معذبو الأرض (كتاب)

معذبو الأرض ل فرانز فانون

معذبو الارض كتاب من تأليف فرانز فانون

تاريخ صدور الكتاب 1971 م

الكتاب ترجمة -د سامي الدروبي - د جمال الاتاسي طابعة مدارات الحقوق والنشر الطبعة الاولي 2014

مقدمة الكتاب ل جان بول سارتر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 الكتاب

هذا الكتاب في العلاقة بين المستعمر والمستعمر في كيفية إشعال الثورة من أسفل والحفاظ عليها من تلاعبات الاستعمار والنخب المحلية والخاضعة له . ورغم أن فرانز فانون كتبه لثورات التحرر الافريقي والاسيوي من الاستعمار القديم ، إالا أن ما جري علي الحقيقة ، بعد مرور أكثر من نصف قرن علي هذه الثورات ان الاوضاع الاستعمارية لم تتغير كثيرا ، بل استبدل بالاستعمار العسكري المباشر ذي الكلفة المادية والبشرية الضخمة واستعمار محلي أقل كلفة خاضع تماما لقوي الاستعمار السابقة وتربط مصالحه الثقافية واتلسياسية والاقتصادية بها داخل إطار من ديباجات النعرات القومية والقبلية والقطرية الضيقة المصنوعة أساسا بواسطة المعرفة الاستشراقية لكل هذا كان مهما إتاحة هذا النص للقراءة والتأويل مرة "أخري قي ظرف تاريخي ربما يكون أصعب من الظرف الذي فيه

 أقتباسات من مقدمة الكتاب ل جان بول سارتر

--إن ضحايانا يعرفوننا بواسطة جراحهم وأغلالهم وهذا يجعل شهادتهم صادقة لا ترد ، يكفي أن يظهرونا علي ما صنعناه بهم حتي نعرف ما صنعناه بأنفسنا ...

-- يجب أولا أن نواجه هذا المنظر غير المتوقع تعري دعوانا الانسانية مكشوفة العورات غير جميلة . إنها لم تكن إلا ايدويولجيا كاذبة . لقد كانت تسويقا مزوقا للنهب والسلب لقد كانت رقتتها وغدرتها كفالة وضمانة لعدواتنا

 اقتباسات من الكتاب

-- إننا نري دائما في البلاد الرأسمالية طائفة كبيرة من أساتذة الاخلاق والموجهين والمصلحين تقف حائلا بين المستغل والسلطة الحاكمة ، أما في البلاد المستعمرة فإن الدركي و الشرطي بحضورهما المباشر وتدخلاتهما الشريعة الكثيرة يظلان علي اتصالة بالمستعمر وينصحانه بالعصا او بالمواد المحرقة

--عرف أيضا فرانز فانون أن استخدام الدول المستعمرة القوة في إجلاء المحتل ، يتم التعامل بها أيضا مع ابناء وطنه بعد الانتهاء من الاحتلال ، لانه لايعرف سوي هذه الطريقة في اقصاء الاخر

--إن الروح الاستعمارية قد تغلغلت فيه مع طرائقها في التفكير( الكاتب يقصد أن الفكر الاستعماري للشعوب الاحتلال قد خالط فكر المحتل في التفكير السىء )

--

وقد اعتقد الناس عامة أنه آن للعالم، والعالم الثالث خاصة، أن يختار بين النظام الرأسمالي والنظام الاشتراکی ، إن البلدان المتخلفة التي استفادت من التنافس الضاری القائم بين النظامين من أجل أن تكفل انتصار كفاحها في سبيل التحرر الوطني ، يجب عليها مع ذلك أن ترفض الإقامة في نطاق هذا التنافس. إن على العالم الثالث أن لا يكتفي بتحديد ذاته على أساس قيم مسبقة إن على البلدان المتخلفة أن تلتمس قيما خاصة بها، وأن تضع المناهج التي تناسبها، وأن تتبع الأسلوب الذي يلائمها. إن المشكلة المحسوسة التي نجد أنفسنا أمامها ليست أن نختار، مهما كلف الأمر، بین الاشتراكية والرأسمالية كما حددهما أناس يختلفون عنا مکانا وزمائا. إننا نعرف طبعا أن النظام الرأسمالي، من حيث هو طراز حياة، لا يمكن أن

يتيح لنا تحقيق مهمتنا القومية والعالمية، فالاستغلال الرأسمالي والاحتكارات أعداء البلدان المتخلفة، كما أننا نعلم أن اختيار نظام اشتراکی پلتفت برمته إلى مجموع الشعب، ويقوم

على مبدأ اعتبار الإنسان أثمن قيمة، سيتيح لنا أن نسير سيرا أعظم سرعة وأكثر انسجاما ، وسيحول بذلك دون قيام مجتمع مشوه تملك فيه حفنة من الناس جملة القوى الاقتصادية والسياسية على حطام سائر الأمة.

