محمد السادس طنجة تيك
محمد السادس طنجة تيك، أو مدينة محمد السادس الذكية، أو طنجة تيك، هو مشروع إنشاء مدينة ذكية في طنجة، المغرب. ستُبنى المدينة على مساحة 2000 هكتار ويتكلف بناؤها 11 مليون دولار.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الإنشاء
في أبريل 2019، قامت شركة تهيئة مدينة محمد السادس تيك بطنجة، الشركة المسئولة عن إنشاء المدينة، بتوقيع مذكرة تفاهم مع المجموعة الصينية CCCC الشهيرة في قطاع البناء والتجهيز.[1]
وفي أغسطس 2019 واصل البنك المغربي للتجارة الخارجية سعيه لعقد اتفاق مع شركة CCCC الصينية من أجل إحياء مشروع مدينة طنجة تيك.[2]
خلفية
في 2016، بدأ الحديث عن مدينة تكنولوجية بطنجة ستنجز باستثمارات صينية هائلة تصل إلى 10 ملايير دولار. وتم الإعلان عن الحدث قبل سنة في حضور الملك محمد السادس.
"عين دالية، هي شنغهاي المغرب مستقبلا". هكذا وصفت إحدى اليوميات مشروع مدينة محمد السادس لطنجة التكنولوجية (طنجة تيك) في 2016. وقد بلغ الحماس إذاك درجة تلاشى معها الحذر المعمول به في هذه المناسبات، وراح الجميع يوردون أرقام مذهلة: 100 ألف منصب شغل، 200 مصنع، 10 ملايير دولار من الاستثمارات، ومساهمة قوية للشركات الصينية. أما التمويل فسيتكلف به ثلاثي كان يبدو متفقا على كل شيء: البنك المغربي للتجارة الخارجية، جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، التي ستوفر الوعاء العقاري، والمجموعة الصينية "هايتي" التي تم معها التوقيع على مذكرة تفاهم في ماي 2016 إبان زيارة الملك إلى الصين. وكان يفترض في هذه المجموعة نفسها استثمار مليار دولار في "المنطقة الصناعية".
سنة بعد ذلك، ترأس الملك بقصر مرشان بطنجة حفل تقديم "مدينة محمد السادس التكنولوجية بطنجة" (طنجة تيك). وتنبأ عثمان بنجلون قائلا "إنها الولادة الجديدة لطريق الحرير (...) هذه الطريق ستمر الآن عبر طنجة، وانطلاقا من هذه الأرض المباركة ستتجه إلى القارة الإفريقية وأوروبا وأمريكا". وبنبرة تنضح يقينا، أعلن وزير الصناعة والتجارة، مولاي حفيظ العلمي، بدوره أن "الأشغال ستنطلق في النصف الثاني من 2017".[3]
إلا أنه، وبعد عام فقط، لا شيء سار كما كان متوقعا. فقد اختفت مجموعة "هايتي"، كما أن الموقع الذي سيحتضن مبدئيا "طنجة تيك" أصبح غير صالح بسبب الفيضانات، وصار من اللازم القيام بسلسلة جديدة من الدراسات، بل إن المتدخلين في المشروع صاروا يتقاذفون هذه الكرة الحارقة.
اختفاء الصينيين
كان مشروع طنجة تيك برمته مرتبطاً منذ 2016 بمجموعة هايتي، التي تم تقديمها على أنها عملاق يجسد إنجازا كبيرا في تاريخ العلاقات المغربية الصينية. ولكن الجميع اليوم يتفادون ذكر اسمها، ولا يذكره المستثمرون المغاربة سوى على مضض. "قبل شهرين، أخبرنا إلياس العماري، خلال اجتماع بطنجة، أن مجموعة هايتي لم تعد طرفا في المشروع، وأنه يعتزم مقاضاتها"، يقول أحد المستثمرين(...).
والواقع أن وثائق تأسيس الشركة المكلفة بإنجاز المشروع والموجودة لدى المحكمة التجارية بالدار البيضاء، تقول إن "شركة تهيئة مدينة محمد السادس التكنولوجية بطنجة" (طنجة تيك) لها مساهمان فقط: البنك المغربي للتجارة الخارجية وجهة طنجة- تطوان- الحسيمة.
بعد نشر موقع "لو ديسك" لتحقيق في يوليو 2017، يظهر فيه أن مجموعة هايتي الصينية عملاق ولكن بأقدام طينية، بذل كل من عثمان بنجلون، ومولاي حفيظ العلمي، وإلياس العماري، جهودا حثيثة للتأكيد على أن المشروع ليس وهما، ونظموا عددا من الزيارات الميدانية والندوات الصحافية. "أنا من الذين يرون النصف المملوء من الكأس" قال بنجلون بنبرة فلسفية، ولكنها لم تكن كافية لطمأنة المرتابين، خاصة أولئك الذين يشككون في قدرة المجموعة الصينية على إنجاز المشروع.
