قناة بن غوريون

(تم التحويل من مشروع أنبوب البحرين)
مقارنة بين قناة بن غوريون وقناة السويس

قناة بن غوريون، أو قناة بن گوريون، أو القناة الإسرائيلية، أو قناة العقبة-عسقلان، أو قناة إيلات-غزة، هو مشروع مقترح لشق قناة مائية في إسرائيل، تربط بين إيلات على خليج العقبة في البحر الأحمر جنوباً، وعسقلان على البحر المتوسط شمالاً. يُنظر إلى القناة باعتبارها منافسة لقناة السويس المصرية. ومن المتوقع أن يبلغ طول القناة المقترحة 292.9 كيلومتراً، أي أطول من قناة السويس (193.3 كم) بنحو الثلث. وتُقدر تكلفة المشروع بمبلغ 15-55 بليون دولار أمريكي.[1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الاسم

تسمى قناة العقبة-عسقلان، لأنها ستربط بين خليج العقبة ومدينة عسقلان. وهناك اقتراحات بتسمية القناة على اسم داڤيد بن گوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل وأحد آبائها المؤسسين.


التاريخ

عام 1956، شنت إسرائيل والمملكة المتحدة وفرنسا عدواناً ثلاثياً على مصر لاستعادة السيطرة على قناة السويس بعد أن أممها الرئيس جمال عبد الناصر. سلط هذا الحدث الضوء على اعتماد إسرائيل وحلفائها على قناة السويس، وهي طريق حيوي للتجارة ونقل النفط.

في الستينيات، اقترحت إسرائيل بناء قناة في المنطقة الجنوبية لتجاوز قناة السويس. في ذلك الوقت، كان المشروع يهدف إلى معالجة تناقص وتملح البحر الميت، الناجم عن تحويل نهر الأردن. من شأن القناة المقترحة أن تنقل مياه البحر إلى البحر الميت، لتشكل خزاناً كبيرًا لتوليد الطاقة الكهرومائية وتوفير المياه المحلاة للري والاستهلاك. وقد لاقى المشروع حماساً ودعماً من بعض الساسة والعلماء والمهندسين الإسرائيليين، الذين شكلوا لجنة لدراسة جدوى وفوائد القناة. إلا أن المشروع واجه أيضاً العديد من التحديات والجدل. ومن بين الاعتبارات الرئيسية التي أعاقت تقدم المشروع في نهاية المطاف ما يلي:

  • الأثر البيئي للقناة سيكون هائلاً وربما لا رجعة فيه، حيث سيؤثر على البيئة والمناخ والجيولوجيا في المنطقة. وسوف تتطلب القناة قطع صحراء النقب ووادي العربة، والتي تعد موطناً لنباتات وحيوانات متنوعة وفريدة من نوعها، فضلاً عن المواقع الأثرية والتاريخية. كما ستؤدي القناة إلى تغيير ملوحة ودرجة حرارة وتنوع التنوع الحيوي في البحر الميت، وهو أدنى نقطة على وجه الأرض وأحد عجائب العالم الطبيعية. وقد يؤدي اختلاط مياه البحر والمياه العذبة إلى تفاعلات كيميائية وانفجارات وانبعاثات سامة، فضلاً عن انتشار الأنواع الغازية والأمراض. وتواجه القناة خطراً قد يؤدي أيضاً إلى حدوث زلازل وانهيارات أرضية وفيضانات، فضلاً عن زيادة خطر الجفاف والتصحر.
  • التداعيات السياسية والدبلوماسية للقناة ستكون معقدة ومثيرة للجدل، وتشمل مصالح وحقوق العديد من البلدان والأطراف في المنطقة. إن القناة سوف تعبر حدود إسرائيل والأردن ومصر، فضلاً عن الأراضي المتنازع عليها في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي يطالب بها الفلسطينيون. كما أن القناة سوف تؤثر على موارد المياه وتوزيعها في حوض نهر الأردن، الذي تتقاسمه إسرائيل والأردن وسوريا ولبنان والفلسطينيون. وسوف تتطلب القناة موافقة وتعاون هذه البلدان والكيانات، التي كانت في صراع وتوتر مع بعضها البعض لعقود من الزمن نتيجة مباشرة للتأثير الغربي.
  • إن تحدي وضع ودور قناة السويس، التي تشكل أصلاً حيوياً واستراتيجياً لمصر والمجتمع الدولي، من شأنه أن يثير العداء والاستياء لدى مصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية. وتنظر هذه الدول إلى إسرائيل باعتبارها عدواً وتهديداً لسيادتها وأمنها. كما قد تنتهك القناة القوانين والمعاهدات الدولية التي تنظم استخدام وإدارة المجاري المائية العابرة للحدود والقنوات المهمة بين المحيطات.

