محمد النبي الأمي (كتاب)
محمد النبي الامي
الرسول محمد النبى الأممى الذى يجدونه مكتوباً عندهم فى التوراة والإنجيل
هذه السطور رد على كتاب محمد مؤسس إمبراطورية الإسلام والسراسانيين لمؤلفه القسيس جورج بوش (1796-1859) من العهد القديم والجديد.
بقلم د. حمدى باشا
حقوق الطبع محفوظة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
صدق الله العظيم
(سورة العنكبوت الآية 46)
إهـــداء
إلى السائرين في الطريق الوعر، طريق الحقيقة، إليهم وإليها.
شكر وتقدير أتوجه بالشكر لكل من ساهم في هذا العمل. وأتوجه بالشكر والتقدير إلى والدى المهندس/ عبد المعطى على باشا ووالدتى المرحومة بإذن الله السيدة/ هدى السيد محمود. كما أشكر زوجتى الدكتورة/ نجلاء محمد فريد عقل وأختها الأستاذ الدكتور/ مها فريد عقل لكل المساندة والدعم والآراء السديدة. كما أشكر الكاتب والشاعر الأستاذ/ البهاء حسين على مساعدته الرائعة ونقده البناء والمفيد. أرجو من الله العلى القدير أن يوفيهم أجورهم ثواباً وغفراناً وأن يتقبل من الجميع صالح الأعمال. د. حمدى باشا
تقديم إن حاجة البشر لفهم الحقيقة لا تقل أهمية عن اتباعها لا يكفى الإنسان اتباع المنهج الذى يعتقده، بل لابد من وضعه على المحك هل هو الحقيقة أم غير ذلك؟. المسلمون في غالبيتهم يدركون الحقيقة الراسخة لديهم أن الله واحد وأن محمدًا رسول الله وأن القرآن الكريم كلام الله، أنزله بعلمه ووحيه على خاتم الأنبياء والمرسلين كما أنزل من قبل على رسوليه موسى وعيسى عليهما السلام التوراة والإنجيل. إن فهم الحقيقة يحتاج إلى الطرق والوسائل القابلة للقراءة والتحليل والترتيب ومدى واقعيتها ونتائجها بعد التطبيق السليم، وقد يؤدى الانحراف والقصور في الطرق والوسائل للقراءة والتحليل والاجتزاء والتحايل في الترتيب إلى الوصول إلى نتائج عكسية تتفق وما يهوى من تطرف وتعصب، ذلك الذى يريد ما يسيطر على نفسه من باطل ويمارى به الناس على أنه الحق. وإذا كان أغلب المسلمين حضاريين في قبولهم للآخر بغض النظر عما يعتقده هذا الآخر، إلا أنهم أيضًا يتسلحون بالحجة والبرهان الدامغ على صدق العقيدة وسلامة الرؤية وصواب الفهم. وهم في نهجهم هذا لا يبدأون هذا الجدل الذى يثيره الكثير من المستشرقين ودعاة التطرف والغلو والفهم الخاطئ، ومنهم مؤلف كتاب (محمد مؤسس إمبراطورية الإسلام والسرسانيين) للسيد جورج بوش (1796-1859)، وإنما يدفعون عن الحقيقة الراسخة لديهم هذا الهراء الذى يحاول البعض ممن يدعون التحضر إيجاده بتحويل الحق إلى الباطل في ناحية والباطل إلى حق في الأخرى. لا يحاول المسلم.. بل لا يفكر في مداهمة آراء الآخرين وما يعتقدون، ليس لتقصير منه أو استعلاء ولكن لأن الوصول إلى الحق يستدعي ممن يطلبه العمل في سبيل المعرفة به، وهذا متاح وواضح المعالم والطرق. من أراد الحق فليقرأ أولاً عما يعتقد ويعتقده الآخرون، ثم ليفهم ثانيًا ما يعتقد وما يعتقده الآخرون، ثم ليناقش ثالثًا ما لم يدرك ويعى مع نفسه ومع الآخرين. عندئذ يستطيع أن يصل إلى نتيجة، أما احتكار الحقيقة سماعاً أو ملائمةً لفهم قد يكون خطأ فإنه يؤدى إلى نتيجة عكسية. لقد اضطر مؤلف كتاب (محمد مؤسس إمبراطورية الإسلام والسرسانيين) إلى أن يعترف بوجود واقع لا يستطيع الفكاك منه، هذا الواقع فرضه عليه دين الإسلام ورسول الإسلام. لكن أيضا اصطدم هذا الواقع بحاجزين في نفس المؤلف أولهما: أن إنكار وجود نبوءةٍ عن هذا الواقع في الكتاب المقدس قد يعنى عند البعض بوجود نقصان أو يأخذ كنقيصة فيه. الحاجز الثاني: كان عدم قبول المؤلف لفكرة أن محمداً رسول الله وأنه على صواب، لما يستتبع ذلك الكثير من التغير والإحساس بأن ما دافعت وحاربت من أجله سنوات طويلة كان خطأ ؟!! إن تدخل الهوى والنتيجة المسبقة في البحث عن الحقيقة يحيد بها عن الطريق السليم. لهذين السببين اضطر مؤلف كتاب (محمد مؤسس إمبراطورية الإسلام والسرسانيين) إلى التحايل على بعض النبوءات باجتزائها وإخراج أجزاء منها عن السياق لكى يسقطها على الواقع التاريخى ويخرج بالنتيجة التى تريدها نفسه ويمليها عليه هواه. ثم قام بتفسير النبوءة التى تخص واقعًا آخر قد يكون حدث من قبل أو لم يحدث بعد حتى يقفز فوق هذين الحاجزين النقصان والهوى؟! إن الآيات في قوله تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (سورة الأعراف الآية 157) تدل هذه الآيات (فى القرآن الكريم) المسلمين والمؤمنين من أهل الكتاب على وجود نبوءات وعلامات في التوراة والإنجيل في العهدين القديم والجديد لقدوم نبي مرسل من عند الله. هذا النبى له صفات وعلامات تدل على قدومه، وما على الناس إلا أن يقرؤا ويفهموا ويناقشوا ثم ليعتقد كلٌ ما يشاء. كان السؤال الذى نتساءله بيننا وبين الأصدقاء المسيحيين هو: هل يوجد في كتبكم نبوءة لرسول اسمه أحمد أو محمد؟ إلا أنهم كانوا يحملون إجابة واحدة: لا .. لا يوجد لمن تدعون أنه رسول أى إشارة أو نبوءة في كتبنا ! كنت أتعجب من هذا الرد، وكان عقلى يرفض الموافقة على هذه الإجابة؟ أولاً: لأنني أؤمن كغالبية المسلمين بكافة الأديان والرسل وأحترمها وأحترمهم جميعًا. وثانيًا: لأن الله جل في علاه أعلمنا أنه توجد نبوءات في كتب اليهود والنصارى (المسيحيين) تدل على أن الرسول الخاتم قادم. عليهم فقط أن يدركوا ذلك وإذا أرادوا أن يتبعوه فسيكونوا من المفلحين. لهذا أيضًا بعد قراءة كتاب السيد بوش عن محمد مؤسس إمبراطورية الإسلام والسرسانيين،ازداد التعجب من هؤلاء الذين ينكرون أو الذين يزيفون حتى لا يصلوا إلى الحقيقة. ولهذا أيضًا قمت على كتابة هذه السطور، حتى لا أكون مثل هؤلاء وأولئك الذين يعرفون الحق ثم ينكرونه أو يصمتوا. وإن كنت قد وجدت ضرورة للإسهاب فذلك لأن الأمر يحتاج إلى التفصيل والدلائل، فالنتيجة فارقة ومؤثرة وليست بالأمر الهين على من أنكر الحقيقة. يوجد عند اليهود نبوءات عن قدوم السيد المسيح، أنكروها وقرروا أنه لم يأت بعد وأنهم في انتظار قدومه تبعاً لفهم خاطئ لهذه النبوءات وجعلها لا تخص من جاء في الواقع، ولهذا لابد لهم من احتلال أورشليم وبناء الهيكل حتى يأتى السيد المسيح عليه السلام، إنهم ينتظرون بعثته ليؤمنوا به بالرغم أنه قد جاء منذ عشرين قرناً من الزمن. هذا فهمهم! ويؤمن المسيحيون بالعودة الثانية للسيد المسيح عليه السلام، ولكن يختلفون في فهم هذه العودة: طائفة منهم تفهم النبوءة بعودته يوم القيامة ليرفع المؤمنين فوق السحاب حتى لا يعانوا من أهوال هذا اليوم، وطائفة أخرى تفهم النبوءة بعودته مرة ثانية ليحكم العالم بالعدل ومن ثم يقومون بتجهيز المكان لإحلال اليهود في القدس العربية (أورشليم) حتى يعود السيد المسيح عليه السلام ليحكم العالم في الألفية السعيدة؟ أما المسلمون فإن غالبيتهم يؤمنون بالعودة الثانية للسيد المسيح عليه السلام فهمًا مطابقًا لآية مكتوبة في القرآن الكريم وحديث للرسول محمد عليه السلام يؤكد على عودة السيد المسيح عيسى ابن مريم مرة أخرى ليصحح أخطاء اليهود والمسيحيين ويكون أغلب من ينصره من المسلمين وبعض المسيحيين أما غالبية اليهود فسينكرونه أيضا! لقد فهم أتباع كل دين النبوءة طبقًا لظروف وأوضاع معينة أي منهم على حق ؟! سيحكم الله بينهم يوم القيامة فيما هم فيه مختلفون. نحن المسلمين لا نعبد النبوءة ولا تمتلكنا حتى نغرق في فهمها، نحن نعبد واهب النبوءة خالق السموات والأرض، نحن نعرف ونعلم تمام المعرفة والعلم المقصود من خلق البشر، ونقيمه بلا فلسفة أو سفسطة، نحن أيضا نعلم ونؤمن أن العلم المطلق لله وحده وقولنا تجاه كل التأويلات والتفسيرات: آمنّا بها كل من عند ربنا. نحن نعبد الله الواحد الأحد باختيارنا أما من أراد غير ذلك فهو الذى اختار وحسابه على الله يفعل به ما يشاء. لذا فإن الفصول القادمة عن فهم المسلمين لنبوءات التوراة (أو العهد القديم)، ونبوءات الإنجيل (أو العهد الجديد) مع بعض من آيات القرآن الكريم (أو العهد الأخير) ليس لإثارة الزوابع والشجار ولكن لتوضيح الأسباب والأسئلة والإجابات، لعل هؤلاء وأولئك ينشغلون بفهم الرسالة التى يؤمنون بها بدلاً من اشتغالهم بالهجوم والسخافات على الرسالة التى يرفضونها. أرجو من الله العلى القدير أن يلهمنا الصواب وطريق الحق فهو نعم المولى ونعم النصير. د. حمدي باشا
1- أسئلة تبحث عن إجابات تكمن المشكلة بين المسلمين والمسيحيين واليهود في اختلاف الفهم للرسالة، واختلاف الفهم للواقع، واختلاف المصالح للرؤساء الدينيين لكل من المسيحيين واليهود مع الطرح الإسلامى بعدم وجود وسطاء بين المؤمنين بأى رسالة سماوية والله العلى القدير. هذا الاختلاف المتعدد الجوانب ألقى بظلال كثيفة وأدى إلى تعقيدات وتفسيرات تعطى مبرراً برفض الرسالة والرسول الذى أتى بها. يتضح ذلك جليا من رفض اليهود مع رؤسائهم الدينيين لواقع بعثة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وإنكار أنه رسول أو كما يدعى المسيحيون بأنه الرب وإنكار الإنجيل الذى أُنزل عليه، وبالرغم من وجود نبوءات في التوراة تدل على قدوم السيد المسيح عليه السلام، إلا أن تفسير اليهود لها بصورة خاطئة ومبهمة قد جعلها إما أنها غير ذات معنى أو أنها لم تحدث بعد! يقابل هذا الفهم الخاطئ من اليهود الفهم المسيحانى لنبوءات العهد القديم حيث استطاع البعض أن يفسرها تفسيراً واضحاً للوصول إلى الحقيقة التاريخية وهى أن السيد المسيح عليه السلام أُرسل للخراف الضالة من بنى إسرائيل وأيده الله العلى القدير بالمعجزات وبالرسالة المنزلة عليه وهى الإنجيل. ويرفض أغلب المسيحيين مدعومين أيضا برؤسائهم الدينيين لواقع بعثه سيدنا محمد رسول الله، متعللين ومبررين بأن النبوءات الواردة في العهدين القديم والجديد إما أنها لا تخصه أو أنها لم تحدث بعد! لكنهم وفي معرض تبريرهم لفهمهم للنبوءات حولوا بعضها إلى غير ذات معنى تارة بالتحايل على الترجمة من النص الأصلى وتارة أخرى باجتزاء النبوءة حتى تنفصل عن السياق. ويُقابل هذا الفهم الخاطئ من المسيحيين فهم المسلمين للنبوءات الواردة في التوراة والإنجيل على نحو صحيح يعطى لها المعنى إما أنها حدثت ووقعت ويحتجون بالدلائل والقرائن والواقع التاريخى، وإما أنها لم تحدث بعد وأيضا يقدمون الدلائل والقرائن على ذلك. وفى معرض الفقرتين السابقتين نجد أن المسيحيين يعارضون اليهود في إنكارهم لبعثة السيد المسيح عليه السلام ويعارضون المسلمين في إيمانهم ببعثة النبى الأمى المكتوب عندهم في التوراة والإنجيل سيدنا محمد رسول الله، وعند هذا الموقف نستطيع أن نسأل إخواننا المسيحيين. هل أنتم تحتكرون الحقيقة والفهم الصحيح لكل شئ؟ وهل اليهود من حقهم أيضا الادعاء باحتكار الحقيقة والفهم الصحيح لكل شئ؟ نحن نعلم مسبقاً أن الجميع لا يحتكر الحقيقة والفهم الصحيح لكل شئ وإنما هو الاجتهاد لذلك في أن أصل إلى الحقيقة عن طريق الفهم الصحيح أما من أخطأ الوصول إليها أو حاد عن الطريق الصحيح للفهم فحسابه على الله. إلا أن السؤال المطروح والذى تم تأليف الكتب والمجلدات فيه يعتبر متعدد الأركان والدرجات ويستلزم ذلك وجود إجابات متعددة ومفصلة لإزالة الاختلاف والخلاف حول الواقع وحول فهم هذا الواقع وأيضا حول النبوءات التى بشرت بحدوث هذا الواقع. إذاً : هل محمد (النبى العربى) حقيقة تاريخية واقعة؟ وهل محمد (النبى العربى) رسول الله كما يؤمن المسلمون؟ وهل محمد رسول الله أتى بالرسالة الخاتمة والشريعة المضيئة؟ وهل محمد رسول الله دعا إلى طريق الله وصراطه المستقيم؟ وهل مضمون الرسالة لخير البشرية دنيا وآخره؟ وللإجابة على هذه الأسئلة، والتى يمكن اختصارها في سؤال واحد وهو: هل محمد رسول الله حقاً؟ لا تبدو الإجابة بنعم أو لا سهلة وميسرة لغير المسلم إلا أن الإجابة نعم حقيقة واقعة عند المسلمين. إذاً يحتاج الأمر إلى تفصيل وتفسير لغير المسلم الذى تم تضليله عن عمد أحياناً، وأحياناً أخرى نتيجة الإهمال أو عدم المعرفة والتقصير. وإذا كانت للأسئلة التى تدور في عقل البشر أسباب ودوافع فإن الإجابات عليها تحتاج إلى أدلة وبراهين وحجج، لا يكفى أن أدعى أن إيمانى يجعلنى أملك جسداً مقدساً به عقل مقدس تحركه روح مقدسة فتكون أفكارى ومفاهيمى مقدسة لا تقبل الرفض أو الاختلاف! إن مفهوم المسلمين عن النبوءات الواردة بالتوراة والإنجيل يختلف مع المفهوم المسيحى عن تلك النبوءات، كما أن تعامل المسلمين مع الواقع يختلف أيضا مع تعامل المسيحيين مع هذا الواقع.والواضح أن المسلمين يمتلكون الحجج والبراهين على إجابتهم وأيضا يطرح المسيحيون الحجج والبراهين على طرحهم! لذا سيكون معرضنا هنا هو فهم المسلمين للنبوءات الواردة في التوراة والإنجيل ومدى تعامله وتطابقه مع الواقع، وما هى الحجج والبراهين التى دافعوا بها عن هذا الفهم وعن هذا الواقع ليكون الحقيقة الإيمانية لديهم؟. تجدر الإشارة إلى أن المسلمين يؤمنون بكافة الرسل والأنبياء بمن فيهم سيدنا موسى وسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام. كما أنهم يؤمنون أيضا بكافة الكتب السماوية التى أنزلها الله جل في علاه على هؤلاء الرسل والأنبياء ومن بينها أيضا التوراة والإنجيل. لكن هناك فرق بين النص باللغة الأصلية ونقله إلى لغة أخرى عن طريق الترجمة بواسطة بشر يتعرضون للخطأ والهوى وعدم القدرة على وجود كلمة تعطى نفس المعنى والفهم في اللغة المترجمة إليها، هنا يقف المسلمون متحفظين على هذه الترجمات لوجود كلمات تم ترجمتها إلى معان أخرى أو كلمات غير ذات معنى مما أفقد النص الكثير من الدلالة أو حوله إلى نص مبهم غير مفهوم. لهذا عند هذه الكلمات قد نضطر إلى الرجوع إلى النص باللغة الأصلية إن أمكن ذلك حتى نصل إلى الدلالة ويتبين ماذا أريد من هذا النص!. 2- نبوءات العهد القديم (التــوراة) 1- سفر التثنية 18/18: (أقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك، وأجعل كلامى في فمه). 2- التكوين 49/10: لا يزول الصولجان من يهوذا أو التشريع من بين قدميه حتى يأتى شايلوه(*) ويكون له خضوع الأمم. 3- إشعيا 21/13-17: وحى من جهة بلاد العرب، في الوعر في بلاد العرب، تبيتين يا قوافل الددانيين، هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء، وأوفوا الهارب بخبزه، فإنهم من أمام السيوف قد هربوا، ومن أمام القوس المشدودة، ومن أمام شدة الحرب، فإنه هكذا قال الرب، في مدة سنة (كسنة الأجير)، يسقط كل مجد قيدار، وبقية الأقواس من أبطال بنى قيدار تضمحل. 4- إشعيا 42/11-13: لترفع البرّية ومدنها صوتها، الديار التى سكنها قيدار لتترنم، سكان الجبال ليهتفوا ويمجدوا السيد، وليعلنوا حمده(*) في الجزر، السيد سيخرج جباراً، ويثير الحمية كرجل حرب ويهتف ويدوى ويسيطر على أعدائه. 5- إشعيا (60/1-2، 6-7): (انهض فقد جاء نورك، ومجد الرب أشرق عليك، هاهى الظلمة تغطى الأرض والأمم، أما عليك فيشرق نور الرب ويرى مجده عليك فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك تغطيك أعداد الجمال الكثيرة جمال مدين وعيفة، كلها تأتى من شيبا محمله ذهباً وبخوراً. كل غنم قيدار تجتمع إليك والكباش من نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحى وسوف أعظم بيت مجدى. 6- سفر التثنية 33/2: جاء نور الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلألأ من جبل فاران وجاء معه عشرات آلاف قديس، والشريعة المشعة بيده اليمنى. 7- سفر حبقوق 3/3: القديس من جبل فاران مجده غطى السموات، والأرض امتلأت بحمده. 8- سفر حجى 2/7-9: وسوف أزلزل كل الأمم، وسوف أعطى الأمنية لكل الأمم، وسوف أملأ هذا البيت بالمجد، كذلك قال رب الجموع، لى الفضة ولى الذهب هكذا قال رب الجموع، وإن مجد ذلك البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول، هكذا قال رب الجموع، وفى هذا المكان أعطى السلام هكذا قال رب الجموع. والنص يقرأ في الجملة الثانية باللغة العبرية الأصلية هكذا (فى يافو حمده كول ها جوييم) بدلاً من (وسوف أعطى الأمنية لكل الأمم). مما يعنى حرفيا (وسوف يأتى حمده(*) لكل الأمم) (**) (بدلا من الترجمة) (وسوف أعطى الأمنية لكل الأمم). 9- سفر ملاخى 3/1: سوف أرسل رسولى فيمهد الطريق أمامى، وفجأة سوف يأتى إلى هيكله السيد الذى تطلبونه، رسول العهد الذى تسرون به، إنه سوف يأتى، هكذا قال رب الجموع. 10- سفر دانيال 7/14 (رؤيا دانيال): ما يهمنا في سفر دانيال هو التحقق الفعلى للنبوءة الواردة في الترجمة السبعينية من الكتب المقدس والتى كتبت قبل العهد المسيحى بحوالى سبعة قرون(*). تصف هذه الرؤيا عواصف أربعة من السماء، تصفر بموجبها بحر عظيم يخرج منها على التوالى أربعة وحوش هائلة. أولها على شكل أسد مجنح والثانى على شكل دب يحمل ثلاثة أضلاع بين أسنانه، والثالث على شكل نمر ذى أربعة أجنحة وأربعة رؤوس ثم الوحش الرابع الذى كان متوحشاً وشرساً أكثر من الوحوش التى سبقته فهو وحش ذو قرون عشرة وأسنان حديدية. ثم يبرز له قرن حادى عشر فتتحطم أمامه ثلاثة قرون وتظهر على القرن الحادى عشر أعين بشرية وفم بشرى يتفوه بعبارات الكفر والإلحاد وفجأة تظهر صورة الحى القيوم وسط ضوء متلألئ في السماء على عرش ذى لهب نورانى ويتدفق أمامه نهر من النور تقف بين يديه ملايين الكائنات السماوية وكما لو كانت محكمة القضاء منعقدة في جلسة غير عادية حيث تفتح الكتب فيحترق الوحش الرابع بالنار. لكن القرن الذى يتفوه بالكفر يظل حيا حتى يُؤتى (بابن الإنسان) محمولاً على السحاب ويمثل أمام رب العالمين فيتلقى سلطاناً ومجداً وملكوتًا لتخضع له الشعوب والأمم إلى الأبد. 11- نبوءة داود المزمور 110: قال الرب لربى أجلس على يمينى حتى أجعل أعداءك مسنداً لقدميك. وفى الترجمة من اللغة الأصلية قال يهوه لسيدى اجلس على يمينى حتى أجعل أعداءك مسنداً لقدميك(*). 