مختار التهامي
الدكتور مختار التهامى ونصف قرن من العطاء فى حقل الدراسات الإعلامية
الأستاذ الدكتور مختار التهامي (1928-2017م) أحد العلماء المؤسسين لحقل الدراسات الإعلامية المعاصر بمصر والمنطقة العربية خلال الثلث الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين. توخى التهامي إنشاء حركة بحثية في حقل الدراسات الإعلامية وممارسات تتمثل الاستقلال الوطني والعربي، وتستلهم التراث، وتكرس ترابط البلدان العربية، وتعزز التضافر الإنساني، وتستلهم الأخلاق المنبثقة من الإيمان وتحض على الفضيلة. كما تبنى وأرسى نهجاً يواجه الخطاب ما بعد الاستعماري الذي ينشد تكريس الهيمنة الخارجية والتبعية والاعتمادية الاقتصادية والخضوع النفسي، ويتصدى للممارسات الإعلامية التي تروج للرذيلة واستلاب الوعي. صاغ مختار التهامي نظريات إعلامية جديدة. كما شارك في تأسيس وتطوير كلية الإعلام بجامعة القاهرة وعدد من كليات الإعلام العربية. وشارك في إرساء وتطوير تقاليد وأعراف العمل الجامعي، وفي وضع نظم العمل بكليات الإعلام، وإعداد المساقات والمقررات ومناهج الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، ساهم التهامي في دعم القرار الرسمي في مصر بالخبرة العلمية والرأي الفني والبحوث والدراسات من خلال التعاون مع عدد من مؤسسات الدولة في تصميم عدد من السياسات وتنفيذ برامج تنموية. شارك التهامي في تطوير بنية التشريعات المصرية التي تنظم حقل الدراسات الإعلامية وعمل أجهزة الإعلام. ألهم التهامي عدة أجيال من العلماء والباحثين والإعلاميين في مصر والمنطقة العربية عبر نحو نصف قرن. وهو يعد أحد عمداء حقل الدراسات الإعلامية خلال الحقبة المعاصرة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة والأسرة:
ولد الأستاذ الدكتور مختار التهامي في القاهرة في أول يناير 1928م (الثامن من رجب 1346هـ) ، لأسرة تهتم بالتعليم والثقافة، وتتسم بالوطنية، وتعلي من شأن القيم و المبادئ، تمتد جذوره لقرية الرمالي في محافظة المنوفية، والده الحاج محمد التهامي الحماقي، كان يعمل بالتجارة، ويفتخر بمشاركته في ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني، وعندما ذهب إلى الأراضي المقدسة في رحلة الحج أصر أن يصطحب معه كفنه ليغسله بماء زمزم المبارك استعدادا للقاء المولى تعالى وتبارك و توفي سنة 1981، ووالدته السيدة زكية عثمان، وزوجته سلوى محمود خليل (1937 - 2016) كانت تشغل منصب مدير عام في وزارة الشؤون الاجتماعية، وله ثلاث أخوة وأربعة أبناء وبنت وحيدة. الأخ الأكبر صلاح التهامي (1922-1997) أحد رواد السينيما التسجيلية بمصر و رئيس المركز القومي للسينما التسجيلية، والأخ الأصغر فؤاد التهامي (1935-2019) يعد أيضا أحد أعمدة السينيما التسجيلية بمصر و شغل منصب رئيس اتحاد التسجيليين المصريين،و له فيلم روائي واحد بعنوان "التجربة" أخرجه عام 1977 في بغداد بالعراق، والأخت الصغرى سوسن التهامي (1933-1989) مترجمة للغة الروسية. أبناؤه هم منى مختار التهامي مهندسة اتصالات، ومحسن مختار التهامي مخرج سينمائي، ود. مدحت مختار التهامي طبيب أسنان ود. علاء الدين مختار التهامي طبيب بشري، ومحمد مختار التهامي مهندس اتصالات.
المسيرة العلمية:
حصل الدكتور مختار التهامي على الشهادات الآتية: - درجة الليسانس في الآداب عام 1949. - دبلوم معادل للماجيستير من معهد التحرير والترجمة والصحافة عام 1952. - دبلوم معادل للماجيستير في العلوم السياسية من كلبة الحقوق جامعة القاهرة عام 1954. - دكتوراه في الصحافة عام 1958 بمرتية الشرف الأولى مع توصية بتبادل الرسالة مع جامعات العالم. - وضع أسس نظرية إعلامية جديدة تضاف إلى نظريات الإعلام الأربع المعروفة : نظرية السلطة، نظرية الحرية، نظرية المسئولية الاجتماعية، والنظرية الاشتراكية، حيث وضع نظرية المسئولية العالمية و الدولية للصحافة وأجهزة الإعلام عامة واختتم كتابه "الصحافة و السلام العالمي" بمشروع الدستور الدولي للصحافة الذي يوضح حدود هذه النظرية.
