جان-فرانسوا مارمونتيه
الأدب الفرنسي |
---|
بالتصنيف |
تاريخ الأدب الفرنسي |
العصور الوسطى |
كتـّاب الفرنسية |
قائمة زمنية |
بوابة فرنسا |
بوابة الأدب |
جان-فرانسوا مارمونته Jean-François Marmontel (و.11 يوليو 1723 - 31 ديسمبر 1799) كان مؤرخاً فرنسياً وكاتباً، وعضو في حركة الموسوعيين.
يدين جان-فرنسوا مارمونتيل في صعود نجمه لدهائه، وللنساء، ولفولتير. ولد في 1723. وقد كتب في شيخوخته "مذكرات أب" (1804) وهي تعطينا صورة رقيقة لطفولته وشبابه. ومع أنه اعتنق الشكوكية وكاد يعبد فولتير، إلا أنه لم يذكر إلا بالخير أهله الأتقياء الذين ربوه، واليسوعيين العطوفين المخلصين الذين علموه. وقد أحبهم حباً جماً حمله على أن ينذر نفسه لله، وتطلع إلى الانضمام إلى رهبنتهم، وعلم في مدارسهم بكليرمون وتولوز. ولكنه كالكثيرين من أفراخ اليسوعيين، طار بعيداُ على أجنحة التنوير، وفقد على الأقل عذريته الفكرية. وفي 1743 قدم أبياتاً من شعره على فولتير فاستمتع بقراءتها أيما استمتاع، وأرسل إلى مارمونتيل مجموعة من أعماله صححها بيده. واحتفظ الشاعر الشاب بها ميراثاً مقدساً. وأقلع عن كل تفكير في احتراف القسوسة، وبعد عامين حصل له فولتير على وظيفة في باريس، وعلى إذن بدخول التياتر-فرانسيه مجانا، لا بل إن فولتير، بما في قلبه-قلب الأب المحروم من البنين-من طيبة مستنيرة باع قصائد مارمونتيل وبعث إليه بحصيلة البيع. وفي 1747 قبلت تمثيلية مارمونتيل "دنيس الجبار" (ديونيسيوس)-التي أهداها إلى فولتير، وأخرجت على المسرح؛ وحققت نجاحاً لم يحلم به "فقد أصبح مشهور وغنياً في يوم واحد".(35) وسرعان ما أصبح سبعاً صغيراً من سباع الصالونات، فطعم على موائدها، ودفع الثمن ذكاء وظرفاً، ووجد سبيلاً إلى فراش كليرون.
وآتته تمثيليته الثانية "أريستومين" بمزيد من المال، والأصدقاء، والخليلات. وفي ندوات مدام دتنسان Tencin التقى بفونتنل، ومونتسكيو، وهلڤتيوس، وماريڤو، وعلى مائدة البارن دولياخ سمع ديدرو، وروسو، وگريم. وشق طريقه صعداً في المجتمع تحدوه يد النساء المرشدة. وأدخل إلى البلاط بعد أن مدح لويس الخامس عشر بأبيات ذكية. وافتتنت بومبادور بوجهه المليح وشبابه المتفتح، فأقنعت أخاها بأن يستخدمه سكرتيراً، وفي 1758 عينته محرراً للجريدة الرسمية "مركير دفرانس" وكتب نصوصاً لرامو، ومقالات للموسوعة. وأعجبت به مدام جوفران إعجاباً حملها على أن تقدم له مسكناً مريحاً في بيتها، حيث عاش عشر سنوات ضيفاً بالأجر.