12- دانيال 7/22، 27: إن المملكة والسلطان تحت كل السماء سوف تعطى لعباد الله وأوليائه. وسيكون الملكوت أبديا يخدمه ويطيعه الجميع. والآن دعونا نقرأ نبوءات العهد القديم بطريقة أخرى: جاء نور الرب من سيناء وأرسلت التوراة مع موسى عليه السلام ثم أشرق نور الرب مرة أخرى على منطقة ساعير (وبها أورشليم) ليبعث الله رسوله السيد المسيح عيسى ابن مريم إلى الناس وينزل عليه الإنجيل. ثم يتلألأ نور الرب على منطقة فاران التى سكنها إسماعيل وأبناؤه(*) (العرب) ليبعث الله جل وعلا رسوله محمدًا عليه السلام. وينزل عليه القرآن الكريم وتكون آخر آياته في حجة الوداع وحوله عشرات الآلاف من المؤمنين وتكتمل بتلك الآيات الشريعة المضيئة للناس، نعم القديس (الرسول) من فاران – المنطقة التى سكنها إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام في الجزيرة العربية(*)، مجده غطى السموات، والأرض امتلأت بالثناء عليه (بحمده). والآن لترفع البرّية (الصحراء) والمدن صوتها بالآذان (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله). إن الديار التى سكنها قيدار وأبناؤه (قبيلة قريش) سوف تشدو (لتترنم)، أيضا سكان الجبال ليهتفوا ويمجدوا السيد (الرسول) وليعلنوا الثناء عليه (الصلاة والتسليم على محمد في الآذان والصلاة) في الجزر (القارات) أو (الجزيرة العربية)، السيد (الرسول) سيخرج جباراً ويثير الحمية كرجل حرب ويهتف (بالوحدانية لرب العالمين). إنه يدوي ويسيطر على أعدائه فيكونون مسنداً لقدمه. لقد بُعث (أنهض) فقد جاءت رسالة الله لك (نورك)، ومجد الرب أشرق عليك فإن الظلمة (الجهل والكفر) تغطى الأرض والأمم. ولكن يشرق نور الرب عليك ويرى مجده عليك فتسير الأمم في النور الذى أنُزل إليك والملوك في ضياء الإشراق الذى منحه الله لك. وسوف تغطيك أعداد الجمال الكثيرة جمال الشام (مدين) وعيفة، كلها تخضع لك وتأتى من شيبا (اليمن) تحمل ذهباً وبخوراً. كل أفراد قريش (غنم قيدار) تجتمع إليك وباقى العرب (أكباش بنايوت) تخدمك. وعند أداء فريضة الحج على جبل عرفات أقبلها وأغفر لها (تصعد مقبولة على مذبحى). وسوف تكون الكعبة الشريفة هى قبلة المؤمنين فهى أول بيت وضع للناس (وسوف أعظم بين مجدى)(*) انتبهوا: إن الوحى من جهة بلاد العرب، في الوعر في بلاد العرب حيث تمر قوافل الدادانيين. وسيهاجر الرسول من أمام المؤامرة لقتله والقضاء على الرسالة. يا سكان الحجاز (تيماء) هاتوا ماء لملاقاته فإنه سيكون عطشاناً من الرحلة، وأوفوا هذا المهاجر بخبزه فإنه وصاحبه قد هربوا من أمام القوس المشدود ومن أمام شدة الحرب عليه هكذا قال الرب في مدة سنة (كسنة الأجير) يسقط كل مجد قريش (تنهزم قيدار) (فى معركة بدر) بعد سنة من هجرة الرسول عليه السلام وبقية صناديد قريش تضمحل (بقية الأقواس من بين قيدار تضمحل) وسوف أزلزل كل الأمم وأعطيهم محمداً رسولاً ليبشرهم أن مجد ذلك البيت (البيت الحرام) (الكعبة) سيبقى ويكون أطول عمراً من مجد (الهيكل). وفى ذلك البيت الأخير أعطى السلام فمن دخله كان آمناً هكذا قال رب الجموع. وسوف أرسل رسولى فيمهد طريق الإيمان إلىّ (أمامى). وسوف يأتى فجأة (يسرى به) إلى مكان في القدس (المسجد الأقصى) إنه السيد (الرسول) الذى تنتظرونه وتطلبونه (النبى الأممى)(**) رسول العهد (الأخير) الذى تسرون به إنه سوف يأتى هكذا قال رب الجموع. إن الله ينبئك يا موسى بأنه سيقيم لهم نبياً من أخوتهم (أبناء عمومتكم العرب) فهو سيكون مثلك وأجعل كلامى في فمه. فلن يزول الصولجان (السلطة) والتشريع (الشريعة) من بنى إسرائيل (يهوذا) حتى يأتى الشخص الذى تخصه هذه الصفات. ويستطيع أن يقيم السلطان الأبدى والشريعة المضيئة (الشايلوه) الشخص الذى يخصه ذلك ويكون خضوع الأمم له. وسوف أقضى على إمبراطورية الظلم والكفر (الوحش الرابع) بالدمار وأدعو إلى حضرتى ابن الإنسان (البرناشا) وأعطيه السلطان والمجد ليقضى على الشر والكفر والإلحاد ويكون له المجد وتخضع له الشعوب والأمم والألسنة إلى الأبد، فمن أراد أن يحفظ ما أُنزل عليه من كلام الله (قرآن كريم) عليه أن يتعلم لغته. نعم تكون أمته هى الأمة التى تقدس الله العلى القدير وتدين له بالوحدانية لا تشرك به أحداً. إن المملكة والسلطان تحت كل السماء سوف تعطى لعباد الله تعالى وأوليائه المؤمنين به حقاً وسيكون الملكوت أبديا حتى قيام الساعة يقدسون الله وحده ويسلمون على رسول الله محمد يدعون له بالثواب أن هداهم إلى عبادة الله الواحد الأحد الديان. إن السياق السابق ليس قطعة نثرية من الكاتب أو غيره، كما أنه لا يعد سرداً نثرياً لسيرة محمد رسول الله، أو اقتباساً من التاريخ، وكذلك لا يعتبر إسقاطًا للنبوءات على الواقع أو الأحداث التى وقعت أو التى ستقع. السياق السابق هو كتابة للنبوءات في العهد القديم تتابعاً وبنفس اللغة العربية ولكن مع تعريب بعض الكلمات مثل: الشالوم وهو السلام، وفك بعض الرموز مثل غنم قيدار وكباش بنايوت فهما يرمزان إلى قبيلة قريش العربية وباقى العرب. لم يكن أيضا التنبؤ بزوال السلطة وقوة التشريع من بنى إسرائيل سوى محطة أخرى توضح مدى تطابق النبوءات مع السلطة وقوة الشريعة التى أعطيت لنبى المسلمين محمد رسول الله. لقد تم التنبؤ بكل ما سيحدث، وحدث ذلك فعلاً ببعثة محمد رسول الله ودخول العرب وغيرهم في الإسلام ليكونوا عشرات الآلاف من المؤمنين الذين يقفون مع رسول الله محمد على جبل عرفات في حجة الوداع وهو يتلو عليهم آخر وحى نزل عليه من رب العالمين اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً (سورة المائدة الآية 3) إن رحلة الإسراء لرسول الله محمد من مكة إلى القدس لم تكن سوى نبوءة ملاخى 3/1 والوحى الذى نزل على رسول الله محمد ودعوته إلى وحدانية الله بين الوثنيين وأهل الكتاب في مكة ويثرب، واضطهاد الوثنيين له حتى اضطر إلى الفرار والهجرة إلى يثرب لم تكن سوى نبوءة أشعيا 21/13-17. لقد استقبل أهل يثرب هذا الرسول الكريم المجهد من عناء السفر بالحفاوة والتكريم وتم بعد سنة من هذه الهجرة معركة بدر انتصر فيها رسول الله محمد وأصحابه من المؤمنين على الطغاة والوثنيين من قريش وانكسرت قريش، وبدأت باقى القبائل من العرب تدرك أن مجد قريش قد اضمحل وأن رسالة الإسلام هى التى ستنتصر، وإذا كان العرب وغيرهم من المسلمين ينادون للصلاة خمس مرات في اليوم والليلة في الجزيرة العربية وفى كل القارات الخمس المعروفة (والتى تسبح أيضا في وسط المياه كأنها جزر) بأن الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمداً رسول الله. لقد هتفت الصحراء والمدن، حتى سكان الجبال .. الجميع يهتف ويمجد الرسول ويعلنون أن الله واحد وأن محمدًا رسول الله في كل مكان. نعم إن النبى الذى ينادى بالسلام ويؤسس مملكة الله في الأرض ليعبد الله وحده لا يشرك به، لهذا ستعطى المملكة والسلطان لأوليائه وسيكون ملكوت الله في الأرض أبدياً حتى تقوم الساعة يخدمه ويطيعه جميع المؤمنين. لقد استطعنا من خلال قراءة اثنتى عشر نبوءة كاملة في العهد القديم أن نصل إلى سرد أحداث حدثت لبعثة رسول الله محمد والنتائج التى وصل إليها. لم نجد أى رسول آخر وقعت له كل هذه الوقائع التى أثبتها التاريخ وسجلتها الكتب. إن تحقق النبوءات بهذا الشكل الواضح والكامل يجعل المسلمين ينظرون بالكثير من الدهشة لهؤلاء الذين ينكرون وجود نبوءة عن رسول الله محمد أو الذين يّدعُون أن هذه النبوءات تخص رسولاً آخر ولم يدللوا من خلال وقائع التاريخ والأحداث على تحقق هذه النبوءات فيه. وأما الآخرون الذين يّدعون أن هذه النبوءات لم تتحقق بعد فقد أغفلوا الأحداث الواضحة وآثروا الإنكار بدلاً من الإقرار بالحقيقة. على الجانب الآخر يوجد الفهم المسيحى لهذه النبوءات والتى تدعى أن بعض هذه النبوءات إنما يخص السيد المسيح عليه السلام، ولقد كانت النبوءة في سفر التثنية 18/18 (أقيم لهم نبياً من وسط أخوتهم مثلك، وأجعل كلامى في فمه)، هذه النبوءة يعتبرها المسيحيون أنها إبلاغ من الله العلى القدير لسيدنا موسى عليه السلام على أن هناك رسولاً نبياً سيأتى إلى الناس مثل سيدنا موسى من بين أخوتهم، ولهذا فإن السيد المسيح عليه السلام هو المقصود بهذه النبوءة. ويختلف هذا الفهم المعتمد على كلمة أخوتهم دون باقى النبوءة عن فهم المسلمين لها. لا يوجد تشابه بين السيد المسيح عليه السلام وبين سيدنا موسى ولذا يحتج المسلمون بأن السيد المسيح عليه السلام الذى ولد ولادة معجزة من أم فقط هى السيدة العذراء مريم عليها السلام والذى تكلم في المهد صبيا والذى أيده الله بالمعجزات والذى لم يتزوج والذى لم يمت ويدفن في الأرض. لا يمكن أن يكون مثل سيدنا موسى عليه السلام الذى ولد من أب وأم والذى تزوج وأنجب والذى أيده الله بالمعجزات والذى مات ودفن في الأرض. إلا أن سيدنا موسى عليه السلام أيضا عمل بحرفة الرعى لفترات من عمره ثم اصطفاه الله جل في علاه بالرسالة ليهدى بنى إسرائيل وفرعون وقومه. يقول المسلمون: إن أوجه التشابه بين سيدنا محمد رسول الله عليه السلام وسيدنا موسى رسول الله عليه السلام تمثل أكثر من 90% من الأحوال والأفعال. لقد فر كل من سيدنا محمد وسيدنا موسى عليهما السلام من بطش الكافرين، وولدا لأب وأم، ورعيا الغنم لفترات من عمرهما وأيدهما الله بالمعجزات، وماتا ودفنا بالأرض ولم يدعى أيا من أتباعهما أنهما إله أو ابن إله، وإنهما تزوجا النساء وأنجبا الأبناء في حياتهما، ولم تسمى الديانة باسم واحد منهما الموسوية أو المحمدية. أما ما جاء في النبوءة (من بين أخوتهم) فإنه من المعروف أن بنى إسرائيل والعرب هما أبناء عمومة ينتسبان إلى إسحاق وإسماعيل ابنى إبراهيم عليهم جميعاً السلام، ولذا فقد وجد المسلمون أن هذه النبوءة تنطبق تمام الانطباق على سيدنا محمد عليه السلام ولا تخص السيد المسيح عليه السلام. مع العلم أن النبوءة في سفر التكوين 49/10 تنبئ بزوال السلطة والشريعة من بنى إسرائيل وتنتقل إلى شخص آخر يخصه هذا الأمر وتخضع له الأمم. وإزء ذلك يعتقد البعض من المسيحيين أن هذه النبوءة أيضًا تنبئ عن قدوم السيد المسيح عليه السلام. إلا أن السيد المسيح عليه السلام لم تكن له سلطة دنيوية على الأمم الموجودة في ذلك الوقت، بل حتى لم تكن له سلطة على بنى إسرائيل أنفسهم وإنما كان يقول لهم: إنه مبعوث ليهدى الخراف الضالة من بنى إسرائيل (وما أكثرهم حتى الآن) وقال أيضًا: دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله. ولم يقل السيد المسيح أنه أتى لينقض الناموس بل ليكمله. إن الشريعة مازالت هى شريعة الديانة اليهودية ومازال السبت هو اليوم المقدس عند اليهود وعند السيد المسيح عليه السلام. الذى عطل عطلة السبت هو الإمبراطور الرومانى قسطنطين الملقب بالأكبر بعد أكثر من 325 سنة من الميلاد. والذى أزال السلطة من اليهود ونسخ بعض أحكام التشريع اليهودى وأباح لهم بعض ما حرم عليهم من خلال الشريعة التى أنزلها عليه الله تبارك وتعالى هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أيضًا الذى جُعل له يوم الجمعة يوم العطلة للمؤمنين بدلاً من يوم السبت الذى تحايل عليه اليهود المرة تلو الأخرى. ويعتبر يوم الجمعة أيضًا عند المسلمين والمؤمنين يوم مبارك تستطيع أن تؤدى فيه كافة ما تتطلبه الحياة منك، فقط صلاة الجمعة جماعةً هى فرض عين على كل مسلم بالغ قادر. ولهذا أيضًا يوجد لدى المسلمين الحجج والبراهين على أن هذه النبوءة تخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا تخص السيد المسيح عليه السلام. في حين يحتج البعض بأن كلمة "شايلوه" لا تدل على ذلك ولم يذكر لنا على مفهوم كلمة "شايلوه" لأنها إذا ظلت مبهمة هكذا فإنها تجعل النبوءة غير ذات معنى. و(*) البروفيسور عبد الواحد داوود كاهن (أرمنيا سابقاً)(**) قد وجد في الترجمة السريانية أن كلمة "شايلوه" قد ترجمت إلى ما معناه بالعربية: الشخص الذى يخصه. لذا وجد المفسرون من المسلمين لهذه النبوءة أن السلطة التى أعطيت لسيدنا محمد رسول الله على اتباعه في مجتمع المدينة (يثرب) وما حولها والشريعة التى نسخت الشرائع اليهودية في الميراث والزواج والطلاق وعدد الزوجات والسبت .. إلخ كل ذلك كان لرسول الله محمد عليه السلام وليس لسيدنا المسيح عليه السلام، ليس لشئ أكثر من أنه الشخص الذى يخصه السلطة والتشريع. والنبوءة في سفر إشعيا 21/13-17 واضحة تمام الوضوح لدى المسلمين. فهى تبدأ بأنه سينزل الوحى إلى رسول في بلاد العرب في منطقة وعرة وقاسية التضاريس وأن هذا الرسول سيكون في المنطقة الوعرة تلك حيث تمر قوافل الدادانيين (بلاد الحجاز). ثم تبدأ النبوءة في سرد وقائع ستحدث لهذا النبى من هجرة وفرار من القتل والمؤامرة، ثم انتصاره على قبيلة قريش (بنى قيدار) بعد سنة من الهجرة، لم يحدث لسيدنا المسيح عليه السلام أن هاجر وقابله أبناء منطقة تيماء (الحجاز) بالماء والخبز ولم يحدث له بعد الهجرة بسنة وفراره من القتل أن حارب بنى قيدار (قبيلة قريش) وهزمها. فإذا لم تكن هذه النبوءة تخص السيد المسيح عليه السلام ولا تخص محمداً عليه السلام فمن تخصه إذاً؟! هذه النبوءة تنطبق تمام الانطباق على سيرة سيدنا محمد عليه السلام. ويحتج البعض أيضًا بأن تيماء ليست يثرب وأن هذه النبوءة ربما لم تتحقق بعد وغير ذلك من الأقاويل التى لا تسمن ولا تغنى من جوع وتحول النبوءة إلى نبوءة غير ذات معنى ! وإشعيا 42/11-13 لم يترك النبوءة السابقة إلا وأكملها حتى تتضح الصورة. فهذا الرسول أو السيد - كما تحدث عنه إشعيا وتنبأت عنه النبوءة -سيعلن حمده في الجزر (الجزيرة العربية) أو القارات (فهى أيضا جزر في الماء) إن آذان المسلمين: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد في الصلاة هى ذلك الإعلان بحمده (مدحه والثناء عليه). إن الصحارى والمدن ومكة (المنطقة التى سكنها بنى قيدار) تهتف وتترنم باسمه، كان رسول الله محمد محارباً وداعياً إلى وحدانية الله العلى القدير وقد استطاع أن يسيطر على أعدائه. لا نستطيع أن نقفز لنقول أن هناك رسولاً آخر قد ترنمت له مكة أو رفع الآذان والصلاة والسلام عليه بالصوت المجاهر في كل مكان بالأرض. وفى نبوءة إشعيا (60/1-2، 6-7) تحدث عن ذلك السيد أو الرسول الذى ستتبعه كل قريش (غنم قيدار) ثم العرب سيكونون من أتباعه المخلصين (أكباش بنايوت)، وأن المؤمنين حينما يصعدون على جبل عرفات (تصعد مقبولة على مذبحى) لأداء فريضة الحج سيقبلهم الله جل في علاه ويغفر لهم. وفى آخر جزء من النبوءة يعلم البشرية أن بيت الله الحرام (الكعبة) سوف يعظمه الله فيكون قبلة للمؤمنين ويكون حرماً آمناً من دخله فهو سالم آمن على نفسه، لا يستطيع أحد أن يحتج بأن هذه النبوءة أيضًا لا تخص سيدنا محمد رسول الله فلم يوجد رسول آخر اتبعته كل قبيلة قريش وكل العرب. كما لا نستطيع أن نعتبر أن الهيكل الذى يقدسه اليهود تختصه هذه النبوءة فالهيكل دُمِّر تماماً ولم يعد أحد يعرف مكانه بالضبط في سنة 70 م على يد الإمبراطور الرومانى تيطوس. لقد أوضحت النبوءة في سفر التثنية 33/2 أن الرسالة أنزلت على سيدنا موسى عليه السلام في سيناء وأن الرسالة أنزلت على سيدنا المسيح عيسى ابن مريم في فلسطين وأن الرسالة أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في منطقة الحجاز، وأن سيدنا محمدًا رسول الله سيكون معه عشرات آلاف من المؤمنين (وهذا حدث بالفعل في حجة الوداع) (120000 مائة وعشرون ألفًا وفى قول آخر مائة وأربعة وأربعون ألفًا) وستكون معه الشريعة الواضحة (المشعة) في يده اليمنى (وهو أيضا ما حدث بالفعل)، وأنزلت آخر الآيات في القرآن الكريم على سيدنا محمد رسول الله ( في حجة الوداع أيضا) قال تعالى: اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً (سورة المائدة آية 3) يحتج البعض من المسيحيين بأن هذه النبوءة لا تخص محمدًا رسول الله عليه السلام وإنما تخص سيدنا موسى أو سيدنا عيسى عليهما السلام. الحجة المساقة في ذلك أن سيدنا موسى هو الذى أنزلت عليه التوراة في سيناء أما منطقة ساعير فهى تبعد عن القدس مئة ميل وأما منطقة فاران فبعضهم يقول: إنها في سيناء والبعض الآخر يدعى أنها تبعد عن مكة أكثر من خمسمائة ميل! أما الكتاب المقدس فيخبرنا أن إسماعيل وأبناءه هم الذين سكنوا برية فاران فنجد في سفر التكوين 21/21 (.. وسكن بريه فاران .. )(*). أولاد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام هم الذين سكنوا فاران وليس بنى إسرائيل هكذا أخبرنا العهد القديم أن القدوس (القديس – الرسول) من جبل فاران (ولكن السيد المسيح من بيت لحم)، متى 2/1 (ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية..). وأبناء إسماعيل العرب سكنوا ومازالوا يسكنوا الجزيرة العربية والحجاز – فاران منطقة في بلاد العرب إنها على الأخص منطقة الحجاز – نعم رسول الله محمد من منطقة الحجاز لا نستطيع ولا يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة. هل نصدق العهد القديم أم الفهم المسيحى للنبوءة؟! وفى سفر حجى 2/7-9 منقولاً للعربية من العهد القديم باللغة العبرية الأصلية (فى يافو حمده كول ها جوييم) والتى تعنى باللغة العربية حرفيا وسوف (يأتى حمده(*) لكل الأمم) وكلمة حمده تعنى أحمد أو محمد. ولا نستطيع أن نعتبر النبوءة تخص شخصاً آخر لا يسمى محمد أو أحمد كما لا نستطيع أن نعتبر الترجمة الموجودة لهذا النص (وسوف أعطى الأمنية لكل الأمم)، حيث إن كلمة الأمنية لا تدل على شئ فعلى واقعى قابل للحدوث فعن أى أمنية تتحدث هذه الترجمة وعن أى أمة؟! يحتج الفهم المسيحى بأن سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام هو تلك الأمنية وقد بعثه الله تبارك وتعالى، وعلى ذلك فقد تحققت هذه النبوءة في سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وتحققت أيضا لبعثته وإيمان الكثير من الأمم به. لكنَّ هذا الفهم يصطدم بالحاجز المسيحى نفسه والذى يفهم حقيقة السيد المسيح عليه السلام أنه حمل الرب وأنه تم الفداء به ليحمل الخطيئة عن البشرية وأنه أيضًا هو الأقنوم الثانى للأب (الله). إذا كان السيد المسيح هو الرحمة المهداة من رب العالمين إلى البشرية وهو أيضا الأقنوم الثانى فهو الأمنية للبشر. حتى أن الترجمة من اللغة العبرية التى كتبت بها التوراة والعهد القديم لتقول حمده وليس الأمنية ولا ندرى من نصدق اللغة الأصلية (حمده) كما يصدق النبوءة المسلمون أم (الأمنية) في الترجمة كما يصدق النبوءة المسيحيون؟ وسفر ملاخى 3/1 يتنبأ بوصول رسول إلى الهيكل فجأة وأن هذا الرسول هو النبى الذى ينتظره بنى إسرائيل الذى يحمل معه العهد الذى يدخل السرور عليهم. يفهم المسلمون هذه النبوءة أنها بشرت برحلة الإسراء التى حدثت لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حيث أسرى به ليلاً من المسجد الحرام (الكعبة) إلى المسجد الأقصى (القدس). لقد أسرى بسيدنا محمد رسول الله في زيارة مفاجئة للجميع ولم تكن ضمن توقعاته إلى القدس (أورشليم) ليصلى في المسجد الأقصى. والمسيحيون يفهمون هذه النبوءة على أنها للسيد المسيح عليه السلام، رغم أنه لم يذكر لنا أي من الأناجيل الأربعة(*) المعتمدة أن السيد المسيح قد زار الهيكل فجأة. إنه كان يعيش في الناصرة والخليل وبيت لحم والقدس (أورشليم) متنقلاً بينهم ولا يوجد في الأمر أى مفاجئة إنه يعيش في هذه المنطقة وهو كيهودى دخل الهيكل مرات عديدة وتم ختانه فيه وهو صغير، وسيدنا موسى عليه السلام لم يدخل أورشليم ولم يحدث أنه زار الهيكل أو حتى أورشليم فجأة. فإذا لم تكن هذه النبوءة تخص سيدنا موسى عليه السلام وهى كذلك وإذا كانت لا تخص السيد المسيح عليه السلام كما في الفهم الإسلامى وكذلك لم تخص سيدنا محمدًا رسول الله كما في الفهم المسيحى. فعن أى رسول تتحدث هذه النبوءة؟! إن إنكار أن رسول الله محمدًا هو المعنى بتلك النبوءة يجعلها غير ذات معنى، فالسيد المسيح عليه السلام لم يزر الهيكل فجأة ولم يكن هناك رسل آخرون زاروا الهيكل فجأة عدا رسول الله محمدًا عليه السلام. ورؤيا دانيال 7/14 أوضحت من هو القرن الصغير(*) الذى يتفوه بعبارات الكفر والإلحاد. يقول البروفيسور عبد الواحد داوود: إن الإمبراطور الرومانى هو الذى أقر عقيدة التثليث وأنه هو الذى بدل وغير الشرائع اليهودية وأنه هو الذى غير يوم العطلة من السبت إلى الأحد لأنه يوم العطلة الرومانية وأنه هو الذى أقر وأمر بأن تكون مقررات مجمع نيقة 325م هى الواجبة النفاذ بأن يوجد أب وابن وروح قدس ثلاثة أقانيم. كل هذه المفاهيم التى لم تكن ليعترف بها اليهود أو المسلمون الذين يقرون بالله الواحد، سوى العبارات التى نطق بها القرن الصغير والذى تطاول على الذات العليا لله. (**)يقول الفيلسوف روجيه جارودى: لقد اعتنقت الكنيسة آنذاك الفكر الرومانى بدلاً من أن يعتنق الرومان فكر السيد المسيح. ولكن هذه الرؤيا تنبأت بأن هذا القرن الذى يتفوه بعبارات الكفر يظل حياً حتى يؤتى (بابن الإنسان) (الرسول الإنسان) فيتلقى السلطة والمجد والملك لتخضع له الشعوب والأمم ويظهر الحق ويبين للناس الحقيقة ويدحض الافتراء، يفهم المسلمون ذلك بأن رسول الله محمدًا عليه السلام هو الذى أتى بالحجة الدامغة على وحدانية الله وأنه لم يلد ولم يولد ولا يوجد أى من خلائقه مساوياً له. لقد نقض رسول الله محمد عليه السلام فكرة التثليث والفداء والحمل والقربان المقدس وأن البشر يأكلون ويشربون من جسد الله بالحجة والبرهان وأن وجود آلهة أو شركاء لله في خلقه كان الأحرى به أن يفسد السموات والأرض ولذهب كل إله بما خلق. إن القضية الإيمانية لدى المسلمين هى عبادة من خلق السموات والأرض وما بينهما وما فيهما. لا يتدخل المسلم في محاولة فهم الذات الإلهية وما هى وما كينونتها، فمحاولة الفهم العقلى لقضية ما وراء الطبيعة ستؤدى بالضرورة إلى إما الفشل أو الهرطقة.