مرسـِدس بارچا پاردو
مرسـِدس بارچا پاردو Mercedes Raquel Barcha (و. 1932 - ت. 16أغسطس 2020)، هي أرملة الأديب الكولمبي وحائز جائزة نوبل في الأدب 1982 گابرييل گارسيا ماركيز. وهي حفيدة مهاجر مصري من أصل لبناني كان يملك صيدلية في بلدة ماجانجى بولاية بوليڤار الكولومبية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياتها
الاسم الكامل لأرملة ماركيز هو Mercedes Raquel Barcha Pardo والاسم باردو مستمد من والدتها راكيل باردو لوبيز، فى حين أن "بارشا" مستمد من جدتها، الأم الكولومبية لوالدها Demetrio Barcha Velilla ابن المهاجر إلى كولومبيا Elias Facure المولود فى الاسكندية من أب لبنانى من عائلة فاخورى وأم مصرية، والذى حصل فى 1932 على الجنسية الكولومبية، أى قبل 6 أشهر من ولادة ابنته ميرسيدس، وامتد به العمر إلى درجة أنه توفى بعمر 100 عام تقريبا.
تعرف عليها غابو في صغره عندما كانت تجول مع والدها الصيدلي من بلدة إلى اخرى لبيع الأدوية ووقع في حبها فورا،حتى انه طلب منها الزواج وعمره لا يتجاوزالثالثة عشر
تزوج الثنائي في ال21 مارس 1958 ورزقا بطفلين هما گونزالو ورودريگو وبقيا مع بعض لغاية وفاة ماركيز في 2014 من عرف الثنائي قال أنها كانت اليد اليمنى لغابو ليس فقط في الشؤوون المنزلة ودعمها له عندما كان يكتب رائعته "مئة عام من العزلة" حيث تولت الأمور المالية ولم تتذمر بشأن اي شيء بل ايضا كانت تقوم بطباعة جميع اعماله في نسخها النهائية على الالة الكاتبة قبل ارسالها للناشر. في حوار اجراه غابريل غارسيا ماركيز و جمع في كتابه رائحة الجوافة أشار كيف أنها بشخصيتها القوية والصبورة،أسا كل أعمال الكاتب العظيم وملهمته
وكانت لزوجة الأديب الراحل ماركيز الذى رحل عن عمر يناهز 87 عاما أيضا، قبل 6 سنوات فى المكسيك، الأثر الكبير عليه، فكانت سبب ارتباطه بالثقافة العربية وتقاليد الشرق من الجذور، عن طريق ما كان يسمعه من أمثال وحكايات من أرملته المصرية- اللبنانية، ونرى ذلك واضحا فى بعض رواياته، وأهمها "مائة عام من العزلة" التى نال عنها فى 1982 جائزة نوبل.[1]
عشر رسائل منسية من ماركيز إلى مرسيدس
عبارات الحب لم تكفي مرسيدس حتى بعد عشرات الأعوام من الزواج، على حد وصف شريك عمرها، الذي رغم براعته الأدبية إلا أن قلمه عجز عن كتابة الوصف الكافي لها، وينشر «باب مصر» أبرز الرسائل التي كتبها ماركيز متحدثا فيها عن مرسيدس باللغة الإسبانية، والتي نشرتها «مؤسسة جابو» – لقب الروائي الراحل- واسمها بالكامل مؤسسة جابرييل ماركيز للصحافة الإيبرية الأمريكية الجديدة.