المسيرة المهنية:
- عين عام 1961 مدرسا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم مدرسا بقسم الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1964، ثم أستاذاً مساعداً عام 1971، ثم حصل على درجة الأستاذية في الصحافة والرأي العام والإعلام الدولي بجامعة القاهرة عام 1976. - عمل مستشار تحرير المجلة المصرية لبحوث الاتصال، والمجلة المصرية لبحوث الرأي العام. - ترأس تحرير بعض المجلات الجامعية في كلية الإعلام و جامعة اليرموك و جامعة بغداد. - شارك في تأسيس أقسام الإعلام في العديد من الجامعات العربية وفي مقدمتها جامعتا بغداد واليرموك. - تولى تأسيس هيئة خريجي الصحافة من جامعة القاهرة بالإشتراك مع الأستاذ الدكتور عبد اللطيف حمزة والأستاذ الدكتور خليل صابات - رحمهما الله – وتولى رئاستها بعد وفاة د.خليل صابات وحتى وفاته عام 2017. - شغل منصب ؤئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة من 1/10/1979 إلى 11/9/1981 و من 13/6/1984 إلى 14/10/1985. - أختير وكيلا لكلية الإعلام من 3/10/1979 إلى 11/9/1981، وعميدا للكلية في 1/10/1985، و مديراً لمركز بحوث الرأي العام بجامعة القاهرة وعضوا بمجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات، ومقرراً للجنة الدائمة لترقية أساتذة الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات، و عضوا بالمجلس العلمي لجهاز قياس الرأي العامبالمركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية، و عضوا بمجلس جامعة القاهرة و المجلس القومي للثقافة و الفنون و الآداب و العلوم. - أوفد في مهمة علمية لمنظمة اليونيسكو الدولية عامي 1981/1982، واختارته اليونسكو مستشارا لها في مهمة علمية بوزارة الإعلام العمانية عام 1989. - عمل كأستاذ معار أو زائر في أربع جامعات عربية: جامعة أم درمان الإسلامية، وجامعة بغداد، وجامعة اليرموك، وجامعة قطر. و شارك وخطط وأشرف على العشرات من المؤتمرات و الدورات التدريبية التي نظمتها اليونيسكو منذ عام 1964، و كان ممثلا لجمهورية مصر العربية في اجتماعات المجلس الحكومي الدولي للبرنامج الدولي لتنمية الاتصال بالعاصمة الفرنسية باريس عام 1987.
تكريم الدولة للدكتور التهامي:
- كرمته جمهورية مصر العربية ومنحته وسام العلوم و الآداب والفنون عام 1988.
الانتاج الأدبي والعلمي:
بدأ الدكتور مختار التهامي الكتابة في مرحلة مبكرة، أثناء الدراسة الجامعية، وأول ما بدأ به الكتابة للأطفال والكتابة عن الذات، فكتب سلسلة من قصص الأطفال نشر منها ثلاثاً في كتيب بعنوان "الفارس المسحور" عام 1947 و كان يوقعها باسم (آبيه مختار) ليشعر الطفل أنه مجرد أخ أكبر له لا يزال يحتفظ بخيال وأحلام الأطفال فالفارق العمري بين الكاتب والقارئ في تلك الآونة لم يكن كبيراً، أما في كتابته عن الذات فقد جمع خبراته وتصوراته وتجربته وفلسفته في الحياة في مؤلف بعنوان "الفليسوف الصغير" يضم ذكرياته منذ بدأ يعي وحتى المرحلة الجامعية من حياته بأسلوب صادق شائق يرصد فيه أفكاره وعواطفه تجاه المرأة والأسرة والمجتمع والموت والحياة والدين. و خلال مسيرته العلمية والفكرية قدم الدكنور مختار التهامي للمكتبة العربية العديد من الاسهامات المتميزة من خلال خمسة عشر كتابا و دراسة وبحثا من أهمها: - الصحافة و السلام العالمي (المجلس الأعلى لرعاية الفنون و الآداب و العلوم 1964) - الإعلام و التحول الإشتراكي (دار المعارف 1966) - الرأي العام و الحرب النفسية (دار المعارف 1967) - الأيديولوجيا و الدعاية (دار المعارف 1975) - تحليل مضمون الدعاية في النظرية و التطبيق (دار المعارف 1976) - الثورة و الصحافة -ثلاث معارك فكرية- (دار المعارف 1976) - الإعلام في الإسلام (1977) - أسس أخلاقيات الإعلام. - أسس الدعاية في الأنظمة المختلفة وتطبيقاتها. - مبادئ العلاقات العامة في الدول النامية (جامعة بغداد 1972) - الأسس العلمية لتخطيط الإعلام العربي وإعداد الحملات الدعائية (1970) - المرأة في البحوث الإعلامية العربية (1986 ) - أساليب قياس الرأى العام في الدول النامية: نظرة نقدية (1987) - دور وسائل الإعلام في خدمة الاحتياجات الإعلامية للاجئين في مصر (1977) من خلال ثلاث مشروعات بحثية مع منظمة اليونيسكو وضعت الأسس النظرية لدراسة الاحتياجات الإعلامية للاجئين.
