محمد بن عزوز حكيم

محمد بن عزوز حكيم.

محمد بن عزوز حكيم (1924 - 1 سبتمبر 2014) مؤرخ مغربي.

ولد عام 1924 في تطوان، التي كانت آنذاك عاصمة الحماية الاسبانية بالمغرب، لأسرة أندلسية استقرت في شمال المغرب. درس الأدب في الجامعة المركزية بمدريد، التي تخرج منها عام 1946. كما حصل على دبلوما في التعليم العالي من المجلس الأعلى للبحث العلمي في الدراسات الدولية من جامعة سرقسطة، وفي الدراسات الأفريقية من معهد الدراسات الأفريقية بمدريد. كما حصل على ألقاب الفروسية والنبالة من معهد سالازار بمدريد.

اشتغل بالصحافة في مسقط رأسه تطوان، حيث كان محرر لمجلة الأنوار. تولى العديد من المناصب في الادارة الاستعمارية المغربية بشمال المغرب، ثم في المغرب المستقل، بما في ذلك الأمين العام لوزارة الادارة بالمنطقة الشمالية. كما كان عضواً في الوفد الذي قدّم سجل المغرب حول الصحراء إلى الأمم المتحدة. وكان عضواً في الوفد المغربي إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، ثم في قسم السجلات الملحق بمكتب رئيس وزراء المغرب بالرباط.


عمل مترجما للملك محمد الخامس ونجله الحسن الثاني.

نشر 181 كتابا باللغة الاسبانية، وما يقرب من 65 كتابا باللغة العربية تتناول التاريخ المغربي والاسباني والعلاقات بينهما منذ أقدم العصور، والجغرافيا وتاريخ المورسكيين وتقاليدهم. وله أكثر من 300 بحث حول علاقة المغرب بأسبانيا. ولذلك فقد كان أغزر الكتاب عن المغرب الاسباني، وعميد الهسبان المغاربة. أفرد ردحاً طويلا من أبحاثه في دراسة شئون المحمية الاسبانية بالمغرب، وخصوصاً تاريخ الحركة القومية المغربية أثناء تلك الفترة، وهو الموضوع الذي جمع فيه أكبر أرشيف خاص بأي مكان، وكان يضم ما يزيد عن 2 مليون وثيقة، منهم مذكرات خوان لويز بيگبدير، المفوض السامي السابق لاسبانيا في المغرب.

كما درس الأدب الشعبي في مناطق يبالا، قمارة وتطوان، والتراث الثقافي للأندلس في شمال المغرب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مطالبته الملك الاسباني بإلغاء قرار طرد العرب

وكان المؤرخ المغربي قد طالب العاهل الإسباني السابق خوان كارلوس، في الذكرى 500 لسقوط الأندلس (1992) ، بالاعتذار عن طرد المسلمين من الأندلس، وعن: "ما اقترفه أجداده القدماء، حين أصدروا أول أمر ملكي منذ 500 سنة، أمهلوا بموجبه المسلمين في الأندلس شهرين لاتخاذ قرار، ليس لعدم اتخاذه من نتيجة سوى التعرض للتنكيل ومن بعده الموت بحد السيف والسكين: الارتداد عن الدين الإسلامي واعتناق للمسيحية، أو مغادرة الأندلس".

وعاود في عام 2002، فكتب رسالة مفتوحة إلى الملك خوان كارلوس الأول يطلب منه إلغاء قرار طرد العرب الصادر في 1609، كما فعل ذلك الملك قبل عشر سنوات بإلغائه قرار طرد اليهود في 1492.

كما صدر له سنة 2009 كتاب "أطلس مأساة الأندلس من سنة 1483 إلى سنة 1609"، بمناسبة مرور 400 سنة على طرد آخر فوج من المسلمين الأندلسيين الذين يعرفون بالموريسكين، والذين استقر أغلبهم بشمال المغرب.

وطالب فيه العاهل الاسباني بإعادة كتابة تاريخ ما حدث في الأندلس منذ سقوطها والتأمل في تداعيات ما لحق بالمسلمين الأسبان هناك: "وعائلتي بالذات منهم.. إنها عائلة غادرت اسبانيا عام 1486 هربا من تنكيل القوات المسيحية التي سريعا ما سيطرت على مملكة غرناطة ذلك العام، لتنهي من بعده الواقع الطبيعي للأندلس الضائعة"؛ وفق تعبيره.

وتطرق محمد بنعزوز حكيم في محاضرة بالعاصمة المغربية الرباط (شمال)، قبل خمس سنوات، عن "مأساة الموريسكيين بمناسبة مرور 400 سنة على طرد الموريسكيين من بلدهم الأصلي الأندلس"، إلى إعادة كتابة تاريخ المغرب، وأعلن لأول مرة أنه حصل على حقائق تاريخية طال البحث عنها أكثر من 50 سنة تتعلق بالمأساة الأندلسية.

وقال إنه حصل على ما بين 60 و70 صكا سريا للغاية لم ينشر منها أي شيء، "وهي صكوك تكذب كل ما كتب عن مأساة الأندلس، وهي وثائق كان الفاتيكان حريصا على سريتها، وكانت مدفونة بأوامر من جميع البابوات، بل منهم من قال إنها يجب أن تمحى بالمرة لأنها تدين الكنيسة التي كان على رأسها ست أو سبع بابوات" بحسب المؤرخ المغربي الراحل.


نشاطه في الترجمة الأدبية

ترجم إلى العربية أعمال خاسنتو بناڤنته وأعمال أورتيگا إ گاسـِت عن ثورة الجموع، بالاضافة إلى أشعار خوان رامون خيمنيث وشعراء عدة من جيل 27.

وافته المنية بمدينة تطوان بالمغرب في 1 سبتمبر 2014 عن عمر يناهز التسعين سنة. وسيوارى جثمانه الثرى اليوم الثلاثاء في مقبرة سيدى المنظرى بتطوان.


مؤلفاته

من أبرز مؤلفاته :

  • مأساة الأندلس من 1483م ـ 1609م
  • معركة أنوال
  • رحلة في أندلسيا نشره بالاسبانية وهو في الثامنة عشرة من عمره
  • السيادة المغربية في الاقاليم الصحراوية من خلال الوثائق المخزنية

وغيرها الكثير .

تعد مكتبته الخاصة من أندر وأضخم الخزائن الشخصية بالمغرب حيث ضمت العديد من المراجع العربية والاسبانية والفرنسية إلى جانب عدد ضخم من الوثائق النادرة.

الهامش