محمود الذخيرة
محمود الذخيرة
مواليد 1947مدينة الرقة
مدير الهوى وعميد شعراء الرقة،كما كان يُطلق عليه درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الوحدة العربية، ونال الشهادة الإعدادية ثم الثانوية من ثانوية الرشيد في مدينة الرقة، والتحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق عام 1974، وكان يعمل حينها معلماً في مدارس الرقة، وظل كذلك إلى أن أحيل إلى التقاعد، ولم يتابع تحصيله العلمي بسبب انشغاله بالشعر، والبحث في فنون الأدب الشعبي. أحب الأدب الشعبي بكل ألوانه ومسمياته، وكان للبيئة الفراتية الخصبة الأثر الأكبر في تكوين حسه الجمالي، واشتهرت أغانيه كثيراً، وتخطت حدود محافظة الرقة وسورية لتصل إلى أكثر من دولة عربية وأجنبية، من خلال فرقة الرقة للفنون الشعبية التي تغنت بكلماته العذبة، وكتب لها سائر أغنياتها، كما كتب كلمات وأغاني مسرحية "قصر البنات" التي قام بتلحينها الملحن اللبناني الشهير زكي ناصيف، وقدمتها الفرقة على مسرح باريس في فرنسا عام 1986 ونالت بها عن جدارة واستحقاق وإعجاب المرتبة الأولى والوشاح الذهبي متقدمة على 76 فرقة من جميع أنحاء العالم. اتجه نحو التراث منذ عام 1972 "الذخيرة علم من أعلام الأدب الفراتي، له بصمات خالدة، وخاصة في الشعر الشعبي".
ومن نص جميل من لون النايل الفراتي، يقول:
نجـم الثريـا تعـلاَّ فوق الميازيـن
برد الصبـح صابني بزرقاج لفينـي
لحطك جوَّ المحزم وأكرب عليك بحيلي.
وكانت كل أغانيه وقصائده تمجد المرأة وتتغزل بجمالها وخصالها، ما خلا قصيدة قومية واحدة بعنوان "ديرة هلي"، كتبها ولم يستطع افتتاحها إلاّ بالغزل، وعندما سئل عن السبب، أجاب: المرأة هي الوطن، والقصيدة من الروعة بحيث يمكن اعتبارها من
عيون الأدب الشعبي، يقول في مطلعها:
تضحك عيون القمر بجدايلك موجات
وتنبت بختري وزهر بخدودك الحلوات
من قالك يا حلو ادوس الربـا والطل
تمشي وتهادى بمهل مثل البدر لو هل
ديرة هلي تزرع عساكر
تزرع عيون الكون صف بصف عالغازي تصنع غوا للموت تخضّب الكـف المازي تمطر زعل.. تروي الروح تاتنبت خناجر ديرة هلي تزرع عساكر..
يذكر أنّ الشاعر "محمود الذخيرة" توفي في العام 2017، تاركاً إرثاً كبيراً من الأشعار والدواوين، ومخطوطات في التراث الشعبي التي لم يطبع منها إلا كتابه "أهل الرقة في ثلاثة قرون"