ماري تريز روديه جوفران
ماري تريز روديه جوفران Marie Thérèse Rodet Geoffrin (و.26 يونيو 1699 - 6 أكتوبر 1777) سيدة صالونات في باريس في وقتها.
لقد دالت دولة المرأة، ولكن بعد أن بلغت الصالونات ذروتها. وبلغت تلك المؤسسة الفذة أوجها بمدام جوفران، وانحسرت في حمى من الرومانسية بمدموازيل دليسييناس. وستنتعش بعد الثورة بالسيدتين دستال وربكامييه، ولكنها لن تدرك أبداً فتنة وخصوبة تلك الفترة التي كان يلتقي فيها مشاهير الساسة في أيام السبت بصالوات مدام دوديفا، والفنانون في أيام الاثنين والفلاسفة والشعراء أيام الأربعاء بصالون مدام جوفران، والفلاسفة والعلماء أيام الثلاثاء بصالون مدام هلفتيوس، وأيام الأحد والخميس بصالون البارون دولباخ، وفحول الأدب وأقطاب السياسة أيام الثلاثاء بصالون مدام نكير، وقد يلتقي أي منهم في أي ليلة بصالون جولي دليسييناس. وإلى هذه الصالونات كان هناك الكثير من الصالونات الصغرى: كصالونات السيدات دلكسمبورج ودلافاليير، ودفور كالكييه ودتالمون، ودبرولي، ودبوسي، ودكروسول ودشوازيل، ودكامبيس ودميربوا ودبوفوا، دانفيل، وديجون، ودودتو ودماشيه، ودوبان، وديبينيه.
ولم يكن الجمال هو الذي زين ربات الصالونات هؤلاء، فقد كان جلهن نساء نصفاً أو أكبر، إنما هو ذلك المركب من الذكاء، واللباقة، والكياسة، والنفوذ والمال غير المتطفل، الذي مكن للمضيفة أن تجمع نساء ذوات فتنة وسحر، ورجالاً ذوي عقول راجحة يستطيعون أن يجعلون اجتماعاً أو مجلس سمر يتألق ظرفاً أو حكمة دون أن يؤججوه انفعالاً أو تعصباً. ولم يكن الصالون منها مكاناً للمغازلات ولا للمواضيع العشيقة أو التوريات.(81) فقد يكن لكل رجل فيه خليلة ولك امرأة عشيق، ولكن هذا كان يستر بأدب في التبادل المتحضر للمجاملات والأفكار. وكانت الصداقات الأفلاطونية تستطيع أن تجد القبول هناك، كما كان الحال مع دودفان وهوراس ولبول، أو مع ليسبينياس ودالامبير. وباقتراب الثورة نزعت الصالونات إلى فقدان تساميها الهادئ وأصبحت مراكز للتمرد.
وذاعت شهرة صالون مدام جوفران لأنها كانت أبرع مروضي السباع بين ربات الصالونات، ولأنها أتاحت للرواد مزيداً من حرية النقاش، ولأنها عرفت كيف تمنع الحرية من تجاوز حدود السلوك المهذب أو الذوق السليم-دون أن تبدو مستبدة. وكانت إحدى النساء القليلات اللاتي برزن من الطبقة الوسطى ليحتفظن بصالون مرموق. وكان أبوها، وصيف الدوفيته ماري-آن، وقد تزوج بابنة مصرفي، وأول من رزقا من أطفال في 1699 هي ماري-تريز، التي أصبحت فيما بعد مدام جوفران. ووضعت أمها، وكانت امرأة مثقفة موهوبة في التصوير، الخطط الطموحة لتنشئة ابنتها، ولكنها ماتت عام 1700 وهي تلد صبياً. وأرسل الطفلان ليعيشا مع جدتهما في شارع سانت-أونوريه-وبعد نصف قرن عللت مدام جوفران افتقارها إلى التبحر في الثقافة خطاب أجابت به ما طلبته كاترين الثانية في سيرة ذاتية موجزة لها.