لا يستطيع العقل أن يفهم ويدرك ذات من خلقه لأن الخالق سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ، أما العقل فهو قاصر لا يدل إلا على قاصر مثله كما قال رينيه جينوا المفكر والفيلسوف الفرنسى(*)، الذى أسلم وسمى نفسه عبد الواحد يحيى. ولقد تنبأ سيدنا داوود عليه السلام بالسيد أو الأدوان في المزمور 110 حيث تنبأ وقال: قال يهوه لسيدى اجلس على يمينى حتى أجعل أعداءك مسنداً لقدميك(**). ويعتبر المسلمون هذه النبوءة تختص برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فهو الذى أخضع أعداءه وسيطر عليهم وهو شفيع الأمة الإسلامية والمؤمنين، بينما الفهم المسيحى لهذه النبوءة بأنها تختص بالسيد المسيح عليه السلام. الواقع أن السيد المسيح عليه السلام لم تخضع له الأمم حال حياته ولم يجعل أعداءه تحت قدميه أيضا في حياته. إلا أن الحاجز الآخر الذى يقف أمام ذلك أن السيد المسيح عليه السلام أحد أبناء سيدنا داوود (من سلالة سيدنا داوود) فكيف يدعوه سيدنا داوود بسيدى؟! وإذا كانت النبوءة كما هى مترجمة في الكتاب المقدس (قال الرب لربى) فأى رب قال للآخر! إن اعتبار السيد المسيح ابنًا لداوود كما هو مذكور بالعهد الجديد ثم ادعاء أن سيدنا داوود يخاطبه بسيدى أمر يدعو إلى المزيد من الدهشة؟ وإذا كان المسيح عليه السلام هو الأقنوم الثانى في الفهم المسيحى فكيف أصبح أعداؤه مسنداً لقدمه بالرغم من أنهم نجحوا في صلب السيد المسيح كما في المفهوم المسيحى أيضا. إن الفهم لهذه النبوءة أنها تخص رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ترفع هذا التشكك والغموض والتضارب بين الفهم الآخر وبين ما حدث فعلاً على أرض الواقع. ولهذا كانت النبوءة في سفر دانيال 7/22، 27 أن المملكة والسلطان تحت كل السماء سوف تعطى لعباد الله وأوليائه (جميع المؤمنين الموحدين بالله في كل الأديان) وستكون عبادة الله الواحد الأحد حتى يوم القيامة. قد نكون وصلنا إلى علم بالنبوءات من عدة مفاهيم. لكن أميل زولا له رأى آخر هل يَعِد العلم بالسعادة؟ لا أظن ذلك إنه يَعِد بالحقيقة والسؤالُ هو هل ستجعلنا الحقيقة فقط سعداء؟؟ يقول الله تعالى في القرآن الكريم: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (سورة البقرة آية 146). 3- نبوءات العهد الجديد 1- يوحنا 1/19-25: وهذه هى شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت؟ فاعترف ولم ينكر وأقر أنى لست المسيح. فسألوه إذا ماذا؟ إيليا أنت. فقال: لست أنا. النبى أنت؟ فأجاب: لا. فقالوا له: من أنت لنعطى جواباً للذين أرسلونا. ماذا تقول عن نفسك. قال أنا صوت صارخ في البرية قوّموا طريق الرب كما قال إشعيا النبى. وكان المرسلون من الفريسيين. فسألوه وقالوا له: فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبى. أجابهم يوحنا قائلا: إن أعمد بماء، ولكن في وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه، هو الذى يأتى بعدى الذى صار قدامى.. الذى لست بمستحق أن أحل سيور حذائه. هذا كان في بيت عبره في عبر الأردن حيث كان يوحنا يعمد. 2- يوحنا 14/16: وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا (برقليطوس)(*) آخر ليمكث معكم إلى الأبد. 3- يوحنا 16/13: وأما متى جاء ذاك روح الحق (البرقليطوس)(*) فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. لم تكن شهادتا يوحنا المعمدان حينما سأله الأويين والفريسيين سوى إقرار منه بأنه ليس المسيح وليس إيليا وليس أيضا النبى. وإذا كان الأمر كذلك فإن بنى إسرائيل كانوا ينتظرون واحداً من الثلاثة الذين سألوا يوحنا المعمدان عنهم. لقد أخفق أغلب بنى إسرائيل في التعرف على سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بالرغم من أنهم ينتظرونه. وأخفقوا بعدها بستة قرون في التعرف على النبى ويبدو أنهم أيضا لم يتعرفوا على إيليا الذى لابد له أن يسبق المسيح عليه السلام. النبوءة موجودة وواضحة ولكن البشر هم الذين يتعمدون الغموض والمراوغة، السيد المسيح عليه السلام بينهم مؤيداً بالمعجزات من الله العلى القدير وهم يسألون يوحنا المعمدان هل أنت المسيح؟! ويجيبهم بالنفى، ويسألون المسيح: هل أنت المسيح؟! (وهو بينهم) ويجيبهم بالإيجاب ولكنهم يرفضون التصديق! النبوءة تتحقق أمامهم ولكنهم يرمون السيد المسيح عيسى ابن مريم بالتجديف والهرطقة ويحاولون أن يقتلوه؟! إن الغباء قد يكون من صفات الإنسان بلا شك ولكن ليس لهذه الدرجة! نعود إلى باقى النبوءة التى تحمل الأسئلة الثلاث .. هل أنت النبى. فإذا كان الادعاء بعدم المعرفة بذلك النبى فما الفائدة من النبوءة؟! وما الفائدة من السؤال؟! وإذا كانت المعرفة بذلك النبى فلماذا الصمت؟! ولكن السيد المسيح عيسى ابن مريم يدرك أن تلاميذه واليهود المعاندين لا يدركون حقيقة النبوءة، يعلن السيد المسيح عليه السلام (الذى لم يقرر أنه النبى الذى سأل عنه بنو إسرائيل يوحنا المعمدان) يعلن لتلاميذه أنه سيطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر فيمكث معكم إلى الأبد. وأنه متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ويبدو أن غالبيتهم لم يفهم وظلوا كذلك بل ورثت بعض الأجيال بعدهم عدم الفهم هذا ! لقد أصبحوا نتيجة العبث بالترجمة من اللغة الأصلية إلى اللغات الأخرى أكثر غموضاً. إن كلمة المعزى ليست البرقليطوس في اللغة اليونانية أما كلمة آخر فهى تعنى أن هناك أشخاصًا آخرين أو عدة معزيين آخرين. ولقد أغفل الكثير من المترجمين أن كلمة برقليطوس اليونانية تعنى الممدوح أو الأكثر مدحاً أو الأكثر تحميداً: محمداً(*) بالعربية. إلا أن النبوءة التى تنبأ بها سيدنا المسيح عيسى ابن مريم قرر المترجمون أن يجعلوها غامضة وغير ذات معنى بترجمة برقليطوس آخر إلى معزياً آخر ولينتظر العالم هذا المعزى الذى نستطيع إنكاره بأن صفة العزاء ليست له! إن نبوءة السيد المسيح عليه السلام بإرسال الله رسولاً آخر اسمه محمد صحيحة تماماً لأنه هو الذى سيرشد العالم إلى كل الحق والحقيقة فهو لا يتكلم من نفسه بل يوحى إليه فيتكلم بالحق ويخبر الناس بكل ما سيأتى. لهذا نستطيع قراءة النبوءات في العهد الجديد كما يأتى: لقد أنكر سيدنا يوحنا المعمدان أنه المسيح أو إيليا أو النبى المنتظر. ولكن أقر وأخبرهم بأن المسيح بينهم وليزدادوا ثقة ذهبوا وسألوا السيد المسيح عليه السلام: هل أنت المسيح؟ وعندما أجاب بالإيجاب آمن بعضهم وأنكر أغلبهم، ثم أرسل له يوحنا المعمدان يسأل السيد المسيح هل أنت المسيح أم النبى المنتظر فأجاب المسيح بأنه المسيح عليه السلام. ووجد السيد المسيح أن هناك غموضاً والتباساً فأخبر تلاميذه أنه سوف يرحل ويطلب من الله أن يرسل رسوله (النبى الممدوح) الذى ستظل آثاره وكلماته بينهم إلى الأبد. وأن هذا الرسول سوف يرشد العالم إلى الحقيقة بأن الله واحد لا شريك له وأنه يوحى إليه فيتكلم ويقول الحق ويخبرهم بأمور الدنيا والآخرة. يقول البروفيسور عبد الواحد داوود(*): وحتى نفهم معنى المعزى هنا (فى نبوءة السيد المسيح عليه السلام) لا يوجد أمامنا سوى أن تنقل هذه العبارة من اللغة اليونانية حيث كتبت كالآتى: (وسوف أطلب من الأب، وسوف يعطيكم برقليطا آخر يبقى معكم إلى الآبد) (يوحنا 14/16) وكلمة برقليط باليونانية لا تعنى معزيا ولا وسيطاً فالمسيح لم يستخدم كلمة باركالون (Perakalon). كما أن فكرة المعزى أو الوسيط ليست مقبولة أصلاً من السيد المسيح عليه السلام فقد نصح اتباعه أن يدخلوا إلى بيوتهم ويغلقوا الأبواب ويصلوا إلى الله سراً وعند ذلك فقط يستمع أباهم الذى في السماء لصلواتهم ويستجيب لدعائهم. واستطرد قائلاً: إن كلمة برقليطوس تعنى من الناحية اللغوية (الأمجد والأشهر والمستحق للمديح) وهو ما يعنى تماماً الاسم أحمد باللغة العربية أى الأكثر ثناءً وتحميداً. ولا نستطيع أن نتعامل مع كلمة برقليطوس على أنها تعنى الروح القدس وإلا فإن كلمة (آخر) التى بعدها تعنى أن هناك العديد من الأرواح القدس مما يزيد الأمور تناقضًا أكثر مما هى عليه باعتبار أن الروح القدس قد انبعثت من الأب والابن؟! إن محاولة التغرير من خلال التلاعب أو عدم القدرة الجيدة على الترجمة من اللغة الأصلية يجعلها غير ذات معنى. وإذا كان المسلمون يحترمون ويجلون السيد المسيح عليه السلام ويؤمنون بما أنُزل عليه من الله فإننا بصدد أن نتحاشى هذا الموقف باقتفاء أثر كلمات السيد المسيح حتى تكون نبوءته مصدر إلهام ورؤية للمؤمنين حقاً بما قال وبما فعل. وحاشا لله أن نكون من هؤلاء الذين يدعون أنهم يؤمنون بالرسل ثم يبطلون أقوالهم وتعاليمهم ونبوءاتهم إما بالتحريف أو بالجهل بالترجمة والمعانى. وبذلك نقف أمام وجهة من اثنين لا ثالث لهما الأول: أن هذه النبوءة قد تحققت وأن هذا البرقليطوس أو البرقليط الآخر قد جاء. والثانى: أنها لم تتحقق حتى الآن وعلى من يعتنق ذلك أن يقيم الدليل. أما الادعاء بأن كلمة برقليط أو برقليطوس تعنى روح الحق أو روح القدس فهى لا تبقى ولا تذر وحاشا لله أن يكون كذلك فهل هناك عدة أرواح حق؟ وهل هناك روح حق آخر؟! إن النبوءة تحمل إلينا بشرى بأن السيد المسيح عليه السلام عندما يذهب إلى الله سيرسل الله الأكثر حمداً آخر (برقليطوس) (برقليط) (رسول آخر). إن السيد المسيح عليه السلام يتحدث هنا عن نفسه كرسول. عند ذهابه إلى الله سيؤدى ذلك إلى أن يبعث الله للبشرية وتلاميذه رسولاً آخر (النبى الممدوح) تبقى كلمات الله المنزلة عليه معهم إلى الأبد وتبقى آثاره وسيرته منارة لهم أيضًا إلى أن تقوم الساعة ويرشدهم ويهديهم إلى الحق والحقيقة التى لا تستطيع العقول إدراكها بدون رسول من الله يوضحها لهم، لقد تحقق هذا حرفيا في سيدنا محمد رسول الله وفى الكتاب الذى أنزل إليه (القرآن الكريم) الذى مازال موجوداً وسيظل موجوداً إلى الأبد بين أيدينا نحن المسلمين لا يمسه التبديل ولا التحريف. إلا أن الروح القدس تأخذ اتجاهاً آخر في المعتقدات المسيحية، حيث يُعتبر كل من تعمد في الكنيسة ونال البركة أن روح القدس قد حلت عليه وأنه قد أصبح مقدساً. ولا نريد أن ننكر على البشر اعتبار أنفسهم مقدسين أو من ذى الأرواح المقدسة أو غير ذلك فكل وشأنه أما أن يعتبر ذلك من قبيل الاستعلاء على باقى البشر فذلك ما نريد أن نتجنبه ونتحاشاه. وحتى لا نصطدم بتلك الرؤية المسيحية الخاصة والتى تقف أمامها حواجز وموانع كثيرة لقبولها على أرض الواقع فإن غير المسيحيين لا يستطيعون قبول الزعيم النازى هتلر أو الرئيس الأمريكى هارى ترومان اللذين ارتكبا مذابح بشرية في الحرب العالمية الثانية من ذوى الأرواح والأجساد المقدسة نتيجة لتعميدهما؟! إن الأمثلة السابقة على سبيل المثال لا الحصر وإذا أردنا الحصر فإن المجلدات لن تتسع لأسماء هؤلاء المنتسبين إلى المسيحية والمدعين التعميد والتقديس بالأهوال والمذابح التى ارتكبوها تحت مسمى الحرب المقدسة والجسد المقدس و.....! إن الاختلاف الرئيسى بين المسلمين والمسيحيين في فهمهم لطبيعة السيد المسيح يجعل الرفض متبادلاً.. المسلمون يؤمنون بأن السيد المسيح عليه السلام هو رسول من أولى العزم ذو مكانة عالية لديهم ويؤمنون أيضًا أن الله الخالق تبارك وتعالى واحد لا شريك له. إن قوله تعالى قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ العَابِدِينَ (سورة الزخرف آية 81)، يهدى المسلمين إلى أن الله جل في علاه لا يمكن أن يكون له ولد ثم يُخفى على عباده ذلك. لقد قال الرسل جميعاً أن الله واحد لا شريك له فكانت الآيات في سورة الإخلاص واضحة حازمة قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) (سورة الإخلاص الآيات [1-4]) هذا هو مفهوم المسلمين لطبيعة السيد المسيح عليه السلام، ويشاركهم في ذلك أوائل النصارى (المسيحيين) الذين اتبعوا الفهم الأريوسى قبل وبعد مجمع نيقه سنة 325م. إلا أن المعارضة من أصحاب المذاهب الأخرى المنادية بألوهية السيد المسيح وأنه الابن (الأقنوم الثانى) استطاعت أن تتحالف مع العقيدة الرومانية والفكر الهلسنتى لتقمع هؤلاء المتبعين للمذهب الأريوسى. لم يكن القرار والمرسوم الإمبراطورى لقسطنطين الأكبر بعد مقررات مجمع نيقه 325م سوى شرارة البدأ للتنكيل بهؤلاء الأريسيين وجعلهم مضطهدين في ربوع المعمورة المعروفة آنذاك، لقد اعتبر المؤرخون هذا العصر من التنكيل بالمؤمنين بالمذهب الأريوسى عصر الشهداء. وعندما جاءت رسالة الإسلام المنزلة على رسول الله محمد عليه السلام أعطت كامل الحرية في الاختيار، مُذكرةً بأن المسئولية تقع على من اختار في الآخرة لقوله تعالى فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ. (سورة الكهف الآية 39). وكان للسلطان والتشريع الذين أعطيا لرسول الله محمد عليه السلام الوسيلة الصحيحة للوصول إلى الغاية النبيلة، أيها الإنسان لقد خلقك الله تبارك وتعالى لتعبده وحده ولا تشرك به، أنت حر في الاختيار أن تعبد الله وحده أو غير ذلك. لن يكون هناك سلطان على عقيدتك سوى نفسك وستكون حراً تماماً في ذلك. ولكن الثواب والعقاب على ذلك سيكون في الآخرة، إن وجدت خيراً نتيجة إيمانك فلتحمد الله وإن وجدت غير ذلك نتيجة لاختيارك الكفر فلا تلومن إلا نفسك. لقد سمح الله بحرية الاختيار للبشر، وأعطى المؤمنين برسالة التوحيد السلطة والقوة حتى لا يكون للناس على الله حجة أنهم كانوا مستضعفين في الأرض. هذا هو الفهم الإسلامى لقضية الاختيار وهو يناقض تماماً القهر والاضطهاد الذى نزل على رؤوس من خالفوا اختيار أباطرة الرومان بدءًا من نيرون 40م وانتهاء بهرقل عظيم الروم 620م. بل إنه يناقض أيضا كل محاكم التفتيش والاضطهاد للمخالفين لآراء البابا في روما أو كهنته في أى مكان خاضع لسلطانه ولنا في جاليليو المثل والعبرة! ولسنا بصدد مهاجمة آراء ومعتقدات الآخرين، بل نحن بصدد توضيح مفهوم الرسالة الإسلامية والتى سمح الله للبشر بالاختلاف في فهمها والإيمان بها، ولسنا أيضا بصدد من منا أكثر إيماناً من الآخر فالقضية الإيمانية عند المسلمين هى علاقة خاصة بين العبد وربه ليس لمخلوق أن يتدخل فيها قهراً أو إجباراً ولكن من يعرف الحقيقة عليه فقط إعلانها وتوضيحها ثم ليعتنق كل فرد ما يشاء. ولكن إذا قام أحدهم بالتغرير بالبشر تحت دعاوى الإيمان بفهم معين فلنا الحق أن نتصدى له بالحجة والبرهان- بالأسانيد والأدلة- بالحقائق والوقائع، إن هذا المفهوم الإسلامى للدفاع عن الإيمان وحرية الاعتقاد.. للدفاع عن الحقيقة وما يؤمنون به ليس سوى الحق الأول من حقوق الإنسان التى عرفها وأقرها الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ولم يصل إلى جزء ضئيل منها بعض البشر بعقولهم سوى منذ أقل من قرنين من الزمان! 4- رؤيا دانيال ويوحنا اللاهوتى فى هذا الفصل ننقل حرفيا ما جاء في كتاب جورج بوش 1830 (محمد مؤسس إمبراطورية الإسلام والسرسانيين): يقول جورج بوش: على أية حال فإننا لا نشك في أن كتبنا المقدسة قد تنبأت بهذا الدعى الكبير (يقصد سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم)(*) ودينه (يقصد رسالة الإسلام)(*) لكن بمعنى آخر يختلف عما ذكره محمد وأتباعه، فلم تكن كتبنا المقدسة لتغفل التنبؤ بهذا الدين الذى أتى به محمد وهذه الإمبراطورية التى شادها.. بوصفهما سوط عذاب نزل على الكنيسة والعالم المتحضر، لا يمكن تناول ظهور الإسلام وتقدمه وانتشاره بمعزل عن النبوءات التى تنبأت به، لذا قمنا على تخصيص جزء من ملاحق هذا الكتاب لتناول أبرز هذه النبوءات وأكثرها مدعاة للدهشة، فليسمح لنا القارئ بإلقاء نظرة إليها (انتهى جورج بوش ص 178-179 النص الإنجليزى ص 416 الترجمة العربية) ثم أورد الكاتب نبوءات وردت في سفر دانيال وتفسيرها من خلال فكره ورؤيته فقال: التيس العفى (أى القوى) هو ملك اليونان والقرن العظيم الذى بين يديه هو الملك الأول وإذا انكسر قام أربعة عوضًا عنه، تقوم أربعة ممالك من الأمة ولكن ليس في قوته وفى آخر مملكتهم عند تمام المعاصى يقوم ملك جافى الوجه وفاهم الحيل (قادر على فهم التعاليم)، وتعظم قوته لكن ليس بقوته. يهلك عجباً، وينجح ويفعل ويبيد العظماء وشعب القديسين، وبحذاقته ينجح أيضًا المكر في يده ويتعظم بقلبه وفى الاطمئنان يُهلك كثيرين ويقوم على رئيس الرؤساء وبلا يد ينكسر، فرؤيا المساء والصباح التى قيلت هى حق أما أنت فاكتم الرؤية لأنها إلى أيام كثيرة. (انتهى جورج بوش ص 181-182 إنجليزى ص 441 ترجمة عربية). وفسر المؤلف جورج بوش القرن الصغير الذى انبثق من واحد من القرون الأربعة هو محمد والدين المحمدى (المقصود الإسلامى) لأن البطالمة كانوا يحكمون شبه الجزيرة العربية التى خرج منها هذا الدين. وعلى وفق ما ورد في رؤيا دانيال امتد هذا القرن امتدادا كبيراً نحو الجنوب والشرق ونحو أرض المسرة كذلك فعل الدين المحمدى (انتهى المؤلف جورج بوش ص 183-187 إنجليزى ترجمة ص 442-449). وبعد استفاضته في التفصيل والتأليف والتأويل انتقل بنا إلى سفر الرؤيا (9/1-19) الذى يقول: (ثم بوق الملاك الخامس، فرأيت كوكبا قد سقط من السماء إلى الأرض وأعطى مفتاح بئر الهاوية، ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فأظلمت الشمس والأرض من دخان البئر، ومن الدخان خرج جراد على الأرض فأعطى سلطانًا كما لعقارب الأرض سلطان، وقيل له ألا يضر عشب الأرض ولا شيئا أخضر ولا شجرة ما، إلا الناس فقط الذين ليس لهم ختم الله على جباههم، وأعطى إلا أن يقتلهم بل أن يتعذبوا خمسة أشهر وعذابه كعذاب عقرب إذا لدغ إنسان، وفى تلك الأيام سيطلب الناس الموت ولا يجدونه ويرغبون أن يموتوا فيهرب الموت منهم، وشكل الجراد شبه خيل مهيأ للحرب وعلى رؤوسها أكاليل شبه الذهب ووجوه كوجه الناس وكان لها شعر كشعر النساء وكانت أسنانها كأسنان الأسود، وكان لها دروع كدروع من حديد وصوت أجنحتها كصوت مركبات خيل كثير تجرى إلى قتال، ولها أذناب شبه العقارب وكانت في أذنابها شيه حيات أن تؤذى الناس خمسة أشهر، ولها ملاك الهاوية واسمه باللغة العبرية أبدون وله باليونانية اسم ابولين الويل الواحد معنى، هو ذا يأتى ويلانا أيضًا بعد هذا، ثم بوق الملاك السادس فسمعت صوتاً واحداً من أربعة قرون مذبح الذهب الذى أمام الله، قائل للملاك السادس الذى معه البوق فك الأربعة الملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات، فانفك الأربعة الملائكة المعدون للساعة واليوم والسنة لكى يقتلوا ثلث الناس، وعد جيوش الفرسان مئتا ألف ألف (200000000) وأنا سمعت عددهم. وهكذا رأيت الخيل في الرؤيا والجالسين عليها لهم دروع نارية وأسهما نجونية وكبريتية،ورؤوس الخيل كرؤوس الأسود، ومن أفواهها يخرج نار ودخان وكبريت، ومن هذه الثلاثة قتل ثلث الناس من النار والدخان والكبريت الخارجة من أفواهها، فإن سلطانها في أفواهها وفى أذنابها شبعة الحيات ولها رؤوس وبها تضر). ولقد لاحظ السيد فيبر(*) أنه في نبوءة دانيال لا يجرى الحديث إلا عن الإسلام (الدين المحمدى) الذى يعد مؤيدوه الرئيسيون هم العرب (سرسنيون) والترك ولم تميز النبوءة بينهما وفى رؤيا يوحنا نجد تلاشيا لهذا النقص فهو يحدد لنا صورة دقيقة للجراد (السرسرى) أو العرب بزعامة رئيسهم المبيد وفرسان الفرات التابعة للسلاطين الأتراك الأربعة. لقد أول وفسر المؤلف جورج بوش رؤيا دانيال وسفر الرؤيا 9/1-19 طبقا لنتيجة مسبقة في رأسه وأفكاره وعداء شديد تجاه المسلمين نتيجة سقوط القسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية الشرقية تحت مدافع (سلطان محمد الفاتح) لذا وجب أن يكون المسلمون هم الجراد والأتراك هم العقارب ورئيسهم هو محمد زعيم هذا الجراد ثم تغاضى عن باقى النبوءة وما تحمله من علامات وإشارات تجعل النبوءة إما تحققت في آخرين غير محمد وأتباعه أو لم تتحقق حتى الآن. أما الوجه الثالث بأنها غير ذات معنى فإنه أمر غير وارد لأننا كمسلمين نؤمن بكافة