محمد المهدي الأموي
محمد المهدي أو محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر أو محمد الثاني المهدي أو محمد الثاني من قرطبة ( - ) هو خليفة المسلمين الأموي بقرطبة من أول رجب 399 هـ حتى 17 ربيع الأول سنة 400 هـ[1] أي لمدة أقل من تسعة أشهر، ألحق فيها ضرراً بالغاً بالخلافة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وصوله الخلافة
اتبع عبد الرحمن شنجول، آخر بني عامر، سياسة خرقاء قوامها الاستهتار بالرعية والانصراف إلى الملذات ومعاشرة سوقة الناس والرعاع، وإذلال الأشراف، وانتهاك الحرمات وتشجيع الدعارة والزنا[1] (ثم تجاوز ذلك كله إلى أن حمل بعض أصحابه على بعض بحضرته، وفي مجلس شرابه وخلوته)[2]. وأحاط نفسه بحاشية من أصحاب السوء السوء حتى أنه اصطحب معه في غزوته إلى جليقية رجلاً (من سفال أهل قرطبة يقال له ابن الرسان جعله صاحب شرطته وأدناه منه)[2].
وقد رفض هذا السلوك أمراء بني أمية ورجالات قرطبة وكافة أهاليها. لذلك فقد قرر الباقون من بني أمية انتهاز فرصة ابتعاد شنجول عن قرطبة لخروجه في غزوة إلى جليقية للثورة عليه. وكان في مقدمة الأمويين الثوار محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر. وقد ساعدتهم الذلفاء، أم عبد الله شقيق شنجول والذي اتهمته بقتل ولدها بالسم، فحقدت عليه وسعت إلى اغتياله[2] وسخرت للمهمة رجلاً من الصقالبة كان موالياً للأمويين، فاتصل بالأمويين ودعاهم لاسترجاع دولتهم بسماعدة الذلفاء التي تشترط القضاء على شنجول والثأر لولدها عبد الملك. وفعلاً أرشدوا الصقلبي إلى محمد بن هشام بن عبد الجبار الذي كان عبد الملك المظفر قد قتل أباه. وقالوا للصقلبي أن هذا الرجل (حران ثائر جسور مخاطر، وقد بلغنا أنه تطلّب هذا الأمر منذ قتلتم أباه، وتآلف من شرار الناس كثيراً، وشيعتنا تلقاه وتؤمله، فليس لكم غيره)[2]. واتصل به الرجل ونقل إليه رسالة الذلفاء فوافق على الأمر. وكان الأمويون في هذه الفترة (كلمتهم يومئذ في بغضاء العامريين متفقة، ونفوسهم من مخافتهم مختلسة، فلاذوا بمحمد بن هشام وبايعوه سراً).
عهد الفتنة
ومن حماقات محمد المهدي التي مارسها بحق البربر، وهم القوة الضاربة في الجيش الأندلسي، أن أهان شيخهم زاوي بن زيري الصنهاجي ومنعه من دخول القصر وأهانه.
كما ارتكب حماقة كبرى بحق الخليفة المعزول هشام، السجين في قصره، إذ قرر التخلص منه فأخرجه من القصر (وأسكنه في دار الحسن بن حييّ وشخص بمثله رجلاً نصرانياً وقيل يهودياً ميتاً كان يشبه المؤيد، وأدخل الوزراء والخدم عليه، فعاينوه ميتاً ولم يشكوا أنه المؤيد)[3]. وقد كان ذلك في سنة 399 هـ/1009 م. ودُفِن هذا الرجل بحضور القاضي أبي العباس بن ذكوان. ولقد سخر الناس في قرطبة من هذه الحماقة لأنهم كانوا يعرفون الحقيقة التي لم يستطيعوا ذكرها أمام المهدي، وهي أن هشاماً لم يمت وأن هذا مكيدة.
المصادر
- ^ أ ب وديع أبو زيدون. تاريخ الأندلس. عمـّان: الأهلية للنشر والتوزيع. pp. 290–297.
- ^ أ ب ت ث ابن عذارى المراكشي. "ج 3". البيان المغرب في تاريخ الأندلس والمغرب. pp. 42–52.
- ^ ابن الأثير. "ج 7". الكامل في التاريخ. p. 84.
محمد المهدي الأموي فرع أصغر من بني قريش
| ||
سبقه هشام المؤيد بالله |
خليفة قرطبة 1009 |
تبعه سليمان المستعين بالله |