متعب الهذال
الشيخ متعب بن فهد الهذال ، ((1862-1919)) أحد أمراء قبيلة عنزة في العالم العربي : ولد في الدولة العثمانية - الهبارية المنطقة الفرات الاوسط العراقي ، تربى في حجر والده ألامير محروت الهذال شيخ مشايخ عنزة
متعب بن فهد الهذال | |
---|---|
[[ملف:|280x450px|alt=صورة معبرة عن الموضوع متعب الهذال]] | |
ولد | 1862 الهبارية الدولة العثمانية |
توفى | 1919 الدولة العثمانية ، الهبارية |
المهنة | زعيم قبيلة |
المواطنة | عراقي |
الجوائز المهمة | وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى. |
الأقرباء | فهد بن عبد المحسن الهذال أبيه محروت بن فهد الهذال أخيه متعب بن محروت الهذال أبن اخيه |
بوابة الأدب | |
تعديل |
أبو جياد ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
|
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته وأسرته
متعب بن فهد بن عبد المحسن بن الحميدي بن عبد الله بن هذال العنزي، وتولى الامير متعب الهذال مشيخة قبيلتة ( العمارات ) ككل وهو في عمر 19 سنة ورغم صغر سن الامير الا انه كان متمرسا في القيادة لوجودة في مدرسة والدة الامير فهد ( البيك ) والسبب في تسلم المشيخة بهذا السن يعود لانه استلم المشيخة اثناء اقامة الامير فهد الهذال في تركيا، فتولى المشيخة على اثر وفاة اخيه الأكبر متعب .
كان من حسن حظ الامير محروت انه قاد قبيلتة في حياة والده ( البيك ) لمدة عشر سنوات لان والده كان يدربة عمليا وكان يرسل معه من الرجال ذوي الخبرة . تمتع الامير متعب الهذال بمكانة رفيعة المستوى لانه كان بين قلة من شيوخ البدو طامحا لزعامة البدو، ولأنه كان مؤهلا في كثير من امور العشائر الصحراوية، فقد عرف بقراراته الصارمة إذا التزم ان يحل مشكلة في الفصول العشائرية، كما عرف بحكمته رغم علو قوته وشجاعته المقرونة احيانا بالمغامرة، وكانت تقاطيع وجهه ترمز إلى صلابته وكان صوته الجهوري يدل على حزمه واقدامه، ومنذ شبابه ذاع اسمه في الدواوين، وجعلته القبائل البدوية أحد شيوخ يرجع اليهم في المرافعات العشائرية .
وقد جاء ذكر الامير متعب الهذال في كتاب ( الكويت وجاراتها ) لديكسون وقد اورد ان العمارات ابرز شيوخها فهد الهذال وعندما توفي خلفه ابنه محروت الهذال، وال صباح وال خليفة ينتمون للعمارات، والواقع ان الشيخ محروت يدعي انه الرئيس الشرفي لهاتين الاسرتين، وقد المح إلى ذلك اثناء الزيارة الاخيرة التي قام بها الشيخ عبد الله الصباح إلى بغداد، وعندما حدثني سموه عن هذة الواقعة اضاف معلقا ( وقال ذلك بكل جدية ) .
وهذا دليل كبير على قوة شوكة ونفوذ الامير متعب الهذال وعلاقتة القوية مع أبناء قبيلتة اينما كانوا.
والامير متعب الهذال كانت علاقتة بحكام وملوك دول الخليج متميزة، تعرف خلالها على الملك سعود والملك فيصل والشيخ احمد الجابر الصباح والشيخ فهد السالم والشيخ عبد الله السالم بالإضافة إلى اسرة ال خليفة، ويتعدى ذلك الا ان العلاقة بين الامير محروت والشيخ عجيل الياور شيخ مشائخ شمر علاقة مودة والفه ولا اثر للتنافر . لقد كان الامير متعب الهذال كريم الشمائل كريم المائدة وصاحب مواقف صلبة منحازة إلى العشائر الضعيفة وحمايتها من الغزو والثأر الجماعي، فارتفع إلى قلوبهم واعتبروه شيخا ومرجعا لهم عادلا صلبا في الحق .
لا يخفى على الكثيرين اتساع اراضي واملاك الامير متعب الهذال فهو يملك كثيرا من بساتين النخيل في الرزازة قرب كربلاء وخان البغدادي وغيرهما من مدن الفرات.[1] بعد وفات الشيخ متعب الهذال تولى المشيخة شقيقه الشيخ أبا متعب محروت الهذال.[2]
مواقفه
تعتبر صفة الكرم صفة طبيعية وعادية للامير متعب، فالكرم اشتهرت به قبيلة ( عنزه ) قاطبة وغيرها من القبائل العربية، فليس غريب على الامير متعب الهذال ان يكون كريما . ومما يعرف ان في منزل الامير متعب بن هذال شخص مسؤول عن اعداد الولائم وفي اغلب المناسبات يكون تقديم الطعام في الصحن ذي الحلقات الاربع الذي لايستطيع حمله 12رجلا أو أكثر وهو موجود ويستعمل حتى الان عند اسرة الهذال .
