مبادرة السيسي للسلام في ليبيا

(تم التحويل من مفاوضات 5+5)
الرئيس السيسي وخليفة حفتر وعقيلة صالح في مؤتمر القاهرة لحل الأزمة الليبية، 6 يونيو 2020.
الرئيس السيسي وخليفة حفتر وعقيلة صالح قبيل انعقاد مؤتمر القاهرة، 6يونيو 2020.

مبادرة السسيسي للسلام في ليبيا أو إعلان القاهرة 2020، هي مبادرة اقترحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يونيو 2020، لحل الأزمة السياسية الليبية، وإنهاء النزاع السياسي الدائر منذ 2014 بين الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

في 6 يونيو 2020، طرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة لحل الأزمة السياسية الليبية، وذلك في أعقاب إحراز حكومة الوفاق عدد من الإنتصارات الهامة في معاركها مع الجيش الوطني الليبي.

ترتكز المبادرة على نتائج قمة برلين التي عُقدت في يناير 2020، وانتهت بدعوة أطراف الصراع بالالتزام بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، والعمل على الوصول لتسوية سياسية. كما تشمل المبادرة استكمال مسار أعمال اللجنة العسكرية (5+5) التي ترعاها الأمم المتحدة وتضم خمسة مسؤولين عسكريين من كل طرف من طرفي النزاع.[1]

ويحظى حفتر بدعم من روسيا، والإمارات، ومصر. أما حكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها فايز السراج، فتؤيدها تركيا وقطر.

وفي 2019، شنت قوات شرق ليبيا حملة مسلحة للسيطرة على العاصمة طرابلس. لكن الحملة باءت بالفشل، حيث أعلنت قوات حكومة الوفاق في 4 يونيو فرض السيطرة الكاملة على العاصمة طرابلس، قبل أن تنجح أمس في السيطرة على مدينة ترهونة، آخر معاقل حفتر بغرب ليبيا.

وفي صباح يوم السبت، أعلنت حكومة الوفاق بدء عملية عسكرية لتحرير مدينتي سرت الساحلية والجفرة وسط البلاد من قبضة قوات حفتر، وذلك رغم موافقتها قبل أيام على مفاوضات جديدة تتبناها الأمم المتحدة.

وبعد ساعات، أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، المبادرة الجديدة، وذلك في مؤتمر صحفي بالقاهرة، بمشاركة حفتر وعقيلة صالح، رئيس برلمان شرق ليبيا.

وطالب السيسي بأن تقوم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإلزام كل الجهات الأجنبية بـ"إخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها".

ومن جهته، قال حفتر إن "تركيا تحاول حصار ليبيا ومصر"، من خلال اتفاقها مع حكومة الوفاق التي وصفها بـ"غير الدستورية"، داعيا الرئيس المصري إلى "العمل على إلزام تركيا بوقف إمداد الميليشيات بالسلاح والعودة بالمرتزقة إلى الأماكن التي جاؤوا منها".

أما عقيلة صالح، فقد دعا الليبيين إلى "طي صفحة الماضي للخروج من الأزمة"، والسعي لصياغة دستور وإجراء انتخابات. لكنه قال إن "حكومة الوفاق لم تلتزم بالهدنة ولا الاتفاقيات"، وأن "تركيا تدخلت قبيل تمكن الجيش من تحرير طرابلس من الميليشيات".


بنود المبادرة

تهدف المبادرة إلى التأكيد علي وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها، واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة، وبناء عليه التزام كافة الأطراف بوقف اطلاق النار اعتباراً من الساعة 6 يوم 8 يونيو 2020.[2]

وتضمنت المبادرة العمل علي استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية مع تحديد الآلية الوطنية الليبية الملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الامم المتحدة واستثماراً لجهود المجتمع الدولي لحل الازمة الليبية

وشملت المبادرة، اعادة سيطرة الدولة علي كافة المؤسسات الامنية ودعم المؤسسة العسكرية (الجيش الوطني الليبي)، مع تحمل الجيش الوطني بمسئولياته في مكافحة الارهاب وتأكيد دوره.