كتب الله ورسوله بدون أن نقرأها وبدون أن نسمى بأسماء أتباعهم فالجميع من الذين يعبدون الله الواحد الأحد أسلموا وجههم لله واتبعوا ما أنزل إليهم فهم مسلمون إن شاء الله. نعود إلى رؤيا دانيال والقرن الصغير الذى نطق بالكفر بعد أن ظهر من أحد القرون الأربعة، يقول البروفيسور عبد الواحد داوود في تفسيره لرؤيا دانيال هذه النبوءة تخص الإمبراطور قسطنطين طارحاً الحجج الآتية: أ- قسطنطين تغلب على منافسيه الثلاثة وأصبح إمبراطوراً ويقدم كتاب جيبون Gibbon (انحطاط الإمبراطورية الرومانية وسقوطها) أفضل تاريخ عن تلك العصور، ولن يكون باستطاعة أحد اختراع أربعة متنافسين بعد الاضطهادات العشرة للكنيسة إلا قسطنطين ومنافسيه الثلاثة الذين تساقطوا أمامه كما تساقطت القرون الثلاثة أمام القرن الصغير (لم يحدث في تاريخ البشرية اضطهاد للمسيحيين مثل ذلك الذى حدث أيام قسطنطين الأكبر)!. ب- رمزت الرؤيا إلى الإمبراطوريات الأربعة بوحوش عاقلة لكن القرن الصغير كان له فم وعينا بشر، إنه وحش شنيع يملك المنطق والقدرة على الكلام، لقد أعلن عقيدة التثليث وترك روما للبابا وجعل بيزنطة التى سماها القسطنطينية مركزاً للإمبراطورية وتظاهر باعتناق المسيحية ولكنه لم يتعمد إلا قبيل موته، وحتى هذا أمر مختلف عليه، لقد اتبعت الوحوش الأربعة تجاه المؤمنين أسلوب المجابهة الوحشية أما القرن العقلانى فقد كان شيطانًا خبيثًا لأنه حرص على تحريف الديانة من الداخل. ج- يتفوه الإمبراطور الحادى عشر (القرن الصغير) بكلمات وصلت إلى درجة الكفر بالله وإشراك مخلوقاته معه وتسميته بأسماء وصفات (كالوالد) و(المولود) و(انبثاق الشخص الثانى والثالث في الثالوث) و (الوحدانية ضمن التثليث) (والتجسد) كل ذلك من العقائد التى يعتبر العهد القديم دليلا حيا على بطلانها وهى مفاهيم يمقتها المسلمون واليهود معاً ومنذ نزول الوحى على سيدنا إبراهيم عليه السلام في أوركلدان وحتى إعلان عقيدة مجمع نيقة عام 325م وتنفيذ قراراتها بمرسوم إمبراطورى من قسطنطين (القرن الصغير) (الإمبراطور الحادى عشر) لم يسبق تحد لوحدانية الله على مستوى الدولة وبهذا الشكل الفاضح وسط ارتياع واحتجاج ثلاثة أرباع المشتركين في مجمع نيقة. د- لم يكتف القرن الصغير بالافتراء والكفر بل شن حربا ضد المؤمنين بوحدانية الله وأن السيد المسيح بشراً رسولاً (سفر دانيال 7/22). وعندما دُعى أكثر من ألف من رجال الكهنوت إلى نيقة (أزنيق حاليا) وافق (318) منهم فقط على قرارات المجلس وحتى هؤلاء الذين وافقوا كانوا يشكلون ثلاثة أحزاب متعارضة في تعابيرها الغامضة التى لا تليق بأنبياء إسرائيل وتليق فقط (بالقرن المتكلم). إن النصارى الذين عانوا الاضطهاد والذبح تحت حكم الأباطرة الرومان الوثنيين لأنهم آمنوا بالله الواحد وبعبده عيسى عليه السلام لم يكونوا أسعد حظاً تحت حكم قسطنطين (مدعى المسيحية) فقد حكم عليهم بموجب مرسومه الإمبراطورى بعذاب أشد لأنهم رفضوا عبادة المسيح عبد الله ورفضوا اعتباره مساويا ومتحداً في الجوهر مع ربه وخالقه، أما كبار رجال الدين وكهنة المذهب الأريوسى (الموحدون) فقد أبعدوا عن مراكزهم ونُفوا وصُودرت أموالهم وأعطيت كنائسهم للأساقفة والقساوسة الثالوثيين واستمر هذا الاضطهاد ضد الموحدين ثلاثة قرون ونصف حتى جاء إليهم الفتح الإسلامى عن طريق إخوانهم المسلمين الموحدين ليخلصوهم من نير الظلم والعذاب(*). وهذه وقائع التاريخ تتلازم وتتطابق مع ما جاء بالرؤيا للنبى دانيال ولم يحدثنا التاريخ عن اضطهاد المسلمين للمسيحيين على اختلاف مللهم ونحلهم بل إن التاريخ يذكر دخول المسيحيين الموحدين في الإسلام أفواجاً فكل الذين فتحوا مصر من العرب المسلمين كانوا ثمانية آلاف في حين أن المجتمع المصرى يدين أغلبه بالمسيحية وأقلية من الوثنيين، والمسلمون الآن في مصر يمثلون 94% من الشعب ويمثل أصحاب الديانة المسيحية 6%. ويتهم (القرن المتكلم) بأنه غير الشريعة وغير الأوقات أى أيام الأعياد والعطل ويتضح ذلك كما يأتى: 1- تغيير الشريعة: لقد خرق مرسوم قسطنطين بصورة سافرة الوصية الأولى من شريعة موسى حول وحدانية الله بصنع التماثيل، بل يجعل المخلوق إلها وعبادته، وتسمية الخبز والنبيذ في القربان المقدس على أنه (جسد الله ودمه). 2- تغيير الأوقات: عيد الفصح اليهودى الذى يضحى فيه اليهود بحمل صغير إلى عيد الفصح المسيحى الذى اعتبر أن الحمل هو (حمل الرب) الذى تمت التضحية به على الصليب! إلغاء عطلة السبت وإحلال يوم الأحد مكانها مما يعتبر خرقاً صريحا للوصية الرابعة من الوصايا العشر. صحيح أن الإسلام ألغى السبت ولكن السبب أن اليهود أساوءا استعماله بأن الله استراح في اليوم السابع كأن الله يتعب كما يتعب البشر! انتهى( ) (**)إلا أن الكنيسة بعد مجمع نيقة اعتنقت الفكر الرومانى بدلاً من أن تعتنق الإمبراطورية الرومانية تعاليم السيد المسيح عليه السلام ! نحن لم نختلق تاريخ ووقائع ولكن السيد جورج بوش هو الذى فصل واخترع واختلق ليصل إلى أن القرن الصغير هو محمد صلى الله عليه وسلم، وقد فشل في أن يسبغ باقى النبوءة على التاريخ ففضل الانسياق وراء تعصب أفكاره وكراهيته الشديدة للحق. أليست هذه النبوءة عن نبى الإسلام قد تحققت فيه؟ ماذا نفعل لك ولمنطقك وعلمك الضئيل بترك العديد من النبوءات لأنها تخبره عن الحق وذهب إلى نبوءة هو يعلم أنها تخص من اضطهد المسيحيين.. إنها تخص قسطنطين الأكبر القرن الصغير والإمبراطور الشرير الذى أذاق النصارى الأوائل العذاب والهوان لأنهم اعتنقوا الحق ورفضوا أن يعتنقوا الباطل الذى يريده؟!. لقد قرر جورج بوش أن يعتبر القرون التى خرجت من الوحش الرابع فجأة أنهم العرب ونسى أن النبوءة تتحدث عن مملكة الرومان وأباطرتها وحتى يتلاءم ما يذكره من مفهوم فاسد مضاد للواقع قرر أن القرن الصغير هو محمد نبى العرب لأنه قال بمفهوم آخر غير الذى يعتقده بوش عن المسيح عليه السلام، ولإضفاء أدلة (زائفة) على المفهوم والتفسير الذى خرج به قرر فجأة أن البطالمة أو الرومان أو كليهما كانا يحكمان شبه الجزيرة العربية (فاران) ثم وجد أن السياق مازال مبتوراً فأتى بنبوءة أخرى من سفر الرؤيا تتحدث عن أهوال يوم القيامة (الدينونة) وما يسبقها من أحداث وما يكون فيها حال الشمس والأرض وكم الموت والخراب والمعاناة البشرية ليقول لنا: إن الكوكب الذى هبط من السماء هو محمد نبى العرب وأن الجراد هم العرب وأن العقارب هم الأتراك! ولم يفسر لنا جورج بوش أين المئتي ألف ألف (200000000) محارب؟ وأين ثلث الناس الذين قتلوا أو ماتوا في هذه المعركة؟ وأين هم الذين نجوا وعلى وجههم ختم الله (المؤمنين)؟ وهل الذين نجوا من هذه المعركة (المؤمنين) الذين أنقذهم الكوكب الهابط من السماء هم الذين يعيشون الآن بما يعنى أن كل هؤلاء الذين يعيشون على وجه الكرة الأرضية هم مؤمنون بعقيدة بوش كما يدعى ؟! وإذا كان السيد بوش يدعى أن رؤيا دانيال تنطبق على محمد نبى الإسلام فهل له أن يفسر لنا كيف نجح في الانتصار على قوى الشر والظلام وأعطى حرية الاختيار المسلوبة من البشرية بسبب ظلم وتعصب الرومان والفرس حينذاك. إنما تنامت قوة المسلمين من بعده حتى وصلوا إلى فتح أكثر من نصف الأرض المعروفة وقتها، والاحتجاج بأدلة جورج بوش يعطى الانطباع بليى الحقائق وإسقاط جزء من النبوءة على جزء من الواقع لجعلها تتماشى مع ما يعتقد ويفهم. وهى أيضا قد جعلته يقول في نبوءة سفر الرؤيا بأنها تحققت بالرغم من عدم تكامل النبوءة في غالب أجزائها في هذا التحقق وهو ما يعطى الانطباع بأن تفسيره في الرؤيا للنبى دانيال وفى سفر الرؤيا غير هذا المعنى. النبوءة في رؤيا النبى دانيال عن القرن الصغير الذى يتفوه بعبارات الكفر والإلحاد تحققت كاملة في قسطنطين الإمبراطور (الحادى عشر) الرومانى الذى اضطهد النصارى (المسيحيين) الموحدين وهو الذى أصدر المراسيم وغير في الشريعة اليهودية وهو الذى أباد العظماء من شعب القديسين وهو الذى قام على رئيس الرؤساء (البابا في روما). أما النبوءة في سفر الرؤيا 19/1-19 فهى لم تتحقق حتى الآن وهى تتنبأ بما سوف يحدث قبل يوم الفناء (القيامة) (الدينونة) والتى تفهم كالآتى: ثم نفخ الملاك الخامس في البوق فرأيت رسولاً وقد هبط من السماء إلى الأرض (العودة الثانية للسيد المسيح كما يؤمن بعض المسيحيين وبعض المسلمين) وأعطى مفتاح جهنم، وفتحت جهنم فصعد دخان كثيف كأنه دخان فرن عظيم، وأظلمت الشمس والسماء من دخان جهنم ومن هذا الدخان خرج أعداد كثيرة من البشر وقيل له لا يضر إلا الذين ليس لهم ختم الله على جباههم (الكافرين بالله) وأعطى أن يقتلهم بل يعذبهم خمسة أشهر يشعرون بالعذاب كلدغة العقرب، ويطلب الناس الموت ويرغبون فيه ولكن العذاب حل عليهم وأن ثلث الناس سوف يقتل، أما التشبيهات والأوصاف للجراد والعقارب والحيات فهى شديدة الشبه بالطائرات والدبابات والصواريخ التى لها رؤوس تضر (صواريخ تحمل رؤوسًا نووية أو دمارًا شاملاً). إن المشكلة التى وقع فيها جورج بوش والسيد فيبر بتقريرهم فجأة وهكذا بأن الجراد هم العرب وأن الأتراك هم العقارب ونسوا أن يوصفوا الحيات ويعرفوننا متى أخرج العرب والأتراك من أفواههم النار والدخان والكبريت، ومتى كانت رؤوسها عليها أكاليل كالذهب وشعرها كشعر النساء وأسنانها كأسنان الأسود؟! ومتى أظلمت الشمس والجو بدخان كثيف؟! يبدو أن المشكلة دائما مع هؤلاء المتعصبين تدور حول كمِّ الكراهية التى تحملها قلوبهم تجاه من يخالفونهم وكمِّ المشاكل النفسية التى يعانونها نتيجة الإحباط والشعور بالتدنى ليس لأنهم من كائنات غير بشرية قد تتصف بالحيوانية والغباء ولكن لأنهم فشلوا في التغلب على نفوسهم المريضة، إنهم يشاهدون الحق ويعرفونه ولكن لا يستطيعون اتباعه لما سيفقدونه من سلطان وجاه ومال وصكوك الغفران والمنح والمنع والاعتراف! إن محمدًا صلى الله عليه وسلم وأتباعه وحتى نحن المسلمون في هذا الوقت لا نريد للإنسانية الشر والدمار بل نريد لها كل الخير والازدهار، نريد أن نعبد الله الواحد الأحد وأن نعمل ونرتزق في سلام وهدوء، نتمتع بحرية الاختيار وننعم بحسن الجوار لكل من يتفقون أو يختلفون معنا طالما أننا نأمن شرهم وكيدهم. وفى الفصول التى تتحدث عن رسالة الإسلام وهل ثمارها لخير البشرية أم ماذا سيكون التفصيل بإذن الله. 5- دراسات متعددة إن الدراسات المتعددة والأبحاث المستفيضة التى قام بها العديد من الباحثين والدارسين أدت إلى تعدد أوجه الدراسة والبحث، كثيرون وصلوا إلى الحقيقة الكاملة الناصعة وآخرون لم يستطيعوا أن يحايدوا كراهيتهم أو يعدلوا عن سوء الفهم. ليست المشكلة في أن تكون غير فاهم، المشكلة في أن تفهم خطأ أو أن تنكر الحقيقة إن أعلنت ما فهمت. يقول المستشار د محمد مجدى مرجان في كتابه (محمد صلى الله عليه وسلم نبى الحب): إن رسول الإسلام جاء مبشرا ومؤكداً على حب البشر بعضهم لبعض - حب الإنسان لخالقه - حب الإنسان لكل أطراف تعاملاته من آباء وأمهات وأقارب وزوجة وأبناء وجيران، بل والمخالفين لعقيدتك طالما أمنت شرهم وكيدهم. لم يستثن الرسول الكريم أيًا من أطراف التعامل الإنسانى من الحب والرأفة والرحمة أمر اتباعه بالحب والإيمان، وذكرهم بأنهم لن يدخلوا الجنة حتى يؤمنوا ولن يؤمنوا حتى يتحابوا، إن المطالع لرؤية الكاتب عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يدرك مدى اعتزازه بهذا الرسول الكريم الذى أشاع الحب والبهجة بين أصحابه وأتباعه ونبذ الكره والحقد والبغضاء وحرمها عليهم. لم يكن الكاتب إلا واحداً من هؤلاء الذين استوقفتهم الحقيقة فسعى وراءها وسبر أغوارها وطلب الهداية من الله تعالى فوصل إليها سالماً، أخرج ما في جعبته كيف أن الأفكار التى كانت برأسه لم تكن إلا موروثا اشتد عليه فعالجه بالدراسة لهذا الدين السمح ووصل به إلى اعتناقه، لم يكن مستغربا على ذلك فملايين المصريين سبقوه إليه في أزمنة مختلفة ومجتمعات أخرى وتفكير آخر جعلهم يؤمنون بالرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل، وبعد أن رأوا الثمرة من رسالته تنضج حبًا وتفيض رحمة وتنشر العدل والأخوة بين بنى آدم دون تعصب أحمق لفكرة معينة أو أوهام خاطئة أو نوايا خبيثة. ولم يكن المستشار محمد مجدى مرجان وحده في هذا المعترك وإنما سبقته إليه كارين ارمسترنج البريطانية والتى قضت شقاً من حياتها راهبة ومجال بحثها في تاريخ الأديان وبالرغم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته لن يضارا أو ينتفعا بصداقة أحد أو بعداوته، إلا أن الأمر لا يخلو من فكر وتحليل موضوعى فهى تختم رسالتها بقولها: إن محمدًا لم يمت فهو يعيش في وجدان كل مسلم وفى أسلوب تفكيره وممارسته الحياتية اليومية. لقد تعدى محمد صلى الله عليه وسلم الشخصية التاريخية وأصبح نموذجاً يوميا متجدداً لكل فرد مسلم إنه يعيش معنا في حاضرنا ومستقبلنا كما أنه كان يعيش في الماضى بعين أصحابه واقعاً حاضراً ومستقبلاً مشرقاً. وإذا كان الإسلام دين سلام ووفاق وهو العهد الأخير للبشرية فإنه لن يختفى أو يذوى أبداً وأن بقائه في عنفوانه وقوته هو خير للبشرية لأنه يدعو ومن خلال الممارسات التطبيقية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى إرساء قواعد الحب والعدل والسلام. وذهب وول ديورانت المفكر والفيلسوف الأمريكى في كتابه (دروس التاريخ) إلى أن الشخصية والتاريخ لهما دور بارز وليست الشخصية التى غيرت وأحدثت بالأفكار والقرارات قوة فاعلة في التاريخ فحسب وإنما أضافت إلى الإنسانية وتاريخها. فإذا كان نبي مثل محمد صلى الله عليه وسلم حكيما في وسائل إلهام الناس، رفعت كلماته شعباً فقيراً محرومًا إلى طموحات لم تدر في ذهن أحد وقوة مدهشة، فإنه من الضرورى أن نعتمد على نظرية أو طرح يجعل من النظام الذى تدور من خلاله الأحداث والتطورات والتى بالطبع تؤثر إيجاباً أو سلباً في حركة الإنسانية عبر العصور، ليس نظاماً يعتمد على العشوائية حتى وإن سمح بها لبعض الأفراد إلا أنهم في النهاية يخضعون لأسس وقواعد هذا النظام الذى يحول هذه العشوائية إلى نسق يتسق والنظام العام. وإذا كان توماس كارلايل يعتقد أن فهم الكون يستعصى على الإنسان، لأن خالقه لم يهيئه إلا للتواضع فمع ذلك الطرح الذى يعتبر جزئيًا صوابًا في شقه الثانى وهو أن الخالق هيأ الإنسان للتواضع ولكنه جعل له قدرات وطاقات وإبداعات لفهم الكون والحركة المحيطة به. لم يكن استطراد توماس كارلايل بأن المسيح لو عاد اليوم لما صلبه الناس، بل دعوه إلى العشاء وسمعوا أخباره وسخروا منها (حاشا لله أن يفعل ذلك المؤمنون المسلمون فهم يجلون السيد المسيح عليه السلام) كان طرح كارلايل نابعا من سوء الفهم لرسالة المسيح وعدم قدرته على توخى المنطق السليم لفهم الفرد صاحب المبادرة (الرجل العظيم) أو (العبقرى) بل اعتمد على وضع المعجزات التى أتى بها إلى السيد المسيح بدلاً من أفكاره وتعاليمه! وكعادة الألمان في تأصيل الفكرة والغوص بعمق في سبر أغوارها كان مراد ويل فريد هوفمان في كتابة يوميات ألمانى مسلم مؤصلاً لفكر الإنسان عندما ينضج في تطوره إلى مفهوم الله الواحد الأحد وأن ما كان يشوب نجاح اليهود في الوصول إلى عقيدة التوحيد هو استمرار النظر إلى الله (يهوه) كإله قبلى وقد صحح السيد المسيح هذا المفهوم الخاطئ بيد أن رسالة المسيح قد تم القفز على طرحها بوحدانية الله عندما فسر بعض أتباعها علاقة المسيح بالله تفسيرا حرفيا في أماكن، وفى أخرى يحلو لهم تفسيرها معنويًا (باطنيًا) حينما تكون هذه العلاقة في خدمة مفهومهم. وقد وصل مراد هوفمان إلى نتيجة منطقية تبدو لـه بأن كان لابد من مجىء نبى آخر ليبشر بوجود الله العزيز الواحد الأحد للبشر أجمعين، هذا هو الإنجاز النهائى للإسلام كما يراه مراد هوفمان وهو يمثل بذلك إسهاماً هائلا في التطور الروحى للبشرية وهو ما جعل محمداً خاتم الأنبياء أجمعين. وقد ذهب مايكل هارت في كتابه (العظماء مائة) إلى الدراسة الاجتماعية التاريخية بعيداً عن المقدس والدين معتمدًا على التأثير الاجتماعى والاقتصادى والسياسى والتاريخى للفرد الفذ الذى أحدث هذا التغيير والحركة، لم يكن مايكل هارت الأمريكى الجنسية عالم الفضاء والرياضيات سوى باحث عن حقيقة الفرد الفذ أو العبقرى الذى تحدث عنه ديورانت وهو بذلك لم يلق بالاً لما يعتقد أولا يعتقد في أمور الدين والله والمعجزات. إنما اعتمد على المقاييس التى تجعل هذه الشخصية من العظماء أم لا، وعلى النتائج التى وصل إليها هذا العظيم سلبا أو إيجابا وعلى تأثيرها التاريخى البشرى فلا تستطيع أن تحكم على الشجرة إلا إذا أثمرت ثماراً ناضجة صالحة للاستخدام مفيدة عند التناول سهلة التعامل واضحة الرؤيا. عند هذا الطرح لم يكن في وسع مايكل هارت إلا أن يضع سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم على رأس عظماء التاريخ الذين غيروا وصححوا وأنتجوا ومازالت الإنسانية تنهل من أفكاره وتتعلم من منهجه ما يقربها من الخير ويجنبها السوء والضرر. وإذا كان الطرح المقدم من السيد جورج بوش في كتابه محمد مؤسس إمبراطورية الإسلام والسرسانيين قد تأثر بشدة بموقفه المبدئى من المسلمين وموقعه الفعلى من الفكر الإنجليكانى وفهمه الخاص للنبوءة والحدث والواقع، فإنه قد ترجم الأحداث ليس بمعانيها وإنما بما يعتقد ويخدم قضيته في فهم المعجزة، إلا أنه وصل في بعض الأحيان إلى نتيجة تتفق وحقائق التاريخ وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يأمر أتباعه إلا بكل خير وصلاح، وذلك ردُّ فعل إيمانه بأن الله أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى البشر وأن النبوءات بقدوم محمد صلى الله عليه وسلم بالعهدين القديم والجديد قد تحققت لأنها إرادة الله في معاقبة المارقين والهراطقة من المسيحيين الذين اعتنقوا فكرة وحدانية الله ولم يعتنقوا فكرة التجسد أو الإحلال والخلاص وغير ذلك من المفاهيم الفلسفية واللاهوتية التى يعتنقها السيد جورج بوش. إن المعجزة قد تفسر في ضوء الاعتقاد والمفاهيم فهى قد تبدو لمن يؤمن بعقيدة ما بأنها نعمة وإشارة من الرب وتبدو لآخر يؤمن بعكس هذه العقيدة بأنها نقمة وعقاب من الرب ويؤمن ثالث بأنها ليست سوى حدث خارج عن المألوف لا يعنى سوى نفسه (الحدث) وذلك لأنه لا يؤمن سوى بأن الإنسان إله نفسه ويؤمن رابع بأنه لا توجد معجزة أو ما يشبهها ويستطيع أن يضعها موضع الأساطير والخرافات. لقد وضع السيد جورج بوش في كتابه (محمد مؤسس إمبراطورية الإسلام والسرسانيين) النتيجة بناء على فهمه للمعجزة والحدث فهو يؤمن بأن مفاهيمه لعقيدته هى الصحيحة وأن ما عكس ذلك هو الباطل والخطأ، وعليه فلا بد من إيجاد الدلائل والأسانيد حتى وإن كانت مبتورة ولا تتفق مع ما قبلها فضلاً عن عدم اتفاقها مع ما بعدها، ثم إنه رفض النتائج بالرغم من إيجابيتها معللاً مبرراً أن الحدث لذاته ليس لأن نتائجه صحيحة أو خاطئة ولكن لأن النتائج اصطدمت بما يعتقد ويفهم وكأن فهمه هو المطلق!. فالسيد جورج بوش قد أقر ضمنا بأن المعجزة لا تأتى إلا لمن يستحقها وأن التأثير الهائل لمحمد صلى الله عليه وسلم في مجرى التاريخ وسقوط الإمبراطوريات تحت أقدامه لم يكن قد خرج بنتيجة جديدة سبق بها آخرين، والدارسون للتاريخ والأحداث قد أقروا بأن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يمتلك من هذه القدرات ما جعلته يتصدر البشر جميعاً في العظمة والقدرة على الدفاع عن الحق والعدل والخير. لم تكن المعجزة في أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد نهض بقبائل متفرقة وعدوانية من التشرذم إلى الحضارة والإنسانية الحقة، فهو وإن كان قد دافع هو وأصحابه الأوائل عن العقيدة المرسلة من السماء فإنهم تعاملوا مع الأحداث والوقائع بحالها، فعملوا ودعوا الله أن تنتصر لهم السماء، لقد انتصروا حينما أخذوا بالأسباب وكانت المشيئة الإلهية بذلك وانهزموا حينما لم يأخذوا بالأسباب وأيضا كانت هذه هى المشيئة الإلهية. لقد عانوا الفقر والغنى والجوع والشبع والصحة والمرض والقهر والمتعة، عاشوا بشراً بين الأفراد لم يدعى الملائكية أو الألوهية، ولم تكن عصمته من الوقوع في الزلل إلا طبقًا للمشيئة الإلهية ثم قدرته هو على مقاومة الزلل. إن المعجزة التى تكمن في محمداً صلى الله عليه وسلم، أنه بشر يستطيع فعل الخير مع تحقيق العدل والحق والأمان بدون أن يفتعل أو أن يزايد أو يراوغ أو يقسو. وإذا كان المسلمون يعتبرون محمداً صلى الله عليه وسلم قدوتهم والنموذج المرسل إليهم ليقلدوه ويتبعوه في أحواله وأقواله وأفعاله وآثاره إلا أن البعض منهم لم ينحى في ذلك سوى الشكل عن المضمون الذى أثر في التاريخ والبشرية وتأثرت به الأفكار والمفاهيم والمعتقدات. وإذا كانت المشيئة الإلهية أرادت أن تكون للحق الكلمة العليا فقد أيدت هذا الرسول الكريم (عليه صلوات الله وسلامه) بكلام الله المعجز (القرآن الكريم) الذى حفظه حتى يومنا هذا والى يوم الدين من التبديل والتحريف، وجعل فيه من الأسانيد والدلائل من معجزات لغوية وكونية وتشريعية (ليس المقام هنا لذكرها) ما يؤيد أن المعجزة مستمرة مثل سطوع الشمس يوميا ومثل تعاقب الليل والنهار ومثل حركة الأرض المستمرة، إن معجزة المعجزة في الإسلام أنها مستمرة تؤتى ثمارها لمن يريد الاستفادة من نعمتها، تضئ الطريق لمن يشاء أن يهديه الله لطريق النور والخير، فمن أدرك ذلك فهو يستحق هذه المعجزة فهى لا تأتى إلا لمن يستحقها ويبدو أن السيد جورج بوش ليس من هؤلاء. 