معركة مرج راهط (684)
معركة مرج راهط | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الفتنة الثانية | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
الخلافة الأموية بنو كلب كنده الغساسنة | القيسيون يدعمون عبد الله بن الزبير | ||||||
القادة والزعماء | |||||||
مروان بن الحكم عباد بن زيد | الضحاك بن قيس الفهري † | ||||||
معركة مرج راهط، كانت إحدى المعارك المبكرة في الفتنة الثانية. دارت في 18 أغسطس 684 بين جيوش اليمان، بدعم من الأمويين تحت قيادة الخليفة مروان بن الحكم، وبنو قيس تحت قيادة الضحاك بن قيس الفهري، الذي كان يدعم عبد الله بن الزبير، الذي كان يطالب بالخلافة. عزز انتصار بنو كلب على سوريا من موقف الأمويين، تحت قيادة مروان بن الحكم، وترك أيضاً إرثاً مراً من الانقسام والتناحر بين بني قيس وبني كلب، والذي كان من شأنه أن يسهم في المزيد من النزاعات وعدم الاستقرار للفترة المتبقية من الخلافة الأموية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
بعد مبايعة أهل الشام لمروان، قرر أن يَسير إلى ابن الزبير وأن يُبايعه على الخلافة، لكن عندما سمعَ ابن زياد بهذا أتى من العراق وقال لمروان: "قد استحييت لك ذلك، أنت كبير قريش تمضي إلى ابن خُبيب (يَقصد ابن الزبير) فتبايعه"، فرد مروان: "ما فات شيء بعد" (أي أنه "لم يَفت الأوان بعد")، فجمع بني أمية وحلفاءهم وقرر السير إلى الضحاك بن قيس لمحاربته، والذي كان أهل دمشق قد بايعوه على إطاعته. سار مروان بن الحكم إلى مرج راهط ومعه ألف فارس من أهل اليمن ومن قبائل كلب وغسان وغيرها، بينما استعان الضحاك بن قيس بالنعمان بن بشير (أمير حمص) وزفر بن حارث (أمير قنسرين) و"ناتل بن قيس" (أمير فلسطين)، فجمعهم واتجه هو الآخر إلى مرج راهط لخوض المعركة. لكن في هذه الأثناء التي كانت تسير فيها جيوش كلا الطرفين إلى مرج راهط، أرسل مروان "يزيد بن أبي الغمس الغساني" إلى دمشق حيث هزم حامية الضحاك وسيطر على بيت المال وأرسل إلى مروان مدداً من أموال وسلاح ورجال دمشق.[1]
المعركة
بين عامي 64 هـ (683م) و65 هـ التقى جيشا مروان بن الحكم والضحاك بن قيس على أرض مرج راهط، واشتبكا في قتال قوي استمر لعشرين يوماً انتهى بقتل الضحاك (على يد "دحية بن عبد الله") وثمانين رجلاً آخر من أشراف دمشق الذين كانوا يُقاتلون معه، وقد قتل عدد كبير من جنوده أيضاً. لكن بالرغم من هذا فقد انزعج مروان عند رؤيته لرأس الضحاك وقال: "الآن حين كبرت سني ودق عظْمي وصرت في مثل ظمء الحمار أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض!". عندما سَمع النعمان بن بشير في حمص بما حدث حزم أغراضه وهرب منها ومعه زوجته وأولاده، لكن في اليوم التالي عندما اكتشف هربه خرج أهل حمص باحثين عنه، وقد عُثر عليه وقتل في النهاية، ومع هذا فقد استطاع زفر وناتل (أميرا قنسرين وفلسطين) الهرب والنجاة.
