مزاين الإبل
مزاين الإبل هي مسابقة تجمع فيها الإبل ليتم اختيار الأجمل بينها في شبه الجزيرة العربية يتم بشكل دوري كل عام وخصوصا في فصلي الخريف والشتاء.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
البداية
أول مزايين للإبل في الخليج كانت للشيخ/مسعود بن سعييد بن سعيد بن فاهده الناهسي الشهراني بدأ استخدام كلمة مزاين بداية العام 1420 تقريباً في السعودية عندما أتفق مجموعة من ملاك الإبل بدعم من الأمير سلطان بن محمد الكبير على إقامة تجمع بينهم للتنافس على جائزة أجمل الإبل، وكانت المعايير التي يتم عن طريقها تصنيف الإبل في الجمال معروفة لدى الكثير من أهل البادية الذين بدؤوا في تحري الجمال في إبلهم والبحث عنه والتهجين في بداية عهد الملك خالد الذي كان من المعجبين بالإبل والباحثين عن جمالها، وبعد هذه البداية اتفقوا على عمل مزاين يشمل عدداً أكبر من المشاركين وكانت مسماه (مزاين نوفا) وكانت نوفا إحدى النوق الغوالي التي يملكها الأمير سلطان بن محمد الكبير، وبعد هذا المزاين بدأت المزاينات تتوالى خصوصاً بعد شهرة المشاركين بين قبائلهم وتشجيع أبناء القبيلة للمتسابق وأنه يمثلهم جميعاً.
بعد هذا المزاين كانت هناك عدة مزاينات أخرى منها:
مزاين نوفا الثاني
مزاين نوفا الثالث
مزاينات خبيب الريم
وكانت المزاينات تزداد جمهوراً ومتابعة في كل مرة، حتى اضطلع بإقامتها الأمير/ مشعل بن عبد العزيز آل سعود الذي يشغل منصب رئيس هيئة البيعة في المملكة العربية السعودية، وأصبحت هذه المهرجانات تستقطب الآلاف من الجماهير الذين يذهبون إلى أم رقيبة وهي منطقة قريبة من منطقة حفر الباطن في السعودية، وأصبح هذا المهرجان معلما يزوره أبناء الخليج العربي ويتنافس فيه ملاك الإبل منافسة شرسة للحصول على المراكز الأولى، وتمت تسميته باسم مهرجان الملك عبد العزيز لمزاين الإبل، ويشتمل هذا المهرجان على سوق كبير يتوفر فيه كل احتياجات المنتزهين والزائرين للمهرجان، وتظهر مخيمات أصحاب الإبل المشاركين بشكل مبهر في عمق الصحراء، تزدان بعقود الأنوار والاحتفالات والمحاورات الشعرية بين الشعراء.
بعد هذا النجاح الغير مسبوق لهذه المهرجانات قامت بعض الدول الخليجية الأخرى بنفس الخطوة وانشأت مهرجانات للمزاين فيها ومنها الإمارات و قطر وأخيراً الكويت، والجدير بالذكر أن مهرجان الظفرة في دولة الإمارات أصبح يستقطب كثيراً من ملاك الإبل السعوديين والقطريين فضلاً عن الإماراتيين لتخصصه بالإبل المجاهيم (ذات اللون الأسود) ولأن مهرجان أم رقيبة أصبحت المنافسة فيه تقتصر على ملاك الإبل ذوو المقدرة المالية وأصبح من الصعب منافستهم على مراكزهم المتقدمة، ففضل البعض التوجه لمهرجان الظفرة.
وقامت بعد ذلك مجموعة من أكبر القبائل في المملكة العربية السعودية بإقامة مهرجانات مزاين خاصة بها، بداية بقبيلة مطير ثم تبعتها بعد ذلك العديد من القبائل منها الدواسر و سبيع و عنزة و عتيبة و قحطان وغيرها من القبائل وتم صرف مبالغ هائلة على هذه المزاينات الفرعية التي ربما بدأت معها الانتقادات بالازدياد على فكرة المزاين.
المعارضون للمزاين
يحتج المعارضون لمزاينات الإبل على أنها إهدار لمبالغ هائلة ثمناً للفخر بين القبائل، حيث أن بعض التجار الذين لم يكونوا مهتمين بالإبل أصبحوا يدفعون رؤوس أموالهم لغرض شراء الإبل الفاخرة والمشاركة بها، وكما قال أحدهم في مقابلة تلفزيونية: إن الأموال والشركات التي أملكها لم تعطني شيئاً من الشهرة التي حصلت عليها عن طريق هذه المزاينات. ودفع بعض التجار في سنة واحد ما يقارب المئة وخمسين مليون ريال ثمناً للإبل التي شارك بها. وفي فترات المزاين تبدأ أخبار الصفقات الخيالية بالانتشار بين المتابعين. وتمت أكبر صفقه في عالم الإبل في مزاين أم رقيبة 1432 هـ حيث اشترى المالك: إبراهيم المهيلب (تاجر مشهور من أهل القصيم) ناقة من عمير القحطاني بقيمة عشرون مليون ريال، وبلغت قيمة كامل الصفقات في مزاين أم رقيبة الأخير 1432 هـ 1.5 مليار ريال، وهذي أيضاً من الأمور التي يحتج عليها المعارضون لهذه المهرجانات أنها تنمي التعصب القبلي بين أبناء البادية والحاضرة وبين أبناء البادية أنفسهم، فأصبحت الانقسامات والملاسنات حول الأحق بهذه الجائزة خصوصاً بعد دخول التجار والحضر في المهرجان ومقدرتهم المالية التي تفوق مقدرة البدو أهل الإبل الأصليين فربما خرجت هذه المهرجانات قليلاً عن أهدافها. الأمير مشعل بن عبد العزيز غالباً ما يركز في خطابه الختامي في نهاية المهرجان على اللحمة الوطنية وعدم التفرق والعصبية وأن هذه المسابقات ماهي إلا تجمع بين أهل الإبل وملاكها ومنفعة للمحتاجين ببيع إبلهم، ويشكل الأمير مشعل رمزاً لأهل الصحراء لأن مهرجاناته رفعت أسعار الإبل مما عاد بالنفع عليهم.
