معهد العالم العربي
معهد العالم العربي هو مؤسسة قائمة على القانون الفرنسي، وأُنشِئت لتكون، في الأساس، أداة للتعريف بالثقافة العربية ولنشرها, تأسس عام 1980 م، حيث اتفقت 18 دولة عربية مع فرنسا على إقامته ليكون مؤسسة تهدف إلى تطوير معرفة العالم العربي وبعث حركة أبحاث معمقة حول لغته وقيمه الثقافية والروحية. كما تهدف إلى تشجيع المبادلات والتعاون بين فرنسا والعالم العربي، خاصة في ميادين العلوم والتقنيات، مساهمة بذلك في تنمية العلاقات بين العالم العربي وأوروبا. معهد العالم العربي هو مركز ثقافي جاء ثمرة تعاون بين فرنسا وبين اثنين وعشرين بلدا عربيا هي:الجزائر ، المملكة العربية السعودية ، البحرين ، جزر القمر ، جيبوتي ، مصر ،الإمارات العربية المتحدة ، العراق ، الأردن ، الكويت ، لبنان ، ليبيا ، المغرب ،موريتانيا ، عُمان ، فلسطين ، قطر ، الصومال ، السودان ، سوريا ، تونس و اليمن. وهذا هو المعهد اليوم يغدو"جسرا ثقافيا" حقيقيا بين فرنسا والعالم العربي. يسعى معهد العالم العربي إلى تحقيق ثلاثة أهداف:
- تطوير دراسة العالم العربي في فرنسا وتعميق فهم ثقافته وحضارته ولغته، وفهم جهوده الرامية إلى التطوّر.
- تشجيع التبادل الثقافي وتنشيط التواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربي، ولا سيما في ميادين العلم والتقنيات.
- الإسهام على هذا النحو في إنجاح العلاقات بين وفرنسا والعالم العربي عبر الإسهام في تعزيز العلاقات بين العرب وأوروبا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
متحف المعهد
متحف المعهد يمنذ افتتاح متحف معهد العالم العربي، في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1987، ورسالة المتحف هي تعريف الجمهور بالحضارة العربية الإسلامية منذ نشوئها حتى عصرنا هذا. بدأ تكوين المتحف، في المرحلة الأولى، ببعض التحف الأثرية التي قدمتها له المتاحف الوطنية الفرنسية (متحف اللوفر، متحف الفنون الزخرفية، متحف الفنون الأفريقية والأوقيانية) وبعض التحف الأثرية التي تبرّع بها;تجدَّدمالكوها. على ذلك، انضمّ إلى هذه الجهود جهودُ الدول العربية الأعضاء في معهد العالم العربي التي أودَعت لدى متحف المعهد، ولمدّة طويلة الأمد، بعض الآثار من المجموعات الأثرية التي تمتلكها. والمصدر الأساسي لهذه الآثار هو أعمال التنقيب الأركيولوجية الجارية أو التي جرت حديثا. ولذا اقتضى أن يواكب عرضَ هذه الآثار سلسلةٌ من المطبوعات الإيضاحية. كانت سوريا وتونس أول دولتين انبرتا إلى خوض هذه التجربة عبر تقديمهما قرضا يتألف من مائة وثمانين تحفة وقطعة أثرية (تعود إلى عصور تمتدّ مما قبل التاريخ حتى القرن الثامن عشر). ثمة قروض أثرية ستقدَّم قريبا إلى المعهد، ما يجعل من متحفه مرجعا أثريا وُلِد من إرادة العمل المشترك بين الدول التي أسَّسته.
محتويات متحف المعهد
توزَّعت القطع الأثرية المائة والأربع والأربعون التي تقدّمت بها سوريا وتونس في صالات العرض الدائمة في المتحف، والكائنة في الطوابق السابع والسادس والرابع، وهي معروضة جنبا |إلى جنب مع المجموعات الأثرية التي يمتلكها المعهد.
تتوزّع القطع في أنحاء المتحف وفقا لترتيب تاريخي يروي تطوّر سوريا وتونس ـ وكلتاهما موطن اللقاء بين الحضارات القديمة الزاهرة ـ في سياق التاريخ العام للبلدين.
يشهد على مرحلة ما قبل التاريخ البرونزية ، أدواتٌ من حجر الصوّان، وطاحونة أفقية الوضع، ولوحة تحمل كتابة مسمارية، وخاتم أسطواني الشكل.. وكلها تدلّ على الدور الكبير الذي لعبته سوريا في تاريخ الإنسانية. في ختام الألف الثاني قبل الميلاد، كان الفينيقيون يجوبون شواطئ المتوسط حيث أقاموا مستعمرات ومراكز تجارية في أماكن عدّة منه. وبنوا قرطاجة "المدينة الجديدة"، عام 814 ق.م. هذه التحف الأثرية، من جرار كانت تُدفَن مع الموتى وأقنعة تلبس في الطقوس الدينية ونصب وتماثيل دقيقة على شكل مسلات.. ومعظم هذه الآثار مصدره قرطاجة، تشهد على ديانة القرطاجيين ومعتقداتهم.
دمّر الرومان قرطاجة عام 146 ق.م. وألحقوها بروما وأنشأوا مقاطعة أفريقيا. بعد ذلك، عرفت تونس، في العهد الروماني، مرحلة جديدة من الازدهار؛ فتكاثرت فيها المدن، وتفتَّحت الفنون التي يشهد على ازدهارها التمثال النصفي الذي يمثل الأمبراطور لوسيوس فيروس، والنصب المُهدى إلى زُحَل (ساتورن) والقطع الفسيفسائية التي كانت تزيّن منزل أحد نبلاء الرومان في مدينة الجمّ. في العام 64 ق.م. دخلت سوريا بدورها نطاق الأمبراطورية الرومانية، وعرفت في القرن الثاني الميلادي عصرا ذهبيا تدلّ عليه حضارة مدينة تدمر الزاهرة ومنطقة حوران، وتعود إليهما تماثيل نصفية مأتمية وقطع هندسية للديكور.