6- رسالة الإسلام إن أول ما قاله محمد صلى الله عليه وسلم للوثنيين من حوله قولوا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. لم تكن دعوة محمد إلى قومه والى الآخرين والعالمين إلا دعوة التوحيد وظل ثلاثة عشر عاماً يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد خالق الكون والوجود من عدم، نزلت الآيات في القرآن الكريم تدعو إلى الوحدانية وتنزه الله جل في علاه عن كل أصناف الشرك والكفر بذاته العليا التى لا يستطيع عقلنا القاصر أن يصل إلى أوصافها من صفات الجمال والكمال والجلال ولكن لا يستطيع إدراك ذات المولى جل في علاه لأنه ليس كمثله شئ. كما أن الفكرة لكى تصير واقعاً فلا بد لها من مراحل وآليات للتطبيق، ولكون الفكرة هى أصل الخلق وأصل إيجاد البشر وتحمل في أولوياتها حرية الاختيار فقد كانت رسالة الإسلام معنية بذلك تحض عليه وتباركه. أيها الإنسان أنت حر فيما تختار، ولكن علينا أولاً أن نوضح إليك ما هى الطرق، هناك دائما طريقان أحدهما للخير والآخر لغير ذلك. تستطيع أن تختار أحدهما وأن تتحمل عبء مسئولية هذا الاختيار. ولكى لا يكون للناس على الله حجة أن يقولوا ما جاءنا من رسول فقد بعث إليهم العديد من الرسل بالكتب السماوية هدى ونور، حتى إذا بلغت الإنسانية نضجها الفكرى وأصبحت مستعدة لكى تدرس السنة النهائية بعث الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم آخر المرسلين (المدرسين) بآخر الكتب (القرآن الكريم) ليعلم الناس ويضئ لهم الطريق ويحررهم من نير الكهنوت والتسلط. لم تكن مراحل الرسالة إلا كمثل فكرتها سهلة بسيطة وعميقة الدلالة، يستقبلها العالم والبسيط بنفس القدرة والمقدرة ويفهمها كل على حسب سعته لا يوجد فيها سفسطة أو فلسفة تستدعى درجات معينة من القدرات، مرت الرسالة بالدعوة إلى الوحدانية وإثباتها وأن من يقول بغيرها هو محض افتراء، لا يمكن أن يكون الكون قد أوجد نفسه بنفسه ولا يمكن لهذه الأوثان والأصنام أن تكون هى الخالق أو المصرف لشئون الخلق ولا يمكن أن يكون للخالق شعب قومى يختصه بالنعم والنصر والوعد أو له ابن يختصه بالفداء والخلاص أو يكون منبثقًا منه آخر يعطى الأمل والطمأنينة ويملأ نفوس من يدعون ذلك. إن الله جل في علاه الذى خلق فسوى هو الذى أمرنا وأقر لنا أنه الخالق البارئ المحى المميت ولم يكن هناك ولن يكون هناك من يدعى أو ادعى الخلق، لا يستطيع من أنكر على الله خلقه وقوته أن يعطينا الإجابة عن السؤال ومن خلق هذا الكون حتى نظرية الشك لا تستطيع أن تستقيم فالأولى بمن يعتنقها أن يشك في نظرية الشك هل هى صحيحة أم خاطئة؟ وإن كانت الإجابة دائما: خاطئة ! أو لا أدرى فهما الإجابة التى لا تستقيم معها الحقيقة ولا تعطى الدلالة على الجواب الصحيح! ثم انتقلت الرسالة إلى المرحلة الثانية في الدعوة عن طريق التكاليف بعد الإيمان ليتحول الإيمان إلى عمل حقيقى ملموس يقف فيه من آمن بوحدانية الله خمس مرات في اليوم والليلة بين يدى خالقه تعليمًا وتهذيبًا وتذكيرًا بأن إيمانه لابد له أن يقترن بالعمل. لهذا يعتقد البعض أن الصلاة التى فرضت على المسلمين ما هى إلا تجديد الإيمان عمليا حتى يظل الإنسان في معية خالقه لا يبتعد عن تقديس الله واتباع ما يأمر به، وإذا كان من الضرورى إيجاد فكرة أو مغزى لكل فريضة، فإنه من المنطقى أن تعزيها أولاً إلى صالح من آمن بالله الواحد الأحد فإذا كانت الصلاة هكذا فإن الزكاة هى نوع من إعلاء التكافل بين البشر وإذكاء المساواة بينهم فهى فرض وليست تطوعًا من مؤديها، وهى وسيلة لزيادة الترابط بين الوجود الإنسانى، والصيام في شهر معين (رمضان) لم يكن إلا استجابة عملية من الإنسان لأوامر خالقه فبه وحده يستطيع أن يمتنع عن ما أحل الله. فهو بالضرورة يستطيع أن يروض نفسه على الوقوف أمام شهواته التى قد تؤدى إلى فساد الضمير الإنسانى، ثم اختلاط الأنساب عن طريق الزنا أو انتشار السرقة والقمار وشرب الكحوليات المدمرة وهى على ما يبدو نوع من زيادة المناعة ضد الشرك والرذيلة. إلا أن الفريضة الأخيرة في الإسلام اشترط فيها الله جل في علاه على المؤمن أن يكون قادرًا ومستطيعاً مادياً وبدنيًا وهى نوع من التجريد والتجرد يذهب فيه الإنسان المؤمن ليكون بين أقل ما خلق الله من كائنات وهى الحجارة لا يلبس إلا ما يشبه الأكفان متذكراً الحقيقة الغائبة في حياة الإنسان وهى الموت يدعو الله أن يرزقه في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة. ولم يقتصر الإسلام على الفروض والطاعات التى تهذب النفس والسلوك وإنما أمر المؤمنين بمكارم الأخلاق من إحسان وبر بالوالدين والجار والأقارب وحسن تربية النشء والإتقان والإخلاص في العمل والتواضع والحلم والأناة، وكظم الغيظ والرحمة بالكائنات والترفع عن الصغائر وحسن العشرة في الزواج والبعد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، لقد أمر الإسلام من خلال القرآن الكريم (الكلام المعجز لله رب العالمين) أن يعدلوا ويوفوا بالعهد مع كافة البشر أصدقاء وأعداء، أن يكونوا رحماء للجميع، أصدقاءً وأعداءً. كان الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً حيًا على كل ذلك وهو ما لم يستطع إنكاره التابعون والمخالفون. بعض المنافقين الذين أرادوا أن يحرفوا ويبدلوا فقط هم الذين افتعلوا المواقف بغية الهدم والإفساد ! لم يتوقف الإسلام عند دعوة الناس إلى مكارم الأخلاق فدعاهم إلى التطبيق العملى في حياتهم ومعاملاتهم المادية فأصدر لهم الإطار العام من تحريم للربا وكيفية التعامل في الدين والرهان المقبوضة وكيفية الإرث. وإذا كان التشريع الإسلامى في التعاملات المادية قد أتى بهذا الإطار العام إلا أنه قد فصله في إيجاز بليغ لا يستطيع كائن من كان أن يضاهيه قوة ومنعة وأصبح حق المرأة في الإرث وتساويها مع الرجل في أغلب المواقع وتزيد عليه في البعض وتقل عنه في مواقع أخر، لأن البشرية قد وصلت إلى درجة النضج وتستطيع أن تعلم أن المرأة مساوية تماماً للرجل وليس لأحد منهم فضل على الآخر إلا ما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم، ولم يتوقف التشريع الإسلامى عند التعامل المادى فقط بل انطلق يؤسس لنواة المجتمع عن طريق التشريعات البليغة للزواج والطلاق والواجبات والحقوق المترتبة على هذا التعامل الحياتى واليومى لطرفى الإنسانية الرجل والمرأة. إلا أن الإعجاز المتمثل في البلاغة اللغوية والرقى التشريعى والتعاملات الإنسانية الحقة وإثبات الوحدانية لله رب العالمين لم يكن هو فقط نواة القرآن الكريم، بل إن الله عز وجل وضع فيه من المعجزات الكونية ما يقف العقل مشدوها أمامها، وما ينفى معها مقدرة بشر ما حتى وإن كان عبقريًا على الإتيان بمثلها. ولذلك تجد في القرآن الكريم القول بأن الإعجاز والآيات سيراها البشر في أنفسهم وفى الآفاق وكل ما حوله حتى يبين لأصحاب العقول الناضجة أنه الحق من خالق السموات بغير عمد وخالق الجبال رواسى وخالق كل شىء في السموات والأرض، ولا يستطيع أى من البشر منذ 14 قرناً أن يتوقع أن الجبال لها قلب داخلى يثبت القشرة الأرضية كما يثبت الوتد الخيمة ويصفها بأن الجبال مثل الأوتاد، ولا يستطيع هذا البشر أيضًا أن يعلم أن هناك نوعًا من النجوم تسمى الرنانة أو ذات الطرق فيصفها بالطارق النجم الثاقب، ولا يستطيع أى من البشر أن يؤكد استحالة وجود قلبين في جوف أى إنسان. ولا يستطيع أى من البشر أن يدعى علمه بأن التطور الجنينى ثلاثة أطوار منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، ولا يستطيع هذا البشر أيضا أن يدعى أن الجماع بين الرجل والمرأة في فترة الحيض أذى لكليهما. هذا البشر أيضا لا يستطيع أن يعلم بأن الحديد أنزل من السماء إلى الأرض ولم يتكون فيها كالعناصر الأخرى. ولا يستطيع هذا الإنسان أن يذكر أن الأرض كروية مما يتيح لنقطة ما عليها مشرق ومغرب وللنقطة المقابلة أيضًا فيصبح مشرقين ومغربين وما فوقهما وما تحتهما فتصبح عدة مشارق ومغارب، لا يستطيع أى منا أن يتنبأ بهذا العلم ما لم يكون ملهما من خالق وواجد هذا العلم. إن محمدًا صلى الله عليه وسلم أرسل برسالة حقيقية لخير البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة، أتى لترسيخ الرحمة والرأفة وتدعيم التكافل والمساواة بين البشر وتأصيل كل مكارم الأخلاق وقبل كل هذا وبعده التأكيد بالدلائل والأسانيد على وحدانية الله جل في علاه وأنه الخالق ولا معبود سواه. وإذا كانت النبوءات كما تصدر آنفا تنطق بمنتهى الحزم والجزم طبقًا لفهم الإسلام لها بأن الرسول سيأتى حقاً بعد السيد المسيح عليه السلام وفى يده الشريعة الواضحة المنيرة كما ظهر من هذا الملخص السريع، فإنه من العبث أن تبحث عن رسول غيره مدعيًا أنك قد أمسكت بالحقيقة، وإذا كان المسلمون لم يقوموا بالقصف والقتل الإنسانى ويتدخلوا في حياة الشعوب تحت دعاوى الديمقراطية ليحرروهم من نير الظلم والطغيان ليحتلوا أراضيهم ويسلبوا ثرواتهم بل سمحوا بحرية الاختيار والاعتقاد فإن من الضرورى الإقرار بأن السارقين وقطاع الطرق الملقبين بالسرسيين ليسوا المسلمين بل هم أولئك الذى ابادوا شعوبا بأكملها واحتلوا أراضيهم وقتلوا من البشر مئات الآلاف والملايين في كل بقعة تحت دعاوى التحرر والديمقراطية والقنابل الذكية والأفكار الغبية. لقد وضح تماماً من هم أصحاب الأفك والتلفيق والتضليل وكأن الأرض قد حكمها الدجال يعبث بالأفكار والحريات تحت دعاوى مختلقة ولكنه يريد الباطل، يحول من يقاومون احتلال أراضيهم إلى منظمات إرهابية ويدعى أن الأرض التى يعيش عليها هى الأرض الموعودة كما أن الأرض التى سرقتها اللصوص من سكانها المسلمين والعرب هى الأرض الموعودة. كأن إبليس قد أصبح رئيسهم يدعوهم فيستجيبوا له ولا ينصتون لصوت الحق والخير والجمال الذى ينادى به الإسلام والذى بعث به محمدًا صلى الله عليه وسلم منذ ما يزيد على 14 قرنا من الزمن ليهدى البشرية إذا اتبعته إلى رشدها. ولا نستطيع أن ننكر أن الموقف قد التبس على الجميع فالآخر الغير مسلم يحكم على رسالة الإسلام من خلال المسلمين الحاليين والذين سبقوهم في فترات التخلف والتى ترك فيها المسلمين حقيقية وجوهر الإسلام من الإيمان الفعلى العملى التطبيقى وركنوا إلى الدجل الشعوذة وانتظار المعجزة من السماء، فكونهم مسلمين موحدين بالله قد اعتبروه كافيًا بدون عمل، لكن الذى خلق السموات والأرض والأسباب لم يكن ليسمح لهؤلاء المتخاذلين أن يكونوا هم القدوة للبشرية وأن يكونوا هم قادتها فالتخاذل والتواكل لا يستطيع إقامة العدل حتى لنفسه ولن يستطيع الدعوة إلى الحق ولو كان لـه. لن يستطيع التمتع بالجمال الذى يفتقده في نفسه ولن يستطيع إقرار المساواة بين البشر، ولن يستطيع إعلاء حرية الاختيار وتحمل مسئوليتها وواجباتها والتمتع بحقوقها، إن حرية الاختيار تستلزم مؤمنين أقوياء أو حتى بشر أقوياء بغض النظر عما يؤمنون به. لكل هذا لا يستحق المتخاذلون من المسلمين أن يؤيدهم الله جل في علاه ولا يستحقوا أن يكونوا القدوة الصحيحة لقيادة العالم بالعدل والحق والمساواة والخير والجمال. الأمر الوحيد هو أن يعود المؤمنون إلى صحيح الإيمان الفعلى العملى التطبيقى وأن ينسوا كافة الترهات التى يتخبطون فيها من كيف نلبس؟ وكيف نأكل؟ وكيف .. وكيف .. كيف عليهم أن يفعلوا ويعملوا حتى يعودوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون مملكة الله بحق في الأرض. ولكن يبقى سؤال: هل نستطيع أن نحكم على المسيحية من أفعال وأقوال بعض المسيحيين المعاصرين والسالفين أم من دراسة ما قاله السيد المسيح عليه السلام؟ إنها طامة كبرى أن تحكم على المسيحية من خلال هؤلاء المتعصبين والمتعطشين للدماء؟! الخاتمة كيف نميز النبى الحقيقى من النبى المزيف؟ السؤال الذى يطرحه العقل على نفسه ويبدأ في الاستقراء والتحليل وربط الوقائع والأحداث للوصول إلى النتيجة، في سفر أرميا 28/9: (إن النبى والذى يتنبأ عن الشالوم (الإسلام – السلام) عند حصول كلمته، عرف ذلك النبى أن الله قد أرسله حقًا). ويقول سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام: هل ينبت من الحسك (الشوك) العنب؟ إنها الثمرة دائما هى الثمرة، تستطيع أن تحكم على العمل خيراً أم شراً، حقاً أم باطلاً من ثمرته، يقع العديد من غير المسلمين في خطأ منهجى إنهم يحكمون على الفكرة والقول من خلال عمل بعض الذين يدعون أنهم يؤمنون بها. ليس كل المسلمين على صواب فالبعض منهم فهم الفكرة والقول خطأ أو أهمل جزءاً منها أو تناساها كلية واحتفظ بالمسمى فقط بدون المضمون. للحكم على الفكرة وما أعقبها من قول وما تم تطبيقه من فعل عليك أن تضعها في ميزان الخير والحق كفكرة وكقول وكعمل تطبيقى لها. نفذها بشر مثلنا فأتت بثمارها عندها يكون الحكم صحيحا بمدى جدواها. وإذا كانت العقائد والكتب السابقة بكل المفاهيم قد أوضحت وتنبأت بقدوم النبى الأخير للبشر وأنه سيحمل معه الشريعة الواضحة المنيرة وأنه سيمتلك السلطة والقوة ليهزم مملكة الشيطان والأوثان والهرطقة وأنه ستتبعه الأمم، وأنه سيخرج من أمة العرب وأن الشريعة التى سيأتى بها ستنسخ شرعية اليهود، وأن السلطة والصولجان سيكونان بحوذته ولمن تبعه، وأنه سيقيم مملكة الله في الأرض ليعبد البشر الإله الخالق الواحد الأحد ويعلنون ذلك بدون خوف أو قهر، وأن الحق والعدل لهما الكلمة الأخيرة. لذلك سوف يسود السلام والإسلام لمن يتبع هذا الدين حقًا وأن الرسول مكتوباً في العهدين القديم والجديد وأنه سيأتى بالعهد الأخير للبشرية ليصحح لها المسار وينتصر للموحدين الذين ذاقوا مرارة البطش والقهر والتنكيل تحت سطوة الأباطرة الوثنيين وهؤلاء الذين تفلسفوا وتأثروا بما كانوا يعتقدون فضلوا وأضلوا، لذلك أيضًا سيستطيع ذلك الرسول أن يجعل أعداءه تحت قدميه بقوة وإرادة ومشيئة العلى القدير لينتصر الحق ويذوى الباطل، فمن أراد الحق فهو واضح قوى تحميه قوة وبأس معتنقيه ومن أراد الباطل فهو متوفر كذلك. لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إن الله لغنى عن العالمين، إنها حرية الاختيار لقد جاء الإسلام ليعلن للبشر: أنت تختار إذًا أنت موجود. لكن أنت فقط وليس آخر أو آخرين الذى سيتحمل عبء ونتيجة هذا الاختيار، فإن أحسنت فلتحمد الله وإن أخطأت أو تم تضليلك فلا تلومن إلا نفسك، وحق الاختيار مكفول.. عليك فقط أن تبحث عن الصواب وتحميه بإرادة معتنقى الصواب فهم لا يخشون الموت في سبيل الدفاع عن حرية الاختيار الصواب. وإذا كانت الأحداث والوقائع والنتائج لهما قد أثبتت أن ثمرة هذه الفكرة وأقوالها من أعمال وأفعال وآثار هى ثمرة الخير والعدل والحق، فإنه بظهور الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته من الله رب العالمين بالشريعة الواضحة المنيرة (المشعة) وجهاده في سبيل دعوة الناس إلى الحق ودفاعه واستشهاد بعض من أصحابه في هذا الخضم. ترسخت حرية الاختيار وتم إيقاف اضطهاد الموحدين من العقائد السابقة ودخل أصحاب الاختيار في ما أرادوا من اختيار، بقى من أراد اختيار عكس ذلك على حاله بدون تعذيب وترويع وقتل وتشويه. لقد حل السلام على الذين أسلموا واستسلموا لوجه الله العلى القدير وانتشر العدل بين الناس حينما اتبعوا الناموس الذى أنزل إلى رسول الله، وانتشر الأمن والأمان لمن تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد كسب الإنسان باتباعه هذه الرسالة معركته ضد الشيطان وضد قوى الشر وضد الذين يخالفونه العقيدة وقبل كل هذا وبعده كسب معركته ضد نفسه واستطاع أن يحقق المعجزة المستمرة التى تخفى على الجميع، استطاع أن يحقق أن يكون الإنسان الخّير العادل الواضح الآمن لنفسه وللجميع كما أراد خالقه منه ذلك حينما أعطاه حق الاختيار. إننا بعد ذلك نستطيع الوصول إلى نتيجة أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله الخاتم الذى يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل ويعرفونه كما يعرفون أبنائهم، أولئك الذين يدرسونها. وأن الله عز وجل بعثه بالرسالة الواضحة الخيرة المنيرة لتهدى البشر إلى الطريق السليم والصراط المستقيم إلى الله الواحد الأحد وإلى خيرى الدنيا والآخرة. اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أصحابه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين .،، تم بحمد الله انتهى المراجع 1- محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في كتب اليهود والنصارى: عبد الواحد داوود (قسيس أورميا في إيران سابقاً) دار أبو القاسم للنشر والتوزيع، جدة، المملكة العربية السعودية، طبعة أولى، 1414 هـ - 1993م. 2- محمد صلى الله عليه وسلم نبى الحب: المستشار الدكتور/ محمد مجدى مرجان، مكتب، النافذة، ج.م.ع. طبعة ثانية، 2005. 3- سيرة النبى محمد: كارين أرمسترونج، سطور، ج.م.ع. طبعة ثانية، 1998. 4- هيمنة القرآن المجيد على ما جاء في العهد القديم والجديد: د. مها محمد فريد عقل، رقم الإيداع141617/2002، دولى 1/380/236/819977 ج. م. ع. 5- الخالدون مائة: أنيس منصور، الزهراء للإعلام العربى، ج. م. ع، الطبعة السادسة. 6- يوميات ألمانى مسلم: مراد ويلفريد هوفمان، مركز الأهرام، للترجمة والنشر، طبعة أولى، 1993م، 1414هـ. 7- الإناجيل دراسة مقارنة: أحمد طاهر، دار المعارف، ج.م، ع. 1991. 8- دروس التاريخ: وول واريل ديورانت، طبعة أولى، دار سعاد الصباح، 1993. 9- محمد مؤسس الدين الإسلامى ومؤسسة إمبراطورية المسلمين: جورج بوش(1796-1859) دار المريخ للنشر، 2004 المملكة العربية السعودية. 10- الإرهاب الغربى: روجيه جارودى، مكتبة الشروق الدولية، 2004، ج.م.ع. 11- المسيحية والإسلام والاستشراق: محمد فاروق فارس الزين، دار الفكر، دمشق سوريا، 2000، الطبعة الأولى. 12- قضية التصوف المنقذ من الضلال: الإمام د. عبد الحليم محمود، دار المعارف القاهرة ج.م. ع 3193/1981. الفهرس تقديم 5 1) أسئلة تبحث عن إجابات 11 2) نبوءات العهد القديم 15 3) نبوءات العهد الجديد 35 4) سفر الرؤيا ورؤيا دانيال 44 5) دراسات متعددة 54 6) رسالة الإسلام 61 الخاتمة 68 المراجع 71
MUHAMMAD (P.B.U.H)
THE PROPHET OF THE NATIONS
Evidences From The Bible, History, And Islamic Message.
