مسرحة القصيدة العربية (كتاب)
مسرحة القصيدة العربية للشاعر الأديب وهيب نديم وهبة
مقدمة تحليلية للعناوين التالية : بقلم: فارس فارس
مسرحة القصيدة العربية
" الكتاب الأول "
المجنون والبحر
" الكتاب الثاني "
خطوات فوق جسد الصحراء
" الكتاب الثالث "
الجنة
ما أجمل أن أفتح عيني على إبداعاتنا العربية وأن أبصر حلم " ربيع الكلمات " تورق .. وتزهر .. وتثمر .. في بساتين حضارات الشعوب .
هذا هو " الوهيب " الذي استطاع أن يكسر حاجز " قيد " الحصار الثقافي ، ويخرج إلى العالم – بصمت الرهبة، وعنفوان العاصفة، وجنون الإعصار ..
" المجنون " الذي داهمه الظلام " أشرقت له الشمس بعد منتصف الليل " وأبصر النور " . هذا هو الرمز الأول المشترك بين " المجنون والبحر " وبين " خطوات فوق جسد الصحراء " وهو الربط ما بين " الجنون والعبقرية ". ينطلق العمل الإبداعي الأول لمسرحة القصيدة العربية " المجنون والبحر " من نقطة قول الحقيقة ( كما يتصورها المبدع وهيب نديم وهبة ) وليست هنالك حقيقة مطلقة أو عدالة إنسانية شاملة أو حتى المحبة .. العطف .. الشفقة .. تختلف من مكان ما في هذا العالم عن مكان آخر . هنا يأتي العمل الإبداعي الثاني " خطوات فوق جسد الصحراء في مسرحة القصيدة " ( حيث يأتي قول الحقيقة من عبقري العصر والزمان رسالة النور والتنوير وعصر الإنسان ) " رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ".
من هذه الحقيقة الواضحة يثبت لـــــــــــنا أن " الوهيب " يبحث عن الحقيقة، وحين شعر أنة بحاجة للصراخ اتكأ على " الدين " من أجل العودة إلى الجذور – إلى أعماق الحضارة العربية – تلك الحضارة التي منحت العالم النور .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كتاب الصحراء
" كتاب الصحراء " مدون دون مقدمة ما على الغلاف الخارجي ( المبدع وهيب نديم وهبة ، في هذا الإبداع يخطو فوق جسد الجزيرة العربية من الجاهلية حتى انبعاث رسالة النبوة ويجاور خطوات الرسول صلى الله عليه وسلم حتى حجة الوداع ) في هذه الكلمات يطرح أمامنا سيرة عظيمة راقية مزدهرة بالنصر والفخر والاعتزاز . هنا أود إثبات حقيقة واضحة " أن انتقال " الوهيب " من سرد التاريخ ، إلى عمق التاريخ ، وهذا الانتقال هنا إلى " فلسفة التاريخ " كما يأخذنا النص . الانتقال من الحقيقة والصورة التاريخية المجيدة إلى أرقى سمات العقل الإنساني – الحكمة – وفي كتاب الصحراء يكون الانتقال من الحقيقة إلى الحكمة . هذا الرمز الثاني الذي يجمع ما بين المجنون والصحراء .. يصل المجنون إلى اسما مناقب الفكر .
المجنون والبحر
" المجنون " يطرح قضايا فلسفية واجتماعية راقية بالنسبة للعالم كل العالم . في حين .. " كتاب الصحراء " يفعل " يغير .. يحدث انقلاباً جذرياً في أعماق الحضارة .. وتاريخ البشرية منذ تلك اللحظة " لحظة اليقظة والنور " حتى الآن .
ربما هذا هو الفارق الكبير بين القول وبين الفعل ، ومع هذا الفارق استطاع المجنون أن يتربع على عرش الأدب، وأن يتحول من مجنون " عربي " إلى مجنون عالمي له مكانة مرموقة ( على صعيد النقد وعلى مستوى الكتابة )
أذن .. اجتاز " المجنون " الغرابة ؟ وتم تقديم هذا الإبداع الأدبي إلى الغرب .." المتحضر " ( هذا الغرب الذي كان في زمن الرسالة غارقاً في ظلام دامس ) هذا المجنون الذي يتجول الآن في العالم يصرخ في معظم اللغات : أصبحت النزاهة عاراً والخداع تجارة والكذب مهنة . هذا المجنون الخارج من ذات الشاعر كتب عنه ما يفوق صفحاته بكثير ؛ وترجم إلى لغات عديدة .. حتى أصبحت الترجمة ظاهرة طبيعية وعادية وبلا غرابة " للمجنون والبحر ".