كما أشرف الدكتور مختار التهامي على عشرات رسائل الماجيستير و الدكتوراه على مدى زمني يقارب النصف قرن، وقد بين الأستاذ الدكتور عاطف عدلي العبد – الأستاذ بكلية إعلام جامعة القاهرة - في دراسته التوثيقية للإنتاج الفكري والنشاط المهني للأستاذ الدكتور مختار محمد التهامي،أن هذه الرسائل قد أعدها طلاب من العديد من الدول العربية شملت العراق و السعودية و الأردن و الإمارات بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية بطبيعة الحال، كما اتسعت هذه الرسائل و البحوث لتشمل دراسات عن الصحافة و التليفزيون و الرأي العام و الإذاعة و وكالات الأنباء و السينيما و العلاقات العامة. و يقول الدكتور عاطف :( وأشهد أن المسؤليات الإدارية أو أي انشغالات لم تكن تحول دون جلسات علمية مثمرة بينه و بين طلابه، و ليس الطالب الذي يعد الرسالة فقط، و كم نهل طلاب المفكر الكبير من علمه و ملاحظاته و توجيهاته، و تكونت بحق مدرسة مختار التهامي الإعلامية كمدرسة متميزة يشار إلى طلابها في كل مكان كرمز للاجتهاد و التفوق والموضوعية) ومن تلاميذ الأستاذ الدكتور مختار التهامي الذين حصلوا على الدكتوراه بترتيب الحصول على هذه الدرجة: - الدكتور محمد السيد محمد عام 1972. - الدكتور فاروق أبو زيد عام 1975 - الدكتورة ماجي الحلواني عام 1977 - الدكتورة منى الحديدي 1977 - الدكتور جرجس زكريا 1978 - الدكتور وجيه سمعان 1979 - الدكتورة راجية قنديل 1981 - الدكتورة نجوى الفوال 1983 - الدكتور حازم عبد العظيم 1987 - الدكتور صلاح عبد اللطيف 1988 - الدكتور غازي زين عوض الله 1988 - الدكتور فرج الشناوي 1988 - عبد الله النويس 1989 - الدكتور صباح ياسين 1990 - الدكتور سعيد عبده نجيده 1991 - الدكتور محمد شومان 1994 - الدكتورة آمال المتولي 1996 - الدكتور كمال قابيل 1996 - الدكتور إبراهيم عبد اللطيف 1997 - الدكتور جمال عبد العظيم 1997 - الدكتور سلام عبده 1997 و قد كتب الدكتور إبراهيم عبد اللطيف في اهداء كتابه "دراسة السلوك الاتصالي الإنساني" لأستاذه عام 2003 ما يلي: (بسم الله الرحمن الرحيم: إلى الأب الحنون الأستاذ الدكتور مختار التهامي -عميد الإعلاميين العرب- أهديك احدى ثمار غرسك الطيب. ابنك إبراهيم محمد عبد اللطيف)
مقتطفات مما كتب عن الدكنور مختار التهامي رحمه الله:
كتب الدكتور محمد شومان في جريدة اليوم السابع أستاذى مختار التهامى.. رحمة الله عليه السبت، 09 ديسمبر 2017 هربت من نفسى قرابة الأسبوعين حتى لا أكتب عن أستاذى مختار التهامى الذى أشرف على فى إعداد رسالتى للدكتوراه، واقتربت منه إنسانيًا وعلميًا، وتعلمت منه الكثير، لكن بعض الأصدقاء عاتبونى وطلبوا منى أن أكتب، وها أنا أكتب، ولكن ليعذرنى هؤلاء الأصدقاء، وأسرة الفقيد عن أى بؤس أو تقصير فيما كتبته، فمن الصعب أن أكتب عن حياته وخصاله أو مسيرته المهنية فى التدريس والبحث العلمى، فالراحل كان عالمًا جادًا ومخلصًا لوطنه وعلمه وعروبته بكل ما تحمله الكلمة من أبعاد وتحديات، وبالتالى زهد فى مُتع الحياة أو البحث عن السلطة والمال، أو الظهور الإعلامى. وهب حياته وعلمه لخدمة الوطن والدعوة للعدالة الاجتماعية والسلام العالمى، فكان أقرب