By Dr. Hamdy Basha
To Whom It May Concern, To The Passengers Through The Hard Way, The Way Of Truth. To Them And To It.
"In The Name Of Allah, The Most Gracious, The Most Merciful."
"And argue not with the people of the scripture (Jews and Christians), unless it be in (a way) that is better (with good words and in a good manner) Except with such of them as do wrong; and say (to them):"We believe in that which has been revealed to us and revealed to you; our Ilah (GOD) and your Ilah (GOD) IS ONE (i.e. Allah)and to Him we have Submitted (as Muslims)."
(AL-Ankabut-46)
Contents
Preface 7 Questions Search For Answers 15 Prophecies if the Old Testament (Altaurat) 21 The New Testament Prophecies 47 Some Oriental Studies 59 The Message of Islam 69 The Conclusion 79 References 84
Preface
The need of the people to realize the truth is as important as to follow it. It is not enough to the man to follow the creed that he believes, but it must be tested and examined to prove whether it is real or not.
The majority of Muslims have the evidences that supporting their belief as well the truth that the Allah (GOD) is one, and Muhammad is His prophet, also the Nobel Quran is the words of Allah revealed it and sent it down to the last messenger.Also he sent down his messengers Moses and Jesus (peace be upon them) with Torah and the Gospel. In order to realize the truth, we must apply the methods and means which easy to read, analysis and arrangement. Also, how much it is real and the conclusion is right after the proper application. The deficient and incompetent methods may lead to opposite results matched with fanaticism and radicalism. That may overcome the mind of the people as a falsehood that seduces the people as the truth.
As if most of the Muslims are civilized in accepting the others, regardless their beliefs but also, they equipped with the evidences, irrefutable argument on the purity of the creed, the safety of the vision and the correctness of understanding.
In their approach, they never begin these arguments which always provoked by some Orientals, Radicalizes and Fanatics, One of them is the author of book (THE LIFE OF Muhammad; the founder of the religion of Islam and of the Empire of the Saracens) George Bush (1796-1859).
Some people offend the ideas that they have by showing the illusions, and some of them pretend that they are civilized by changing the right into false and vice-versa.
The Muslims never try to attack the beliefs of the others and this is not due to shortage or incapability or kind of arrogance, but the truth needs the effort and research to know. This is obvious and available. Any one ask for the right, he has to read about what does he believe and the beliefs of the others, then to understand what he believes and the beliefs of the others, then to discuss what he can not realize with both himself and the others, at that time one can reach a true results, but the monopoly through listening only to understand something may lead to opposite results.
The REV., George Bush the author of (THE LIFE OF Muhammad, the founder of the religion of Islam and the Empire of Saracens) was imposed to confess that there was a reality he could not deny. This reality was imposed upon him by the prophet and the religion of Islam. This reality faced by two obstacles in his mind, the first: denying the existence of prophecy of this reality in the Holy Bible may denote to some a kind of decrease or may be understood as imperfection.
The second: he rejected the fact that Muhammad was the messenger of Allah (GOD), although HE CONFECED THAT MUHAMMAD WAS ALWAYS RIGHT. To the author this would follow a lot of changes and gave him a sense of disappointment as all what he believed, were wrong.
Verily, the interference of caprice during searching for the truth may lead to get away from the proper way.
For these two reasons, the author had to divide the prophecy into Parts, trying to take some statements to jump over the historical facts, so he could obtain his objects. Then he interpreted the prophecy that belongs to another event, which may be occurred or not, to overcome these two obstacles, shortage and emotions.
Allah Almighty (GOD) Said in Surat AL-Aaraf (157) « Those who follow the messenger, the prophet (who can neither read nor write) (the prophet of the nations) whom they found him (Muhammad (p.b.u.h)) written with them in the Taurat (Torah) (Deut, xviii 15) and the Injeel (Gospel) (Johnxiv, 16) he commands them for good deeds and all that Islam has ordained, and forbids them from all that Islam has forbidden; he allows them as lawful and prohibits them as unlawful, he releases them from their burdens (of Allah's covenant with the children of Israel), and from the fetters that were upon them. So those who believe him help him and follow the light (the Quran) which has been sent down with him, it is they who will be successful.» AL-Araf (157).
These verses in the Glorious Quran are indicating (both of the Muslims and the people of the Book) that there are prophecies and evidences in the Bible (the Old and the New Testament) concerning the advent of a prophet from Allah coming from nation rather than the nation of the children of Israel. This prophet had signs and evidences indicating his advent and the people has just to read, understand and discuss, then every one can believe what he wants.
It is the everlasting question that we always ask our Christian friends: is there any prophecy about a prophet, his name is Muhammad or Ahamed in your Holy Books? But they always repeat the same answer: NO! There is not any prophecy??!!
I was astonished from this answer that my mind was unable to accept. This is because of two reasons, first: I am a Muslim and believe in all religions and the messengers and respect them.
Second: Allah Almighty (GOD) has taught us that there are signs and prophecies about a messenger. We have to realize that and if we want to believe, we will be prosperous.
We worship the prophecy giver, who created the universe; we know exactly why Allah (GOD) Almighty created mankind and we appreciate it without philosophy or controversy. Also, we (Muslims) believe that the absolute knowledge are belonging to Allah alone, and our opinion towards all the interpretations that others believe, as they were sent down from Allah. We worship the only One who Has no partner and we adopt that with our free will and if anyone wants except that, Allah will judge him. So, when I read the book of George Bush: (THE LIFE OF Muhammad the founder of the religion of Islam and the Empire of the Saracens), I wondered from those who deny or forge or camouflage the matters to hide the truth. So, I hasted to write down these lines to be completely different from those who know the truth but try to deny it or keep silent.
I found that it must be written clearly because the conclusion is very immersive upon those who rejected the truth.
There are prophecies in the Books of the Jews concerning the advent of JESUS the Christ, but they denied it, stated that he did not come yet and they are waiting for him according to wrong understandings to these prophecies, as they made it did not belong to who came in fact. So, they have to occupy Jerusalem and to rebuild the Hekeal (Temple) in order to the Christ may come. They are waiting for him although he came since 20 centuries. This is their conception!
Most of the Christians believe in the second return of AL Messiah (Jesus the Christ), but they differ in their understanding. Some of them understood the prophecy concerning his re-advent in the Day of resurrection to rise up and save the true believers above the clouds to protect them from the terror of that day. Others realize the prophecy of his return, the second time, to rule the world in the happy millennium, by justice, so they have to prepare the area for this event by allowing the Jews to occupy Jerusalem.
The majority of Muslims believe in the re- advent of JESUS the Christ (peace be upon him), as they understood verses in the Glorious Quran and some traditions of the prophet Muhammad (p.b.u.h), that emphasizing the second return of Jesus the son of Mary to correct the mistakes of both the Jews and Christians. Most of his followers will be from the Muslims, some Christians, but most of the Jews will reject and deny him.
The followers of every religion understood the prophecy according to their beliefs. Who is right, GOD Almighty will judge among all in the Hereafter.
So, the next chapters will discuss the Muslims point of view about the prophecies in the Old and New Testament with some verses from the last Testament (the Holy Quran).These words are not to provoke argument and quarrels, but to clarify the reasons, the questions, and the answers. So, anyone may be able to understand what he believes instead of attacking the message that he rejects.
I hope from Allah Almighty to inspire us the right way, Truly, He is the best Protector and Helper.
Dr. Hamdy Basha.
Questions Search For Answers
The problems between the Muslims, the Christians and the Jews are due to different understandings to the messages, the reality and the benefits of the superior religious men specially those from Christian and Jews. This opposition with the Islamic concept based on the fact that, Islam condemned the conception of presence of transmitters between people and Allah Almighty (GOD) to whom It deeply overshadows upon them and makes them trying hard enough to find the reasons to reject the Islamic message and prophet. It is obvious, that Jews with their religious men denied and rejected Jesus the Christ and his message. Not only they rejected him but also they completely denied his existence as a messenger or as a GOD as Christians claim. Definitely, in this way they do not consider the Gospel as a Holy book, in spite of the presence of prophecies in the Old Testament that pointed out to his advent. But in someway, they understood these prophecies in a wrong and vague way, that made it meaningless or it did not occur?! Some Christians understood the prophecies of the Old Testament, and could realize it clearly to reach the historical fact that Jesus the Christ was sent down to the children of Israel and Allah Almighty (GOD) supported him by miracle and the Gospel. Most of the Christians as well as their religious men deny and reject the prophet Muhammad (P.B.U.H) as a messenger from the GOD, this based on the following: the prophecies in the Old and New Testament did not belong to him or it did not occur yet! But during their process of understanding to these prophecies, they changed some of them into vague and others as meaningless one, sometimes by camouflage on the original script, or due to bad translations and another times by portioning the prophecy to be away from Muslims understand to the prophecies in the Old and New Testament in a way that gives it the meaning and matches with the events which occurred and happened, supported by evidences, reality, and historical facts.
If this prophecy does not occur yet they provide the evidences for that also.
The above two paragraphs, showed that the Christians oppose the Jews who denied the Jesus Christ message (peace be upon him) and oppose the Muslims in their belief that the prophet of the nations MUHAMMAD (p.b.u.h), who is written in the Old and New Testament.
We have to ask our Christian friends, do you have the absolute truth and the right understanding to every thing? Can the Jews claim that they have the absolute truth and the right understanding to every thing also?! Formerly, we know that nobody has the absolute knowledge and the right understanding to every thing, but he has to do the effort to reach the truth through proper and right understanding and if some one do wrong or get away from the right, GOD will judge him in the hereafter. Many books were written to discuss this everlasting question, at many levels and corners.It always necessitates the presence of answers to remove and eliminate any misunderstanding about the reality. Also, these answers help to remove misunderstanding about these prophecies.
SO, IS MUHAMMAD (the Arab prophet) a historical fact that occurred? IS HE a messenger from GOD as the Muslims believe? IS HE COMING BY THE LAST TESTAMENT AND THE LIGHTENED LAW? DOES HE CALL FOR THE WAY OF GOD? ARE THE CONTENTS OF THIS MESSAGE FOR THE SAKE OF MANKIND DURING LIFE AND HEREAFTER?
All these questions can be summarized in one only: IS MUHAMMAD A TRUE MESSENGER FROM GOD?
It is not easy to answer Yes, or No by non Muslims, although it is a basic answer Yes, by Muslims. So, the matter needs discussion and analysis to the non Muslims who were manipulated sometimes intentionally and another times due to carelessness or improper understand. As the questions come to the mind have reasons and motives, still its answers need proofs and evidences. It is not enough to claim that my faith makes me have a holy body with a holy mind, moved by a holy sprite, so, my ideas and thinking becomes holy ones which refuse rejection or discussion ?! The Muslims understand the prophecies in both the Old and New Testament in a different way from that of the Christian one. Also they react with the reality in a different way that of the Christians. It is obvious that the Muslims have evidences and proofs and the Christians have also ones about their claims! For these reasons, we will discuss the Muslims understanding about the prophecies in the Bible and how far it matches with the reality and what are the evidences and proves they used to defend these understandings and facts to construct their real faith? It must be stated that Muslims believe in God's MESSENGERS AND PROPHETS INCLUDED IN THEM OUR LORD Moses and Jesus the Christ (peace be upon them). Also, they believe in all holy books that were sent down to us from Allah Almighty included in them the Old and New Testament. But there are differences between the script written by the original language and its translation to another one by people exposed to fallacies or caprice or incapability to find the exact word that gives the same meaning and understanding in the translated language. In this particular situation, the Muslims rejected these translations as the translated words gave other meanings or became meaningless. So, for these words, we have to go back to the original language script, if possible, to reach the goals and to declare about what these scripts speak?
Prophecies if the Old Testament
(Altaurat)
1. Deuteronomy: 18-18
I will raise up for them a prophet like you from among their brothers; I will put my words in his mouth.
2. Genesis: 49-10
The scepter will not depart from Judah, or the ruler's staff from between his feet, until he comes to whom it belongs and the obedience of the nations is his Shiloh.
3. Isaiah: 21-13 & 17
An Oracle concerning Arabia you caravans of Dedanites, who comes in the thickets of Arabia, bring water for the thirsty; you who live in Tema bring food for the fugitives. They flee from the sword, from the drown sword, from the bent bow and from the heat of the battle. This is what the Lord says to me: « Within one year as a servant bound by contract would count it, all the pomp of Kedar will come to an end. The survivors of the bow men, the warriors of Kedar, will be few ».
4. Isaiah: 42-11 & 13
Let the desert and its towns raise their voices; let the settlements where Kedar lives rejoice, let the people of Sela sing for joy; let them shout from the mountain tops. Let them give glory to the Lord and proclaim his praise in the islands (in the Hebrew: his praise was hemda) (Hemda as a Hebrew word means Ahmed or Muhammad in Arabic);the Lord will march out like a mighty man, like a warrior, he will stir up zeal; with a shout he will raise the battle cry and will Triumph over his enemies.
5. Isaiah: 1, 2 & 6, 7
Arise, shine, for your light has came, and the glory of the Lord rises upon you. See, darkness covers the earth and thick darkness is over the people, but the Lord rises upon you and his glory appears over you. Nations will come to your light, and kings to the brightness of your down.
Herds of camels will cover your land, young camels of Midian and Ephah. And all from Sheba will come bearing gold and incense and proclaiming the praise of the Lord. All Kedar,s flocks will be gathered to you, the rams of Nebaioth will serve you, they will be accepted as offerings on my altar, and I will adorn my glorious temple.
6. DEUTERONOMY: 33-2
The Lord came from Sinai and dawned over them from Seir, he shone forth the mount Paran, and He came with the myriads of holy ones from the south, from his mountain slopes.
7. Habakkuk, s prayer: 3-3
The holy one from the mount Paran His glory covered the heavens and his praise filled the earth.
8. Haggai: 2-7:9
I will shake all nations, and the desired of all nations will come and I will fill this house with glory; Says the Lord Almighty, the silver is mine and the gold is mine, declares the Lord Almighty. Of this present house will be greater than the glory of the former house; says the Lord Almighty. And in this place I will grant Peace; declares the Lord Almighty.
• « The script can be read in the second statement by the original Hebrew language as that (ve yavu himdath kolhaggoyim) instead of (and the desired of all nations will come) which means exactly: and himda will come for all nations. (Himda in Arabic means Ahmed or Muhammad) ».
9. Malachi: 3-1
See, I will send my messenger who will prepare the way before me. Then suddenly the Lord you are seeking will come to his temple; the messenger of the covenant whom you desire, will come, Says the Lord Almighty.
10. Daniel: 7-14
What we are interested in is the real interpretation for the coming prophecy in the seventieth version of the Holy Book and which was written before seven centuries of Christian era.
« This dream describes four winds of heaven churning up the great sea, four great beasts, each different from the others came up out of the sea.The first was like a lion, and it had the wings of an eagle. The second beast looked like a bear and it had three ribs in its mouth between its teeth. The third beast looked like a leopard, and on its back it had four wings like those of a bird. This beast had four heads and the fourth beast was Terrifying and frightening and very powerful. It was different from all the former beasts and it had ten horns and large iron teeth, then there was another horn, a little one, which came up among them; and three of the first horns were uprooted and this horn had eyes like the eyes of a man and a mouth that spoke boastfully, then his Throne as white as snow. His Throne was flaming with fire; a river of fire was flowing. Thousands upon thousands attended and stood, the court was seated and the books were opened and the fourth beast was slain and its body destroyed and thrown into the blazing fire. The horn that spoke boastfully will keep a live, till the son of man, coming with the clouds of heaven. He approached the ancient of days and was led into his presence. He was given authority, glory and sovereign power, all peoples, nations and men of every language, His dominion is an everlasting.
11. Psalm of David: 110
The Lord says to my Lord: « Sit at my right hand until I make your enemies a footstool for your feet. »
• « Translation from the original Hebrew language is: YAHWA says to my lord sit on my right hand until I make your enemies a footstool for your feet ».
12. Daniel: 7-22 & 27
Until the ancient of days came and pronounced judgment in favor of the saints of the most high, and the time came when they possessed the kingdom.
His kingdom will be an everlasting and all the rulers will worship and obey him.
Now, let us read the prophecies of the Old Testament in another way:
The light of GOD came from Sinai, (The Torah has been sent to Moses peace be upon him), then, the light of GOD shone again on SEIR (Jerusalem) (to send his messenger JESUS the Son of Mary carrying the Gospel with him to guide his people), then, the light of GOD shone forth on mount Paran (where Ishmael and his sons (Arabs) inhabited this area)*, Allah Almighty sent his messenger Muhammad (P.B.U.H)), and revealed the Holy QURAN and the last verse in the farewell pilgrimage amongst tens thousands of the believers and these verses completed the bright legislation to men. Yes, the Saint from Paran (the messenger), the area that had been inhibited by Ishmael Son of Abraham (peace be upon them) in the Arabia. His glory covered the heaven, the earth filled with thanks and praises.
Now, these deserts and towns raise its voice announcing (Azan) (I bear witness that there is no God except Allah, and Muhammad is his messenger).The houses of Kedar and his sons which they inhabited (kurish Tribe) will sing (Rhythm) also the inhabitants of the mountains will applause and glory al-sayyed (the messenger) to declare (peace and prayer be upon Muhammad) in announcing (Azan) and prayer in islands (continents) 0r (Arabia), AL-Syyed (the messenger) will come out in fierce state and he will encourage the soldiers as a warrior in the war and call for (the Lord of the world is one). He is handy crafted and able to control his enemies and put them in the place of his feet to be as footstool. Rise up, (you was sent) because the message from GOD come to you (your light), and the glory of GOD rised upon you, as the darkness covered the earth and the nations. But the light of GOD rises upon you and His glory is seen upon you, for that the nations will walk in this light that was sent down to you and the kings will be in your brighten light that GOD offers you. You will be covered by herds of camels, camels of Syria (Midian) and Ephah, and those came from Sheba (YAMEN) bearing gold and incense and proclaiming the praise of the lord. All the people of Kurish (Kedar, s flocks) will be gathered to you and the rest of Arabs (rams of Nabaioth) will serve you. When pilgrims on the Arafat mountain I will accept them (on my alter). The ALKABBA will be for the believers as it is the first one built for the people (I will adorn my glorious temple). Attention; an Oracle will come from Arab land, in the desert of the Arab land, where the caravans of Dedanites passed. And the saint (messenger) will flee away from the people who wanted to kill him and ended the message. Inhabitants of Arabia (Tama) brought water to him as he was thirsty from the tripe, and gave him his bred, because he and his friend flee from the sword, the bent bow and from the heat of the battle. God said: within one year as a servant bound by contract all the glory of Kedar (Kurish) will come to an end (Bader battle) after a year from his flee, the messenger (peace be upon him) and the survivors of the bow men of Kurish (Kedar) will be few. I will shake all the nations and give them Muhammad as a prophet to tell them that this house (AL KABBA) will last for ever and more glories than the (Hekael). I will give peace to the last house, so who enters it will be safe. I will send my messenger who will prepare the way of faith (before me) He will come suddenly to Jerusalem (ALKODS); the messenger of covenant whom you desire and waiting for, he is the lord you are waiting for him as « THE PROPHET OF THE NATIONS », the messenger of the Last Testament whom makes you happy, he will come; GOD SAID.
GOD told Moses that He will raise up for them a prophet among their brothers (your cousins, the Arabs); and this Arab prophet will be like you Moses, and GOD words will be in his mouth. The scepters and the ruler's staff will depart from Judah when who these features belong to him comes. This man will be able to raise up the God's kingdom on earth and the lightened law. This man who these features belongs to him is the Shiloh (The Prophet) and the obedience of the nations will be to him. I will destroy the empire of evil and darkness (fourth beast) and I will call the son of man to my presence (pernasha) and I will give him the glory and domination to destroy the evil. His kingdom will be everlasting and all will obey him. SO, ANY ONE WANTS TO READ WHAT IS REVEALED TO HIM FROM God's words, he has to learn his language (the Holy QURAN). Yes, his nation will be the one that obey GOD ALMIGHTY and submitted to Him as one.