ويقول مصدر مطلع على الملف منذ مفاوضات 2016 "منذ عامين، وأنا أقول لهم إن هايتي لا تستطيع مواكبة المشروع". من جهته يقول مصدر حضر حفل توقيع مذكرة التفاهم مع المجموعة الصينية في 2016، إن هذه الأخيرة تنشط في مجال "صيانة الطيران، وهذا القطاع لا علاقة له مع المناطق الصناعية. فلكي تكون 'هايتي' قادرة على تنفيذ هذا المشروع، عليها أن تكون مالكة لعشر مناطق صناعية على الأقل تتراوح مساحتها بين 50 و100 هكتار. هذا فقط ما يخول لها التوفر على التجربة اللازمة، والبرمجيات الضرورية لتدبير هذه المناطق، فضلا عن الموارد البشرية المتخصصة.. وهايتي لا تتوفر على أي شيء من كل هذا". من ناحيته يوضح خبير في المجال أن مصنع المجموعة الصينية "الخاص بصيانة الطائرات في مدينة شينگدو تكلفت ببنائه شركة أخرى. فكيف يمكن لهايتي المساهمة في بناء 200 مصنع بالمغرب، وهي ليست متخصصة في المجال". والواقع أن المجموعة الصينية، وكما يظهر على موقعها الإلكتروني، تنشط في مجال بعيد عن صناعة السيارات، والاتصالات، والطاقات المتجددة، أو العقار، وهي القطاعات المعنية بمشروع طنجة تيك. ومن بين العشرات من فروع "هايتي" توجد شركة وحيدة هي المدرجة في بورصة شينزين، وهي گواتشين، وأداؤها ليس مغريا بالمرة. "الشركة حققت أرباحا لا تتجاوز 11 مليون دولار، وهذا يعتبر مستوى متواضعا جدا في الصين" يقول خبير مالي صيني.
باختصار إذن: "العملاق" الذي يعول عليها لخلق مدينة تضم 300 ألف نسمة، ليس له الأكتاف الكافية للنهوض بهذه المهمة. فالشركة الصينية "لا تملك الخبرة الكافية ولا الموارد المالية الضرورية، بل إنها لم تحصل على الضوء الأخضر من الحكومة الإقليمية أو المركزية بالصين" يوضح مصدر شارك في المفاوضات مع "هايتي". وحسب معلومات حصلت عليها "تيل كيل"، فإن المساهمين في المجموعة لم يتم إخبارهم المشروع، وهذا ما تسبب في انسحابها. "ما إن علموا بتوقيع رئيس المجموعة 'لي بيو' بالمغرب، حتى أبدى المساهمون رفضهم، فقيل لهم لا شيء تم بعد"، يقول مصدر من الصين كان قريبا من المشروع منذ البداية.
مشكلات وتأجيلات
بعد عامين من الإعلانات والأرقام الخيالية، ها هو مشروع طنجة تيك يجد نفسه أمام الواقع العنيد. فبعد التراجع الغامض لهايتي، جاء دور ديكاستال، الرائد العالمي في صناعة إطارات السيارات من الألمنيوم. كان يفترض أن تشرع هذه المجموعة الصينية في أشغال إنجاز مصنع لها بطنجة قبل شهرين، لكنكها غيرت رأيها وتعتزم التوجه إلى مدينة أخرى. والسبب: موقع "طنجة تيك" مهدد بالفيضانات بسبب واد المهرهر.
والواقع أن خطر الفيضانات يهدد بتجميد المشروع برمته. من الضروري بناء حاجز لحماية الوحدات الصناعية المستقبلية من الفيضانات. وقد دق مكتب للدراسات الهيدروليكية ناقوس الخطر: بدون حاجز الحماية، سيتوجب رفع مستوى بناء المصانع بـ4 إلى 4.5 أمتار. "هذه التكاليف الإضافية ثقيلة وقد تنفر المستثمرين" يقول أحد الفاعلين في قطاع البناء والأشغال العمومية.
المصادر
- ^ "اتفاق مغربي/صيني جديد لإحياء مدينة "طنجة تيك" !". زنقة 20. 2019-04-26. Retrieved 2019-08-04.
- ^ "Morocco's BMCE Bank looks to build on China ties to deliver $11 billion tech city". رويترز. 2019-08-04. Retrieved 2019-08-04.
- ^ ""طنجة تيك".. المدينة السراب؟". تل كيل. 2018-06-02. Retrieved 2019-08-04.