كتاب خطوات فوق جسد الصحراء
وفي كتاب " خطوات " وبعد تسجيل هذا الإبداع على قرص إلكتروني " ليزر " وتوزيعه في الأقطار العربية ، وجد الاهتمام البالغ . من جهة أولى، يحمل سيرة " الرسول " صلى الله عليه وسلم . ويدخل في صميم تاريخ المجد العربي . ومن جهة أخرى ، يحمل ذاكرة المكان وأسماء الذين عبروا فوق جسد الصحراء وكتبوا الرمل، والأطلال ، والأفق النحاسي ، والعشق المميت، من الشوق .. وطبيعة الحياة، وقسوة المكان وتجريح الريح، والحب الأول.
رغم السنوات التي تفصل بين " المجنون والبحر " الصادر عام 1995 وبين " خطوات فوق جسد الصحراء " الصادر عام 1999 واصدر الاسطوانة بصوت الشاعر عام 2001 أحببتُ أن يجمع " الوهيب " بينهم باعتبار أن المشروع الثقافي الفكري أهم أحيانا من العمل الأدبي . هذا مشروع الشاعر " مسرحة القصيدة العربية " وأن تقديم " النص " في كتاب واحد يتيح للقارئ والناقد ومحرر الأدب في الصحافة إمكانية أوسع واشمل في استيعاب هذا المشروع الأدبي. خاصة وقد أنضم لمشروع ( مسرحة القصيدة ) كتاب الجنة الذي نشر عام 2006 ثم في مجلة مواقف عام 2009 ) وهو استمرار عقلاني ووجداني للشاعر ( هنا فوق هذا " الأرض " يجمع الشاعر الضمير النقي ( المجنون الحكيم العادل ) والمكان المجهول ( تلك المنطقة المقدسة من العالم ) بعكس الصحراء والمعالم الواضحة والمناطق المأهولة والخالية ( كتاب الجنة أولاً البحث عن الإنسان والثاني رسالة التنوير والثالث وجود هذا الإنسان هناك في الجنة )
وبعد .. أن الصراع البشري الحقيقي " هو الصراع ما بين الخير والشر " وهنا تبرز أهمية هذا الإبداع – المجنون – يطرح القضية في البعد الفلسفي .. الاجتماعي ( الحياتي المعاش ) بينما " كتاب الصحراء " تغير عملي وثورة تاريخية استفدنا منها وما زالت تعيش في أعماق النفس . وإذا كان التاريخ مجموعة من التجارب وعلى كل جيل أن يعرف تجارب الجيل الغابر ويستفيد منها – يكون كناب " خطوات فوق جسد الصحراء " قد قام بهذه المهمة – مع أنه اجتاز مرحلة السرد إلى مرحلة سكب الحقيقة في بهاء المجد العربي الراقي .
" المجنون " ارتفع عن الإنسان العادي إلى الإنسان " البطل " الذي يحمل هموم وقضايا العالم بأسره وأن ينتقل من مرحلة الحكيم إلى مرحلة الجنون بحيث تتيح له مساحة أوسع على سطح الكرة الأرضية . وأن كنتُ لا انقل هنا نماذج وتفسيرات وتعميق اكبر للفكرة ذلك أن النص منذُ البداية حتى النهاية لا يحمل إلا سمات الصدق والعدالة والمحبة والإنسانية في خضم صراع عنيف بين الخير والشر .. وهكذا نحن أمام " خطوات " علينا أن نتعلم الحكمة من التاريخ والاستفادة ( مراجعة الماضي هو الباب الواسع إلى المستقبل . )
وأنا بصدد الكتابة عن الباب الواسع للمستقبل أقول : أن ثقافة " الوهيب " الواسعة جداً سكبت على النص " الرمز الشفاف " هذا الرمز الذي يتحدى ثقافة القاريْ وفي هذا السياق أكتب فقط عن الرمز " القمر " في خطوات فوق جسد الصحراء " – القمر – الذي تغنى به العامة والخاصة .. الأدب والفنون – كان الرمز أن القمر هو محور الاعتقادات الفلكية الدينية الأولى عند البدوي إذ كان يرعى قطعانه على ضوئه . وعبادة القمر لاحقة بحياة المراعي والبداوة . ثم يحمل هذا الرمز ( البطل ) في مسرحة هذا الإبداع .. وكذلك الرمز العلمي الرائع الذي يرفع من قيمة المعرفة وقيمة الأدب .