المؤيدون
يرى المؤيدون لهذه المهرجانات أنها تقام تحت غطاء رسمي وأنها خاضعة للرقابة وأن الحوادث الفردية لا تعمم على المسابقة كاملة، وإن هذه المهرجانات تعود بالنفع على أهل البادية أولاً وأخيراً، ولا يخفى أن أغلب الشعوب لديها هذه العادة في البحث عن مكامن الجمال في حيواناتهم، فمثلاً هناك مسابقات لجمال الكلاب و القطط و الحمام و الأرانب و البقر وغيرها من الحيوانات، فمن باب أولى أن تكون هناك مسابقة للإبل التي ذكرت في القرآن الكريم بقوله تعالى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)، فهذه الآية تحض على النظر في خلقة الإبل وأشكالها وهو ما تمثله هذه المسابقة، وخصوصاً مع عشق أهل البادية والصحراء للإبل وموالفتهم لها في زمان كانت هي مصدر لبسهم ورزقهم وارتحالهم بعد الله، فكانت هذه المسابقات كجزاءً على معروف الإبل العظيم لهم.
الإبل الباكستانية
تعتبر الإبل الباكستانية مصدر تهديد للمزاينات بأنواعها لما تتميز به من صفات الجمال المطلوبة في مزاينات دول الخليج العربي بجميع أنواعها، فنجد أن نسبة مواطن الجمال في الإبل الباكستانية تزيد بشكل واضح وكبير عن الإبل في الجزيرة العربية ويقال أنها استخدمت في التهجين منذ البداية لتظهر الإبل الجميلة في الجزيرة العربية، واتجه الآن بعض المربين إلى استيراد الإبل من باكستان لتهجينها مع الإبل العربية وإنتاج سلالة تتميز بالجمال ويكون شكلها قريباً للشكل العربي، لأن الإبل غير العربية ليس لها فئات في تصنيف المزاينات ولا تقبل مشاركتها ويستطيع أعضاء لجنة التحكيم أن يحددوا إذا كانت الناقة المشاركة من إبل جزيرة العرب أم لا بخبرتهم ومعرفتهم الواسعة في هذا المجال، وهناك أيضاً الإبل السودانية ينطبق عليها ما ينطبق على الإبل الباكستانية.
تصنيفات الإبل
تصنف مسابقة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل، الإبل المشاركة إلى خمسة ألوان: الوضح ومفردها وضحى (لونها أبيض)، الشعل (لونها قريب من الأصفر)، الصفر (لونها ذهبي)، المجاهيم (لونها أسود)، الحمر (لونها قريب من الأحمر إلى البني) وكل لون من هذه الألوان يتميز بصفات جمال تختلف عن اللون الآخر، وتقوم لجنة مكونة من المحكمين أو كما يطلق عليهم في مجتمع البادية (أهل النظر) في تقييم الإبل المشاركة واعطائها درجات حسب جمالها وتوافق مواصفاتها مع المواصفات المطلوبة.و تشتمل المسابقة على ثلاث فئات لكل لون (فئة 100، فئة 50، فئة 30) وفئة تسمى فئة الفردي. تتنافس فيها ناقة أو بكرة واحدة فقط على مسابقة الجمال، لتكون أجمل النياق في هذا اللون. وتكون عادة المنافسة الأقوى في فئة الـ 100 لوجود الملاك الكبار واصحاب الأموال فيها.
مسابقات أخرى
في مسابقات أخرى مثل مهرجان الظفرة في دولة الإمارات، تشتمل المسابقة على الإبل المجاهيم والهجن (تسمى الاصايل أو الجيش) وهي ابل السباق. ورغم أن هذه الإبل تتنافس عادةً بالسباق إلا أن لجنة المهرجان خصصت اشواطاً لجمال هذا النوع من الإبل وتختلف صفات الجمال فيها بشكل كبير عن باقي الأنواع.
فائدة المهرجانات
يعتقد أن هذه المهرجانات إذا تمكن القائمون عليها من تقويم بعض النواقص فيها والاهتمام بها ورعايتها أن تكون سوق عكاظ الجديد في جزيرة العرب، الذي يجتمع فيه أبناء البادية والحاضرة والشعراء والشيوخ وعامة الناس كل عام.