجيل الناشئ والأجانب المعجبين به.
والحديث عن " مهرجان كناوة وموسيقى العالم" يقتضي الحديث عن إسهام الموروث الثقافي في الاقتصاد، فعن طريق هذا المهرجان ينتعش اقتصاد البلاد، فهو يستقطب أعدادا مهمة من السياح والمعجبين من داخل المغرب وخارجه، الشيء الذي ينعكس بالإيجاب على القطاع السياحي بفعل الإقبال المتزايد على الفنادق ودور الضيافة. كما يساهم هذا المهرجان في التعرف على ما تزخر به مدينة صويرة من صناعات تقليدية متنوعة مما يساعد على تحسين وضعية التجار المستقرين بها. فضلا عن إمكانية اعتباره مناسبة مهمة تسمح يتسويق صورة مدينة جديرة بالاهتمام. فالمهرجان جعل من مدينة الصويرة أيقونة لهذا الفن وهو ما أدى لاستقطاب العديد من المهتمين بالمجال السينمائي للقيام بتصوير مجموعة من الأفلام بهذه المدينة التاريخية [52].
المراجع
- ^ عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات أو المغرب الأسود، منشورات الصفريوي، الطبعة الأولى، الصويرة، 2013، ص 20.
- ^ انظر: سعيد بوكرامي، " موسيقى كناوة: الأصول والامتدادات"، مجلة الثقافة الشعبية، العدد 37، السنة العاشرة، ربيع 2017، ص 135.
- ^ انظر: سعيد بوكرامي، " موسيقى كناوة: الأصول والامتدادات"،135.
- ^ انظر: إبراهيم اجهيلي، الفنون الشعبية بالمغرب دراسة سوسيو أنثروبولوجية، مؤسسات مقاربات للنشر والصناعات الثقافية، الطبعة الأولى، المغرب، 2020، ص، 104.
- ^ انظر: عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات،ص 24 .
- ^ انظر: عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات،ص 22.
- ^ SAMI LAKMAHRI , Le mystère Gnaoua, Zamane : L’histoire du Maroc, N°25,novembre 2012,p 86
- ^ سعيد بوكرامي، " موسيقى كناوة: الأصول والامتدادات"،ص 135 .
- ^ انظر:سعيد بوكرامي، " موسيقى كناوة: الأصول والامتدادات"،ص136.
- ^ _ABDELHAFID CHLYEH , Les gnaoua du Maroc :itinéraires initiatique transe et possesssion,édition La pensée sauvage- éditions Le Fennec ,1998,p 17.
- ^ علال ركوك، مادة: كناوة، معلمة المغرب، ج20، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر،مطابع سلا، 1425هـ/2004،ص 6818.
- ^ انظر: سعيد كريمي، "مقومات الفرجة ومجالات اشتغالها عند" كناوة" و"جرافة" بتافيلالت"، ضمن أعمال ندوة دولية: شعرية الفرجة وجماليات الأداء في الفنون الحية، تنسيق: محمد جلال أعراب، منشورات جامعة ابن زهر أكادير، 2013، ص 71 .
- ^ انظر: سعيد كريمي، "مقومات الفرجة ومجالات اشتغالها عند" كناوة" و"جرافة" بتافيلالت"، ص 71 .
- ^ ABDELHAFID CHLYEH , Les gnaoua du Maroc,p 18
- ^ انظر: سعيد كريمي، "مقومات الفرجة ومجالات اشتغالها عند" كناوة" و"جرافة" بتافيلالت"، ص 75.
- ^ انظر:عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات،ص 35.
- ^ انظر: امحمد مضمون، كناوة بالمغرب، ص 61 و 62 .
- ^ عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات،ص 40 .
- ^ سعيد بوكرامي، " موسيقى كناوة: الأصول والامتدادات"،ص136، بتصرف.
- ^ امحمد مضمون، كناوة بالمغرب، الخليج العربي، الطبعة الأولى، تطوان، 2020، ص 65.
- ^ انظر:امحمد مضمون، كناوة بالمغرب،ص 129.
- ^ عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات،ص 40.
- ^ انظر عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات، ص 50.
- ^ سعيد كريمي، "مقومات الفرجة ومجالات اشتغالها عند" كناوة" و"جرافة" بتافيلالت"، ص 75-76.
- ^ انظر: عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات، ص 57
- ^ انظر:عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات، ص 57،58
- ^ انظر:عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات، ص 58 .
- ^ عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات، ص 51.
- ^ إبراهيم اجهيلي، الفنون الشعبية بالمغرب دراسة سوسيو أنثروبولوجية،ص 192.
- ^ انظر: إبراهيم اجهيلي، الفنون الشعبية بالمغرب دراسة سوسيو أنثروبولوجية،ص 192.
- ^ إبراهيم اجهيلي، الفنون الشعبية بالمغرب دراسة سوسيو أنثروبولوجية،ص 192.
- ^ انظر:علال ركوك، مادة: كناوة، معلمة المغرب ، ج20، ص 6818-6819.
- ^ انظر: امحمد مضمون، كناوة بالمغرب، ص 64.
- ^ امحمد مضمون، كناوة بالمغرب، ص 82.
- ^ انظر: سعيد كريمي، "مقومات الفرجة ومجالات اشتغالها عند" كناوة" و"جرافة" بتافيلالت"، ص 71-74.
- ^ إبراهيم اجهيلي، الفنون الشعبية بالمغرب دراسة سوسيو أنثروبولوجية،ص 214.
- ^ انظر: عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات، ص43 -44.
- ^ انظر: عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات،ص 70.
- ^ انظر:سعيد كريمي، "مقومات الفرجة ومجالات اشتغالها عند" كناوة" و"جرافة" بتافيلالت"، 77.
- ^ انظر:عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات، ص 72.
- ^ Mustapha Nami, Fiche d’inventaire :GNAOUA , N° d’inventaire :idpcm :9D993F , publié par Ministre de la culture -Direction du patrimoine Culturel, Janvier 2015,Royaume du Maroc , p 3
- ^ انظر:عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات،ص 72.
- ^ انظر: عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات، ص44
- ^ انظر: عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات،ص 42-43.
- ^ انظر:امحمد مضمون، كناوة بالمغرب، ص 62.
- ^ سعيد كريمي، "مقومات الفرجة ومجالات اشتغالها عند" كناوة" و"جرافة" بتافيلالت"، ص 76.
- ^ انظر:عبد الله خليل، كناوة: الأصول والامتدادات، ص 48-49.
- ^ انظر: امحمد مضمون، كناوة بالمغرب، ص 89-91-92.
- ^ انظر: امحمد مضمون، كناوة بالمغرب، ص 62-63.
- ^ انظر:امحمد مضمون، كناوة بالمغرب، ص 111،112و113.
- ^ Bigo Camille, Les Gnaoua, du Maroc à Bruxelles :Evolution et maintien dans le temps d’une confrérie ancestrale , Mémoire pour l’obtention du titre de Master en Journalisme, UNIVERSITE LIBRE DE BRUXELLES (ULB)-FACULTE DE LETTRES ,TRADUCTION ET COMMUNICATION ,2021/2022,p17
- ^ Hassan Faouzi,Territotrialisation des politiques culturelles :la culture projet d’image, outil de mareketing territorial, de valorisation et de management :essai d’une étude comparative entre le moussem de Tan Tan et le festival gnaoua d’Essouira,Maroc,Gouvernance et branding des territoitres touristiques, sous la direction de : Hassan Faouzi et Mimoun Hillali, L’Harmattan, 2019 ,p 142 .,143