هناك خلاف بين الناس حول تاريخ هذه المعركة، حيث يَقول البعض أنها كانت في شهر محرم عام 65 هـ، بينما يَقول آخرون أنها وقعت في أواخر عام 64 هـ، ولا يُوجد دليل على تاريخها الحقيقي.[2]
النتائج
أمن الانتصار في مرج راهط موقف الأمويين في سوريا، وسمح لهم بالمضي في الهجوم ضد أنصار عبد الله بن الزبير. استعيدت مصر في العام التالي، لكن محاولة استعادة العراق تحت حكم عبيد الله بن زيادت أفشتلها القوات الموالية للعلويين تحت قيادة المختار بالقرب من الموصل في أغسطس 686. عبد الملك بن مروان، الذي خلف والده مروان بن الحكم بعد وفاة الأخير في أبريل 685، اكتفى بعد ذلك بتأمين موقفه، بينما هزم مصعب بن الزبير المختار واستعاد السيطرة على جميع أراضي العراق عام 687. عام 691، دبر عبد الملك بن مروان في إعادة ظفار الكليبي إلى معية الأمويين، وتقدم نحو العراق. كان مصعب بن الزبير قد هزم وقتل، وأعيد ترسيخ سلطة الأمويين عبر الشرق. في أكتوبر 692، بعد حصار آخر لمكة، قُتل عبد الله بن الزبير، وانتهت الفتنة الثانية.[3][4]
التأثير
كان الإرث الأكثر بقاءاً لمرج راهط هو ترسيخ انفصال بنو قيس-كلب في سوريا، والذي تزامن مع الانقسام والعداوة بين مضر، بقيادة بنو تمام، وتحالف ربيعة وأزد في العراق. معاً، تسببت هذه المنافسات في إعادة تنظيم الولاءات القبلية إلى اتحادين قبليين أو "جماعتين كبرتين" في أرجاء الخلافة: "عرب الشمال" أو كتلة قيس/مضر، يقابلهم "عرب الجنوب"، أو اليمنيين، بالرغم من أن هذه المصطلحات سياسية أكثر منها جغرافية، حيث أن ربيعة "الشماليين" قد إنضموا إلى اليمنيين "الجنوبيين".[5][6] حاول خلفاء بنو أمية الحفاظ على التوازن بين الجماعتين، لكن هذا الانقسام والتنافس العنيد بين الجماعتين أصبح لاعباً أساسياً خلال العقدين التاليين، حتى أن القبائل المستقلة بذاتها أصبحت منحازة إلى إحدى الجماعتين الكبرتين. ظل السيطرة والتنافس على السلطة والنفوذ مهيمناً على الخلافة الأموية، مما خلق حالة من عدم الاستقرار في المقاطعات، وساعد على إثارة الفتنة الثالثة وساهم في السقوط النهائي للأمويين في أيدي العباسيين.[7] استمر الانقسام لفترة طويلة: كما كتب هيو ن. كندي، "في أواخر القرن التاسع عشر، لا زالت المعارك تدور في فلسطين بين الجماعيتين التي تطلق على نفسها بنو قيس ويمان".[8]
المصادر
- ^ كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، المجلد الرابع ص145 إلى 153("ذكر بيعة مروان بن الحكم" و"ذكر وقعة مرج راهط ومقتل الضحاك بن قيس")، دار صادر - بيروت - 1979.
- ^ كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، المجلد الرابع ص149 إلى 153("ذكر وقعة مرج راهط ومقتل الضحاك بن قيس")، دار صادر - بيروت - 1979.
- ^ Hawting (2000), pp. 48–49, 51–53
- ^ Kennedy (2001), pp. 92–98
- ^ Hawting (2000), pp. 54–55
- ^ Kennedy (2001), p. 105
- ^ Kennedy (2001), pp. 99–115
- ^ Kennedy (2001), p. 92
المراجع
- Elisséeff, N. (1991). "Mardj Rāhiṭ". The Encyclopedia of Islam, New Edition, Volume VI: Mahk–Mid. Leiden and New York: BRILL. p. 544–546. ISBN 90-04-08112-7.
- Hawting, G. R., ed. (1989). The History of al-Ṭabarī, Volume XX: The Collapse of Sufyānid Authority and the Coming of the Marwānids. The Caliphates of Mu'awiyah II and Marwan I and the Beginning of the Caliphate of Abd al-Malik, A.D.683–685/A.H. 64–66. Albany, New York: State University of New York Press. ISBN 0-88706-855-3.
- Hawting, G.R. (2000). The First Dynasty of Islam: The Umayyad Caliphate AD 661–750 (2nd Edition). London and New York: Routledge. ISBN 0-415-24072-7.
- Kennedy, Hugh N. (2001). The Armies of the Caliphs: Military and Society in the Early Islamic State. London and New York: Routledge. ISBN 0-415-25093-5.
- Kennedy, Hugh N. (2004). The Prophet and the Age of the Caliphates: The Islamic Near East from the 6th to the 11th Century (Second ed.). Harlow, UK: Pearson Education Ltd. ISBN 0-582-40525-4.