--

أن القائد السياسي في البلد المتخلف پروعه طول الطريق التي يجب أن تقطعها بلاده ، فإذا هو ينادی شعبه قائلا:

النشد على بطوننا ولنعمل». ويستبد بالبلاد نوع من الحمى الخلاقة، فإذا هي تندفع في جهد جبار غير مألوف. ولا يكون هدف البرنامج الخروج من المأزق فحسب بل اللحاق بركب الأم الأخرى بالوسائل المحدودة المتوافرة . فالناس يقولون : لئن وصلت الشعوب الأوروبية إلى هذه المرحلة من النمو والتطور، فإنها قد حققت ذلك بجهودها، فلنبرهن إذن العالم ولأنفسنا على أننا نستطيع أن نحقق ما حققت تلك الشعوب. وعندي أن هذه الطريقة في طرح مشكلة تطور البلاد المتخلفة ليست منصفة ولا معقولة.

لقد حققت البلاد الأوروبية وحدتها القوية في لحظة كانت فيها بورجوازياتها الوطنية قد ركزت في أيديها أكثر الثروات. كان التجار وأصحاب الحرف، والكهنوت ورجال المصارف، يحتكرون في النطاق الوطني الأموال والتجارة والعلوم. كانت البورجوازية تمثل الطبقة التي تمتاز بأكبر نشاط وتنعم بأكبر رخاء. وكانت صعودها إلى السلطة يتيح لها أن تندفع في عمليات حاسمة : كالتصنيع وتطوير وسائل المواصلات، ثم ما لبثت أن أخذت تبحث عن أسواق فيما وراء البحارة

--

لقد كانت الرأسمالية، في فترة انطلاقتها، ترى في المستعمرات ينبوع المواد أولية يمكنها أن تصبها في السوق الأوروبية بعد تصنيعها. ولكنها بعد مرحلة تجمع رأس المال وصلت اليوم إلى تبديل مفهومها عن الربح الذي يحققه مشروع المشاريع. لقد أصبحت المستعمرات سوقا . إن سكان المستعمرات زبائن يشترون. فإذا كان لابد للثكنات من أن تعزز إلى غير نهاية ، وإذا بطؤت حركة التجارة، أي إذا لم يعد في الإمكان تصدي المنتجات المصنعة، كان هذا دليلا على أن الحل العسكري يجب الابتعاد عنه. إن السيطرة العمياء التي هي من نوع الاستعباد لاتدر على البلد المستعمر أرباحا، والفئة الاحتكارية من بورجوازية البلد المستعمر لا تدعم حكومة سياستها هي سياسة السيف وحده . إن الصناعيين ورجال المال في البلد المستعمر لا يرجون من حكومتكم أن تهلك السكان، وإنما يرجون منها أن تحمى مصالحهم المشروعة باتفاقات اقتصادية .

--

وعلى الصعيد الداخلي، في الإطار الدستوری، نجد البورجوازية تبرهن على عجزها أيضا، ففي عدد من البلدان المتخلفة نرى النظام البرلماني فاسدا فسادا عميقا. إن

البورجوازية الوطنية، وهي ضعيفة اقتصاديا، وعاجزة عن إقامة علاقات اجتماعية متسقة قائمة على مبدأ سيطرتها كطبقة، تختار الحل الذي يتراءى لها أنه أسهل الحلول، أعني

نظام الحزب الواحد. إنها لا تملك راحة البال والطمأنينة اللتين لا يمكن أن تؤمنهما لها إلا القوة الاقتصادية والهيمنة على نظام الدولة. إنها لا تخلق دولة تطمئن المواطن بل تقيم دولة تبث القلق في نفس المواطن.

إن الدولة التي تؤهلها متانتها ويؤهلها تخفيها في الوقت نفسه، لأن تهب للناس الثقة، وأن تفل سلاحهم وأن تنميهم، تصبح هنا دولة تفرض نفسها فرضا صارخا، وتعرض

قواها، وتضرب و تقسو، وتفهم المواطن بذلك أنه في خطر دائم. إن نظام الحزب الواحد هو الشكل الحديث للدكتاتورية البورجوازية التي لا تتقنع ولا تتزين ولا يزعها وازع ولا پردعها حياء .