بين القرن الثاني والثالث الميلاديين غدت تونس حصنا من حصون المسيحية في الغرب، وكان من أبرز وجوهها ترتيليون وسان أوغستان وسانت بيربيتو.
ابتداء من القرن الرابع أُنشئ الكثير من الكنائس. وفي المتحف قطعتان فسيفسائيتان مصدرهما كنيسة منطقة سبيتلا (في وسط تونس)، تعودان إلى أواخر العصور القديمة وبداية القرون الوسطى.
ويدلّ على تونس الإسلامية عدد كبير من القطع والتحف الأثرية التي تعود إلى مختلف الحقب التاريخية الممتدّة بين القرنين التاسع والتاسع عشر : لوحات ومناضد من خشب الأرز المزخرف الذي يزين مسجد القيروان، جصّ مرمري من قصر صبرا المنصورية، ونُصُب وتماثيل دقيقة على شكل مسلات، خزفيات تعود إلى عهد الملوك الحفصيين، ومجوهرات وأزياء تدلّ على مدى غنى الفن الإسلامي وتنوّعه في تونس، من زمن الأغالبة حتى العصر العثماني.
مكتبة المعهد
تضم مكتبة معهد العالم العربي مجموعات الكتب المتعددة الاختصاصات التي تحتويها، ثقافة العالم العربي وحضارته. ولئن كانت المكتبة تولي، عمدا، العالم العربي المعاصر أهمية أولى، فإنها، عمدا كذلك، تهتمّ بالمصادر التراثية للثقافة العربية؛ فهي تسعى، في آن معا، إلى تلبية حاجات الباحثين المختصّين وإرضاء رغبات الفئات الواسعة من جمهور المكتبة
وهي تضع في متناول القراء:
مجموعة مختارة من الكتب الإسلامية
ـ دليل معلوماتي، باللغتين العربية والفرنسية، للكتب والمجلات والمقالات
ـ 65 ألف كتاب ووثيقة بالفرنسية والعربية، وكذلك بالإنجليزية والألمانية والأسبانية والإيطالية، ومنها: رصيد سيّد الذي يضمّ 1880 كتابا بالعربية هي أمّهات الثقافة العربية التراثية والمعاصرة، وتتراوح بين الدين والفلسفة والأدب والتاريخ ودلائل المخطوطات.
رصيد نينار المختص بالمغرب والذي يضمّ 2500 كتابا تغطّي بخاصة الفترة التاريخية التي كان فيها المغرب محميّة.
ـ 1360 مجلّة، منها 800 مجلة ما زالت "حيّة" تصدر، وهي تمثّل ثراء النشر وتنوّعه في العالم العربي، وتتراوح بين مجلات أخبار حدثية، ومجلات ثقافية فكرية، ومجلات تراثية، ومجلات رسمية، وأخرى علمية وتقنية.
ـ 24 ألف و400 مقالة مفروزة تشمل جميع ميادين الفكر والاختصاص.
ـ 60 طريقة وأسلوب لتعليم اللغة العربية الفصحى، مرفَقَة بأشرطة مسجَّلة.
ـ أسطوانات "سي دي روم" : أديب، دوكتيز، ميرياد.
تقدّم المكتبة أيضا:
ـ ثلاث صالات قراءة تبلغ جملة مساحتها 1072 مترا مربّعا (150 مقعدا) موزّعة على ثلاثة طوابق يصل فيما بينها برج الكتب ومصعدان داخليان.
ـ صالة لمطالعة الصحف العربية (في الطابق الأرضي).
ـ قسما للخدمات البيبليوغرافية (أي بيانات بالمراجع والكتب والوثائق، وهذه الخدمة مدفوعة الثمن وبناء على الطّلب).
ـ مطبوعات (دليل العالم العربي في فرنسا، الكتّاب العرب في الأمس واليوم، بيبليوغرافيا أي بيانات الكتب والمراجع والوثائق، ملفات وثائقية..).
مبنى معهد العالم العربي
يقع مبنى المعهد في وسط باريس التاريخية. صمّم البناء مجموعة من المهندسين (جان نوفيل وستوديو الهندسة) سعوا إلى التوفيق بين الثقافتين العربية والغربية. فتح أبوابه أمام الجمهور في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1987. تُطِلُّ الواجهة الشمالية على باريس التاريخية، وهي ترمز إلى العلاقة مع المدينة القديمة الواقعة بصورة رمزية على الواجهة. وتستعيد الواجهة الجنوبية المواضيع التاريخية في الهندسة العربية عبر تصميم المشربيّات الـ 240 التي تحتويها. هذه المشربيات هي عبارة عن كوى تفتح وتغلق مع تغيّر عقارب الساعة كل ساعة
رؤساء المعهد
- Edgard Pisani (1988-1995)
- Camille Cabana (1995-2002)
- Denis Bauchard (2002-2004)
- Rachid Ben Khélil (1987-2008)
- Yves Guéna (2004-2007)
- Dominique Baudis (2007- )
انظر أيضا
المصادر
وصلات خارجية
- Arab World Institute (بالإنجليزية)
- Institut du Monde Arabe (بالعربية)
| Institut du Monde Arabe
]].