إلى الفكر الاشتراكى الملتزم بقيم الوطنية والإسلام، وكان أحد دعاة التعايش بين الشعوب والحضارات، وضد خطابات الكراهية والحروب فى العالم. وكانت هذه القيم والمثل العليا تحركه وتؤطر كتاباته منذ كتابه الأول «الصحافة والسلام العالمى» فى مطلع الستينيات، وكتابه «الرأى العام والحرب النفسية» عام 1967، ثم بحوثه الأخرى عن الرأى العام وفضح عمليات تضليل الرأى العام والتلاعب به. ولاشك أن هذه الكتابات المبكرة تؤكد أن د. التهامى هو مؤسس دراسات الرأى العام فى مصر والعالم العربى، كما أنه أيضًا مؤسس المدرسة النقدية فى الإعلام فى مصر، حيث حلل مبكرًا آليات استخدام الإعلام والدعاية فى الحرب النفسية والتضليل الإعلامى. ونبه إلى خطورة هيمنة الدولة أو رجال الأعمال على الفضاء الإعلامى، وقد اعتمد مدخلاً مهمًا لتعريف الرأى العام تأثر فيه بلا شك بالمدرسة النقدية فى العالم، حيث يرى أن الرأى العام هو رأى الأغلبية الواعية، وليس الأغلبية العددية فى المجتمع.
و كتبت داليا العقاد جريدة الشروق الأحد 9 أكتوبر 2011 متقدما ببطء شديد.. مرتكزا بيده على عصا، والأخرى على ساعد أحد الموظفين، أدلى الدكتور مختار التهامى الأستاذ المتفرغ وعميد كلية الاعلام الأسبق بصوته فى انتخابات الكلية الأخيرة، سنه تعدت الثمانين عاما، ويعانى من أمراض الشيخوخة، إلا أنه بدا أصغر بكثير من سنه وهو يتحدث مع «الشروق» بفرحة وقوة شاب فى العشرين عن أول تجربة ديمقراطية تشهدها الكلية بعد ثورة 25 يناير، ومشاركته فى انتخابات الكلية التى جرت على مستوى العميد ورؤساء قسمى الصحافة والعلاقات العامة والإعلان، قائلا: «أرضيت ضميرى وانتخبت من أراه كفئا لإدارة الكلية».
ثم أضافت في موضع أخر من نفس المقال : أما بالنسبة لرأيه فى أداء الإعلام الرسمى المصرى أثناء الثورة، فرفض تهامى التعليق إلا بعد ثلاث سنوات على الأقل، وبرر ذلك «لان هذا يحتاج الى دراسة عميقة مطلوبة من تلامذته فى الكلية
و كتب الأستاذ فاروق جويدة في هوامش حرة بجريدة الأهرام مختار التهامى الأربعاء 17 من ربيع الأول 1439 هــ 6 ديسمبر 2017 السنة 142 العدد 47847 جريدة الأهرام وكان د.مختار التهامى من الأساتذة الذين يتمتعون بأكبر قدر من الخصومات مع تلاميذه ورغم هذا كان صدره يتسع لآراء الجميع..كانت له فى ذلك الوقت ملاحظات على عدد من كتاب مصر الكبار وكنا نختلف حولهم وللإنصاف لم يكن يفرض رأيه لا فى قاعات الدرس ولا فى أوراق الإجابة..وتنقل د.مختار بين دروب قسم الصحافة ثم كلية الإعلام حتى أصبح عميداً لها وذات يوم استضافنى بعد سنوات ضيفا على الكلية ويومها قلت للطلاب إن هذا الرجل علمنا كيف تختلف الآراء وتكون لدينا القدرة على أن يسمع كل منا الآخر..فى السنوات الأخيرة اختفى د.مختار عن الأنظار والمناسبات وربما كان السن والمرض من أسباب ابتعاده ولكنه بقى على عهده أستاذا للصحافة يحب عمله ولديه بعض القناعات الفكرية التى لم يغيرها وظل حريصا عليها قليلا ما كنا نلتقى وهو يعيش سنوات الخريف وإن بقيت له فى قلبى مساحة كبيرة من العرفان والتقدير ورصيد من الذكريات الجميلة..أطمع أن تطلق كلية الإعلام اسم د.مختار التهامى على أحد مدرجاتها أو قاعاتها البحثية.