ردود الفعل

محلياً

  • أعربت قوات حكومة الوفاق الليبية عن رفضها لما جاء أمس في المؤتمر الصحفي المشترك بين السيسي وحفتر وصالح، قائلة: "نحن لم نبدأ هذه الحرب، لكننا من يحدد زمان ومكان نهايتها".

دولياً

  •  الإمارات العربية المتحدة: كانت الإمارات أول دولة ترحب بالمبادرة، وأعربت الخارجية الإماراتية عن تأييدها لما وصفته "بالجهود المصرية الخيرة الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا الشقيقة والعودة إلى المسار السياسي"، داعية جميع الأطراف الليبية إلى الاستجابة لإعلان القاهرة.[3]
  •  الأردن: أبدى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تأييد بلاده للمساعي المصرية الرامية إلى تسوية النزاع الليبية، واصفا إعلان القاهرة بأنه "إنجاز مهم".
  •  البحرين: كما رحبت الخارجية البحرينية بالمبادرة المصرية الجديدة أيضا، مؤكدة وقوف المنامة إلى جانب جميع الجهود التي تقوم بها مصر من أجل "حفظ الأمن القومي العربي والدفاع عن المصالح والقضايا العربية".
  •  السعودية: أيدت الخارجية السعودية إعلان القاهرة، وأعربت عن التزام المملكة الثابت بدعم جهود تخفيض حدة الصراعات في المنطقة والمحافظة على وحدة أراضي الدول العربية وحمايتها من التدخلات الخارجية وتغليب لغة الحوار بين الأشقاء على لغة السلاح.
  •  الكويت: رحبت الخارجية الكويتية أيضا بالمبادرة المصرية، مؤكدة "دعم الكويت الكامل للجهود الرامية لجمع الفرقاء الليبيين على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين وبما يحفظ وحدة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ويحقق تطلعات شعبها".
  •  روسيا: رحبت روسيا بمبادرة السيسي، واصفة إياها بـ"أساس جيد" لإطلاق العملية السياسية في ليبيا، حسب ما ذكر نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف.
  •  الولايات المتحدة: ثمنت الولايات المتحدة أيضاً الجهود المصرية في هذا المجال، إذ شددت سفارة واشنطن في ليبيا على ضرورة عودة الأطراف الليبية إلى مفاوضات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة.
  •  فرنسا: أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيڤ لودريان لنظيره المصري سامح شكري أن باريس تقيم عاليا مساعي القاهرة الرامية إلى وقف القتال في ليبيا، مبديا دعم الجانب الفرنسي لاستئناف العملية السياسية في ليبيا برعاية الأمم المتحدة واستنادا إلى مخرجات مؤتمر برلين.
  •  تركيا: في أول تعليق تركي على الموضوع، نشر مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، على حسابه في "تويتر" صورة للسيسي وحفتر، وعلق عليها بالقول: "من المحزن والمؤسف أن نرى مثل هذه المؤتمرات الصحفية التي يسعى منظموها بكل ما أوتوا من قوة لنفخ الروح في أبدان قد ماتت ونفوس قد بليت.. إكرام الميت دفنه".

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "الحرب في ليبيا: مصر تطرح مبادرة لحل الأزمة بعد هزائم حفتر المتوالية". بي بي سي. 2020-06-06. Retrieved 2020-06-07.
  2. ^ "ننشر بنود المبادرة المقترحة عقب لقاء السيسى وحفتر وعقيلة بشأن الوضع فى ليبيا". جريدة اليوم السابع. 2020-06-06. Retrieved 2020-06-07.
  3. ^ "مبادرة السيسي حول ليبيا.. من ساندها ومن عاندها ومن تجاهلها حتى الآن؟". روسيا اليوم. 2020-06-07. Retrieved 2020-06-07.