وهناك قصة تدل على كرمة الشديد حين دعا الامير متعب الهذال الملك سعود بن عبد العزيز اثناء زيارته للعراق إلى وليمة غداء، وكان الملك في زيارة للملك فيصل ملك العراق الذي احضر معه لواء من الجيش رافقه إلى مضارب الامير محروت، والذي بطبيعته استعد جيدا لواجب الضيافة فاولم بعدد (200 ) راس من الاغنام و ( 8 ) رؤوس من الإبل احتفاء بضيفه الذي كان قد توجس ان المضيف لن يكون مستعدا لما فعلة الملك فيصل واحضاره للواء من الجيش يرافقة، لكن الملك سعود انطلقت اساريره حين عرف مافعله صديقه الامير محروت .
وكثيرا ماتمر القواقل بعددها الهائل وتقيم تحت مظلة ضيافة وكرم الامير متعب الهذال.[3]
رمزيته الادبية
تقدم رواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف نموذجاً غير مسبوق لتحول المجتمع العربي من عصر الانغلاق إلى عصر الانفتاح على الآخر، وقد وضع منيف مدينتي "وادي العيون" و"حران" كنموذجين مصغّرين رصد من خلالهما ديناميكية هذا التحوّل التاريخي الذي استتبع في فلكه تحولات الشخصية العربية كلازمة مهمة لتحولات المكان، لقد قاسى المجتمع العربي معاناة وشظف هذا التحوّل القسري إلى مستقبل مجهول والانصراف عن مرابع الصبا وذكريات الطفولة وموطن الأجداد .
تلعب شخصية متعب الهذال : (شخصية مستوحاة من شخصية متعب الهذال شيخ مشايخ قبيلة عنزة مطلع القرن العشرين ورمزيته بالذات إنه شيخ مشايخ عنزة والتي ينتمي لها أمراء آل سعود وآل صباح وآل خليفة) ى في الرواية دور المتوجّس من الآخر والمرتاب من كل جديد، فيسرد الروائي كيفية وقوفه في وجه الأميركيين الذين جاؤوا بمعداتهم وآلاتهم للتنقيب عن النفط، بتنسيق مع السلطات الرسمية آنذاك. وقد بدا "متعب الهذال" غاضباً ومتوعداً وشاتماً الأميركيين في أول الأمر، قبل أن يتحوّل حنقه إلى قلق ويأس وصمت إثر تخاذل رجال القرية تجاه هذا القادم الغامض، فيغادر في ظل صمت رهيب وحزن تاركاً خلفه الأهل والأرض دون أن يكون لرحيله وجهة محددة. دون أسباب واضحة تستدعي شخصية "متعب الهذال" من التاريخ العربي شخصية "زرقاء اليمامة" التي تحذّر بدورها قومها من خطر قادم في المستقبل. وتكاد تتطابق هاتان الشخصيتان في مصير كل منهما. فها هي زرقاء اليمامة تلقى مصيرها باقتلاع عينيها إثر رفض قومها الإصغاء إلى حديثها، وها هو "متعب الهذال" يقرر، إثر رفض قومه الإصغاء إلى تنبؤاته، الاختفاء بطريقة غامضة.[4]
- وادي العيون ومتعب الهذال/الرّجل الأسطورة وأصالة الانتماء:
بديهيا أنه لا يمكن تصوّر فكرة ما أو اتجاه محدّد دون أن نستحضر الصوت أو الشخصية التي تحمل هذا أو تلك، لأن الفكرة لمن يحملها والاتجاه انعكاس لما يقتنع به، من هنا فإن المكان/الفضاء الحكائي يعبّر عن مجموع الإيديولوجيات التي يعتقدها من يسكن هذا المكان. هكذا ارتبط اسم "متعب الهذال" "بوادي العيون" وهو شخصية تمثّل ذاكرة ماضي الوادي وحاضره. لقد كان كالجبل الصاعد أمام الأحداث والعواصف التي مرّت بها المنطقة، فشخصيته عمّرت طويلا، قدرها الناس وقدّسوها، لأنها كانت الحصن المنيع الذي يحتمي به الأهالي، بالرغم من بساطته وعقليته البدائية الأصلية، شديد الاعتقاد بمخلفات الماضي البعيد والقريب، رفض بكلّ جرأة وقوّة الحاضر الجديد الذي لم يشارك في صنعه، لذلك يقرّر الرحيل عندما شرع الغرباء في قطع أوّل شجرة حين سألوا عن "متعب الهذال" فقد وجدوا من قال: « إنّه رجل، بدت الكلمة غريبة، غير مألوفة بل ومعادية أيضا، "متعب الهذال" يرحل؟ كيف يرحل ويترك الوادي،... وإلى أين يمكن أن يرحل؟ قال أحد الرّجال: "متعب" لا يترك الوادي، "متعب" يموت ولا يرحل. رحل منذ زمن طويل حين قطعوا أوّل شجرة...."متعب لا يرحل،...أراهن».
