مقبرة تحتمس الثاني

وادي سي-4
صاحب المقبرة تحتمس الثاني
مقبرة تحتمس الثاني.jpg
وادي سي-4 is located in مصر
وادي سي-4
وادي سي-4
الإحداثيات22°44′12″N 32°34′42″E / 22.73667°N 32.57833°E / 22.73667; 32.57833
الموقعوادي جبانة القرود، الوادي الغربي، مصر
تاريخ الاكتشافأكتوبر 2022
صاحب الاكتشاففريق تنقيب أثري مصري بريطاني (2025)
الزخرفةكتاب الآخرة
المخططمتجه نحو اليسار

مقبرة تحتمس الثاني، أكتشفت[1] 2022 هي مقبرة ملكية مصرية قديمة تقع في منطقة وادي جبانة القرود غرب الأقصر.[2] المقبرة، التي تُعرف أيضاً باسم وادي سي-4، تعرف عليها فريق تنقيب أثري مصري بريطاني مشترك. رُبطت المقبرة بتحتمس الثاني، رابع ملوك الأسرة 18، من القرن 16-15 ق.م. لا تحتوي المقبرة على مومياؤه، التي عُثر عليها عام 19881 في خبيئة الدير. وهي أول مقبرة ملكية من عهد الدولة الحديثة، يُعثر عليها منذ مقبرة توت عنخ أمون عام 1922.


الاكتشاف

أُكتشفت المقبرة خلال رحلات استكشافية أثرية أوسع نطاقاً أجريت عبر الوديان الغربية، بالقرب من النيل في جنوب مصر. بدأ الاستكشاف الأولي في أكتوبر 2022 باكتشاف مدخلها والممر الرئيسي في وادي سي غربي الأقصر، والمسمى وادي سي-4. يُعتقد أن المقبرة ظلت مغلقة منذ الفترة الانتقالية الثالثة. ملأت الفيضانات المتكررة المحور الرئيسي بحطام كثيف تصلب إلى قوام يشبه الخرسانة. كما أدى هذا إلى المساس بالسلامة البنيوية لأسقف المقبرة، مما أدى إلى انهيارات جزئية.[3]

اشتبه الفريق الأثري في البداية في أن المقبرة تعود إلى زوجة ملكية نظراً لقربها من مقابر زوجات تحتمس الثالث الثلاثة ومقبرة حتشپسوت التي كان من المفترض أن تُدفن على الجرف. واستمرت أعمال التنقيب الدقيقة لقرابة سنوات قبل تأكيد ملكية المقبرة.[4]

صرحت وزارة السياحة والآثار المصرية إن هذا هو أول اكتشاف لمقبرة فرعونية منذ مقبرة توت عنخ آمون 1922. ومع ذلك، فقد أُكتشف العديد من المقابر الملكية منذ مقبرة توت عنخ آمون، مثل مقبرة پسوسنـِّس الأول (الفترة الانتقالية الثالثة) عام 1940 ومقبرة سنب كاي (الفترة الانتقالية الثانية) عام 2014.[5] كانت مقبرة تحتمس الثاني أول مقبرة ملكية من عصر الدولة الحديثة يتم اكتشافها منذ مقبرة توت عنخ آمون.[5]

في 23 فبراير 2025، عُثر على مقبرة ثانية يُعتقد أنها تعود لتحتمس الثاني، ثاني ملوك الأسرة 18. ويأتي الاكتشاف بعد أيام فقط من الإعلان عن اكتشاف مقبرة بعد أكثر مائة عام من مقبرة توت عنخ آمون.