وقد خضع المشروع للدراسة والمراجعة عدة مرات منذ الستينيات، من قبل مؤسسات وخبراء إسرائيليين ودوليين مختلفين، اقترحوا مسارات وتصاميم وأساليب مختلفة للقناة. ومن بين المقترحات الأكثر إثارة للجدل والإثارة التي قدمتها وزارة الطاقة الأمريكية ومختبر لورانس ليفرمور الوطني في يوليو 1963، والتي اقترحت استخدام 520 انفجاراً نووياً مدفوناً للمساعدة في عملية الحفر عبر التلال في صحراء النقب. وكان الاقتراح جزءًا من برنامج أكبر يسمى مشروع المنجل، والذي كان يهدف إلى استخدام التفجيرات النووية "لأغراض سلمية"، مثل التعدين والبناء والهندسة.[2]

ولم تكن الاعتبارات التي وضعتها إسرائيل بشأن أمور مثل البيئة تشكل عقبات أمام الولايات المتحدة. والواقع أن الرؤية الاستراتيجية للولايات المتحدة في التعامل مع الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتصل بتطوير البنية الأساسية الإسرائيلية، تشير إلى أهداف جيوستراتيجية أوسع نطاقاً بكثير ذات آثار عالمية كبيرة. ولقد أظهرت الولايات المتحدة التزاماً ثابتاً بمفهوم القناة الاستراتيجية داخل إسرائيل لعقود من الزمان، بهدف إنشاء طريق تجاري يتحدى نفوذ مبادرة الحزام والطريق الصينية. ومن شأن مثل هذا التطور أن يسعى أيضاً إلى تعزيز الأروقة الاقتصادية التي تركز على الغرب وأن يعمل كثقل موازن للهيمنة الاقتصادية الصينية الناشئة.

علاوة على ذلك، فإن تحديث ميناء حيفا، الذي تقوده مجموعة أداني الاستثمارية، يشير إلى تحول محتمل في مشهد التجارة البحرية العالمية. ويتمثل الطموح في تحويل حيفا إلى مركز مركزي للتجارة، وخاصة بين الهند وأوروپا، وتقديم بديل لطريق قناة السويس التقليدي. وتهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تحدي التفوق البحري للصين مع الحد في الوقت نفسه من النفوذ الجيوسياسي للدول العربية التي تسيطر حالياً على قناة السويس.

المشروع الحديث

بعد توقيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاتفاقية التازل عن السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية في أبريل 2016، وبعد تحول مضيق تيران إلى ممر دولي في يونيو 2017، أعلنت إسرائيل في نوفمبر 2022 عزمها بدء شق قناة بن جوريون. قبل نحو عامين في 2020، أفادت تقارير عبرية بأن السلطات الإسرائيلية تخطط لإنشاء قناة تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط. وأوضح مهندسون إسرائيليون أنه بإنشاء قناة تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط تصبح منافسة لقناة السويس، حيث إن المسافة بين إيلات والبحر المتوسط ليست بعيدة، وتشبه تماماً المسافة التي أخذتها قناة السويس لوصل البحر الأحمر بالبحر المتوسط.

وبحسب مصادر، ستقوم إسرائيل إذا شقت المزمعة، بخفض المسافة التي تجتازها السفن في قناة السويس إلى البحر المتوسط. وأضافت أن إسرائيل ستقيم قناة ليست على قاعدة قناة السويس، حيث في قناة السويس يستعمل أسلوب يوم تمر فيه السفن من اتجاه إلى اتجاه، وفي اليوم الثاني يستخدم الاتجاه المعاكس للسفن الذاهبة إلى هذا الاتجاه. بدلاً من ذلك، ستحفر إسرائيل قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر إلى المتوسط، والثانية من المتوسط إلى البحر الأحمر، وهكذا لا تتأخر أية سفينة في حين تمضي السفن في قناة السويس أسبوعين كي تجتاز قناة السويس ، وكذلك طبيعة الأرض فهي صخرية قاسية تتحمل أي ضغط دون أي تأثير بعكس قناة السويس حيث طبيعة الأرض رمليه تحتاج لمتابعة دائمة. وتنوي إسرائيل إقامة مدن صغيرة وفنادق ومطاعم ونوادي ليلية على القناة التي ستشقُّها.