وقد كتب لصحيفة المركير (1753-60) سلسلة من "الحكايات الأخلاقية" رفعت تلك الدورية إلى مقام الأب. ومن إحدى هذه الحكايات تكون فكرة عنها كلها. فسليمان الثاني، بعد أن مل المباهج التركية، يطلب ثلاث حسان أوربيات. أما الأولى فتقاوم شهراً، ثم تستسلم أسبوعاً ثم تنحى جانباً. وأما الثانية فتغني غناء رخيماً، ولكن حديثها منوم. وأما الثالثة-روكسالانا-فلا تكتفي بالمقاومة، بل تسب السلطان لأنه داعر مجرم ويصيح السلطان "أنسيت من أنا ومن أنتِ؟ وتجيب روكسالانا "أنت أقوى؛ وأنا جميلة؛، فنحن إذن صنوان". وهي ليست بارعة الجمال، ولكن لها أنفاً أخنس (مرتفع الأريبة)، وهو يغلب السلطان على أمره. فيحاول بكل الحيل أن يكسر مقاومتها ولكنه يخفق. ويهدد بقتلها، فتقترح أن تعفيه من هذا العناء بالانتحار. وسبها فتسبه سباً أقذع. ولكنها تخبره أيضاً أنه جميل، وأنه لا يحتاج إلا لإرشادها لك يصبح في روعة الفرنسيين. فيغتاظ ويبتهج. وأخيراً يتزوجها ويجعل منها ملكة. وفي أثناء حفل الزفاف يسأل نفسه "أممكن أن يطيح أنف أخنس صغير بقوانين إمبراطورية؟(36) والعبرة عند مارمونتيل: إن صغار الأشياء هي التي تحدث جلائل الأحداث،ولو عرفنا تلك التوافه الخفية لراجعنا التاريخ مراجعة كاملة.
وسارت الأمور كلها تقريباً رخاء مع مارمونتيل إلى أن نشر (1767) قصة سماها "بيليزيز" وكانت قصة ممتازة؛ ولكنها دافعت عن التسامح الديني، وتشككت في "حق السيف في أن يبيد الهرطقة، والإلحاد، وعدم التقوى، وأن يضع العالم كله تحت نير الدين والحق(37)". وأدانت الصوربون الكتاب لاحتوائه على تعليم يستحق الشجب. ومثل مارمونتيل أما عميد الصوربون واحتج عليه قائلاً "قل لي يا سيدي، ألست تدين الآن روح العصر لا روحي(38)،" وظهرت روح العصر في جرائه، في اعتدال العقوبة. ولو نشر قصته تلك قبل عشر سنوات لزج به في الباستيل ولصودر-كتابه؛ أما الآن فالذي حدث هو أن القصة راجت رواجاً كبيراً؛ وظلت تحمل "إذن الملك وامتيازه" واكتفت الحكومة بالتوصية بأن يلزم الصمت حول الموضوع(39)، على أن مدام جوفران انزعجت كثيراً حين لم يقتصر الأمر في قرار الصوربون بمصادرة الرواية على قراءته في الكنائس، بل تجاوزه إلى تعليقه على باب بيتها. فاقترحت على مارمونتيل في لطف أن يبحث عن مسكن آخر.
ووقع واقفاً كالعادة. ففي 1771 عين مؤرخاً رسمياً ملكياً براتب حسن، وفي 1783 أصبح السكرتير الدائم للأكاديمية الفرنسية، وفي 1786 عين أستاذاً للتاريخ في الليسيه. وفي 1792 حين كان في التاسعة والستين وقد قززته انحرافات الثورة، اعتكف في أفرو؛ ثم في لأبلو فيل؛ وهناك كتب "مذكراته" التي أغتفر فيها حتى للصوربون إساءاتها. وقضى سنواته الأخيرة في فقر لا يشكو ولا يتذمر، شاكراً لأنه عاش حياة غنية ممتعة. ومات في آخر يوم في عام 1799.
مناصب أكاديمية | ||
---|---|---|
سبقه جان-پيير ده بوگانڤيل |
المقعد 17 الأكاديمية الفرنسية 1763-1799 |
تبعه لوي-مارسلان ده فونتان |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
- Mallet du Pan, Jacques. (1800). "Character of Marmontel". The European Magazine, and London Review. 37: 103–104.