وفي جريدة عمون 27-11-2017
نعى عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور علي نجادات بمزيد من الحزن والأسى عميد كلية الاعلام الأسبق في جامعة القاهرة العلامة الدكتور مختار التهامي الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى امس السبت.
واستذكر نجادات حضور الفقيد الكبير على الصعيدين الوطني والأكاديمي ودوره في نهضة علوم الإعلام والإتصال في مصر والوطن العربي وانجازاته وبصماته واسهاماته البحثية والعلمية والتي أنارت دروب الاجيال. وقال نجادات: "إن الوطن العربي فقد عالما ومفكرا ومثقفا حمل رسالة العلم ومن أبرز الدارسين العرب المحدثين الذين اخذوا على انفسهم الالتزام والرصانة العلمية المشهود لها مكرسا حياته من اجل خدمة ورفعة مسيرة العلم والعلماء من خلال عطائه المتميز في التعليم". ودعا نجادات المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الراحل الكبير بواسع رحمته ورضوانه و أن يلهم أهله وذويه وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان وحسن العزاء.
و كتب عمرو بسيوني عضو هيئة تدريس بجامعة أم القرى في مقال بعنوان تقسيمات الرأي العام ما بين المنطق والواقع - صحيفة مكة الإلكترونية (makkahnews.sa) ولا يمكن التحدث عن الرأي العام ونغفل عن تعريف الدكتور “مختار التهامي” بأنه (الرأي السائد بين أغلبية الشعب الواعية في فترة معينة بالنسبة لقضية أو أكثر يحتدم فيها الجدل والنقاش وتمس مصالح هذه الأغلبية أو قيمها الإنسانية مسًا مباشرًا)، ولعل هذا التعريف العلمي من أهم التعريفات العلمية التي وضحت مفهوم الرأي العام، من خلال التطرق إلى أسباب ودوافع الناس للتحدث وللتعبير عن آرائهم وممارسة هذا الحق في أمرين رئيسين، وهما: المصلحة الشخصية المهنية التي جعلت الفرد يُعبر عن رأيه حول قضية شائكة أو مسألة معينة، بالإضافة إلى دافع آخر نفسي غريزي فطري مرتبط بالتنشئة الاجتماعية؛ ومتعلق بُمعتقدات ثابتة وراسخة بداخله يصعب تغييرها وهي “القيم المجتمعية”، فعند أي موضوع يتعارض مع هذه المعتقدات الثابتة لديه تجده يدافع بقوة وشراسة من أجل عدم تغييرها والالتزام بها.
و كتب الدكتور جمال عبدالعظيم بجريدة الوطن gamalabdelazim2002@yahoo.com
الخميس 30 نوفمبر 2017 00:45 د. التهامي.. القدوة حين يرحل ارتسمت علامات الحزن والأسى على وجوه الآلاف من العاملين والباحثين في الحقل الإعلامي في كل بلادنا العربية خلال الأيام الماضية لرحيل رائد وعالم جليل وصاحب مدرسة علمية إعلامية متميزة وهو الأستاذ الدكتور مختار التهامي الذي عرف بأخلاقه الحميدة وعلمه الفياض الذي نهل منه الكثيرون لأكثر من نصف قرن على امتداد وطننا العربي. لقد استطاع عالمنا الراحل بخصاله الطيبة وعلمه المتميز أن يمثل قدوة في العلم والوطنية لأربعة أجيال متعاقبة من باحثي علوم الإعلام والاتصال وممارسيه، حيث علمهم الوطنية والعروبة قبل أن يعلمهم علوم الإعلام لإيمانه أن الإعلامي غير الواعي أخطر على مجتمعه من أعداء هذا المجتمع لأنه يسيء للمجتمع دون أن يدري، ولذا كان التهامي حريصاً على تعليمهم الهوية الوطنية بجانب الهوية العلمية، فجمع حوله إعلاميين وباحثين ذات مرجعيات فكرية متعددة، ما بين الليبرالي والاشتراكي والناصري، وغيرهم كلهم كانوا يقصدون لقاءه الأسبوعي في هيئة خريجي الصحافة بمصر، والذي كان منتخباً كرئيس لمجلس إدارتها لأكثر من ثلاثين عاماً وشرف كاتب هذه السطور أن يكون بجواره بها كأمين لصندوقها وعضواً لمجلس إدارتها. إن التهامي من الأشخاص الذين أنار الله قلوبهم وزرع فيهم حب الخير للناس وإفادتهم فقد سير الله تعالى الخير للآلاف من الباحثين على يديه وكان يدفع بهم للأمام ويشجعهم ولا يخجل أن يقول إنه تعلم من تلميذه شيئاً فكان حريصاً على تكبير طلابه باستمرار وبناء شخصيتهم، ولذا ما كان هاتفه يتوقف عن الاتصال هذا من البحرين، وذاك من السعودية، وثالث من العراق، جميعهم يتصلون به ليطمئنوا على أستاذهم الذي شكل لهم نموذجاً وقدوة يصعب تكرارها. لقد أثر التهامي أن يعيش زاهداً لمتع الدنيا، رضي أن يعيش دون بزخ رغم كثرة الإغراءات والعروض.. فقد كان يحترم علمه ولا يجعله سلعة ويحترم نفسه ويحافظ على كبريائه الذي عرف به، فكان أشبه بالخليل ابن أحمد الفراهيدي «الذي أكل الكثيرون بعلمه وهو كان يعيش في خص في بغداد».
- أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال
وكتب الأستاذ الدكتور سعيد نجيدة تعليقا على نشر أسماء مؤلفات الدكتور مختار التهامي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي رحمه الله برحمته الواسعة ، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة . هذا الانتاج العلمي والفكري مع عظمته هو جزء يسير من عطاء استاذنا الدكتور ، ويكفي للتدليل على قوة هذا الانتاج ان رسالته للدكتوراه كانت مشروع دستور دولي للصحافة وصفت بأنها تضارع مشروع السلام العالمي للفيلسوف كانت ، وعندما طبعت في كتاب الصحافة والسلام العالمي اخذت مكانها كنظرية اعلامية رابعة أضيفت الى النظريات الثلاث المعروفة وقتذاك ، وكان عطاؤه الأكبر أنه بنى ، وشيد ، وسيد مدرسة علمية في الدراسات الاعلامية فائقة الجودة ، تضم الالاف من الاكاديميين في شتى أنحاء الوطن العربي .
وكتبت الأستاذة الدكتورة سهام نصار العميدة السابقة لكلية الإعلام جامعة سيناء عن دور الأستاذ الدكتور مختار التهامي في استمرار عطاء هيئة خريجي الصحافة ما يلي: كان أد. مختار التهامى حريصا على استمرار هيئة خريجى الصحافة كجمعية تلم شمل خريجى الصحافة من كلية الآداب جامعة القاهرة وكلية الاعلام جامعة القاهرة، وقاد سفينتها بسلام خلال العهود السياسية المختلفة، ولكن الهيئة واجهت صعوبات مالية بسبب عدم حصولها على دعم مالى من الدولة لاستمرار مسيرتها، واستطاع اجتياز العقبات التى واجهتها بتعاون أعضاء الهيئة والأستاذ سمير رجب رئيس تحرير جريدة الجمهورية في ذلك الوقت.
وكتبت الدكتورة آمال سعد على صفحة تلاميذ الأستاذ الدكتور مختار التهامى ( منتدى الأصالة والتجديد) أستاذى الدكتور "مختار التهامى " اتحدث عن استاذى الذى لولاه بعد الله ما حصلت على الدكتوراه من جامعة القاهرة ؛ انهيت الماجستير عن تطور مفهوم عدم الانحياز فى الصحافة المصرية عام ١٩٨٨، ومنذ ذلك التاريخ وحتى ١٩٩٠ وكلما اتقدم لسمينار بالكليه يتم رفضه .. مرة الموضوع قديم ؛ مرة الخطة غير مكتملة ؛ كان معى زميلا لم يحتمل شروط كلية الإعلام واتجه لمعهد دراسات الطفولة ونوقشت الدكتوراه له وأنا مازلت اقف على باب كلية الاعلام ، إلى ان عاد أستاذى من العراق وجئت بالخطة فى مارس للعرض فى مجلس ابريل واذا بالرفض كان لازم تتقدم من شهر فبراير عشان تلحق ابريل !!!! ليه معرفش !!!!! المهم أخذ أستاذى الخطة وقال لى اتركيها وتعالى موعد الاسبوع القادم إذا كانت خطة مكتملة ندخلها المجلس . وقد كان دخلت خطة الدكتوراه مجلس القسم فى عام ١٩٩٠ الخطة كانت بعنوان "الدور الايديولوجى للاعلام " وخرجت بعنوان (معالجة الصحافة المصرية حزبية ومستقلة لقضايا السياسة الخارجية فى الفترة من ١٩٤٤- ١٩٥٤ ) وبفضل الله ثم عون أستاذى الدكتور مختار التهامى انتهيت منها عام ١٩٩٦ ولم يتوقف عون أستاذى عند هذا الحد بل كان يساعدنى بالمشورة والدعم حال أي مشكلة تصادفنى واذكر حدبه وحنوه عندما كنت اذهب لمنزله بالدقى لأسلمه تقارير الرسالة عندما كان يلاطف أختى الصغيرة ولا يتركها صامتة متهيبة بيننا، وعندما ذهبت للعمرة لأول مرة اعطانى أرقام أخى الدكتور مدحت الابن الاكبر له وزارنى فى السعودية ..