"ولم تحظَ جدتي...إلا بنصيب ضئيل من التعليم، ولكن كان لها عقل أوتي من قوة الملاحظة، والذكاء، والسرعة،...ما جعله دائماً بديلاً عن المعرفة. وكانت تتحدث حديثاً لطيفاً جداً عن أمور لا تعرف عنها شيئاً حتى لم تترك زيادة لمستزيد...وبلغ رضاؤها عن حظها مبلغاً جعلها ترى التعليم نافلة لا تحتاج إليها المرأة". وكانت تقول "لقد وفقتُ توفيقاً لم يجعلني أشعر قط بحاجتي إليه. فإذا كانت حفيدتي حمقاء فستجعلها المعرفة معتدة بذاتها لا يطيقها أحد، وإذا كان له ذكاء وفطنة فسوف تسلك كما سلكت، وسوف تعوض النقص بلياقتها ونفاذ بصيرتها، ومن ثم فإنها في طفولتي لم تعلمني غير القراءة، ولكنها جعلتن أقرأ كثيراً، وعلمتني أن أفكر، وأن أجادل، وعلمتني أن اعرف الرجال وجعلتن أعرب عن رأيي فيه، وأخبرتني كيف تحكم هي عليهم... وما كانت تطيق ضروب التظرف التي يعلمها مدرسو الرقص، وكل ما تمنته لي هو أن تكون لي الرشاقة التي تهيئها الطبيعة للمرأة الحسنة الخلقة(82)".
وأحست الجدة أن الدين أهم من التعليم، ومن ثم كان الطفلان اليتيمان يؤخذان لحضور القداس كل يوم. كذلك اهتمت الجدة بزواج ماري، ذلك أن رجل أعمال غنياً يدعى فرانسوا جوفران، في الثامنة والأربعون من عمره، تقدم للزاج من الفتاة ذات الثلاث عشر ربيعاً، ورأت الجدة في ذلك العرض صفقة طيبة، وكان في تربية ماري وتهذيبها المفرط ما منعه من الاعتراض. على أنها أصرت على أن تصحب معها أخاها إلى بيت السيد جوفران المريح، والواقع في شارع سان-أوتوريه أيضاً، والذي قدر لها أن تقوم عليه إلى نهاية عمرها. وفي 1715 أنجبت ابنه، وفي 1717 ابناً-مات في العاشرة. وفي ذلك الشارع العصري ذاته افتتحت مدام دتنسان صالوناً مشهوراً. ودعت إليه مدام جوفران فأعترض زوجها. ذلك أن ماضي مدام دتنسان كان قد أحدث بعض الضجة، وأن ضيوفها الأثيرين كانوا من أحرار الفكر أمثال فونتينيل، ومونتسكيو، وماريفو، وبريفوست، وهلفيتيوس، ومارمونتيل. على أن مدام جوفران ذهبت برغم ذلك، فلقد بهرتها هذه العقول الطليقة من كل قيد. فما كان أثقل أولئك التجار الذين يأتون لزيارة زوجها الشيخ بالقياس إلى هؤلاء! وكان الآن قد بلغ الخامسة والستين، وهي لم تزل "امرأة الثلاثين" كما يقول بلزاك. وبدأت هي أيضاً تستضيف الزائرين. فاعترض، ولكنها تغلبت عليه، وأخيراً ارتضى أن يترأس على حفلات عشائها؛ صامتاً عادة ومؤدباً دائماً. فلما مات (1749) في الرابعة والثمانين، لم يكد ضيوفها يلحظون غيابه. واستفسر أحد رواد الصالون حين عادوا من رحلة عما أصاب السيد العجوز الذي كان يجلس في استحياء شديد على قمة المائدة. وأجابت مدام جوفران برفق "أنه كان زوجي، وقد توفي(83)".
