مصطفى البرادعي

مصطفى البرادعي () محامي مصري ونقيب المحامين المصريين، وعضو مجلس الأمة في عهد جمال عبد الناصر. ووالد الدكتور محمد البرادعي.

في نوفمبر 1961 كان هناك مؤتمر للتحضير للميثاق وكان السادات سكرتيرا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للقوى الشعبية (لجنة المائة) وكان يرأس الجلسة وعندما وقف مصطفى البرادعي على المنبر تحدث عن أهمية حرية الصحافة وتعددية الأحزاب. وكان شديد الجرأة في المطالبة بالإصلاح فأخبره السادات بأن المدة المخصصة لحديثه انتهت، فقال له 'أنا لم أنه حديثي' وقد انتزعت من المنبر انتزاعا'، كذلك تصدى مصطفى البرادعي لأنور السادات في فترة رئاسته، عندما جاء بفكرة القضاء الشعبي.

المجتمع وقتها كان يتميز بالتعددية والتسامح الاجتماعي والديني، وكان مقياس العمل قبل الثورة وفي بداية الثورة هو عمل الإنسان وليس ماله، وكان من يطلق عليهم النخبة يفتخر المجتمع بهم فعلا من نجيب محفوظ، وعبد الحميد الكاتب والدكتور السنهوري في القانون، وعلماء الاجتماع والسياسة وكانت النخبة لا تقل عن النخبة الأوروبية لذلك يجد ابنه محمد البرادعي أن النظام القمعي الذي جاء بعد ذلك غير من صفات الإنسان المصري الذي تربى على الشهامة والمروءة.

ويقول محمد البرادعي

"كانت الناس تخاف أن تسند لوالدي القضايا لكن أحدا لم يستطع اعتقاله أو حبسه لأنه كان رجلا نظيفاً وكان سعيدا وهو يدفع الثمن مقابل مبادئه، وهي نفس المبادئ التي نادى بها في مضابط لجنة المائة عام 1961. وأنا ليست لي ضغينة مع النظام فلكل نظام حسناته ومساوئه. فنظام عبدالناصر أدخل العزة للمصريين بمقولة 'ارفع رأسك يا أخي' والتركيز على العدالة الاجتماعية. وفي عهد السادات ايضا كانت هناك مساوىء وحسنات. هناك انفصال بين نظام الحكم وبين كل ما هو مصري فنحو 95% من الشعب مغيب عن السياسة قيل له عام 1952 هذا ليس شأنك ونحن أوصياء عليك، ففقد إحساسه بالوطن وانتماءه إليه، في مقابل ذلك لم أقدم له كدولة تعليماً وصحة ووظيفة وأملا، فما حدث للإنسان المصري هو أنني أهنته وأصبته باليأس."

وفي حقيقة الأمر، إما أن البرادعي لم يلاحظ التناقضات التي أوقع نفسه فيها، بإشارته إلى وقائع وأحداث تنفي أحكامه، فمثلا إذا كان نظام عبدالناصر خالد الذكر، نظام قمع وأفقد المصريين الوعي والغياب عن السياسة، ولا يسمح بحرية رأي، فكيف سمح لوالده بعضوية مجلس الأمة - الشعب فيما بعد - وهو يدرك تماما ان توجهاته ليست معه، وكيف لم يعتقله وهو يطالب بالتعددية الحزبية، وكيف قضى على الشهامة والمروءة، بينما يعترف بأنه جعل المصريين يحسون بالعزة، ونشر العدالة الاجتماعية.