وكان خير داعم لى هناك وخاصة أننى اول مرة أزورها ولم يقف الأمر على ذلك بل كانت حرمه السيدة سلوى فى انتظارى .. وتواصلت علاقتى بالاسرة الكريمة حتى إننى خلت أننى أحد أفرادها ، إذ جاء مسكنى فى بناية بها ابنى استاذى المهندس محمد والدكتور علاء فكانت حرمه عندما تزورهم تزورنى كأنى ابنتها رحمهما الله، إذا كانت هذه مآثره الشخصية معى فاذكر فى هيئة خريجى الصحافة التى كان يرأسها كانت فترته حافلة بالنشاط ، فمازلت اذكر الافلام التسجيلية عن المتاحف أو تمثال نهضة مصر . واستضافة الهيئة فنانين مثل سعد عبد الوهاب و لوردا كاش واستضافة أسامة سرايا ( وقت رياسة الأهرام العربى ) ..وفتح ملف الأغنيات الشعبية ولغتها باستضافة الريس بيرة. المقصود إنه جعل من الهيئة منارة لها دور مجتمعى ولا تنعزل عنه وجمع خريجى الكلية القدامى مع الأجيال الحديثة إلى أن جاءت أحداث ٢٠١١ فتوقف نشاط الجمعيات قصرا ... رحم الله أستاذى الدكتور مختار التهامى الذى حصل على وسام فارس من فرنسا وقدمها له وقلده القلادة السفير الفرنسي بالقاهرة. لا استطيع أن اوفيه حقه ولا استطيع أن اتكلم عن أياديه البيضاء على تلاميذه.
و كتب د. شريف درويش اللبان في بوابة روز اليوسف .. ورحل أحد أعمدة جيل رواد الإعلام الإثنين 27 نوفمبر 2017 والأستاذ الدكتور مختار التهامي - كما كتب عنه تلامذته في سجل رواد قسم الصحافة - عالم جليل وأحد أبرز رواد أساتذة الصحافة والرأي العام ليس في مصر وحدها بل على مستوى العالم العربي ككل، تتلمذ في مدرسته أجيال من الباحثين المصريين والعرب في مجال الصحافة والإعلام والرأي العام، شخصية هذا الرائد القدير في أعين هؤلاء الباحثين تختلف إلى حد بعيد عن الصورة النمطية "الظاهرية" الشائعة لدى من لم يعايشه عن قرب ويتعرف على الجوانب الإنسانية الخاصة والسمات المميزة له خلف ملامحه الحادة ومواقفه الحازمة التي كانت تجعل الكثيرين من المحيطين به في دائرة العمل والمجال العلمي والبحثي ينظرون إليه نظرة إجلال واحترام. وتلامذة الدكتور التهامي يدينون له بالفضل في التأسيس الأصيل لهم وصقل شخصياتهم الإنسانية، إذ كان يغرس فيهم حب العلم والبحث العلمي والوعي بأن دروب هذا المجال مليئة بالأشواك والصخور التي ينبغي على الباحث الجاد أن يقتحمها ويخترقها بثقة عالية مهما كانت معاناته، وكان ذلك يدفعه -أحيانا- إلى القسوة "الظاهرية" مع البعض منهم حين يستشعر منهم قدرا من التهاون والتباطؤ والتقصير في اداء مهام العملية البحثية – مما يجعله يتخذ معهم مواقف حازمة، كان البعض حينئذ يرى منها بعض القسوة، بينما كان الأستاذ الجليل يستهدف من ورائها إختبار مدى الصلابة النفسية لطلابه وإصرارهم على مواصلة طريق البحث العلمي وتنمية وتطوير شخصياتهم لتصبح أكثر قدرة على مواجهة أي عقبات أو مصاعب في طريق العلم والمعرفة والبحث، وتعليمهم أن الجهد الذاتي المتواصل للباحث وثقته بنفسه وعمق علمه ومعرفته هي العوامل الأصيلة وحجر الزاوية في بناء مستقبل علمي واعد لهم. وحينما كان الباحث ينجح في إجتياز هذه الاختبارات ويتوج هذا النجاح بالحصول على الدرجة العلمية المطلوبة يُظهر