مقهى الباب العالي (كتاب)
المؤلف | سرقان أوزبورون |
---|---|
المترجم | عبد القادر عبد اللي |
البلد | تركيا |
اللغة | التركية |
الصنف | الحكايات |
يدور في | تركيا |
نـُشـِر | 2009 |
الناشر | الدار العربية للعلوم |
الصفحات | 158 |
مقهى الباب العالي، هو كتاب من تأليف الكاتب التركي سرقان أوزبورون، ترجمة عبد القادر عبد اللي، نشرته الدار العربية للعلوم، في 2009.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عن الكتاب
في محاولةٍ منه لإظهار باطن الفلكلور التركي، طاوياً ثناياه على قصصٍ قديمةٍ تعبرُ الشرقَ بمسامِ الأنطولوجيا الفلسفية الأدبية للمجتمع، مطعّمة بمثيولوجيا الانتماء الخيالي لعالم الأساطير والحكم، ينسج الكاتب سرقان أوزبورون حكاياه في مجموعته القصصية "مقهى الباب العالي"، متنقّلاً من عرش السلطان إلى البيوت القديمة والطرقات والمقاهي، خاتماً كلّ قصة من قصصه بحكمةٍ شعبيّة تظهرُ الحميمية البيئية للأفراد، من كبيرهم إلى صغيرهم، وتبيّن معايير المجتمع التركي منذ القدم.[1]
نبذةٌ من حكاية "البابا مسعود" قد تختصرُ باقي الحكايات في مجموعة أوزبورون، فهو يتكلم عن رجلٍ اسمه "مسعود" يناديه الناس بـ"مسدود"، كان يعمل إسكافيّاً بسيطاً، فزاره السلطان ذات ليلةٍ متنكّراً بزيّ عابر سبيل، فلم يعرفه واستضافه في منزله، وشكا له عن تردّي أحواله في ظلّ حظّه البائس عندما تساءل السلطان عن غرابة اسمه فقال: "قبل فترة رأيت في حلمي عدداً من السبل. كان الماء يتدفق من بعضها ويسيل من بعضها الآخر، وواحد يقطر الماء قطرة قطرة. في تلك اللحظة ظهر بجانبي ملاك من نور، وقال: هذه السبل التي يتدفق منها الماء تمثل وفرة حظ سلطاننا، أما التي تسيل صنابيرها فهي نصيب الأغنياء، وهذه التي تقطر قطرات، فهي نصيبك. وغاب عن العيون. إثر هذا، تناولت عوداً، واتجهت فوراً إلى صنبور حظي. عبثت بفتحة الصنبور بواسطة العود على أمل توسيعه قليلاً... آخ لو يبست يداي، ولم أفعل هذا. في الواقع، إن العود قد انكسر، وبقي في الصنبور، وتحسرتُ على القطرات التي كانت تنزل سابقاً. ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن لم استفتح. ولأني أضرب هذا السندان الفارغ أمامي، وأقول: "مسدود، مسدود" أطلق عليّ الناس هذا الإسم، وصاروا ينادوني "البابا مسدود".
حاول السلطان بعد أن تقصّى لاحقاً عن أحوال مسدود أن يمدّ إليه يد المساعدة في شهر رمضان، فأمر طباخ القصر بأن يحضر صينية بقلاوة، وأن يضع تحت كل قطعة ليرة ذهبية. وأرسل الصينية إلى بيت "البابا مسدود" على أنها هدية إفطار من أحد الأغنياء، ولكنّ مسدود باعها معلّلاً النفس بأنّه من الخير له أن يفعل. فحزن السلطان لهذا وأمر بإعداد ديك رومي محشي، وأن يُملأ داخله بالذهب، ويُرسل إلى "البابا مسدود"، فترصّد له الزبون الذي اشترى منه البقلاوة وأقنعه بأن يبيع له الديك الرومي. فنفد صبر السلطان وأمر البابا مسدود أن يحضر مجرفة ويملأها ذهباً من صندوقه، ولكنّ مسدود خرج فارغ اليدين كما حضر، إذ اكتشف أنّه كان يمسك المجرفة بالمقلوب. حينئذ قال السلطان بأسفٍ تلك العبارة التاريخية التي حُفرت في البال عبر الأجيال:
- ماذا يفعل محمود عندما لا يعطي المعبود!
سليمان القانوني
بلال فضل ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
|
تدور إحدى حكايته عن استدعاء السلطان العثماني سليمان القانوني لشيخ الإسلام في عهده أبو السعود أفندي، قبل سفر السلطان إلى حملته العسكرية على النمسا. كان السلطان السبعيني مريضاً ويشعر أنها ستكون حملته الأخيرة، وعندما مثل شيخ الإسلام في حضرته وضع السلطان بيده صندوقا صغيرا، وقال له: عندما أموت ادفن هذا الصندوق معي.
يقول سرقان أوزبورن: "ما حدث بعدها معروف لمتابعي التاريخ العثماني: جيش مؤلف من مئة ألف جندي انطلق في طريق زيغاتفار، وهناك أسلم السلطان روحه لبارئها، وبعد عودة الجنود من الحملة، اجتمع العلماء وتحدثوا عن وصية السلطان أكثر مما تحدثوا عن موته، فحسب الشريعة الإسلامية يحرم دفن شيئ مع الشخص عندما يموت، والتصرف على غير هذا الوجه لا يمكن تسميته بغير الوثنية، وحاشا للسلطان القانوني أن يكون وثنياً، دافع بعض علماء الحديث عن رغبة القانوني انطلاقاً من الحديث النبوي"يحشر المرء مع من يحب"، وذكّر بعض الفقهاء أن "حضرة السلطان" شهيد، ويجب أن لايعتبر الشهداء كالموتى، وبينما كان علماء التفسير يناقشون أن كلمة (ادفن) لم تكن أمراً بل وصية، قال علماء الكلام إن كلمة صندوق هنا لاتعني الصندوق بل التابوت".
في وسط احتدام الجدال دخل خادم مكلف بضيافة العلماء، فذكرهم بتساؤل نسوه في غمرة المكلمة: "ترى ماذا يوجد بالصندوق؟"، وبعد نقاش طويل حول حكم فتح الصندوق قرروا فتحه، ليجدوا فيه كومة من الأوراق اتضح بعد قراءتها أنها جميع الفتاوى التي أخذها السلطان من شيخ الإسلام حول كل مافعله منذ جلوسه على العرش وحتى آخر يوم في حياته، وفي تلك اللحظة وقع شيخ الإسلام أبو السعود أفندي في حالة يأس شديد، وقرّب الصندوق منه، وبدأ ينظر في أوراقه ليجد بها فرمانات إعدام شيخ ملامي إسماعيل المعشوقي المعروف باسم الشيخ الولد، ومحيي الدين قرماني، وحمزة بالي، والفتاوى التي أصدرها حول جواز قتل اليزيديين، وفتواه بتحريم الجلوس على المقاهي، فخرجت من فمه هذه الكلمات: "آه ياسليمان، أنت أنقذت نفسك، حسنا، ماذا سنفعل نحن؟".
المصادر
- ^ ""مقهى الباب العالي" مونولوج مطرّز بحكايا ألف حيلة وحيلة". جريدة النهار اللبنانية. 2020-03-19. Retrieved 2020-04-14.