كذلك طوت مدام دتنسان رحلة الحياة عام 1749، مما فزع له ضيوفها المعتادون. ويجب أن نذكر ثاني تلك الملاحظات التي أبداها فونتينيل الذي بلغ يومها الثمانية والتسعين: "امرأة طيبة جداً (مع أنه كانت تركيبة من الآثام الحقيقة). ياله من خطب مقلق؟ فأين أتناول غدائي الآن الثلاثاء؟" ولكن أساريره انفرجت وقال: "حسناً، في أيام الثلاثاء يجب أن أتناول الغداء في بيت مدام جوفران(84)". وقد أبهجها أن يحضر، لأنه كان "فيلسوفاً" قبل مونتسيكو وفولتير، يحتفظ بذكريات تمتد إلى مازاران، وقد بقي له من الأجل سبع سنوات؛ وكان في وسعه أن يحتمل المعاكسة دون أن يتأذى منها لأن سمعه ثقيل. وحذا حذوه أكثر مشاهير القوم الذين تألقوا على مائدة دتنسان؛ وسرعان ما جمع غداء أربعاء جوفران، في وقت أو آخر، مونتسيكو، وديدرو، ودولباخ، وجريم، وموريلليه؛ ورينال، وسان-لمبير، والأبيه فرديناندو جالياني؛ النابولي القصير الأريب؛ سكرتير السفير النابولي في باريس.
وعقب موت زوجها، ورغم معارضة ابنتها الساخطة، سمحت مدام جوفران لديدرو، ودالامبير، ومارمونتيل، بأن يقرروا خط النقاش ونبرته في حفلات غدائها أيام الأربعاء. لقد كانت وطنية ومسيحية، ولكنها أعجبت بشجاعة الفلاسفة وحيويتهم. فلما نظمت "الموسوعة" تبرعت بأكثر من 500.000 جنيه في نفقاتها وأصبح بيتها يعرف بـــ"صالون الموسوعة"، وحين هجا باليسو المتمردين في هزلية "الفلاسفة" (1760) سخر منها في شخصية سيداليز، الجنية عرابة "الشلة". وبعدها طلبت إلى سباعها أن يزأروا بأدب أكثر من ذي قبل، وكبحت البلاغة الجامحة بعبارة مجاملة خففت من غلوائهم- "آه، هاهنا شيء طيب(85)"! وأخيراً سحبت دعوتها الدائمة لديدرو، ولكنها أرسلت إليه طقماً من الأثاث الجديد وروباً فخماً فخامة غير مريحة.
واكتشفت أن الفنانين والفلاسفة، ورجال الأعمال، لا ينسجمون إذا اجتمعوا معاً، فالفلاسفة يحبون النقاش والثرثرة، والساسة يتوقعون التحفظ والتأدب، أما الفنانون فقبيلة صخابة لا يستطيع فهمهم غير الفنانين. وعليه فإن المدام التي كانت جماعة للفن والتقطت شيئاً من حرارة الجماليات من الكون دكايلوس، دعت أقطاب الفن وذواقيه الباريسيين إلى حفلات عشاء خاصة في أمسيات الاثنين. ولبى الدعوة بوشيه، ولاتور، وفرنيه، وشاردان، وفانلو، وكوشان، ودرويه، وروبير، وأودريه؛ وناتييه، وسوفلو، وكايلوس، وبوشاردون، وجروز. وكان مارمونتيل الفيلسوف الوحيد الذي سمح له بحضور هذه الحفلات لأنه كان يسكن في بيت مدام جوفران، ولم تكتفِ المضيفة اللطيفة بالاحتفاء بضيوفها، بل اشترت أعمالهم وجلست إليهم ليصوروها، وأجزلت لهم الأجر، وصورها شاردان خيراً من سائر الفنانين، سيدة بدينة لطيفة في قبعة من الدانتيلا(86). وبعد موت فانلو اشترت صورتين من صوره بأربعة آلاف جنيه ثم باعتهما لأمير روسي بخمسين ألف جنيه، وأرسلت الربح لأرملة المصور(87).
