مشروع نيمبوس

مشروع نيمبوس (بالعبرية: פרויקט נימבוס‎، إنگليزية: Project Nimbus)، هو مشروع حوسبة سحابية أطلقته الحكومة والجيش الإسرائيلي.[1][2][3][4] في أبريل 2021 أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية أن العقد يهدف إلى توفير "حل سحابي شامل للحكومة والمؤسسة الدفاعية وغيرها".[1] بموجب العقد، ستقوم الشركات بإنشاء مواقع سحابية محلية من شأنها "الحفاظ على المعلومات داخل حدود إسرائيل في ظل إرشادات أمنية صارمة".[4] بحسب المتحدث باسم گوگل، فإن العقد مخصص لأحمال العمل المتعلقة "بالتمويل والرعاية الصحية والنقل والتعليم" ولا يتعامل مع معلومات شديدة الحساسية أو سرية.[5]

على الرغم من أن المهمة المحددة لمشروع نيمبوس لم يُكشف عنها بعد، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بمنصة گوگل السحابية يمكن أن تمنح الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية القدرة على اكتشاف الأوجه وتصنيف الصور تلقائياً وتتبع الاشياء وتحليل المشاعر - وهي أدوات كانت تستخدمها وكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في السابق لمراقبة الحدود.[1]

يتضمن مشروع نيمبوس أربع مراحل مزمعة: الأولى هي شراء وبناء البنية التحتية للسحابة، والثانية هي صياغة سياسة حكومية لنقل العمليات إلى السحابة، والثالثة هي نقل العمليات إلى السحابة، والرابعة هي تنفيذ وتحسين عمليات السحابة.[6] بموجب عقد قيمته 1.2 بليون دولار، تم اختيار شركتي گوگل (منصة گوگل السحابية) وأمازون (أمازون لخدمات الوب) لتزويد الوكالات الحكوميةة الإسرائيلية بخدمات الحوسبة السحابية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.[7][1]

تمنع الشروط التي وضعتها إسرائيل للمشروع تعاقدياً كل من أمازون وگوگل من وقف الخدمات بسبب ضغوط المقاطعة.[8][9] ويُحظر أيضاً على شركتي التكنولوجيا رفض تقديم الخدمة لأي كيان حكومي معين.[9] قال متحدث باسم گوگل إن جميع عملاء گوگل كلاود يجب أن يلتزموا بشروط الخدمة التي تحظر على العملاء استخدام خدماتها لانتهاك الحقوق القانونية للأشخاص أو الانخراط في العنف.[5]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

بحلول عام 2022، أثار العقد انتقادات وإدانة من جانب المساهمين في الشركات وكذلك موظفيها، بسبب المخاوف من أن يؤدي المشروع إلى المزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني في سياق الاحتلال الإسرائيلي المستمر للضفة الغربية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.[10][11][12][13] وعلى وجه التحديد، أعربوا عن قلقهم بشأن الكيفية التي ستمكن بها التكنولوجيا من المزيد من المراقبة للفلسطينيين وجمع البيانات غير القانونية عنهم، فضلاً عن تسهيل توسع المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.[12]

أرييل كورن، التي عملت كمديرة تسويق لمنتجات گوگل التعليمية وكانت معارضة صريحة للمشروع، تلقت إنذاراً نهائياً بالانتقال إلى ساو پاولو في غضون 17 يوماً أو فقدان وظيفتها.[7][14] وفي رسالة أعلنت فيها استقالتها إلى زملائها، كتبت كورن أن گوگل "تعمل بشكل ممنهج على إسكات الأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والإسلامية المهتمة بتواطؤ گوگل في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية - إلى حد الانتقام رسمياً من العمال وخلق بيئة من الخوف"، مما يعكس وجهة نظرها بأن الإنذار جاء انتقاماً لمعارضتها وتنظيمها ضد المشروع.[7] قدمت كارن شكاوى انتقامية إلى قسم الموارد البشرية في گوگل ومجلس العلاقات العمالية الوطنية (NLRB)، الذي رفض قضيتها على أساس عدم وجود أدلة.[15]

عام 2022، أطلقت منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام ومنظمة م. پاور تشانج حملة تسمى لا للتكنولوجيا من أجل الفصل العنصري - والمعروفة أيضًا باسم #NoTechForApartheid - لمعارضة المشروع.[15][16] انضم أكثر من 200 عامل في جوجل إلى مجموعة احتجاجية سميت باسم هذه الحملة، والذين يزعمون أن الافتقار النسبي للإشراف على المشروع يعني أنه من المرجح أن يتم استخدامه لأغراض عنيفة.[5]

