محمد الحامد
محمد بن محمود الحامد | |
---|---|
الميلاد | 1910 مدينة حماة بسوريا |
الوفاة | 1969 حماة |
التعليم | العالمية في العلوم الشرعية سنة 1942 |
الجنسية | سوري |
الشيخ العلامة القاضي محمد بن محمود الحامد (1328 هـ/ 1910 م _ 1389 هـ/1969 م)
- أحد أعلام الدعاة المجاهدين في الديار الشاميّة،
- عالم حماه ومرشدها،
- مؤسس أوّل جمعيّة إسلاميّة في سوريّة باسم (الإخوان المسلمين) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نشاته
ولد في مدينة حماه، نشأ في أسرة متديّنة فاضلة، يتيماً فقيراً، فكان يشتغل في مهنة الخياطة نهاراً، ويدرس على العلماء في المساجد ليلاً .
تعلمه
- تلقى العلوم الشرعيّة على خاله الشيخ سعيد الجابي،
- وعلى الشيخ محمد سعيد النعساني وتوفيق الصباغ وغيرهم،
- ثم التحق بدار العلوم الشرعيّة بحماه سنة 1342 /1924
- ثم توجّه إلى المدرسة الخسرويّة الشرعيّة بحلب سنة 1346/1928 وكانت تضمّ جماعةً من العلماء المحقّقين أمثال: الشيخ أحمد الزرقا، و أحمد الكردي مفتي الحنفيّة وعيسى البيانوني، وإبراهيم السلقيني، وراغب الطباخ، ومحمد الناشد،
- وأخذ الطريقة النقشبنديّة عن الشيخ أبي النصر سليم خلف الحمصي، وسلك طريقة التصوّف،
- ورحل إلى القاهرة، لإكمال دراسته في الأزهر، ونال العالميّة في العلوم الشرعيّة سنة 1362/1942
- وتخصّص في القضاء .
وحبّب الله إليه طلب العلم فكان لا يقتصر على الكتب المدرسية المقرّرة بل يُقبل بشغف عظيم على كتب العلم يحلّ عويصها، ويتمثّل معارفها،
- ولقد قال عن نفسه: '... وإني أحمد الله على توفيق وتيسيره إياي للتّوسع العلمي، ووضعه الشغف به في قلبي، حتى إني لأوثر العلم على اللذائذ المادية التي يقتتل الناس عليها. ولو أنّي خُيِّرت بين المُلْك والعلم لاخترت العلم على الملك والسلطان .
إتصاله بالإخوان
- اتصل خلال إقامته في مصر بالإمام حسن البنا، وصحبه وتتلمذ في العمل الحركي الدعوي عليه، واشتهر بين الإخوان المصريّين بالشيخ الحموي، وعندما غادر مصر إلى حماه سنة 1364/1944 كان شديد الحزن على فراق إخوانه بها، وبكى على هذا الفراق، في عدّة قصائد، ومنها قوله:
- ذبت يا مصر مذ عزمت رحيلاً ولو استطعت عشت فيك طويلاً
- وعبّر عن علاقته بالإمام فقال: والذي أثّر في نفسي تأثيراً من نوع خاص، وله يد في تكويني الشخصي، سيدي وأخي في الله وأستاذي، الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله وأغدق عليه غيوث الإحسان والكرم، صحبْتُهُ في مصر سنين، وحديثي عنه لو بسطته، لكان طويل الذيل، ولكانت كلماته، قِطَعَاً من قلبي، وأفلاذاً من كبدي، وحُرَقَاً من حرارة روحي، ودموعاً منهلة منسابة تشكّل سيلاً من فاجع الألم وعظيم اللوعة.
- وكان الحامد يذكر الإمام البنا ويقول: كم أنا مشتاق إلى وقفة على قبره الشريف أناجيه عن قرب، وأبثه أشواقي، وأشجاني عن كثب، فإن للقرب معناه عند المحبين .
- وكان رفيق رحلة الدرس بمصر الشيخ مصطفى السباعي، الذي قاد الحركة الإسلامية في سورية بجدارة وتجرّد وإخلاص .
عمله الدعوي
- وفي حماه تفرّغ لتعليم العلوم الشرعيّة، وتربية الناشئين، ورعاية أهل التقوى، فنشأ على يديه جيل من الشباب المؤمن .
- وكان رحمه الله يعلم أن إعداد الرّجال الذين يحملون الفكرة، ويثْبُتُون عليها، ويُنافحون عنها... هو الأساس الذي لا محيد عنه في انتصار الفكرة.. لذلك ما فتئ يبذل الجهود في تربية أبناء شعبه على الإيمان والوعي والصلاح والجهاد.
- عرف أسرار التشريع وحكمته، ودعا إلى الالتزام بالسنّة، ومحاربة البدعة.
- حمل السلاح في وجه الاستعمار الفرنسي، وكان في مقدّمة المطالبين بالاستقلال والحريّة لبلاده .
وكان داعية خير، ووئام بين مواطنيه، يكره الفتن، ويحارب الانحراف بلسانه وقلمه، ويحرص على تطبيق الشريعة في جميع شؤون الحياة، وشهد له أعداؤه قبل أصدقائه بالإنصاف، والجرأة، والأمانة، والورع، ويعود له الفضل في إعادة السلام إلى حماه والمدن السوريّة سنة 1384/1964 عندما اعتصم الشهيد مروان حديد في جامع السلطان، الذي هدم فوق أهله، وسقطت مئذنته، ثم ما تبع ذلك من أحداث، فقام بتهدئة الخواطر على رأس وفد من أهل المدينة وتصدى لموجات الإلحاد التي فشت في الجيل الصاعد، وعمل على رد الشاردين عن الحقيقة إليها، وعمل على تغذية الشاردين بالعلم الواقي، والمعرفة الدارئة، كي تقوى فيهم ملكة المناعة الإيمانيّة، وكان يرى أن الرجوع إلى الإسلام الصحيح هو طريق الخلاص من الانحراف، والاختلاف .