واستكمالاً للضيافة كانت مدام جوفران تقيم "حفلات عشاء صغيرة" لصديقاتها. ولكنها لم تدعُ نساء لحفلات الاثنين، وكانت مدموازيل دليسبيناس (ربما بوصفها نفس دالامبير الثانية) من النساء القليلات اللاتي حضرن أمسيات الأربعاء. ذلك أن المدام كانت على شيء من حب التملك، ثم أنها وجدت أن حضور الإناث يصرف سباعها عن الفلسفة والفن. وبدا أن سياسة الفصل بين الجنسين التي انتهجتها قد بررها ما كسبته ندواتها من صيت ذائع بالمناقشات الطريفة الهامة. واحتال الأجانب في باريس للظفر بدعوات إلى صالونها، ذلك أن مباهاتهم، بعد عودتهم إلى أرض الوطن، بأنهم اختلفوا إلى صالون مدام جوفران، كانت تشريفاً لا يفوقه إلا شرف المثول بين يدي الملك. وكان هيوم، وولبول، وفرانكلن، من بين ضيوفها الشاكرين. وحرص السفراء لدى بلاط فرساي-حتى الكونت فون كاونتز الرفيع المقام-على تقديم أنفسهم في ذلك المنزل المشهور في شارع سانت-أوتوريه. وفي 1758 اصطحب الأمير كانتيمير، السفير الروسي، أميرة انهالت تسربست التي حدثت القوم بفضائل ابنتها، ولم تنقضي أربعة أعوام حتى أصبحت هذه الابنة كاترين الثانية، وظلت إمبراطورة الأقاليم الروسية كلها سنين طوال بعد هذا، تبادل ربة الصالون البورجوازية الرسائل الساحرة. وعاد سويدي جميل ذكي ممن اختلفوا إلى بعض ولائم المدام إلى وطنه ليصبح جوستاف الثالث.
وثمة شاب أجمل هو ستانسلاس يونياتوفسكي كان كثير التردد بل كاد يكون من عباد مدام جوفران (التي كانت أحياناً تؤدي عنه ديونه(88))، وما لبث أن اعتاد أن يناديها "ماما"، فلما أصبح ملكاً على بولندا (1764) دعاها إلى زيارة وارسو ضيفاً عليه. فلبت الدعوة مع أنها بلغت الآن الرابعة والستين. وأقامت في طريقها بفيينا فترة، وكتبت تقول "أن القوم يعرفونني هنا خيراً مما يعرفني جيراني على ياردتين من بيتي(89)". وطلت حيناً في القصر الملكي بوارسو (1766) تقوم من الملك مقام الأم والمشيرة. وتبادل الناس الرسائل التي بعثت بها إلى باريس كما تبادلوا الرسائل التي بعث بها فولتير من فرنيه، وقد كتب جريم يقول: "إن الذين لم يقرئوا رسائل مدام جوفران لم يكونوا أهلاً لمخالطة المجتمع الراقي(90)". فلما قفلت إلى باريس واستأنفت ولائمها، ابتهج عشرات من مشاهير القوم، ونظم بيرون وديليل القصائد احتفاء بعودتها.
وكانت الرحلة شاقة-فقد استقلت مركبة اخترقت نصف أوربا طولاً ثم عادت بها إلى وطنها، ولم تعد مدام جوفران قط بعدها إلى سابق تيقظها ومرحها. وراحت الآن تجدد حرصها على العبادة الكاثوليكية، وهي التي أعربت من قبل عن أفكارها الحياة بعد الموت(91)، وأحالت الدين محبة وبراً بالناس. وقد وصف مارمونتيل تقواها الغريبة فقال:-
"لكي ترضى السماء دون أن تغضب مجتمعها، ألفت العكوف على لون من العبادة المستورة. فتذهب إلى القداس سراً كما يذهب غيرها إلى مؤامرة، ولها شقة في دير....ومقعد خاص في كنيسة الكبوشيين تتكتم أمرها كما تتكتم النساء العاشقات في تلك الأيام عش غرامهن(92)".