المواصفات التقنية

ستكون القناة بعمق 50 متراً وعرض لا يقل عن 200 متراً لكل قناة، أي زيادة عن قناة السويس 10 أمتار بالعمق، وستستطيع سفينة بطول 300 متر وعرض 110 أمتار، وهي أكبر قياس السفن في العالم من العبور في القناة التي ستبنيها إسرائيل. أما مدة البناء فستكون 5 سنوات وسيعمل في المشروع 300.000 شخص من مهندسين وفنيين في جميع المجالات ، يأتون من كوريا ومن دول آسيوية، ومن دول عربية مثل مصر والأردن للعمل في هذه القناة، ليبقى منهم عدد يتجاوز 30.000 لتشغيل القناة، وستكلف القناة إسرائيل حوالي 15-55 بليون دولار قابل للزيادة حسب ظروف المشروع، وتعتقد إسرائيل أن دخلها سيكون 6 بليون في السنة وأكثر. هذا إضافة إلى أن إسرائيل سيصبح لها أكبر شريان يجمع البحر المتوسط مع البحر الأحمر.[3]

وستقوم إسرائيل بإقامة مدن على طول القناة تشبه المدن القديمة والبيوت القديمة على مسافة ضخمة حول القناة وهي من ضمن بنود صفقة القرن، لأن إيلات باتجاه المتوسط هي شبه صحراء. وإذا نفذت إسرائيل هذا المشروع سينخفض دخل مصر من 10 بليون إلى 4 بليون دولار، حيث ستنال إسرائيل 6 بليون وأكثر، وبالتالي، قررت إسرائيل التخلي عن مصر حتى لو ألغت مصر اتفاقيات كامب ديڤد، لأن إسرائيل واثقة أنه إذا قررت مصر إلغاء المعاهدة فلن تستطيع استعادة سيناء؛ لأن القوة العسكرية الإسرائيلية قادرة على ضرب الجيش المصري في حال تجاوزه قناة السويس.

كما ستسعى إسرائيل إلى إقناع الأردن بسحب مياه من هذه القناة إلى البحر الميت، الذي تتناقص مياهه سنويًاً، فإذا وافق الأردن فان أنابيب ضخمة ستصبُّ من قناة بن جوريون إلى البحر الميت، مقابل أن تقدم للأردن تسهيلات لإقامة فنادق ومنتجعات أردنية على البحر الميت، وتشترك الأردن في سياحة إسرائيلية–أردنية مشتركة في منطقة البحر الميت، وتساعد الأردن في إرسال سياح إلى منطقة البتراء؛ لأن الاقتصاد الأردني المصاب بتناقص سلبي، وهو بأمس الحاجة إلى دعم مالي.

أما على صعيد أمن القناة، فستضع إسرائيل أجهزة تجسس في عمق القناة، وستضع في قلب القناة أجهزة مراقبة، كذلك ستقيم أكبر حاجز يكشف الأسلحة ويصوِّر بطريقة الأشعة الليزر كل سفينة تقطع القناة ذهاباً أو إياباً.

المسار المقترح

مسار قناة إيلات-غزة.

إيلات-عسقلان

في البداية، كان قد أُقترح أن تبدأ القناة من خليج العقبة مروراً بمدينة إيلات ثم إلى وادي عربة بمسافة تبلغ 100 كم بين جبال النقب والمرتفعات الأردنية ثم تنحرف غرباً قبل بلوغ البحر الميت وحوضه، والذي ينخفض 430.5 متر عن مستوى سطح البحر[4] حيث تتجه القناة إلى وادي في سلسلة جبال النقب ثم تنحرف شمالاً مرة أخرى متجهة إلى مدينة عسقلان على البحر المتوسط ومتفاديةً قطاع غزة.