وهذه الدكتاتورية لا تعمر طويلا. ذلك واقع . إن هذه الدكتاتورية ما تنفك تولد تناقضها ذاته . إذ لما كانت البورجوازية لا تملك الوسائل الاقتصادية لضمان سيطرتها وتوزيع شيء من

الفئات على مجموع البلاد،

--

وهذه الدكتاتورية لاتعمر طويلا. ذلك واقع، إن هذه الدكتاتورية ما تنفك تولد تناقضها ذاته . إذ لما كانت البورجوازية لا تملك الوسائل الاقتصادية لضمان سيطرتها وتوزیع شیء من الفئات على مجموع البلاد،

ولما كانت من جهة أخرى مشغولة بملء جيوبها بأقصى سرعة معنیوالأرض ممكنة، وبأتفه طريقة ممكنة أيضا، فإن البلاد تزداد رکودا وجمودا . ومن أجل أن تخفی

البورجوازية هذا الركود، من أجل أن تقع هذا التراجع، من أجل أن تطمئن نفسها، من أجل أن تهيء لنفسها أسباب الزهو والافتخار، تراها لا تجد سبيلا إلى ذلك كله غير أن تبني

في العاصمة أبنية ضخمة فخمة، وغير أن تعمد إلى ما يسمى بنفقات الهيبة . وشيئا فشيئا تزداد البورجوازية إهمالا لواقع البلاد البور، وتأخذ تنظر إلى البلد

الأوروبي الذي كان يستعمرها، تأخذ تنظر إلى الرأسماليين الأجانب الذين يضمنون أن تقدم لهم خدماتها. ولما كانت لا تقتسم أرباحها مع الشعب، ولا تتيح له أبدا أن يستفيد من

المغانم التي تصبها عليها الشركات الأجنبية الكبرى، فإنها سرعان ما تكتشف ضرورة وجود زعيم شعبي تقع على عاتقه مهمة مزدوجة هي ضمان استقرار العهد القائم وضمان

استمرار سيطرة البورجوازية في آن واحد. فالدكتاتورية البورجوازية في البلاد المتخلفة إنما تستمد متانتها من وجود زعيم. إن البورجوازية الدكتاتورية في البلاد المتطورة هي كما

تعلمون نتيجة القوة الاقتصادية التي تتمتع بها البورجوازية، الهزيلة الفقيرة، أن تغتني في ظلها وتحت حمايتها .

--

ما أكثر الأمثلة على أولئك الوطنيين الأفريقيين الذين أدخلوا على السياسة النضالية المتحفظة التي كان يتبعها سابقوهم أسلوبا حاسما قوميا ! إن هؤلاء الرجال

قد جاءوا من الأرياف وكانوا يتكلمون باسم الزنوج، وكان ذلك مثار دهشة المستعمر المتسلط، ومثار خجل الوطنيين المقيمين بالعاصمة! إن هؤلاء الرجال يصبحون اليوم -

واأسفاه ! - على رأس فئة من الناس تدير ظهرها للأرياف، وتعلن أن رسالة الشعب هي أن يكون تابعا، وأن يظل تابعا.

--

ففي هذه البلاد الفقيرة المتخلفة، التي نرى فيها، وفقا للقاعدة، أكبر ثراء يتاخم أبأس فقر، يكون الجيش والشرطة أعمدة النظام القائم، وهما جيش وشرطة يشرف على

توجيهما خبراء أجانب، وهذه قاعدة أخرى يجب أن نتذكرها. وتكون قوة هذه الشرطة وسلطة هذا الجيش متناسبتين مع حالة الركود التي يعيش فيها سائر الأمة. إن البورجوازية

الوطنية تبيع نفسها للشركات الأجنبية الكبرى بصراحة ماتنفك تزداد. وبالرشوة ينتزع الأجنبي الامتيازات تلو الامتيازات، وتتكاثر الفضائح، ويغتني الوزراء وتستحيل نساؤهم

إلى دمی؛ ويدبر النواب أمورهم أيضا، ولا يبقى شرطي ولا موظف من موظفي الجمرك إلا ويشارك في هذه القافلة من الرشوة والفساد .

--

ان الشعب ال>ي يتمتع بالكرامة هوالشعب ال ي يتحمل المسئولية

--

ان ادخال الجماهير في السياسة معناه ان تجعل الامة كلها حاضرة في كل مواطن ، معنها أن نجعل تجربة الامة تجربة لكل مواطن

--

الشئ الملح المستعجل اليوم إن المثقف الافريقي ، هو بناء أمته ، فإذا جاء البناء صادق ، أي اذا عبر عن إرادة الشعب الواضحة ،يكون مصحوبا باكتشاف قيم إنسانية شاملة ، وكان يرتقي بهذه القيم الانسانية الشاملة

--