مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي 2016
هو مشروع قانون يدين الإستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، كان من المفترض أن يصوت عليه مجلس الأمن في ديسمبر 2016، إلا أن ضغوط اسرائيلية على مصر، جعلت الأخيرة تسحب مشروع القرار.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
في ديسمبر 2016 كان الرئيس الأمريكي أوباما في آخر أيام ولايته الرئاسية الثانية، وكان ترامب قد فاز بالإنتخابات إلا أنه لم يتسلم منصبه رسميا بعد. وكانت مصر العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن وتقدمت باسم المجموعة العربية بمشروع القرار المعتاد لإدانة الاستيطان الإسرائيلي.
التقديم والسحب
كانت قد قررت إدارة أوباما للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة عدم استعمال الفيتو والسماح للقرار بالصدور لأول مرة منذ 1979،[1] وبعد ٤٠ محاولة سابقة فشلت بسبب الفيتو الأمريكي. وفي 21 ديسمبر 2016 وزعت مصر مسودة القرار، وفي اليوم التالي وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نداء لأمريكا بالفيديو يطلب منها معارضة مشروع القرار. وقال داني دانون سفير إسرائيل في الأمم المتحدة: أن إقرار المشروع "قد يشجع الفلسطينيين على السعي لفرض عقوبات دولية على إسرائيل" كما أصدر الؤئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب: "القرار الذي يُدرس في مجلس الأمن المتعلق بإسرائيل يجب استخدام حق النقض (الفيتو) ضده... القرار يضع إسرائيل في موقف تفاوضي ضعيف للغاية وينطوي على ظلم شديد لجميع الإسرائيليين." وبحسب مذكرات جاريد كوشنر مستشار ترامب أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصل بترامب في نفس اليوم وأكد له أن الدبلوماسيين المصريين تحركوا بدون تعليمات من السيسي ووعده بأن تسحب مصر مشروع القرار قبل التصويت.
بعدها أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية المصرية إن ترامب اتصل بالرئيس عبد الفتاح السيسي وتناقشا بخصوص مشروع القرار المعروض على مجلس الأمن، و"اتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية." وعنوانت صحيفة هآرتز الإسرائيلية: "تأجيل التصويت في مجلس الأمن بعد ضغط إسرائيلي على مصر" بعدها قام الأربع أعضاء الآخرين في مجلس الأمن، المتقدمين مع مصر بمشروع القانون (فنزويلا – السنغال - نيوزلندا – ماليزيا) بإبلاغ مصر بأنها إن لم توضح بحلول ساعات، ما إن كانت تعتزم الدعوة لإجراء تصويت على مشروع قرار، يطالب إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني، فإن هذه الدول تحتفظ بحق طرح هذه الدعوة". وقالت الدول الأربع في مذكرة لمصر: "في حال قررت مصر أنه لن يمكنها المضي في الدعوة لإجراء تصويت في 23 ديسمبر، أو إذا لم تقدم رداً قبل انقضاء ذلك الموعد، فإن هذه الوفود تحتفظ بالحق في تقديم المشروع، والتحرك لإجراء تصويت عليه بأسرع ما يمكن". في 23 ديسمبر مصر أعلنت تأجيل مشروع القرار وسحبه من أجندة المجلس. وأعلنت السلطات الفلسطينية عن "شعور قوي بخيبة الأمل" بسبب عدم التصويت. فيما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية المصرية نقلاً عن مصدر دبلوماسي: "من الواضح أن الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها ترغب في تبني موقف انتقامي من الإدارة الجديدة القادمة، من خلال تقييد حرية حركة وقدرة ترامب في أن يتخذ قرارات حاسمة تجاه التسوية الشاملة لملف القضية الفلسطينية مثلما ألمح في مناسبات سابقة... الأمر الذي يفسره ما صدر من تلميحات أمريكية بأن الولايات المتحدة قد تمتنع عن التصويت على مشروع لتمريره دون استخدام حق الفيتو لتنتقم من الحكومة الإسرائيلية التي توترت علاقتها معها على مدار السنوات الماضية…يبدو أن قرار مصر بعدم التعجل بطلب التصويت على مشروع القرار يعكس رؤية أكثر عمقا وشمولية لكل تلك المعطيات، لاسيما بعد الاتصال الذي قام به الرئيس المنتخب ترامب مع الرئيس المصري." أصدرت الرئاسة المصرية أصدرت بيان أكدت فيه إن سحب القرار جاء بعد مكالمة بين السيسي ونتنياهو. كما ظهرت جريدة يديعوت أحرونوت بمانشيت كتب فيه "شكرا للسيسي" وصرح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان: "قرار مصر بتجميد طرح مشروع القرار للتصويت موقف تاريخي وإنجاز دبلوماسي…هذا الأمر يدل على العلاقات الجيدة بين إسرائيل ومصر".[2]
المصادر
- ^ "مصر تبرر سحب مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي". swissinfo.
- ^ "مصر تسحب نهائياً مشروع إدانة الاستيطان من مجلس الأمن". العربي الجديد.