مرسيدس والتنجيم
«برجي برج الحوت وزوجتي هي مرسيدس، هذان هما أهم شيئين حدثا في حياتي، لأني بفضلهما – على الأقل حتى الآن – تمكنت من النجاة بالكتابة »
من مقال «بورتريهات وصور ذاتية» – نشر عام 1973
حلم الحب الذي أصبح حقيقة
«قابلت مرسيدس في سوكري، وهي بلدة تقع في الجزء الداخلي من الساحل الكاريبي، حيث عاشت عائلاتنا لعدة سنوات، وحيث قضيت أنا وهي عطلاتنا، كان والدها ووالدي أصدقاء منذ الشباب، ذات يوم، خلال حفل رقص طلابي، كانت تبلغ من العمر 13 عاما فقط، طلبت منها أن تتزوجني، أعتقد الآن أن هذا الطلب كان بمثابة قفزة فوق كل المراحل التي كان يجب أن أقوم بها في ذلك الوقت للحصول على صديقة.واصلنا رؤية بعضنا البعض بشكل متقطع، والرابط الوحيد في كل لقاء هو الصدفة، وأعتقد أننا علمنا في كل لقاء أن طلبي المجازي سيصبح عاجلا أم آجلا حقيقة، وبعد حوالي 10 سنوات من هذا الطلب وبدون أن نكون أصدقاء حقيقيين، أصبحنا زوجين انتظرا بدون قلق نهاية معروفة لا مفر منها، طوال خمسة وعشرين زواجا لم يكن لدينا أي وقت لنشوب جدل. أعتقد أن السر يكمن في أننا واصلنا فهم الأشياء كما فهمناها قبل الزواج، بعبارة أخرى، الزواج، مثله مثل الحياة كلها أمر صعب للغاية، ويجب علينا أن نبدأ من جديد من البداية كل يوم وكل يوم في حياتنا، نبذل الجهد المستمر، المرهق في بعض الأحيان، ولكنه يستحق ذلك، إحدى الشخصيات في إحدى رواياتي تقول ذلك بطريقة فظة: الحب أيضًا يُتَعلم ! ».
رائحة الجوافة: محادثات مع بلينيو أبوليو ميندوز (1982)
عالم خلق بأربع أيادي
«أعتقد أن مرسيدس تقوم بعمل هام للغاية، هذه الحياة التي نعيشها هي حياة خلقناها معا، قمنا بتقسيم العمل فيما بيننا، وعندما لا يتم تنفيذ إحدى الوظيفتين بشكل جيد، يفشل كل العمل المشترك».
«الذكورية هي محنة الإنسانية» – محادثات جابرييل ماركيز مع 9 أدباء (1981)
جعلت الرواية ممكنة
«بدون مرسيدس، أنا لم أكن، ولم أكتب رواية “مائة عام من العزلة”، تولت المسؤولية هذه الفترة بمفردها، كنت قد اشتريت سيارة منذ أشهر، وعندما نفد المال رهنتها وأعطيتها المال، اعتقدت أنه سيكفينا لمدة ستة أشهر حتى انتهى من كتابة الكتاب، لكنني أمضيت سنة ونصف في كتابة الرواية. عندما نفد المال، لم تخبرني بأي شئ، لا أعرف كيف وفرت كل شئ بدون مال، اللحم من الجزار والخبز من الخباز، وكيف انتظرنا صاحب الشقة لمدة تسعة أشهر لدفع الإيجار، لقد اعتنت بكل شئ دون علمي، حتى أنها كانت تجلب لي مال بين الحين والآخر، وحين انتهيت من كتابة الرواية كنت بحاجة إلى مال لإرسالها وأعطتني خمسمائة ورقة أخبرتني أنها كانت مفقودة بالمنزل، ولكنها لم تكن مفقودة».
رائحة الجوافة: محادثات مع بلينيو أبوليو ميندوز (1982)
مرسيدس المحاربة
«اتبعت مرسيدس أسلوب النساء الكولومبيات الأخريات خلال الحروب الأهلية، تصرفت مثلهن، كان عليها أن تعتني بكل الأمور المنزلية، وأن تبقي المنزل واقفا كأنها تقاتل في الصفوف الأمامية، قامت بكل أنواع الأعمال الرائعة، وفرت لي يوميا – بطريقة أو بأخرى – ما احتاجه للكتابة كالسجائر والأوراق، حتى أنها اقترضت المال وأصبحت مديونة لبعض المحلات».