الأستاذ الجليل الوجه الإنساني الدفيق له، ويتحول إلى أب حنون فخور بابنائه فرحته غامرة بتميزهم. ومن السمات الأصيلة المميزة لشخصية هذا الأستاذ الجليل أيضا الجرأة والتمسك بحقه وعدم الاستسلام للضغوط مهما كانت، وقد ظلت هذه السمات لم يغيرها الزمن وتقدم العمر به، فلا ينسى له موقفه من الأزمة التي تعرض لها الأساتذة الجامعيون الذين تخطوا عمرهم في النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين – وكان د. التهامي أحدهم آنذاك، فقد أجرت وزارة التعليم العالي حينها تغييرا على قانون الجامعات يتم بمقتضاه اقصاء هؤلاء الأساتذة عن الحياة الجامعية بتحويلهم إلى أساتذة "غير متفرغين"، ورفض الأستاذ القدير كغيره من الأساتذة ممن واجهوا هذا القرار "بقوة" وخاض معركة شرسة في هذا الصدد، تمخضت في النهاية عن نجاحه في إنتزاع حكم قضائي من جامعة القاهرة ووزاة التعليم العالي سمحت له بالبقاء كـ "أستاذ متفرغ" رغم قانون د. شهاب، وسار على دربه بعد ذلك عدد من الأساتذة ممن تمكنوا من الحصول على أحكام ضمنت بقاءهم في الجامعة. أذكر جيدًا أنني حين قمت بتنظيم "يوم الوفاء الأول" في إطار أنشطة وكالة كلية الإعلام لخدمة المجتمع في أبريل 2015 لتكريم أعمدة الكلية من العمداء والوكلاء ورؤساء الأقسام الذين تقلدوا مواقع المسؤولية فيها طوال 40 عامًا من تخرج أول دفعة من كلية الإعلام العريقة في العام 1975، قمت بدعوة أستاذنا القدير د. مختار التهامي لتكريمه، ولم أكن أتوقع حضوره نظرًا لظروفه الصحية، إلا أنه فاجأنا جميعًا بحضوره ليضيف عبقًا وإحساسًا عميقًا بتواصل الأجيال، وحين قمت أنا وأ.د. جيهان يسري عميد الكلية الحالي بتسليمه درع التكريم في مكانه، قمت بتهنئته والشد على يديه التي طالما امتدت إلينا بالخير والعلم والخلق القويم، حينها فاجأني بعبارة قالها لي وهو يبتسم حبًا لأحد تلامذته وأبنائه: "تمرت فيك التربية يا شريف". أستاذي الجليل: لا أقول وداعًا أيها العالم الفذ والفارس النبيل.. بل أقول إلى اللقاء.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المراجع:
● دراسة توثيقية للإنتاج الفكري والنشاط المهني للأستاذ الدكتور مختار محمد التهامي. إعداد أظد عاطف عدلي العبد – كلية الإعلام – جامعة القاهرة.
● جريدة الأهرام. مختار التهامى - الأهرام اليومي (ahram.org.eg)
● صحيفة اليوم السابع. أستاذى مختار التهامى.. رحمة الله عليه - اليوم السابع (youm7.com)
● جريدة الشروق.
أقدم عميد لكلية الإعلام مختار التهامى: رؤساء الجامعات الذين يرفضون تقديم استقالاتهم.. أنانيون - بوابة الشروق (shorouknews.com)
● بوابة روز اليوسف. بوابة روز اليوسف | .. ورحل أحد أعمدة جيل رواد الإعلام (rosaelyoussef.com)
● جريدة الوطن. د. التهامي.. القدوة حين يرحل - صحيفة الوطن (alwatannews.net)
● صحيفة عمون نيوز. "إعلام اليرموك" تنعى العلامة التهامي | تعليم و جامعات | وكالة عمون الاخبارية (ammonnews.net)
● صحيفة مكة الالكترونية. تقسيمات الرأي العام ما بين المنطق والواقع - صحيفة مكة الإلكترونية (makkahnews.sa)
● تلاميذ الأستاذ الدكتور مختار التهامى ( منتدى الأصالة والتجديد)