في مارس 2024، طُرد أحد مهندسي برمجيات گوگل كلاود بعد انتشار مقطع ڤيديو له وهو يصرخ "أرفض بناء تكنولوجيا تمكن الإبادة الجماعية"، في إشارة إلى مشروع نيمبوس، في إحدى فعاليات الشركة.[17] في أبريل، شارك العشرات من الموظفين في اعتصامات في مقري گوگل في نيويورك وصني‌ڤال للاحتجاج على قيام گوگل بتزويد الحكومة الإسرائيلية ببرامج الحوسبة السحابية. واحتل الموظفون مكتب الرئيس التنفيذي لگوگل كلاود توماس كوريان. ووجهت اتهامات إلى تسعة موظفين بالتعدي على ممتلكات الغير وتم فصل 28 آخرين.[18]


المصادر

  1. ^ أ ب ت ث Biddle, Sam (July 24, 2022). "Documents Reveal Advanced AI Tools Google Is Selling to Israel". The Intercept (in الإنجليزية). Retrieved August 30, 2022.
  2. ^ Ziv, Amitai. "Israel Picks Google, Amazon for Massive Official Cloud; 'Data Will Remain Here'". Haaretz (in الإنجليزية). Retrieved September 7, 2022.
  3. ^ Ziv, Amitai. "Microsoft to Launch Much Awaited Cloud Server Farm in Israel in 2021". Haaretz (in الإنجليزية). Retrieved September 7, 2022.
  4. ^ أ ب Scheer, Steven (April 21, 2021). "Israel picks Amazon's AWS, Google for flagship cloud project". Reuters (in الإنجليزية). Retrieved August 31, 2022.
  5. ^ أ ب ت Perrigo, Billy (April 8, 2024). "Exclusive: Google Workers Revolt Over $1.2 Billion Israel Contract". TIME (in الإنجليزية). Retrieved April 19, 2024.
  6. ^ Stub, Zev (May 25, 2021). "Amazon, Google to employ thousands in Israel for massive Nimbus project". The Jerusalem Post (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved August 31, 2022.
  7. ^ أ ب ت Grant, Nico (August 30, 2022). "Google Employee Who Played Key Role in Protest of Contract With Israel Quits". The New York Times (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0362-4331. Retrieved August 30, 2022.
  8. ^ Chua, Charmaine; Alimahomed-Wilson, Jake; Potiker, Spencer Louis (June 22, 2021). "Amazon's Investments in Israel Reveal Complicity in Settlements and Military Operations" (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0027-8378. Retrieved August 30, 2022.
  9. ^ أ ب Swinhoe, Dan. "Israel Government says AWS and Google can't boycott Nimbus Project". www.datacenterdynamics.com (in الإنجليزية). Retrieved August 30, 2022.
  10. ^ Biddle, Sam (May 18, 2022). "Google and Amazon Face Shareholder Revolt Over Israeli Defense Work". The Intercept (in الإنجليزية). Retrieved August 30, 2022.
  11. ^ "Google, Amazon shareholders to oppose Israeli Project Nimbus". The New Arab (in الإنجليزية). May 19, 2022. Retrieved August 31, 2022.
  12. ^ أ ب Anonymous (October 12, 2021). "We are Google and Amazon workers. We condemn Project Nimbus". The Guardian (in الإنجليزية). Retrieved August 30, 2022.
  13. ^ ""No Tech for Apartheid": Google Workers Push for Cancellation of Secretive $1.2B Project with Israel". Democracy Now! (in الإنجليزية). Retrieved September 15, 2022.
  14. ^ "A worker objected to Google's Israel military contract. Google told her to move to Brazil". Los Angeles Times (in الإنجليزية الأمريكية). March 15, 2022. Retrieved August 31, 2022.
  15. ^ أ ب Starr, Michael (August 31, 2022). "Jewish Google employee quits citing retaliation over BDS efforts". The Jerusalem Post. Retrieved November 12, 2023.
  16. ^ Abdelnour, Samer (February 2023). "Making a Killing: Israel's Military-Innovation Ecosystem and the Globalization of Violence". Organization Studies (in الإنجليزية). 44 (2): 333–337. doi:10.1177/01708406221131938. hdl:20.500.11820/952bd5ef-b740-4430-a3a8-06187e97bffb. ISSN 0170-8406.
  17. ^ "Google fires employee after pro-Palestine protest at Israeli tech conference in NYC". Middle East Eye (in الإنجليزية). March 8, 2024. Retrieved March 11, 2024.
  18. ^ Grant, Nico (April 18, 2024). "Google Fires 28 Employees Who Protested an Israeli Cloud Contract". The New York Times. Archived from the original on 2024-04-18. Retrieved April 19, 2024.