معاوية ولد سيد أحمد طايع
معاوية ولد سيدي احمد الطايع رئيس سابق لجمهورية موريتانيا الإسلامية, ولد في مدينة اطار عاصمة ولاية آدرار عام 1943م, انضم إلى الجيش وأُرسل في بعثة إلى فرنسا حيث التحق بالكلية الحربية، سلاح المدرعات عام 1958-1961م. كان أحد الذين شاركو بالإنقلاب سنة 1978م وهو الإنقلاب الذي أطاح بالرئيس المختار ولد داداه في نفس العام. عُيّن معاوية ولد طايع على إِثر ذلك الانقلاب وزيراً للدفاع.
تقلد مناصب عديدة منها قيادة أركان الجيش و الدرك و رئاسة الوزراء. وفي عام 1984م قاد إنقلاباً عسكرياً أبيضا أدى إلى خلع الرئيس محمد خونا ولد هيدالة. انتخب رئيساً لموريتانيا عام 1992م. حكم على إثرها البلاد خمسة عشر سنة، بنظام تعددي قريب من نظام الحزب الواحد حيث حكم بواسطة الحزب الجمهوري الديمقراطي الإجتماعي الذي كان الحزب الأقوى حتى بعد سقوط الطايع، عرف العقد الأخير من حكمه ازدهارا إقتصاديا توج باكتشاف النفط و إلغاء الديون من طرف عموم المانحين، أقام علاقات دبلوماسية لأول مرة مع إسرائيل، تعرض لمحاولات عدة بقصد زعزعة نظامه نجم عنها اعتقال بعض من معارضيه وخصوصا من الأفارقة الزنوج في الثمانينات، و اصطدم بالتيار الإسلامي الأصولي والذي يتزعمه محمد الحسن ولد الددو. وقد نجى خلال فترة حكمه من محاولتين انقلابيتين فاشلتين في سنة 2003م، ولكن لم يحالفه الحظ في الإنقلاب الثالث، حيث أطيح به إثر إنقلاب أبيض في 3 أغسطس عام 2005م والذي حدث أثناء غيابه عن البلاد من أجل حضور جنازة الملك فهد. بعد هذا الإنقلاب الأخير، ذهب الطايع إلى الالنيجر ثم غادرها إلى غامبيا في 8 أغسطس ثم انتقل مع عائلته إلى دولة قطر في 20 أغسطس. تميز عهد معاوية ولد الطايع بالفساد الإداري، وسرقة المال العام من قبل موظفي الدولة، وانتشار التعذيب على أيدي اجهزة بوليس النظام. كما حاول يائساً وبائساً إعادة الحياة إلى البنيات القبلية القديمة، فأعطى المناصب على أسس قبلية، وأحيى النعرات القبلية والعرقية، من خلال الانتخابات الهزلية الصورية التي كان ينظمها، دورياً بزعم الانفتاح الديمقراطي، والتعددية الحزبية. ولكنّ كل ذلك كان صورياً ومعيباً إلى أبعد حد، يمكن تخيله. يتهم ولد الطايع أيضاً بارتكاب مذابح بحق الزنوج الموريتانيين خاصة من العسكريين وذلك بعد محاولة انقلاب فاشلة قادها ضباط من حركة "افلام" الزنجية العنصرية، بتاريخ 22 أكتوبر 1987، وأيضاً في سنة 1991. كما قُمع القوميون العرب، "البعثيون" التابعون لعراق صدام حسين، في عهده وفصل العشرات من ضباطهم. تميز نظام معاوية السياسي، بكل مقومات نظام الطاغية- الفاسد، ودولة البؤس الاقتصادي، والتقلب والتملق في السياسة الخارجية. وفي الداخل كان نظامه نموذجاً لدولة "المنظمة السرية" حيث كان بعض أبناء عمومته هم من يديرون أمور البلاد والعباد، على هواهم. ومن عجائب هذا الرجل أنه كان محدود التعليم ولا يكاد يبين في خطابته حديثاً، ومع ذلك حكم البلاد قرابة عقدين من الزمن. فتأمَّل عجائب الشعوب العربية.