يعرض المتحف القومي للحضارة المصرية مومياء يقال إنها تعود لتحتمس الثاني، لكن بعض علماء المصريات يعتقدون أن مومياؤه ربما تم التعرف عليه بشكل خاطئ على مر السنين منذ وفاة الملك. ويعتقد علماء الآثار أن المقبرة الأولى تم إفراغها بعد ست سنوات من دفنه، بسبب الفيضان، ونًُقلت ممياؤه نقله إلى مقبرة ثانية. ويعتقد رئيس فريق الأثريين الذي عثر على المقرة، عالم الآثار البريطاني پيرس ليثرلاند، أن المقبرة الثانية تقع أسفل كومة من الحجر الجيري والرماد والأنقاض والجص الطيني يبلغ ارتفاعها 23 متراً، والتي صممها المصريون القدماء لتبدو وكأنها جزء من جبل في الوديان الغربية لمقابر طيبة بالقرب من مدينة الأقصر.[6]

كانت المقبرة الأولى تقع خلف الشلال ويعتقد أنها غمرتها المياه نتيجة للفيضان. وعندما كان علماء المصريات يبحثون عن المقبرة الأولى، عثروا على نقش بعد الوفاة يشير إلى أن المحتوى ربما قد نُقل إلى مكان ثان قريب، بواسطة زوجة تحتمس الثاني وأخته غير الشقيقة حتشپسوت. ويعمل الفريق البريطاني-المصري حالياً على الكشف عن المقبرة يدوياً، بعد أن اعتبرت محاولات حفر نفق داخلها "خطيرة للغاية".

عثر الفريق على المقبرة الأولى في منطقة مرتبطة بأماكن استراحة النساء الملكيات، لكن عندما دخلوا حجرة الدفن وجدوها مزخرفة - وهي علامة على وجود فرعون. وقال ليثرلاند: "كان جزء من السقف لا يزال سليماً: سقف مطلي باللون الأزرق عليه نجوم صفراء. والأسقف المطلية باللون الأزرق مع النجوم الصفراء لا توجد إلا في مقابر الملوك".


التصميم والعمارة

مخطط المقبرة.

تتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط مميز للفترة التي تلت حكم تحتمس الثاني، والذي أثر على مدافن الحكام المصريين اللاحقين. يوفر موقع المقبرة بالقرب من وادي الملوك ومواقع دفن القرينات الملكيات نظرة ثاقبة على تطور ممارسات الدفن الملكية في عهد الأسرة الثامنة عشرة. بُنيت المقبرة حول اختلاف مبكر في تصميم المحور المنحني إلى اليسار والذي أصبح معياراً للمقابر الملكية في الأسرة الثامنة عشرة لاحقاً.[7]

تحتوي المقبرة على ثلاث حجرات أكبر، أطلق عليها المنقبون الحروف A وB وD. الحجرة C هي حجرة أصغر، تقع بجوار الحجرة B. الحجرة A (ارتفاعها 5.3 × 5.2 و3.4 متر) هي الحجرة الأعمق والأكبر حجماً والتي كانت مزخرفة ذات يوم، لكن لم يتبق من الزخارف سوى أجزاء صغيرة، خاصة في الأركان.[8] يوجد ممران، الممر الأول هو الممر الرئيسي الذي يشكل المدخل ويؤدي إلى الغرفة D. والممر الثاني هو الممر الأخير، ويبدأ من الجانب الغربي للممر الأول ويمتد إلى الحجرة الرئيسية A حيث يدخل الحجرة على ارتفاع 1.7 متر فوق مستوى الأرض.[8]

يتميز الممر الثاني "غير المعتاد" بتشطيب من القصارة الجصية ويظهر دليلاً على مرحلتين من التوسعة. وعلى عكس ممرات المقابر النموذجية التي تنحدر إلى الأسفل، يتجه الممر إلى الأعلى ويتقاطع مع حجرة الدفن على ارتفاع 1.4 أو 1.7 متر فوق أرضية الحجرة. تشير الأدلة الأثرية إلى أن هذا التعديل كان بمثابة طريق خروج طارئ بعد أن سد الفيضان الممر الأصلي.[7]

كانت حالة المقبرة متدهورة بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الفيضانات التي حدثت بعد فترة وجيزة من دفن تحتمس الثاني. تشير الأدلة الأثرية إلى أنه بعد هذه الفيضانات القديمة، تم نقل العديد من محتويات المقبرة الأصلية لحمايتها من المزيد من الضرر. بعد فترة وجيزة من دفنه الأولي، تم نقل جثمان تحتمس الثاني إلى خبيئة دير البحري، حيث تم الكشف عن مومياءه في القرن التاسع عشر.[4]

المحتويات

فريق الباحثين والعمال الذين اكتشفوا مقبرة تحتمس الثاني.

