محمد التهامي
محمد التهامي ( - ) شاعر ومستشار.
درس القانون، وتخرج في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية سنة 1947م. اشتغل بالمحاماة والصحافة والإعلام، وكانت هوايته الشعر.
عمل مديرًا لتحرير جريدة الجمهورية، فمديرًا للإعلام بالأمانة العامة للجامعة العربية، فرئيسًا لمكتب الجامعة بأسبانيا، فمستشارًا بالجامعة العربية.
عضو بالمجالس القومية المتخصصة للثقافة والإعلام، عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب، سكرتير عام جمعية الأدباء، عضو إدارة جمعية الشبان المسلمين، رئيس تحرير مجلة رسالة الإسلام، عضو لجنة الثقافة باتحاد الإذاعة والتلفزيون.
له ستة دواوين: "أغنيات لعشاق الوطن"، "أشواق عربية"، "أنا مسلم"، "يا إلهي"، "دماء العروبة على جدران الكويت"، و"رحيق العمر". وتحت الطبع ديوان "أغاني العاشقين".
له كتابان: "جامعة الشعوب العربية والإسلامية"، و"أنوار لا تغيب" وهو عن الإمام النورسي.
تدرس العديد من قصائده في المدارس في الوطن العربي، وشارك في العديد من مؤتمرات ومهرجانات الشعر في البلاد العربية والخارج.
نال الميدالية الذهبية لأحسن شعر في معركة بور سيعد سنة 1956م، كما نال جائزة الشعر القومي من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب سنة 1962م، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب والشعر سنة 19991م، ونال جائزة الملك الحسن الثاني ملك المغرب (المسجد الكبير) سنة 1993م.
يحمل وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، كما يحمل وسام بدرجة "فارس" من الحكومة الأسبانية.
محمد التهامي صاحب شعار "أنا مسلم"
لم يترك محمد التهامي مناسبة إسلامية إلا وقال فيها شعرا. كتب عن المولد النبوي الشريف وليلة القدر، والهجرة، والإسراء والمعراج، والصيام والجهاد في سبيل الله، وكتب أيضا عن العروبة ودعا للوحدة بين العرب ورفع شعاراً يجب علينا أن نرفعه معه، ونردده بكل فخر واعتزاز هو “أنا مسلم”. تمسك التهامي بالشعر العمودي وظل مخلصا وفيا له، ملتزما بقواعده التي حددها صاحب علم العروض الخليل بن احمد الفراهيدي. شارك في محافل الشعر على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي وصادفت قصائده ترحيبا كبيرا من جمهور الحاضرين والمستمعين وأضفى عليها إلقاؤه البديع جمالا وبيانا. محمد التهامي سيد أحمد.. ولد في 10 فبراير/ شباط 1920 بمحافظة المنوفية حصل على ليسانس الحقوق سنة 1946 من جامعة الاسكندرية (فاروق الأول). عمل بالمحاماة والصحافة. بدأ عمله الصحافي في الأربعينات، والتحق بجريدة الجمهورية من 53 الى 1958 ثم عين مستشارا إعلاميا للجامعة العربية ومشرفا على الإعلام بها. وعضوا بالمجالس القومية المتخصصة، وعضوا بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة. تم انتخابه عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكتاب وسكرتيرا ورئيسا لجمعية الأدباء. حصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1990 وجائزة مجلس الفنون والآداب للشعر القومي 1961 وميدالية الشعر بعد معركة بورسعيد سنة 1956. تم تكريمه في العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية منها إسبانيا وباكستان. شارك في العديد من مهرجانات الشعر في البلاد العربية ومنها سوريا والجزائر. من دواوينه “أنا مسلم، أغنيات لعشاق الوطن، أشواق عربية، تسابيح، أسرار الوجدان”. في مؤتمر للشعر بمدينة غزة عام 1966 طلب منه الشباب هناك إلقاء قصيدة كتبها عن فلسطين يقول فيها: إن الذي زيفوه كله كذب ما لليهود بدار أهلها عرب ويقول عن العروبة: بني العروبة هذا يوم وحدتكم فلا تقولوا غدا قد لا يجيء غد ويقول في قصيدته التي تحمل عنوان “أنا مسلم” وأنشدها في حفل وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف: إن قال داعي الحق من يتقدم فأنا الحقيقة كلها: أنا مسلم ومعلمي في العالمين محمد صلى عليه الأنبياء وسلموا وتخيروه لهم إماما صادقا لما اصطفاه لنا الإله الأعظم رسالة الحق