الموسوعة العلمية تقوم على تقسيم القمر إلى بحار . والمهم لدي المبدع نقل الجانب الذي يرى من الأرض وهكذا يهيمن على نصف الكرة القمرية الشمالي الذي يرى من الأرض بحران كبيران ، هما بحر الأمطار وبحر الصفاء . وهنالك فرجة تصل ما بين بحر الأمطار وبحر الصفاء . تقع فوهة أفلاطون، ذات القاع المظلم .. أتوقف هنا فأقول : لا توجد كلمة واحدة في " خطوات فوق جسد الصحراء " إلا وكتبت اعتماداً على مصادر تاريخية نابعة من ثقافة عالية في العلوم والتاريخ والآداب .. وهكذا " المجنون والبحر " وهكذا الرمز الغيبة وكما قلت لا أريد في هذه المقدمة الدخول أكثر في تفاصيل " النص" ولكن القليل هنا يفتح أمام القاريْ نافذة للقراءة . استطاع كتاب الجنة المثول أمام الرمز – عظمة الخالق أمام الخلق .. هذه العظمة لا تأتي بصيغة مباشرة ولا تقتحم النص .. منذُ البداية يرتكز الحوار أو السرد إلى الرمز .
أعود واكرر لماذا التدقيق والتحديد على المشترك بين المجنون وخطوات والجنة .. مع العلم مسبقاً أن هذا المشترك لا يعني التفضيل أو التقليل من قيمة كل إبداع على حده .. على ( انفراد ) غير أنى انطلق من موقف أكثر أهمية وشمولية ، ما هو موقف " الوهيب " من الحياة . ( أدب بلا موقف بلا قضية بلا قيمة أخلاقية أو إنسانية تخدم الإنسان يبقى أدبًا بلا روح ولا يكتب له البقاء . ربما ما يدفعني أن أقول : أن رحلة جلجامش – نحو الخلود .. وهي رحلة الرمز البابلي المنقوش على الألواح . أن ينتهي ذاك الزمن ويكتب لجلجامش الخلود الأدبي، وربما تكون رحلة المجنون أو هجرة المجنون من مرا فيء اليابسة إلى البحر والتي انتهت بزمن الغيبة – قد أشرقت في زمن الحضور في كتاب الجنة .. ولهذا سوف يبقي " المجنون والبحر "، رمز الخير والشر ( الحياة ) وخطوات فوق جسد الصحراء .. رمز العظمة والعبقرية ( الرسالة ) وكتاب الجنة رمز الخلود .. وكل إبداع له الحق أن يفاخر بما فيه على حده .
الشاعر والأديب وهيب نديم وهبه تحياتي على هذا الإنجاز الرائع والإبداع العالمي الذي نصبو ونتوق أليه .
المصادر
1) الكتاب الأول / المجنون والبحر / صدر في اللغة العربية في 3 طبعات / مترجم إلى لغات عالمية عددة / صدر غام 1995
2) الكتاب الثاني / خطوات فوق جسد الصحراء / رسالة النور والتنوير / من الجاهلية حتى حجة الوداع صدر عام 1999
3) الكتاب الثالث / الجنة / رحلة الخلود / تصور سريالي لعالم موجود / البحث الدائم للإنسان حتى قيام الساعة وظهور المكان / صدر عام 2006 الإصدار الثاني في مجلة مواقف العدد 62-63- 2009 –الناصرة