معركة المنشية
معركة المنشية 30 أكتوبر عام 1911 كانت محاولة إنتقام من قبل الإحتلال الإيطالي من المجاهدين الليبين ثأرا لما حصل لهم في معركة بومليانة.
قام المجاهدون بهذا الهجوم على طول خط القتال من قرقارش غرباً إلى ساحل المدينة الشرقي ، وهو خط يكون شبه هلال من ناحيتي الغرب والجنوب . وكان قلب الجيش موجهاً إلى المنشية وهي مركز الهجوم ، أما الجناحان من ناحية قرقارش ومن ناحية ساحل المدينة الشرقي فكان مقصوداً بهما المناورة لتضليل القيادة الإيطالية وصرف نظرها عن مراكز الهجوم . وقد بدأ الهجوم عند انبثاق الفجر ، وانطلت الحيلة على القائد الإيطالي وظن أن الهجوم عام فوزع قوته على طول الخط . ولما اشتدت المعركة انضم الجناحان إلى القلب تنفيذا للخطة المرسومة ، فظن الطليان أن هذا الانسحاب هو تقهقر من المجاهدين. أنتصر المجاهدون بمساعدة أهالي المنشية في هذه المعركة نصرا كبيرا حتى أن جثث الأيطاليين قد ملأت أخاديد المنطقة.
ولم يلبث قائد الجيش الإيطالي حتى جاءه الخبر بأن جيوشه هزمت ، فحاول أن يتدارك الأمر ولكنه أفلت منه . وقد استشهد كثير من المجاهدين ، نظراً لضيق المنطقة ، واضطروهم لمطاردة الطليان في بعض الشوارع . ويرجع الفضل في هذا النصر المؤزر الذي أحرزه المجاهدون في المنشية إلى ثورة أهل المنشية وصدق بلائهم في الطليان ، ذلك البلاء الذي كتبوه على صفحات التاريخ بدمائهم الطاهرة ، فإنه ما كاد أهل المنشية يسمعون بهجوم إخوانهم المجاهدين حتى ثاروا على الطليان وأثخنوهم قتلا ، وكانت ثورتهم مما عجل بهزيمة الطليان . والتجأ قائد الحملة الإيطالية " بريتش" ومعه الجنود إلى أحد بيوت العرب فتحصنوا فيه ، لكن العرب تسوروه عليهم وقتلوهم ، ولم ينج منهم إلا اثنان التحقوا بمن بقي من فلول جيشهم .