ويواصل الشاعر حديثه عن رسالة الإسلام التي آمن بها الناس في كل مكان: فطووا رسالات لهم وتزاحموا حول النبي وبايعوه وأسلموا شهدوا وهم خير الأنام لديننا وبأنه نهج الحياة الأقوم ويصور الشاعر نكبة فلسطين وكفاح شعبها وبسالة أطفالها الذين يقاومون رصاص الاحتلال بالحجارة: من شاءها حربا فنحن جنودها حتى يثوب المعتدون ويندموا هذي فلسطين الأبية ما وهت يوما وإن غطى شوامخها الدم إن قلّ في يدها السلاح تسارعت أطفالها بلظى الجارة تَرجُمُ قال عنه الدكتور شوقي ضيف أستاذ الأدب العربي ورئيس المجمع اللغوي: إنه شاعر يؤمن بالعروبة والوحدة الإسلامية وهي عنده عقيدة وشريعة وهو يحسن استخدام موسيقا الشعر العربي بأوزانها وقوافيها. يقول في قصيدة بعنوان (من المخيم) وهي على لسان كل مواطن فلسطيني: اصبح القتل في حياتي طريقا ورفيقا على الطريق وغاية نحن والقتل كالمحبين ذابا في غرام ولوعة وشكاية فضائل الإسلام
يتحدث الشاعر عن فضائل الإسلام وقيمه النبيلة السامية فيقول: إنا عباد الله ملء قلوبنا طه وموسى والمسيح ومريم وجميع أصحاب الكتاب طلائع منا على النهج القويم تقدموا فالكلمة البيضاء كل دعائنا والله يهدي من يشاءُ ويرحم وبلادنا دار الجميع فكلهم متقلب في خيرها يتنعم يقول عنه الناقد الأدبي عبد الفتاح البارودي إنه يلتزم بقواعد علم العروض ليس القواعد الأساسية فقط بل الفرعية أيضا. يقول عن الجهاد في سبيل الله: يا نائما إن الجهاد فريضة فوق الفرائض كلها تتسامى إن صمت أو صليت غير مجاهد فُتّ الصلاة وما كسبت صياما ويتحدث الشاعر في قصيدة أخرى عن أحوال الأمة الإسلامية فيقول: صرنا ضحايا لجهل بات يغرقنا والجهل يقتل في الدنيا ضحاياه والحق أثمن ما يسمو الوجود به ونحن في سفه الجهال بعناهُ طال الظلام ولم نسأل لغفلتنا عن الضياء كأنا قد نسيناه كأننا ورياح اليأس تدفعنا نكاد نسبقها شوقا لنلقاه قف يا زمان
وفي قصيدة بعنوان (صرخة) عن ماضي الأمة الإسلامية ومجد الآباء والأجداد ينادي بأعلى صوته لاستعادة هذا المجد: قف يا زمان إلام أنت تدور فتمر أعوام بنا ودهور حتام تأتينا بكل جديدة كالسابقات وما بها تغيير أتدور بالدنيا فترفع أهلها وتفوت شعبا بالعلاء جدير فنسيت أنك ناشئ في مهدنا والمجد كان لنا وأنت صغير يضم ديوان (أنا مسلم) 18 قصيدة تتحدث عن القدس وصاحب الشريعة الغراء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رحاب الحسين، تسابيح، المثل الأعلى، داعي الجهاد، أزهار وأشواك، صرخة، الهدى والضلال، في نور الصيام. وفي مؤتمر للشباب عقد بمدينة حلب السورية سنة 1950 تحدث الشاعر عن القومية العربية ودعا لها في هذا الوقت المبكر من حياته: يا حادي الركب قد أنزلتنا حلبا ألق الزمام فقد أبلغتنا الأربا هذي معالمها قد هزت جوانحنا فاجنح إليها وقبّل ارضها طربا يا دار إنا بنوك منذ ما حملت طيات أرضك أجدادا لنا عربا قال عنه الناقد د. محمد عبد المنعم خفاجي: إن إبداع التهامي يكمن في قدرته على التأليف بين المشهد والصورة واللحن الجمالي في نطاق مرسوم من الخيال والتجربة ومن العقل والوجدان واستلهام الذكريات. ليلة القدر
كتب عن ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم وهي في وزنها وقدرها خير من ألف شهر وفيها أيضا تجاب دعوات وحاجات السائلين من عباد الله المؤمنين: بكل الشوق في قلبي طرقت الباب يا ربي يسيل الطهر في دمعي ليغسل صدقه ذنبي سألت الله أن يهدي إلينا نعمة الحب قال الأديب ثروت أباظة عن الشاعر محمد التهامي إنه شاعر إسلامي عظيم من الطبقة الأولى بين الشعراء. كتب التهامي إلى جانب كتاباته عن العروبة والإسلام في أغراض الشعر الأخرى في الوطنية والطبيعة والوجدانيات. يقول في قصيدة بعنوان (الشاعر): أتعرف بغية الشاعر ربيع ولكن بلا آخر يعيش يغني لهذا الربيع ويصدح في أبله الزاهر ويقول في قصيدة أخرى بعنوان (مناجاة) وهي من أجمل ما كتب الشاعر وتتحدث عن حب الآباء للأبناء: أنا قادم لك يا بني وحق طهرك لا تنم لا تحرمنّ أباك من فمك الشهي إذا ابتسم
منقول من جريدة الخليج الإمارات 3-3-2006