The above paragraphs are not from the writer's own words or somebody else, also they are not historical review of the prophet Muhammad history, and they are not projecting the prophecies over the reality and facts that happened or will happen. The above paragraphs are successive write of the prophecies in the Old Testament in English language with solution of some symbols as Kedar and Nabioth that point to KURISH and rest of Arabs.The most striking point is that: the above prophecies arrangement are not chronological one, if you want to read it chronologically, they will give the same results as if you read it as written above. Also, they like pieces of mosaic when you arrange them in any order, they will lead to the same historical facts of the prophet Muhammad (p.b.u.h); please try?
As the power and law were departed from Judah and were given to the prophet of Islam, this represents another station and proves the matching of the prophecy with the reality. It was prophesied and it was occurred by the prevalence of the prophet Muhammad, and most of the Arabs believed in Islam. So, they became tens of thousands stood with him over Arafat Mountain in the last pilgrim when the last words of the Last Testament were revealed to him: « This day, I have perfected your religion for you, completed my favor upon you, and have chosen for you Islam as your religion.» (ALMaida -3).
The tribe of Alesraa that happened to the prophet Muhammad from Mecca to al kudos (Jerusalem) is the prophecy of Malachi 3\1. The Oracle that was sent down to the prophet Muhammad reveals the one between non believers and the people of the Holy Book. His migration to ALMadinah is ISAIAH prophecy 21\13-17. The people of ALMADINAH waited the prophet with glory and after one year from this migration the prophet and his friends won the Bader battle and Kurish was defeated by them, the rest of Arabs realized that the glory of Kurish will come to an end and the Islamic message will overcome them. As all Muslims pronounce for pray five times daily in the Arab island and in continentals (that considered geographically as an islands also) that: The Most High is the Greatest, I witness that there is no god except Allah, I witness that Muhammad is his prophet. Towns and deserts pronounce, even the inhabitants of the mountains, all pronounce and ask for the glory of the messenger and declare that GOD is one and Muhammad is his prophet.
After, reading twelve prophecies in the Old Testament, we reached the facts that happened to the prophet Muhammad and its results. We could not find any other prophet that all these EVENTS happened to him in the history. The prophecies that occurred in this obvious manner and perfect way make Muslims astonished from those whom denied the presence of prophecies about the prophet Muhammad or those whom proclaimed that these prophecies did not belong to him or belonged to another one. During this (the people who denied) they did not prove through the historical facts what they proclaimed. On the other hand, those whom proclaimed that these prophecies did not occurred yet, as they preferred to deny the obvious facts rather than obey the truth.
The Christians proclaim that some of these prophecies belong to Jesus the Christ peace be upon him, it was « I will raise up for them a prophet like you from among their brothers; I will put my words in his mouth.» (Deuteronomy: 18-18). The Christians consider this prophecy belongs to Jesus Christ as he is from children of Israel, an understanding depend on the word brother without the rest of the prophecy. Muslims find that there are no resemblance between Jesus and Moses peace be upon them. Jesus was born from Marry without a male partner, spoke during infancy, and GOD supported him by miracles, he did not married, and he did not die and buried in earth. In these way Jesus never resemble Moses who born to a father and a mother, married, had children, work as sheep man for period of his life, then he was revealed by GOD to sent him with message to children of Israel as well pharos and his people. Muslims said that the prophet Muhammad and the prophet Moses have a lot of similarity between them in 90% of circumstances. Both of them flee from the evil people, born to a father and a mother, became sheep men for sometimes during their lives, supported by miracles from the GOD, died and buried in earth, and none of their followers claims that they are GOD or son of GOD.Also they married women, had children and the religion never named by Mosesim or Muhammadism. As regard what came in the prophecy (among their brothers), it is well known that Jews and Arabs are cousines referred to Isaac and Ishmael sons of Abraham peace be upon them all. So, Muslims find this prophecy closely matched with Prophet Muhammad (p.b.u.h) and did not belong to Jesus Christ peace be upon him. Also, we have to consider that the prophecy in Genesis 49- 10 told that the scepter and law would depart from children of ISRAEL AND BELONGED TO SOMEBODY ELSE CONCERNED WITH THESE MATTERS AND THE NATIONS OBEY HIM. Concerning that, Christians believe that this prophecy belongs to Jesus Christ peace be upon him. In fact the lord Jesus Christ peace be upon him had no power on these nations in his time, even on the children of Israel themselves, but he always told them that he came to direct the lost sheep from the children Israel (still they are so many up till now) and also said that: leave what belonged to Caesar to Caesar and what belonged to GOD to GOD. Jesus never said that he came to destroy the law but he came to complete. The law stills the law of children of Israel and Saturday is the holyday for both the Jews and the Christ peace be upon him. The one who changed Sunday instead of Saturday as a holyday was the Roman emperor Constantine who called by some the greatest 325 years after birth. The one who removed the power of law from Jews and replaced some of it by another law and permitted some which were forbidden to them through the law which was revealed to him was our prophet Muhammad peace be upon him, who also, replaced Friday instead of Saturday as a holyday because Jews did not respecte it so many times. So Muslims find that, this prophecy belongs to the Prophet Muhammad and did not belong to Jesus Christ peace be upon them. Somebody reject this understanding as the word Shiloh does not mean this and he does not tell us what does it mean? Because if it is obscured like that it will change the prophecy into a meaningless one! • The Professor ABDUL WAHED DAOOD (x-priest of Uremia) found in the Serine translation of the Old Testament that Shiloh was translated in words meaning that: to the person to whom it belongs. So many Muslims found this prophecy closely related to the prophet MUHAMMAD as he was given the power to change the law of Jews in marriage, divorce, number of wives and holyday …etc, he was given this power as he was the person that this matter belongs to him, not more than that. The prophecy in Isaiah 21\13-17 is completely clear. It started by an Oracle concerning Arabia on a messenger in Arab land, in the thickest of it, and this prophet will be from there, where the Dedanites camps (the west side of Saudi Arabia now).Then the prophecy started to tell events that will happen to this prophet in the form of being a fugitive, and run away from people wanted to kill him, then he concurred these people (Kurish in Mecca) after one year from his flee. Also, the people of Tema met him with hospitality, water and food (people of AlMAdinah now). Jesus the Christ never went to Tema or its people met him by water and food there. Also, he never concurred Kurish (Arab) after one year from his flee. The question is: If this prophecy does not belong to Jesus Christ or to Prophet Muhammad, for whom it belongs? This prophecy is closely identical with the historical facts of the prophet Muhammad peace be upon him. Somebody claims that Tema is not ALMadinah (city in Saudi ARABIA) AND THIS PROPHECY MAY BE NOT OCCURRED YET, SO AND SO FROM THESE CLAIMS THAT CHANGS THE PROPHECY INTO A MEANINGLESS ONE! In Isaiah 42\11-13 the last prophecy was not left like that, but it was completed to become clear. This messenger (or the Lord), will be thanked in the islands (Arab island) or the continents (they are also islands in the water). The call for Muslim's praying: I am a wittiness that no Ilah (GOD) except the GOD (Allah) and Muhammad is his prophet. Also the praying and peace be up on Muhammad during praying, is declaring his thanks.The deserts, the towns, and Mecca (the area where Kedar inhabited) CALL AND SONG BY HIS NAME. The prophet Muhammad was a worrier and called us to be submitted to one GOD Almighty and he over came and concurred his enemies.We can not jump to say there is another prophet whom Mecca songs by his name and the call for praying and peace in voice every where. In Isaiah 60\1-2, 6-7: It was spooked about the prophet that Kurish (SOME OF ARABS) WOULD FOLLOW, THEN ALL ARABS would be his followers. The believers went for pilgrim in Mecca would be accepted on ARAFAT MOUNTAIN and GOD Almighty will give them forgiveness. Then the prophecy declared that AL Kaba will be the holy house of GOD Almighty and the believers will be directed to it during pray, and it must be safe to any one. We can not also consider this prophecy belongs to another prophet except our prophet Muhammad (p.b. u.h), as there is no one followed by Arabs except him. Also we can not consider that Hekeal that Jews were considered it as the holy house of the GOD AS IT WAS COMPLETELY DESTROYED 70 after birth BY THE Roman emperor named TETUS. The prophecy in Deuteronomy 33-2 showed that the message was sent down to our prophet Moses peace be upon him in Sinai, and sent down to our prophet Jesus peace be upon him in Palestine, also it was sent down to our prophet Muhammad in Saudi Arabia now (Paran), as well Muhammad the messenger of God will be followed by tens of thousands of saints (this occurred in his last pilgrim), the lightened law will be in his right hand (also occurred) as the last words of the Holy Quran were sent down to him in this last pilgrim too. These words are: « This day, I have perfected your religion for you, completed my favor upon you and have chosen for you Islam as your religion.» (Saurat AL Maidah, 3). Some Christians claimed that this prophecy does not belong to the prophet Muhammad peace be upon him. They depend on the Christian understanding to geography rather than the geographical facts, for that they considered our prophet Moses is the one who the message was sent down to him in Sinai, but the region of Seir is away hundred miles from Jerusalem (ALKODS). Also, some of them considered Paran in Sinai and the others claimed that it is five hundred miles from Mecca!! BUT, THE BIBLE tells us that Ishmael and his sons were the inhabitants of Paran as we find in Genesis 21-21 (….inhabit Paran …). SONS OF ISMAEL who is the son of ABRAHAEM, were the inhabitants of Paran, not the children of Israel, the Old Testament tells us that the saint (prophet) is from Paran, and PARAN geographically is in the Arab lands, it is the region that called Al hegaz (west of SAUDI ARABIA), YES THE PROPHET MUHAMMAD was from this area, we can not deny these facts. And the question is; who do we have to believe? the historical and geographical facts or the Christian understanding?? Haggai, 2\7 translated from the original Hebrew: and I will shake all nations and Himada (Ahmed or Muhammad) will come. It may be that the translator could not understood the meaning of Himada when he used the English language as he translated from Latina words which also he could not find the exact word for this word Himada ? We considered that he could not recognize that this word Himada is a name of a person, it is rational that there were none in Europe, or middle east who called Muhammad or Ahmed in that time. So, he translated the word Himada into the desire which is entirely different from the original name. As it does not point out to a certain events or person that may exists. The question is: About which desire and nations is this translation about? The Christians claim that our prophet Jesus AL Messiah peace be upon him is this desire which was sent down by GOD Almighty. According to this, the prophecy became a fact with Jesus AL Messiah peace be upon him although Jesus him self told us that he came for children of Israel and not for the nations which will be shacked! But Muslims believe that the Hebrew translation is more accurate than the lateen or the English one as the word HIMADA IS EXACTLY Muhammad or Ahmed in ARABIC PERSONAL NAME AND AS Muhammad came from nations rather than children of Israel and also the nations were shacked by him. Malachi 3\1 pointed to the sudden arrival of a messenger to the Hekael and this messenger is the one who children of Israel waiting for him. Also he carries with him the testament that will please them. Muslims understand this prophecy which pointed out to the extraordinary trip occurred to the prophet Muhammad when he was transported from Mecca to Jerusalem in a few minutes accompanied by GAPRAEL THE ANGEL. This sudden events that occurred to Prophet Muhammad was a surprise to every one even himself. Christians understand this prophecy that it belongs to the prophet Jesus the Christ, although none of the authorized versions of the Gospel entails about the sudden visit of the Hekael by Jesus the Christ. He lived there in ALNaserah, ALKalil, BEAT LAHEM, and Jerusalem, moved between them and there was no surprise in that, he lived in these areas and as a Jewish; he entered the Hakael so many times and was circumcised in it when he was child ! Also the prophet Moses never visite Jerusalem and he did not visite the Hekael suddenly! There were no prophets else where visited it also suddenly! Except for the prophet Muhammad. But some bodies denied this Islamic and historical fact although they did not give the rational answer about who did visit the Hakael suddenly among the prophets they know? If the prophecy still like this; it may be considered meaningless, or it does not occur yet!!!??? Daniel 7\14 pointed to the small horn who spoke boastfully about God almighty, Professor ABDELWAHED DAOOD said that: the Roman emperor Constantine the great was the one who changed the Jewish law and ordered the trinity belief, also changed the holy day from Saturday to Sunday which was the roman weekend. He was also the one who ordered the concepts of Neikea 325 after birth to be in action as it called for the presence of a father, a son and a holy spirit.All these ideas were not known before in the Jewish belief and they were not legible to be considered as facts by both Muslims and Jews, as both believe in ONE GOD Almighty. Roughee Garudee said that: at that moment (Constantine orders) the charge believed in roman philosophies and ideas, instead of Romans believed in Jesus (peace be upon him) orders. But also, this prophecy pointed out that, the small horn will live till the Son of Man (messenger) would be supported by law, glory and force to be obeyed by the nations and the truth becomes clear. Prophet Muhammad is the one who overcame the roman philosophies about God and he carried the lightened law to the nations and the truth that there is only one GOD who never married, never has a son and none equal to him. Our prophet David peace be up on him said the prophecy about the Master or the Adon in PSALM OF David 110: « YahWah said to my Adon (The Lord says to my Lord), SIT at my right until I place Thine enemies a footstool under thy feet.» (Sit at my right hand until I MAKE YOUR ENEMIES A FOOTSTOOL FOR YOUR FEET). Muslims consider this prophecy belongs to our prophet Muhammad peace upon him as he is the one who concurred his enemies, in spite of the Christian understanding to this prophecy that it belongs to Jesus AL Messiah peace be upon him. In fact Jesus peace be upon him was never obeyed by the nations or concurred his enemies during his life and he did not make his enemies under his feet during his life also. But another obstacle is present here as Jesus peace be upon him is one of David's (peace be upon him) grandsons, so, how could the prophet David call him my lord??!! And if the prophecy as translated « my lord says to my lord » which one says to the other?? Jesus was considered as one of David grandsons as written in the Gospel, and as he called him my lord is very astonishing problem! And if Jesus is God as in the Christian belief, how it became possible that his enemies under his feet although these enemies succeeded in crucifying him as in the Christian belief also??!!! The Muslims understanding to this prophecy as it belongs to the prophet Muhammad peace be upon him overcome this misinterpretation, and opposition between the other understandings and what happened in fact. We may reach to understand these prophecies through many ways, but EMAIL ZOLA HAD ANOTHER OPINION: DOES SCINECE PROMISE FOR HAPPINESS? I DO NOT THINK SO, IT POMISES FOR TRUTH AND THE QUESTION IS: WILL THE TRUTH MAKE US HAPPY?? GOD ALMIGHTY SAID TO US IN THE HOLY QURAAN: « Those to whom we gave the Scripture (Jews and Christians) recognize him (Muhammad peace be upon him) as they recognize their sons. But verily, a party of them conceals the truth while they know it.» (Surat AL Baqarah - 146).
The New Testament Prophecies
1. John: 1\19-25 Now this was John testimony when the Jews of Jerusalem sent priests and Levites to ask him, « then who are you? Are you Elijah »? He said, « I am not ». Are you the prophet? He answered « No », finally they said « who are you?» give us an answer to take back to those who sent us. What do you say about yourself? John replied in the words of Isaiah the prophet « I am the voice of one calling in the desert. Make straight the way of the Lord. Now some Pharisees who had been sent questioned him » why then do you baptize if you are not the Christ, nor Elijah, nor the Prophet. John replied « I Baptize with water but among you stands one you do not know. He is the one who comes after me, the thongs of whose sandals I am not worthy to unite ». This all happened at Bethany on the other side of the Jordan, where John was Baptizing. 2. John: 14\16 And I will ask the father, and he will give you another consoler to be with you forever. 3. John: 16\13 But when he, the spirit of Truth, comes, he will guide you into all truth. He will not speak only what he hears and he will tell you what is yet to come. John the Baptist's testimony was as confession when the priests and Levites asked him. He confessed that he is not the Christ, nor Elijah, nor the prophet too. If the matter was that, so, the children of Israel were expecting one of the three that they asked John the Baptist about them. Most of the children of Israel failed to recognize Jesus the Christ peace be upon him, although they were expecting him. Also, after six centuries they had failed another time to recognize the prophet. It is obvious; they failed to recognize Elijah who preceded Jesus peace be upon him. The prophecy is crystal clear, but the human beings intend to hide the Truth by the ambiguity. Jesus the Christ was among them and GOD Almighty the superior, supported him by miracles while they asked John the Baptist Are you the Christ? He answered them by negation. They repeated the same question to the Christ (while he was amongst), Jesus replied them by affirmation, but they refused to believe him. The prophecy comes true before them but they accused Jesus the Christ by falsehood and more over tried to kill him??!! Stupidity may be one of man aspect but not to that extent!!! We return back to the last part of the prophecy that comprises the three inquires. Are you the prophet? If they pretended that they ignored (did not know) him then what is the value of this inquiry and what is the benefit of this prophecy? Also if they knew the prophet why the silence is??!! But Jesus the Christ (AL Messiah) SON OF MARRY (P.B.U.H.) REALIZED THAT HIS FRIENDS AND THE JEWS COULD NOT UNDERSTAND THE PROPHECY? So that, he is AL Messiah, he is not the prophet who children of Israel are waiting for, and he will ask the father to give them another consoler (another prophet) to stay with them forever. Once, this spirit of the truth comes, he will guide them to all the truth, as he will not speak from his own, but he will speak by all what he hears and will tell them what is yet to come. It seemed to be that most of them could not realize and understand, they still like that, and also, it is inherited by most of the next generations, the inheritance of misunderstanding! This most probably because of the vague translations that made the prophecy either meaningless or was understood in wrong way!! The word consoler is not the meaning of the Greek word periqelytos, and the word (another) means that there is another person. Also, the word Paraclete is not the Holy Spirit. All translators ignored that periqelytos means Ahmad. These translators decided to make the prophecy either meaningless or vague by translating periqelytos into consoler and the world has to wait this consoler who they can deny that consolation is not for him! This inadequate translation occurred either due to ignorance, or intentionally?! Jesus AL Messiah (peace be upon him) prophecy told us that the father (God) will send another prophet named Ahmed is completely right because he is the one who will tell the world about all the truth as he did not speak from himself but what he heard he spoke and told the people what is yet to come. For the above mentioned we can read these prophecies in another way: John the Baptist denied that he is AL Messiah or Elijah or the waited prophet. But he decided that AL Messiah is among them. To be surer they went to Jesus and asked him: Are you AL Messiah? Although he answered them:YES I am AL Messiah, most of them refused to believe and the other did, before that John the Baptist asked him: Are you AL Messiah? And Jesus confirmed to him that he is AL Messiah (peace be upon him).But Jesus the Christ found that there were misunderstanding and misinterpretation, so he told his students that he will leave and will ask GOD to send another messenger (Ahmed the prophet) who the revealed words to him will stay with them forever. Ahmed the prophet will tell the world all the truth that the GOD Is One and none else and he speaks what he hears and tells the truth and all what is yet to come. • Professor ABDULWAHA DAWUD (former Bishop of Uremia) said that: to understand the meaning of console we have to write this word from Greek languages it was wrote like that « periqlytos » ST. John Gospel 14l16. This word does not mean consoler nor intercessor as Jesus did not used the word Parakalon, besides, even from a religious and moral point of view the idea of consolation and intercession is inadmissible by Jesus the Christ as he ordered his students by being in their houses and closing the doors then praying to God Almighty secretly, at that moment Their father (GOD) will lessen to them. He continued that the word Periqlytos etymologically and literally means « to glorify, praise ». The noun I write in English characters periqlytos means precisely what Ahmed means in Arabic, namely the most illustrious, glorious; and renowned. The only difficulty to be solved and overcame is to discover the original Semitic named used by Jesus Christ either in Hebrew or Aramaic. Also, we can not understand or translate the word Paraclete or periqlytos as it is the Holy Spirit. The word another in this prophecy means that there are many holy spirit of truth, which makes the matter more confusing and vague than it is, as the holy spirit emerged from the father and the son but equal to them without separation??? The trials to manipulate the others through vague or incorrect translation from the original language make the prophecies meaningless or pointing to something else. Muslims show very big respect to Jesus the Christ and believe in all what were sent down to him from GOD (ALLAH), so they always try to avoid this situation of saying meaningless words. In this way, they try to follow AL Messiah words to inspire them and give the wider scope for the true believer by what he said and what he did. Because of that, we found our selves facing two possibilities only: first that these prophecies were occurred and this periqlytos or Paraclete (consoler) came. The second, it does not occur yet and the one who claimed that, can provide the evidences if he can??!! The prophecies told us that AL Messiah (Jesus Christ) peace be upon him when he went to the Heaven to his GOD (ALLAH), God will send another (most glorious) = (AHMED) = (MUHAMMAD) prophet, with whom, the words of GOD will stay with us forever and his life and features will be with us also forever, to show us the way of truth and survival during life and the hereafter. The truth which the human mind can not reach without a teacher who was sent down by GOD Almighty. These were occurred with the prophet Muhammad peace be upon him and GOD words (the Noble QURAN) which was sent down to him from GOD, which is also, still within our hands without any mistakes. But the holy spirit takes special thought in the Christian beliefs, as every Baptized person becomes filled with the holy spirit and becomes a holy one. We have not the right to deny that some people consider themselves holy persons, or those with holy souls due to filling with the holy spirit or any thing else, every one has the right to consider himself as he likes, but to consider this, makes them superior on the others, this what we would like to avoid. In order to avoid this narrow Christian belief, the others can not consider Hitler or president Harry Truman who made massive destruction in the world and made killing parties to the human in mass production also, we can not consider them with holy souls or spirits or bodies or any thing as they were been Baptized??!! These are for examples and not exclusively, and if we want to enumerate and count those criminals claimed Christianity as they are Baptized and filled with holy spirit, we may write thousands of books filled with crimes and tragedies that were occurred under the name of holy war, holy souls, holy spirits, holy bodies, holy marriage, holy days, holy wood, etc…!!!!! The main problem between Muslims and Christians are due to the complete deference in understanding to Jesus Christ nature which makes rejection obvious between them. Muslims believe that Jesus Christ AL Messiah peace be upon him is a great messenger with a very high position among prophets, and GOD almighty is one without partners or wife or son. The GOD Said to us in the Noble QURAAN « Say (O Muhammad (p.b.u.h)): If the Most Gracious (ALLAH) had a son (or children as you pretend), then, I am the first of (ALLAH, S) worshippers. (Surat Az-zukhruf - 81).This words said to the Muslims that GOD ALMIGHTY never has a son, and if so he never hide this from his creatures and leave them to understand according to the capacity of everyone. The more surprising point is that the Gospel and the Old Testament never pointed out that the GOD HAS A SON physically ! All Messengers said that there is only one GOD without partners, for this reason the words in the Surat Al-Ikhlas (At-Tauhid) ARE VERY COMFERMATIVE AND CLEAR: ' SAY (O Muhammad (P.B.U.H.)): He is Allah the one, Allah-us-Samad (Allah- the Self-sufficient Master, whom all creatures need, (He neither eats nor drinks), He begets no nor was He begotten, And there is none co-equal or comparable unto Him.» The Noble QURAN. (Surat At-Tauhid) ALIKHLAS;1-4).This is the Muslims understanding to the nature of AL Messiah Jesus the Christ peace be upon him, and also it was some of Christians understanding in the first centuries whom believed in ARYOS understanding to the nature of Jesus, before and after NIEKIA 325 after birth. But the opposite thoughts claimed that AL Messiah Jesus the Christ is the God and His begotten son, could match with the Roman beliefs and Helithentic thoughts to terrorize those people following the thoughts of ARYOS about Jesus peace be upon him. Also the emperor Constantine the great decided, in NIKEIA 325after birth, to made All ARSIAN believers as refugees in all known lands in that time. History recorded these mass killing of THE ARISIAN BELIEVERS as the ERA OF THE MARTYRS, SOME OF THEM WERE MY GRANDFATHERS IN EGYPT. When the message of Islam was sent down to the prophet Muhammad peace be upon him, It provided the complete freedom of choice, It also remembered that the responsibilities lay on the one who choose, GOD Almighty Said: « And say: the truth is from your Lord. Then whoever wills let him believe; and whosever wills, let him disbelieve » (Surat AL-Kahf:29). The power and Law were given to Prophet Muhammad peace be upon him presenting the right way to reach the noble goal. O human being, you are created by GOD Almighty to worship Him only without partners, you have the free will to choose. There will be no power upon your faith, only yourself and you will be free to choose. But the praise or the penalties will be in the hereafter; if you found the Paradise then you have to thank GOD as you believe that HE IS ONE, and if you found anything rather than that do not blame any but yourself. GOD AL mighty permits the free choice to the mankind, and gives the believers in HIM the power so that none proclaims that he was enforced to choose wrong. This is the Islamic understand for the choice which is completely different from the terrorism that happened to the Christians during the Roman era starting by NEARON 40 after birth, and ending by HERKAL 620a.b. Even it is completely different from the understanding of all what happened to those protesting against the Pop in ROME and what happened to Galileo is a good example!! We have not the right to attack the ideas and beliefs of the others, In fact we have the right to clarify the Islamic message in which GOD Almighty permits to the human to refuse or accept it. Also we have not the right to define who has faith more than the other, as the faith is very private relation between human and GOD. Also, none has the right to interfere in that, only if he knows the truth he has to declare it then every one has to believe what he wants. But if any body try to manipulate the people under the name of faith with certain thoughts and ideas, IN this situation Muslims have the right to defend the truth by evidences and facts. This is the Islamic way to defend faith and the freedom of choice. To defend the truth and what they believe is the first human right that Islam put into action since 14 centuries.