وفي سنة 1776 أعلنت الكنيسة الكاثوليكية يوبيلاً يتلقى في كل من يزورون كنائس معينة في أوقات مقررة الحل والغفران. وفي 11 مارس حضرت مدام جوفران صلاة طويلة في كاتدرائية نوتردام. وعقب وصولها إلى بيتها أصابتها نوبة فالج. وغضب جماعة الفلاسفة لأن مرضها جاء عقب قيامها بالعبادة، وعلق الأبيه موريلليه تعليقاً لاذعاً "لقد أكدت بالقدوة صدق القول المأثور الذي كثيراً ما رددته "أن المرء لا يموت إلا بفعل من أفعال العبادة(93)". وتكلفت ابنتها المركيزة دلافرتيه-يامبو بأمها المريضة، وحذرت الفلاسفة من زيارتها. ولم تقع عينا المدام ثانية على دالامبير ولا موريلليه، ولكنها رتبت زيادة في المعاشات التي كانت تجريها عليها بعد موتها. وامتد بها الأجل عاماً آخر، مشلولة عاجزة، ولكنها ظلت توزع صدقاتها إلى النهاية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهامش
المصادر
Aldis, Janet. "Madame Geoffrin. Her Salon and Her Times. 1750-1777." London. Methven & co.
Mason, Amelia Ruth Gere. "The Women of French Salons." New York. The Century Co. 1891. URL: http://gateway.proquest.com/openurl?url_ver=Z39.882004&res_dat=xri:gerritsen&rft_dat=xri:gerritsen:bookfulltext:Gerritsen_G171
Barker, Emma. "Mme Geoffrin, Painting and Galanterie: Carle Van Loo's Coversation Espangnole and Lecture Espangnole." Eighteenth Century Studies 40, no. 4 (2007): 587-614. Accessed 2009-03-12. URL: http://gateway.proquest.com.login.ezproxy.library.ualberta.ca/openurl?ctx_ver=Z39.88-2003&xri:pqil:res_ver=0.2&res_id=xri:lion-us&rft_id=xri:lion:rec:abell:R03949180
Burke, Janet M. and Margaret C. Jacob. "French Feemasonry, Women, and Feminist Scholarship." The Journal of Modern History 68, no. 3 (1996): 513-529. Accessed 2009-03-17. URL: http://www.jstor.org/stable/2946766
Goodman, Dena. "Enlightenment Salons: The Convergence of Female and Philosophic Ambitions".Eighteenth Century Studies 22, no. 3 (1989): 329-350. Accessed 2009-03-17. URL: http://www.jstor.org/stable/2738891
Goodman, Dena. "Filial Rebellion in the Salon: Madame Geoffrin and Her Daughter", French Historical Studies 16, no. 1 (1989): 28-47. Accessed 2009-03-16. URL: http://search.ebscohost.com/login.aspx?direct=true&db=hia&AN=H001396812.01&loginpage=Login.asp&site=ehost-live&scope
Goodman, Dena. The Republic of Letters: A Cultural History of the French Enlightenment. New York, Cornell University Press, 1994
Gordon, Daniel. "Philosophy, Sociology, and Gender in the Enlightenment Conception of Public Opinion." French Historical Studies 17, no. 4 (1992): 882-911.
Gordon-Smith, Maria. "Jean Pillement at the Court of King Stanislaw August of Poland." Artibus et Historiae 26, no. 52 (2005): 129-163. Accessed: 2009-03-17. URL: http://www.jstor.org/stable/20067101
Kale-Steven D. "Woman, the Public Sphere, and the Persistence of Salons." French Historical Studies 25, no. 1 (2002): 115-148. Accessed 2009-03-12. URL: http://search.ebscohost.com/login.aspx?direct=true&db=hia&AN=H001653675.01&loginpage=Login.asp&site=ehost-live&scope=site
Lilti, Antoine. Sociability and Mondanité. Men of Letters in the Parisian Salons of the Eighteenth Century. French Historical Studies 28, no. 3: 415-445.
Yim, Densie. "Le gout de la nation: The Influence of Women in Forming French and Foreign Taste." Australian Journal of French Studies 44, no. 3 (2007): 221-237. Accessed 2009-03-16. URL: http://search.ebscohost.com/login.aspx?direct=true&db=hia&AN=H800036358.01&loginpage=Login.asp&site=ehost-live&scope=site