وحلّ "الهذال" موضوعيا ولكن لم يغادر للحظة عقول الأهالي وقلوبهم، لأنّه الحامل الحقيقي لقيمهم وأصالتهم التي بدأت تضيع منهم شيئا فشيئا منذ اقتلاع أوّل شجرة. إذ عنى لهم هذا، تجريد الوادي من كل ما يربطه بالماضي البعيد والقريب، فهي الصدمة التي مسّت وجودهم الاجتماعي والتاريخي في العمق. رحل "متعب الهذال" بدافع التعالي والحرية على مادية الحياة المبتذلة من أجل المحافظة على قيمه الأصلية ونقائها فقد غرس فيه الوادي صفة الكبرياء، وجرأة الرفض، وعمق الانتماء وعشقه للحرية بعد خروج الشياطين، ففي لمح البصر توجهوا إلى الآلات بتلك العصبية وذلك الاندفاع... نهض على مهله، تنشق هواء الوادي برئتيه وجسده كله، نظر إلى كل ما حوله، وكأنه يودّع الأماكن والأشياء، وما كادت تلك الآلات المجنونة تبدأ الحركة حتى صرخ صرخة حادة موجعة...حسافا... حسافا... يا وادي العيون. ظل رحيل "الهذال" مؤقتا، يظهر ويختفي في أشكال مختلفة، هدفه تفقّد حالة الوادي بوصفه جزءا منه، أو هو نفسه بخصوبته أو عمقه، بماضيه المتأصل وحاضره المتناقض والمخيف، كان طيفه يملأ الفلاة كلها. إن الأثر العميق الذي تركه "وادي العيون" في نفسية "الهذال" وعقله، جعلت صورته قائمة في أذهان الأهالي وذواتهم، تفزع الأمريكان وأتباعهم من حين إلى آخر، لأن طيفه يسيطر على الوادي كلّه، فاتسعت أسطورة وجوده وقداسته، من خلال انتشار الخوارق والخرافات وكلها مرتبطة بشخص "الهذال" وظلّه. فقد فرضت طبيعة المكان الصحراوية على الناس أن يعتقدوا بمثل هذه الخرافات والأوهام وتتسع دائرة تأويل الفرد...لتتحوّل بعد ذلك إلى قاعدة عامة تشكل جزءا من مخيّلة الإنسان البدوي إلى درجة أن أهالي "وادي العيون" أسطروا شخصية "الهذال" عندما راح يواجه الوضع الجديد بمفرده كبطل الملاحم القديمة، وسيلته الاختفاء والظهور، الإقبال والتراجع، يتألّم لحالة الوادي، يمعن النظر ولا يقول شيئا لكز ناقته فاهتزت اهتزازا قويا وهي تنهض، وبدا "متعب الهذال"، وهو يرتفع مثل خيمة كبيرة، ثم بدا غيمة، أما حين بدأ حركته السريعة فقد أصبح مثل "طير أبيض" يبتعد حتى تلاشى...واختفى.[5]
تكريمه
في 13 إبريل 1917 كرّم عبدالعزيز آل سعود كرمه، بتسليمه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.اشتهر بقصائده الوطنية المؤثرة مدة 40 عاماً.
انظر
- الهبارية
- عنزة
- فهد بن عبد المحسن الهذال
- محروت بن فهد الهذال
- متعب بن محروت الهذال
- عبد الرحمن منيف
- مدن الملح
المصادر
- ^ وجاهة الشيخ متعب الهذال..عند صدام تطلق سراح عنزي و41 من ...
- ^ تاريخ قبايل عنزة ، محمد العنزي ، كربلاء ، 2002
- ^ السماح لعراقيين من آل الهذال بدخول المملكة بعد فرارهم من «داعش»
- ^ بحثاً عن متعب الهذال محمد العليمي 18 أغسطس 2014
- ^ تمظهر العلاقة التفاعلية بين الفضاء والأيديولوجيةpdf في روايتي: مدن الملحد. نورة بعيو كلية الآداب واللغات/مخبر تحليل الخطاب جامعة مولود معمري تيزي وزو(الجزائر)
- ^ بالفيديو.. الملك سلمان يكرم "خلف بن هذال" شاعر الوطن