Some Oriental Studies
It IS OBVIOUS that we could not bring in all the oriental studies about Islamic religion, prophet, and civilization in this concise work. These are actually beyond the aim of it. So, we found that we have to select some of these studies that support our belief verses the theory that the book of " The Life of Muhammad the founder of the Religion of Islam and the Empire of the Saracen " tried to represent.
These different studies were concerned in certain part of the Islamic field. Many reached the truth and facts; some could not hide their hat or turn back from the misunderstanding situation.
It is not a problem if you do not understand the problem when you understand wrong or deny the truths if you declare what you understand?
Mr. Magdy Morgan, is an Egyptian Judge, said that the prophet of love is Muhammad peace be upon him. In his book " The prophet of love is Muhammad ", he found the prophet Muhammad commanded his followers by love. The prophet always gave love to his wives, his friends, his people and even his enemies when captured. The prophet did so because he understood very well the need of mankind for love to survive. He commanded Muslims to fill their life with love, love to every thing in the universe. Magdy Morgan found the Prophet Muhammad's talks, in which the prophet told his friends: « In order to enter the paradise, you have to believe, and you will not have this faith until you love each other ». When Mr. Magdy Morgan understood this statement he became a Muslim.
He wrote the books about The Prophet Muhammad peace be upon him.
Karen Armstrong in her book "Muhammad a Biography of the prophet"
Reached the same results about the Prophet Muhammad as decent, beloved, gentleman behavior, and merciful way of handling to all people and things around him. Although this book criticized the Islam in the form of the prophet Muhammad Biography, Yet, the positive results were reached by the author pointed out to the facts and the truth that the prophet Muhammad peace be upon him is in fact the prophet of mercy, love, and justice. She said that: Muhammad was not died as he lives in the conscious of every Muslim, in his way of thinking and during his daily practice. She shared the Egyptian X- Christian Magdy Morgan the same effect of the prophet Muhammad on the people and welfare of the earth. Both, Found him not only as a historical leader but also a renewable model for every Muslim in the present days and in the future, as he lived in the past among his friends as a fact and shinning a leader.
The Islamic message commands Muslims to be merciful, lovers and beloved, and as it is the Last Testament to the mankind, it will never disappear or be masked. Also, its presence viable and strong is for the sake of humanity. All these can be true through the practical way presented by the prophet Muhammad peace be upon him.
Will Durant in his book "The Lessons of History" said that: The character and the history have an important role, not only the character that changed and affected the beliefs, thoughts and descisions, were active power in the history, but also he added to the humanity and history. If the prophet Muhammad was wise enough to inspire the people, and his words raised up poor and ignorant people to degrees of amphibious never come into mind, it is necessary to find a theory or concept that can explain the events and its progression which of course, affect positively the mankind movement through out the history. It is not that symbolic event even though it is allowed to some individuals, but in the end they are submitted to the basis and rules of this system which at last changes this symbolism into a pattern accommodated with this system. Thomas Karelyl thought that the understanding of the universe was hard to the human, because GOD does not prepare mankind except to be modest.He continued that if AL Messiah Jesus the Christ comes back again, the people will not crucify him, but they will invite him to the dinner, hear his news and laughed after him (Muslims never do so as they glorify and respect AL Messiah Jesus the Christ).
Karelyl concept was due to misunderstanding to the great man as he evaluated the miracles were done by the Jesus the Christ instead of his ideas, commands, and instructions!
Mr. Wilfred Hoffman, in his book "Daily Notes of a German Muslim" tried to put his experience when his way of thinking became more mature towards the belief in one God only. He found that what are deviating Jews from this, is their narrow vision, as they considered GOD a special one for them only. Although Jesus the Christ tried hard to correct this wrong belief, yet, the Jesus message was overcomed by some understandings when they literally showed Jesus and GOD relationship in some places and in other places they showed it indirectly if it served their concept. He reached to the logical results, seemed to him, that it was a must for coming of a prophet to correct this wrong belief and call for the one God Almighty to all Nations. This is the final and important job of Islam and this represent a huge effect in the progression of the mankind belief and thought. Also this makes the prophet Muhammad peace be upon him as the last prophet came with the Last Testament "The NOBLE QURAN" is the prophet of the nations.
Michel Hart in his Book "THE HUNDERD" studied the social and historical effects of the important persons through out the history. His study was completely away from the religion and holiness, it depended on the social, economical, political and historical effects of this important person who did these changes in the world. He tried to search for the truth about this man who was spoken about him by Durant. For that he did not look too much for what did he believe or not in the matter of religion, God, and Miracles. He depended on certain parameters that made this character was one of the greatest or not, and on the results were reached by this great man, positive or negative, and its effects on human progression. At this point, he found himself obliged to put the Prophet Muhammad peace be upon him on the top of the greatest men during the human history. HE found that Muhammad (p.b.u.h) changed and corrected mankind pathway and still the human looks for his thoughts, instructions and learns from his pathway what makes him near to the right and welfare and away from the bad and evil.
But, Mr. George Bush, was completely affected by his primary thought and belief due to his Anglican thought and actual situation, and may be beside his vague understood to the prophecies, or the historical facts. For all these reasons he looked to the events not by its meanings but by what he did believe and served his case in understanding of the miracles, in spite of that, he reached, sometimes, to results matched with the facts and history and that Muhammad peace be upon him commanded the people by right and constructive orders. A reaction of his faith, he thought that God sent down Muhammad to punish the Christian Heretics and the prophecies were happened because it is the GOD will.
The miracles may be explained through the belief and the way of thinking, SO, it seemed to the believer of certain faith as a good events and signs from God. On the other hand, it seemed for another believed by opposite thought as a punishment from God. A third may believe that it is just an extraordinary events represent itself only, because he believes that the Man is the Master of himself. A fourth believes that there are no miracles and he puts it as an apocrypha. But Mr. George Bush in his book " The life of Muhammad the founder of The Religion of Islam and The Empire of the Saracens " put the results according to his special and narrow explanation of the miracles and events as he believed that his thoughts were absolutely right and any thing else were false and wrong. So, he had to found an evidences and clues, even if they did not match with what were before and after. He also refused the results, although they were positive and to the side of the prophet Muhammad peace be upon him. He thought that the events were for itself and not for its right or wrong results, as these results faced his belief which he considered absolute and of course holy!!!!
Mr. George Bush indirectly confessed that the miracles never came except to whom it belonged and deserved, as well as the huge effect of Muhammad on the pathway of history and failure of empires under his feet. If so, he did not reached new results exceeding the others, all who studied the history and events happened to human, confessed that Muhammad peace be upon him earned and had these capacities which made him on the top of the greatest as regarding as defending about justice, Right and mankind welfare.
It was not only the miracle that Muhammad (peace be upon him) could raise up the wild, ignorant tribes of Arab to civilization and humanity, although he and his friends defended the God's message (Islam), but also they managed the events and facts as they were, they worked and asked God to help them, they won when they took the causes into considerations and they were defeated when they did not. And in both, it is GOD will. They lived rich and poor, health and illness, they lived as a human among the people, they never claimed that they were angles.
The Miracle was in Muhammad peace be upon him, that he was human could make the right and goodness with justice and security without overreacting, or being crude.
If the Muslims consider The prophet Muhammad peace be upon him, their example and the pattern were sent down to them to follow in all his circumstances, or actions, but some of them do not take from these except the outer looking and become away from the core that affects the human and history as also affects all the beliefs and faith.
If the GOD will, make the truth to take the upper hand, so The power and law that supported the prophet Muhammad, and the words of God (the Noble Quran), all, make the Islamic message a miracle of the miracles as it forms a continuous flow for any one asks for the truth. Who reaches this, he deserves these miracles as they never come except to who deserves it, and it seemed that Mr. George Bush was not one of them.
The Message of Islam The stages of the message are easy, simple and deep Proof. Because of that scientist and the simple living can receive it by the same ability and everyone can understand it according to his ability without sophistication or Philosophy requiring especial ranks. The message passed with calling to the oneness of God and proofing it and who doesn't say that is exactly like a fabrication. The universe couldn't find itself by itself and the idols can't be the creator or the manager of human beings affairs. The creator can't have an own people for special blessings, victory and promising, nor he has a son with special ransom and salvation, or no other can be emanated from Him for giving the hope and peacefulness and filling the souls of those who call to that. The Almighty God, who created, is the one who ordered and confessed for us that he is the creator, the restorer and the deathful, and there were not and will not be there who professed or professes the operation of creating. Who retracted the power and the creating for Allah, can't give us the answer of the question: who had created the universe?, even the theory of doubt can't be straightened up the worthier thing for who embraced it, is to feel doubt in the theory of doubt is it true or false? Anyway if the answer is always false! Or I don't know, it is the answer neither the truth be straightened up with it, nor it gives the proof on the right answer! Then the message transmitted into the second stage of the mission by going through the obligations after the faith for changing the belief into true faith for the faithful who believed in the oneness of God and stands five times every day and night between the power hands of his creator, educationally, refinement and reminding that his faith must be connected with work. For that, the same think that the prayer which imposed upon the Muslims is nothing but renewing the practical faith, for the faithful to stay with his creator doesn't be far from sanctification Allah and following his orders. If it is necessary for finding an idea or Purpose for every ordinance, it is logical to drive it to the benefit for who he believed in Allah the one and the only. If the prayer is that, Zakat (giving money to the poor) is also a kind of promotion the solidarity among all mankind and fulfilling the equality among them because it is an obligation, not as a volunteering from its performer. It is also a way for increasing the connection among the human beings. The fasting in a specific month "Ramadan" is a practical answering from Mankind for the orders of his creator. By this answer, only, he can abstains from what is lawful for him from Allah. It is necessary for him to be able to accustom his soul for fighting his appetites, which they may be lead to depravation of the human conscience, after that the mixture of parentages by adultery or by spreading of stealing and gambling or drinking alcoholics which destroy, it seems to be as a kind of powering the immunity against polytheism and depravity. The last ordinance of Islam is the pilgrimage (ALHeg), in which the Almighty God put conditions on the believer that he must be strong and has a financial and physical ability. It is a kind of deprivation and stripping through it, the believer moves to be among the lower creature of Allah which are stones, and nearby to be like grave clothes remembering the absent truth in human life which is the death, and seeking his God to give a favour in the present life and also in the hereafter. Islam doesn't restricte to obligations and obedience which plotting his soul and the manner only, but also, ordered the believers with the best tempers like to be pious with parents, with the neighbors, the relatives and with good bringing the youngsters up, also with accuracy and sincerity in work, all together with mercy and forbearance and deliberateness. Also with suppressing the anger and dealing with everything in merciful way and hate the minor sins and to be depart from the clear and the secret fornications. Islam ordered them through the Holy Quran the miraculous speech of the lord of the worlds to be just and fulfill their promises with all mankind either they are friends or enemies, and to be merciful with the all the messengers of Allah (peace be upon them) were good symbols for all the followers and the opposites can not deny it. Some of the hypocrites, who wanted to distort and change, just are those who fabricated situations aiming to destroy and spoiling! Islam does not stop at calling people to good ethics only but also, calls them to the practical enforcement in their daily life and their financial management. Then, Islam dictated a general Judgment for them concerned the forbiddance of usury and how to deal in the religion and Paid mortgaging and how to distribute the heritage. Although the Islamic legislation come with the general Judgment in heritage, none can be equal with it, in power and strength, as the woman became has a right in heritage and she became equal with the man in most of the situations and may be, she has more than him in some situations and also she has lower than him in another situations. For the mankind reached to some kind of ripeness, you can know that the woman is equal to the man exactly and none of them has a favor better than the other except that "Allah" has preferred one of them better than the other and that which they give alms for their own money. Islamic legislation went ahead to establish the care of society through the profound legislations for marriage and divorce, duties and rights which are results of that daily life treatment for the two parties of human beings, who are the man and the woman. Inimitability which is clear in linguistic eloquence and legislative progress and true human treatments and proofing on the oneness of Allah the lord of the worlds, are not only the core of the Holy Quran, but also the Almighty God put the Cosmic miracles in a high position which make the mind to stand attentive at forward it with deleting the human power if he is genius to come with similar to it. So that you can find in the Quran the speech that the inimitability and the verses will be seen by the humans in themselves and in the horizons and everywhere around them to bring out for those who have mature brains that the truth that Allah has created of heavens without poles, created the unshakable mountain and created everything in the heavens and among the earth. So that, none between the human since fourteen centuries could expect that the mountains have an inner core to establish the crust of the earth as the peg of the tent when establishes it, and describe the mountains as the pegs, also the humans could not know that there are some kinds of the stars called pulsating stars or that which have knocking and described as the Night visitant piercing star, none of mankind confirmed the impossibility of the existence of two hearts in the interior of anyone, also none of mankind could arrogate his knowledge that the progress of fetus three stages since fourteen centuries long, also none of mankind could arrogate that sexual intercourse between man and woman during the menstruation period could hurt any of them, that mankind could not know also that iron had been sent down from the heavens to the earth not formed in it like other materials, the human could not also deny the fact that the earth is round which makes any particular point has an east and west, none of us could predict these knowledge unless they are inspired from one creator of the world. The prophet Muhammad peace be upon him had been sent with the right message with goodness for mankind and for their happiness in the life and the hereafter, he came to settle the mercy and pity, also for supplying the solidarity and equality between Mankind and pedigree ding all the best ethics, but before all that and after it, the assurance with proof and predication on the oneness of the Almighty God and that he is the creator none other than Him. If all these predictions as they were published in the past by absolute and firmness way according to the understanding of Islam, that the messenger would come after the Christ, peace be upon him, with the clear and bright Islamic law in his hand as showed in this fast summary, so that, it would be like misuse to search for another message arrogating that you have touched the truth, and also if the Muslims don't peal and kill humanity and intervene in People's life under democratic advertisements to liberate them out of injustice and fire of tyranny to occupy and steal their treasures, but they allow the freedom of choice and persuasion. It is necessary to confirm that the thieves and highwaymen who are called Saracens, aren't the Muslim but they are the persons who eradicated the whole nations and occupied their territories. They also killed hundred of thousands and millions of people in wars under the claims of liberation, democracy, smart bombs and stupid ideas. It became clear to know who are the persons who are doing the bad deeds such as false hood, contrivance and misleading, as if the world was ruled by a quack who fool with ideas and the freedoms under different claims but this quack want to carry out the null. He turns (claims that) the persons who resist the enemies occupied their territories, he claimed that they are terrorist organizations and the land where he lives is the target land, and they also the thieves occupied the land where Arab and Muslims live and this land is the target land. As is Satan became their boss who calls them and they obey him and they do not listen to the voice of right, good and beauty, which Islam calls to achieve and the prophet Muhammad (peace be upon him) was sent to tell people about Islam since more than 14 centuries to lead the humanity to it's right guidance if they followed (obeyed) him. We can't deny that the situation became ambiguous for the all. The others who aren't Muslims are judging the Islamic mission through the states of Muslims in the current time and the others who preceded them at the times of retardation. At these times the Muslims lift the truth and the gist of Islam, which is the workable, actual and practical faith. And they rely on charlatanism, jugglery and they wait the miracle to come down from the sky. As they are monotheists, they believe that this is enough without work. But Allah who created the skies, land and reasons doesn't allow to those who failed to be the model for the humanity and to be their leaders. The weakened and dependant person can't establish fairness for himself at least and also can't call for achieving the right even for himself. He can't enjoy beauty which he misses in himself and also he can't admit equality among people. Also he can't admit the freedom of choice or stand its responsibilities, duties and enjoying its rights. The freedom of choice requires strong monotheists or at least strong people disregarding their belief for all these, the Muslims who failed do not deserve the support of Allah. Also they do not deserve to be the true model to lead the world with fairness, right, equality, good and beauty. The only matter (solution) is if the monotheists can return to the true, workable, practical faith, and to forget all the vanities which they do such as how can we wear? How can we eat? And so on. The monotheists must do their best to be the best nation in the world who orders people to do good things and forbid them to do the wrong things and to establish the kingdom of Allah on the earth. Still there is a question: can we judge the Christianity by judging the saying of some contemporary and period Christians or by studying what Jesus Christ said? It is a great problem to judge Christianity through some of those who are fanatics and thirsty for blood?!
The Conclusion
How can we distinguish between the real and the false prophet? This is a question which the mind poses on itself. The mind begins to analyze and to relate the facts and events to achieve the results. In the book of Armia 9/28. (The prophet who predicts the Shalom (Islam – Peace) when he obtain his world, by this the prophet are known that Allah already sent him). Jesus Christ (peace be upon him) said: Does the thistle can fruity grapes? It is always the product which can assure that the deed is good or bad, right or null and you can judge the deed through its product. Many persons who aren't Muslims, falls in a methodical mistake. They judge the idea and sayings through the acts of the persons who claims that they believe in it. Not all the Muslims are right, some of them understand the idea and saying in a wrong way and neglected some parts or ignored it completely and keep the designated only without the content.
For judging the idea and the saying which result from it and the acts that was applied, for judging this idea you should compare it as an idea, a saying and a practical deed, with the good and the right a man like us carried it and it showed its product so the judgment is true that it is effective.
If the previous faiths and books with all the nations showed and predicated the arrival of the last prophet for the man kind and that he will bring the obvious and luminous law, and that he will have the authority and strength to defeat the kingdom of Satan, idols and heresy, and that all nations will obey him, and he will get out of the nation of Arab, and the law which he brings will abrogate the Jew's law and that he and his followers have the authority and the mace, and he will establish the kingdom of the God, the creator, on the earth to make the human beings to worship Allah, the creator, the one and the only God and to announce this without fear or defeating and the right and the truth will triumph. So, peace of Islam will spread to the persons who believe in this religion, and the name of the prophet is written in the two periods, the ancient and the recent one. And the prophet will come in the last period of the humanity to correct the way for it and to support the persons who believe in Allah (the monotheists). These persons were wronged, tortured and defeated under the authority of Dictators who worshipped the idols and persons who were affected by what they believe in, so they go a stray and also make others to go wrong. So, the prophet can make his enemies submit to him by the strength, the will and the volition of the Omnipotent and the Most High to make the right to be prevailed and the null to be vanished. If anyone wants to know the right, it is clear and strong and the strength and courage of the persons who support it will protect it. And anyone want to support the null, it is available. No one can force others to believe in the religion, because the right guidance is clear and the error also, is clear. It's up to anyone to believe in Allah (to be a monotheist) or to disbelieve in Him as Allah isn't in need to anyone in the world. It is the freedom of choosing as Islam declares for the people that: you can choose, so you are alive but just you not any one who will stand the results of this choice. If you made good deeds you should Thank Allah and if you made a mistake or anyone made you to go a stray, you should only blame yourself. The right of choice is guaranteed, you should search for the right and protect it by the will of the persons who stick to it, those persons don't fear death when they defend the right's freedom of choosing.
If the events, facts and results proved that the product of this idea and its sayings such as deeds, acts and effects, this product is the produce of good, fairness and the right. The appearance of the prophet Muhammad (peace be upon him) with the clear and luminous law and his struggle to call the people for the right, his defending and the martyrdom of some of his friends in this field.
The freedom of choice was assured and the oppression of the monotheists was stopped. There is a freedom for anyone to believe in the religion he wants. The persons who did not want to be monotheists remained on their state without torturing, horrifying, killing and deformation. The persons who embraced Islam and gave up to Allah, the Omnipotent and the most high, became in a peaceful state. The fairness spread among people when they believed in the law that prophet Muhammad (peace be upon him) brought. The people who obeyed prophet Muhammad felt security and peace. Man won by pursuing the prophet's mission, Man won in the combat against Satan, and the forces of evil, before all of these, man won his combat against himself and he could achieve the continuous marvel that is not clear for the all. Also by pursuing the prophet's mission, Man could be good, fair, clear and could be the man who is secure to himself and to all the others, as his creator demanded him when he granted him the right of choosing.
After that we can get to the result that the prophet Muhammad (blessing and peace be upon him) is the last prophet who they can find his name is written in Torah and Gospel and they know him as they know their children, they are the persons who study Torah and Gospel. Allah send him with the good, Luminous mission to guide man to the true road and to the straight way to Allah, the one and the only God and to gain the good in the world and in the hereafter.
O God! Give him blessing and peace upon him; bless him, his friend and his followers with Charity till The Judgment Day.
References 1. The Noble QURAN: Interpretation of the meanings of the Noble QURAN. English Language. DARUSSLAM, Publishers and distributors, Riyadh, Saudi Arabia. 17 th Revised edition, 1997. 2. The Holy Bible: The new international version; international Bible society. 1820 Jet Stream drive, Colorado spring, co. 80921-3696.U.S.A 3. Muhammad in the Bible: By professor, Abdul- Ahad Dawud. Abul-Qasim publishing house, Jeddah, Sahafah Street, Saudi Arabia. 4. Muhammad; A Biography of the Prophet: Karen Armstrong; Harper Collins Publishers, 10 east 53rd street, New York, NY, 100220 U.S.A.1992. The Arabic Translation By: SETOR Publisher co. 8. ELSheshiny- ELMaady- Cairo- Egypt. 5. The Lessons of History: Will and Ariel Durant. The Arabic translation; Dar SUAAD ELSBAH; Cairo, Egypt, B.O. 13, ALMOKATUM or 267 DUkky. 1993. 6. The Life of Muhammad the Founder of the Religion of Islam and the Empire of the Saracens: The REV. GEORGE BUSH A. m., New York; Harper and Brothers Publishers no. 82 Clift Street 1844. The Arabic translation by: DAR –ELMarich for publishing, ELRhyaad, Saudi Arabia B.O 10720. 11443. 7. The Greatest Hunderd on Their Top Muhammad Peace and Pray Upon Him: Anees Mansour. ALZhraa LELEaalam ALAraby; Publishing Division. B.O 102 Madinat Nasr-Cairo - Egypt, 1985. 8. Daily Notes of a German Muslim =" Yaomiat Almany Muslim ": 1ed. THE PUBLISHER: Markez ELAhraam for publishing and translation. ElGalaa Street. Cairo- EGYPT.