إيلات-غزة

لكن هذا المسار قد يؤدي إلى طول القناة بشكل كبير، لذلك أُقترح مسار آخر، لتبدأ القناة عند إيلات ثم تتجه شمالاً لتصل البحر المتوسط مروراً بقطاع غزة، مما يؤدي إلى تقصير المسافة وتخفيض تكاليف المشروع.



الاستحالة الجغرافية

مقطع طولي للمسارين المقترحين في نوفمبر 2013 لمشروع أنبوب وقناة البحرين. المصدر: .internationalpeaceandconflict.org

الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية

في نوفمبر 2022 أعلنت إسرائيل عزمها بدء مشروع قناة بن جوريون، وبحسب مسارها المقترح كانت ستربط بين إيلات جنوباً على خليج العقبة في البحر الأحمر حتى عسقلان شمالاً على البحر المتوسط، مما يؤدي لطول القناة بشكل كبير ومن ثم ارتفاع تكلفة إنشائها. وكان البديل المقترح هو تقصير القناة وجعلها تمر عبر قطاع غزة. وترجع الأهمية الاقتصادية للمشروع أن القناة الجديدة ستختصر الوقت الذي تستغرقه السفن العابرة لقناة السويس ذات العمق 40 متراً، والطول 193 تقريباً، لأنها ذات اتجاه واحد، ورغم أن قناة بن جوريون أطول من قناة السويس بنحو 100 كم، فإنها ستتكون من قناتين مستقلتين باتجاهين مختلفين، وبعمق 50 متراً. ولا بد أن إسرائيل قد حصلت على ضوء أخضر أمريكي-أوروپي مسبق بالبدء بتنفيذ حلمها. فسعي إسرائيل إلى تنفيذ مشروع قناة بن جوريون، رغم وجود قناة السويس له عدة أسباب، أحدها اقتصادي، فالمتوقع أن تدر لها القناة البديلة ما لا يقل عن 6 بليون دولار سنوياً قابلة للزيادة، وبالمقابل ستنخفض إيرادات قناة السويس إلى نحو 4 بليون دولار سنوياً، أما استراتيجياً فتلك القناة ستضمن لإسرائيل السيطرة على خطوط الملاحة الأهم عالمياً، وستصبح موانئها حلقة الوصل بين آسيا وأوروپا، وتصبح مصالح الدول المستوردة للنفط والغاز مرتبطة بالحفاظ على مصالح إسرائيل. [5]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حرب غزة 2023-الحاضر

يربط بعض المحللين توقيت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت في أكتوبر 2023، وتوقيتها القريب من الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2024، وكذلك الإسراع بإفراغ قطاع غزة من سكانها تمهيداً للبدء في شق القناة من إيلات مروراً بالقطاع.

منافسة قناة السويس

تعتبر القناة منافسة لقناة السويس المصرية والتي مرت بمحطات كثيرة مثل منع إسرائيل من الإبحار فيها وفي مضيق تيران وغلقها في 1956 و1957 وغلقها من 1967 إلى 1975 وتعطلها في 2021، وقد بلغت إيرادات قناة السويس 9.4 بليون دولار في السنة المالية 2022/2023.[6]

المصادر

  1. ^ "All you should know about the Israeli Ben Gurion Canal project". frontierindia.com. 2023-08-15. Retrieved 2023-11-07.
  2. ^ "Canada/US' quiet motive for backing Israel's genocide: the Ben Gurion Canal". thecanadafiles.com. 2023-11-13. Retrieved 2024-08-31.
  3. ^ "إسرائيل تعلن بدء العمل في قناة بن غوريون البديلة لقناة السويس". مؤسسة الدراسات العلمية. 2021-03-30. Retrieved 2024-08-31.
  4. ^ "Israel and Jordan Sign 'Historic' $900 Million Deal to Save the Dead Sea". نيوزويك. 2015-02-27. Retrieved 2023-10-03.
  5. ^ "في الصميم: قناة بن غوريون سبب مأساة غزة". في الجريدة. 2023-11-15. Retrieved 2024-08-31.
  6. ^ "Suez Canal annual revenue hits record $9.4 billion, chairman says". رويترز. 2023-06-21. Retrieved 2023-08-15.