تضمنت محتويات المقبرة العديد من القطع الأثرية التي أكدت ملكيتها الملكية. تضمنت العناصر الزخرفية الباقية أواني من الألباستر تحمل نقوشاً هيروغليفية باسم تحتمس الثاني، تشير إليه باسم أوزيريس Aakheperenre (إشارة إلى "اسمه الفرعوني")، ونقوشاً هيروغليفية لأخته-قرينته حتشپسوت، مما يشير إلى أن طقوس دفنه كانت تنفذها حتشپسوت لأن ابنه وخليفته، تحتمس الثالث، كان صغيراً جداً للقيام بذلك.[4][7] كانت القطع الأثرية المكتشفة هي أولى قطع الأثاث الجنائزي التي عُثر عليها في عهد الملك تحتمس الثاني. وتوقع علماء الآثار أن تكون قطع أخرى قد دُمرت بسبب الفيضانات التي ضربت المقابر.[7] ولم يُعثر على أي شظايا من السلع الجنائزية المناسبة، لكن العديد من شظايا الأواني الفخارية، وخاصة من الغرفتين (ب) و(ج)، تشير إلى أن عملية الدفن حدثت.[9]

الزخرفة

تضررت العديد من زخارف جدران المقبرة بشدة بسبب الفيضانات المفاجئة التي تجتاح الوادي بشكل دوري. كشفت أعمال التنقيب عن شظايا ملاط ​​مزينة بنقوش زرقاء إلى جانب زخارف نجمية صفراء. على شظايا ذات خلفية صفراء اللون (مقصود منها أن تشبه ورق البردي القديم)، أُكتشف أن المقبرة تحتوي أيضاً على أجزاء من كتاب الآخرة، وهو نص جنائزي يوجد عادةً في المقابر الملكية في تلك الفترة وكان يهدف إلى توجيه أفراد العائلة المالكة المتوفين عبر الحياة الآخرة، مع نص مكتوب بالهيروغليفية المخطوطة المستخدمة بشكل أكثر شيوعاً للنصوص المقدسة على ورق البردي.[4][7] وهكذا افترض علماء الآثار أن زخرفة المقبرة كانت تشبه في الأصل زخرفة مقبرة تحتمس الثالث، ابن تحتمس الثاني.[10]

المصادر

  1. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  2. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  3. ^ "Latest Discovery in Wadi C (2022) | Theban Mapping Project". Theban Mapping Project (in الإنجليزية). Archived from the original on 8 December 2024. Retrieved 19 February 2025.
  4. ^ أ ب ت ث Shawkat, Ahmed (18 February 2025). "Egypt announces first discovery of a royal tomb since King Tutankhamun's was found over a century ago – CBS News". CBS News (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 19 February 2025.
  5. ^ أ ب Yuhas, Alan (February 21, 2025). "Archaeologists Find a Pharaoh's Tomb, the First Since King Tut's, Egypt Says". The New York Times. Retrieved February 21, 2025.
  6. ^ "Archaeologists may have found pharaoh's second tomb". بي بي سي. 2025-02-23. Retrieved 2025-02-25.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Long-lost royal tomb of King Thutmose II finally discovered in Luxor". State Information Service. 18 February 2025. Retrieved 18 February 2025.
  8. ^ أ ب خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  9. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  10. ^ Mao, Frances (19 February 2025). "Thutmose II: First pharaoh's tomb found in Egypt since Tutankhamun's". BBC. Retrieved 20 February 2025.

المراجع