مقابلة مع جابرييل جارسيا ماركيز لمجلة بلاي بوي (1982)
شخصية فريدة
«لا توجد شخصية في رواياتي تشبه مرسيدس، في المرتين التي ظهرت فيها في “مائة عام من العزلة”، كانت هي نفسها، مع اسمها وهويتها كطبيبة، وهو الأمر نفسه الذي حدث في ظهورها بـ “سرد أحداث موت معلن”، لم أتمكن مطلقًا من وصفها أو استخدام صفاتها بشكل أدبي كامل، رغم أنها شخصية حقيقية إلا أنها بدت لي حلم لا أستطيع التعبير عنه، أو بطريقة أخرى، لقد تعرفت عليها كثيرا لدرجة أنني لم أعد أمتلك أدنى فكرة عما هي عليه حقا».
رائحة الجوافة: محادثات مع بلينيو أبوليو ميندوز (1982)
الحب والصداقة والسعادة
«مرسيدس صديقة عظيمة، من الصعب أن تجد هذا التوازن بين الحب والسعادة، سعادتنا تتجدد بفضلها كل يوم، وكل يوم نكافح من أجل استمرار زواجنا كأول لحظة، مع كل خلاف كنا نعود أصدقاء وننسى ما حدث، ومع كل صباح نجدد عهدنا».
من مقاله «تخيلت أنني سأصل» أو جلوبو – إصدار عام 1988
أمينة القصص
«الآن أنا أتحدث عنها ككاتب محترف، بالإضافة إلى امتلاك كل العناصر اللازمة لأكون كاتبا محترفا، لدي عامل آخر مهم جدا، وهي مرسيدس، التي تتأكد من عدم نفاد أي شئ مني قبل أن أنتهي من الكتابة حتى أصبحت حارس أعمالي».
من مقاله (هذا جابو) المنشور بمجلة سيمانا في مايو عام 1985
قارئة الأعداد الأولى
«تقرأ مرسيدس أعمالي وهي مطبوعة فقط، أول نسخة دائما ما تكون لها، لقد صدمت من هدوئها وانتظارها حتى انتهاء الطباعة لتقرأها رغم أنها معها منذ اللحظة الأولى، إنها تراني أتجادل مع أصدقائي وغالبا ما أتشاجر على الكتاب، الذي توجد مخطوطاته معها أسفل السرير، لكنها قررت ألا تقرأ مخطوطاتي أبدا، وكلما عرضت عليها قراءتها تقول: أنا خائفة».
من مقاله «صانع الكلمة» – انتصار نوفمبر 1980
المرأة التي تحمل الدنيا
«للأسف مرسيدس عاشت الجزء الأسوأ من نجاحي، كانت تدير كل شئ خاص بالمنزل أو عملي، ترد على الهاتف، تؤجل المواعيد، تنقل الأشياء، وأنا لا أعرف شيئا عن ذلك، لا أعرف كيف يُدَار هذا المنزل، أنا لا أعرف حتى مقدار المال الذي أملكه، لا أعرف ما إذا كان لدي شيء لآكله غدًا، أو إذا لم يكن لدي شيء لأكله، لا اعلم شيئا على الاطلاق، ليس لدي دفتر شيكات، وليس لدي توقيع مصرفي، أعتمد على المال في جيبي فقط، وحدث كثيرًا أن الوقود ينفد مني في الشارع، وأذهب للدفع وليس لدي نقود، لدي وكيل أدبي في برشلونة، وهي امرأة أخرى تدعى كارمن بالسيلس، وهي التي تهتم بجميع الكتب والترجمات والناشرين والمال، مرسيدس لم تكن تفهم الأمور المالية مثلي ولكنها اهتمت بكيفية إدارة هذا الأمر وأنا لا أسألها كيف، أكرس نفسي فقط لكتبي وما أفعله في فترة ما بعد الظهر».
«الذكورية هي محنة الإنسانية» – محادثات جابرييل ماركيز مع 9 أدباء (1981)[2]