- وتحدّث الشيخ سعيد حوّى عن صفاته وسجاياه وعبادته وتقواه فقال: كان دائم التلاوة لكتاب الله، مداوماً على الذكر اليومي ؛ وكان غزير العبرة كثير البكاء، لم أر بين علماء المسلمين ممّن رأيت وقابلت من ينطبق عليه قول القرآن: (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجّداً وبكيّاً)[1] إلا شيخنا الحامد، وشيخنا عبد الفتاح أبو غدّة ؛ ربّى إخوانه على التمسّك بالنصوص والفقه، كما ربّأهم على حبّ الإمام الشهيد حسن البنّا، وحبّ (الإخوان المسلمين) وحبّ جميع المسلمين ؛ وكان يرى أنّ حسن البنّا رحمه الله مجدّد قرون، وليس مجدّد هذا القرن فحسب، ولقد واطأه على ذلك الأستاذ الندوي ؛ وكان آية في التحقيق العلمي، وبحراً في العقائد، وفي الفقه، وفي التصوّف، وفي الأصول، وفي التفسير والحديث والتاريخ ؛ وكان بحراً في العلوم كلّها لا تطرق باباً من العلم إلاّ وقد أخذ بذؤابته، ويعرف دخنه، وينبّه على الأخطاء المحتملة فيه ؛ وكان شاعراً فصيحاً إذا خطب لا تعدّ عليه خطأً، عف اللسان، متأدّباً مع العلماء، وكان لا يسكت على مخطئ يقول أمامه كلمة بل كان ينصح ويصحّح، وكما كان مع المذهبيّة ومع التحقيق كان يخشى من دعوى الاجتهاد وما يترتّب على ذلك من فوضى في الفتوى ؛
- فكان متشدّداً في الفتوى، لا يفتي إلاّ إذا درس ودارس واطمأنّ، وكان مستوعباً لمذاهب أهل السنّة والجماعة في العقائد والفقه، كما كان مستوعباً لعقائد الفرق الضالّة، عارفاً وقائعها، وكان داركاً لضلالات العصر، عارفاً ببدع الاستغراب، عارفاً بوجهات المستشرقين والمستغربين ؛ وكان ناصحاً مشفقاً يحسّ كل مسلم بشفقته ورحمته وخلوص نصيحته، لا يقابل السيئة بمثلها، وكان حريصاً على وحدة المسلمين، لا يرى أنّ هناك تناقضاً بين المسلمين يبيح لهم أن يدخلوا في خصومات بعضهم مع بعض، وينسوا الردّة والمرتدّين .
- يقول الشيخ علي الطنطاوي: كنت أخالف الشيخ الحامد في مسائل الفقه، يذهب إلى التضييق على الناس، وفي أدلة الشرع سعة فيها كالغناء، أو يتمسك بفرعيّات هي من الكمالات، وليست من أسباب النجاة، ولا يعد تركها من المحرمات، وأشهد مع ذلك أن الشيخ كان صادقاً مع الله، صادقاً مع نفسه، وقد جعل الله له من الأثر في الناس ما لم يجعل لعشرات من أمثالي أنا .
- ويقول عن رحلة صحبه فيها إلى مصر: وجدته صاحب نكتة، وفي روحه خفّة على القلب، وفي سلوكه أنس للنفس، وأنا أكره المتزمّتين الذين يتكلمون الجدّ دائماً، أو يحرصون على (المشيخة) والمشيخة غير العلم، وغير التدريس والتهذيب .
من مؤلفاته
- نقد كتاب (اشتراكية الإسلام للسباعي) في كتابه (نظرات في اشتراكيّة الإسلام)
- وألف: (ردود على أباطيل) في جزئين وهو مجموعة رسائل، ومقالات، ومجموعة أسئلة فقهيّة وأجوبتها،
- و(التدارك المعتبر لبعض ما في كتاب القضاء والقدر)
- و رسالة (حكم الإسلام في الغناء)
- و(حكم اللحية في الإسلام)
- و(القول في المسكرات)
- و(حكم الإسلام في مصافحة المرأة الأجنبية) وغيرها .
توفي بحماه ، ودفن بها .
كتبوا عنه
- كتب في سيرته الذاتية (العظات والمحامد في سيرة الشيخ محمد الحامد)
- وألف في سيرته عبد الحميد طهماز (المحامد من حياة العلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد)
- وكتب ابنه الشيخ محمود الحامد (الشيخ محمد الحامد ـ حياته وعلمه وجهاده)
- وعبد الله الطنطاوي (الإمام المجاهد محمد الحامد) .
المراجع
- ^ سورة مريم ، الآية 58
- (1)حسن البنا _ مواقف في الدعوة والتربية ص 308 عباس السيسي.
- (2)العظات والمحامد في سيرة الشيخ محمد الحامد .
- (3) الشيخ محمد الحامد ـ حياته وعلمه وجهاده للشيخ محمود الحامد (مخطوط في سيرة والده) .
- (4) ذكريات علي الطنطاوي ج 5 ص 130
- (5) راجع مقالنا المنشور في صحيفة اللواء بتاريخ 19/8/1998 .
- (6) لقاء مع الشيخ عبد المعز الحامد، ابن صاحب السيرة في عمّان عام 2000 .
- أعلام الصحوة الإسلاميّة، المجلد الأوّل، ....محمد علي شاهين .