محمد حسين رؤوف
محمد حسين رؤوف سياسي عراقي ولد في بغداد عام 1942 وانخرط منذ صباه بالعمل الوطني حيث اعتقل عام 1956 اثناء مشاركته بمظاهرة احتجاج ضد العدوان الثلاثي على مصر انذاك. تخرج من كلية الحقوق عام 1963 واعتقل في نفس السنة وعذب في معتقل قصر النهاية ابان انقلاب البعث الاول في ٨ شباط بسبب نشاطه الوطني اليساري المعارض للبعث. وكان الشهيد من مؤسسي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق وساهم في كتابة اول قانون للضمان الاجتماعي في العراق. وله كتاب منشور حول هذا الموضوع. كما ناضل الشهيد ضد نظام صدام وقضى اعواما في المنفى في سوريا وجمهورية التشيك واسس حركة سرية معارضة في داخل العراق في التسعينيات. كما كان للشهيد مواقف لاتنسى وكان صديقا لاغلب القوى الوطنية في البلد من يساريين وقوميين واسلاميين وكورد ودافع دوما عن المظلومين. ففي اثناء استعدادات نظام صدام لشن حملة عسكرية جديدة ضد الكورد في اوائل السبعينات دعي مع اخرين لحضور مؤتمر بهذا الخصوص. وكان احد زملاء الشهيد معتقل في سجون صدام انذاك. وعندما جاء الدور على الشهيد لالقاء كلمته اشترط ان يطلق سراح زميله قبل ان يتكلم. وبالفعل اطلق سراحه. وتوقع صدام ان يجامله والدي على ذلك بدعم حملته العسكرية ضد الكورد. لكن والدي القى كلمته مؤيدا تسوية سلمية للقضية الكوردية. واخبر صدام احد معاونيه بأن "ما اريد اشوف هذا الابن ...بمؤتمر مرة ثانية!" كما ناضل بعد سقوط صدام من اجل نظام ديمقراطي لا طائفي مدركا منذ البداية ان الطائفية ستحرق البلد بأهله. ودافع وتضامن مع كل مظلوم وتوسط مستغلا صداقاته من اجل اطلاق سراح كل برئ اعتقل بلا ذنب. وقد صدق ظنه فقد حلت السنة المشؤومة 2006 واحرقت الطائفية الاخضر واليابس وهدد وهجر وهوجمت دارنا في حي العامرية في بغداد واختطف وقتل بأيدي تكفيريين جبناء لم يتورعوا عن قتل مسن اعزل. ورغم الرعب الذي خيم على الناس انذاك ، شهد الناس انه اقبل على الموت بشجاعة وصرخ في وجوه التكفيريين الدواعش الجبناء ونهرهم ولم يتمكنوا منه الا بالحيلة... عاش الشهيد واستشهد فقيرا مترفعا عن السلطة واغرائاتها. وظل يجهر باحتقاره للطبقة السياسية التي ابتلي بها العراق ابان عهد صدام وبعده...