رسم
الرسم Painting يُعدُّ من أقدم الفنون وأهمها. وقد نظَّم الإنسان منذ فجر التاريخ الألوان على السطوح بطرق تعبّر عن أفكاره عن الناس وعن العالم من حوله. واللوحات التي يبدعها الفنانون لها أهمية عظيمة للإنسانية؛ فهي تمتع الإنسان وتمده بالمعلومات. ويستمتع الناس بمشاهدة اللوحات لعدة أسباب: فقد يعجبنا جمال اللوحات، أو الألوان المستخدمة، أو توزيعها على اللوحة، أو تعجبنا قيمها التعبيرية المختلفة كالخوف، أو الحزن أو السعادة أو المحبة، أو لتصويرها البارع للطبيعة.
ويمكن أن تكشف لنا اللوحات عن شعور الفنان نحو الموت، والحب، والدين، والعدالة الاجتماعية، والتاريخ والعادات وآمال السابقين ومشاغلهم. كما تخبرنا عن أنماط المباني، والملابس والأدوات وغيرها. فمثلاً، أغلب معرفة الغربيين بأجدادهم جاءت عن طريق التصوير التشكيلي، وغيره من الفنون، لأن كثيرًا من المجتمعات الغربية القديمة لم تكتب كل هذه الأشياء ولم تصفها لهم.
لقد تأثرت بعض الأساليب الفنية بعضها ببعض. وأخذ الفنانون اللاحقون عن السابقين لهم. وتضافرت عوامل جغرافية، وخواص قومية، وأديان، وأحداث تاريخية، وتطور خامات جديدة فكونت تاريخ التصوير التشكيلي. وقد عَرَّفنا المصورون التشكيليون الغربيون ـ على سبيل المثال ـ بطرق تطور الحضارات الغربية. وهذه المقالة توضح الموضوعات المختلفة التي يصورها المصورون التشكيليون، وطرق تعبيرهم، كما توضح عناصر التصوير وخاماته، وأساليبه، وتتتبَّع تاريخه، كما تشمل وصف بعض الأعمال.
وقد اشتهر ـ عبر التاريخ ـ مصورون بارعون، أبدعوا لوحات شهيرة تناولت كل جوانب الحياة، مما جعل من العسير جدًا أن نجد اليوم موضوعًا لم يتناوله المصـورون التشكيليـون، فقد صوروا كل ماحولهم من أشيـاء، كالنـاس والطبيـعة والحيوانـات وتخيـلوا بعـض الموضوعات السابقة كالموضوعات الدينية، والأساطير، كما صوروا لوحات تجريدية بلا موضوعات.
وقد اهتم المصورون التشكيليون منذ القدم بتصوير الموضوعات المهمة في مجتمعاتهم، فخلال العصور الوسطي في أوروبا كانت أشهر اللوحات عن الدين النصراني لإيمان أغلب الناس هناك بالنصرانية وقتذاك.
ولايكتفي المصورون التشكيليون بتصوير الواقع فقط بل يصورون ـ أيضًا ـ وجهات نظرهم الخاصة عن الموضوعات. ومن أحب الموضوعات وأكثرها عند الفنانين الغربيين تصوير الأشخاص، حيث صوروهم في مواقف مختلفة. فبينما جمع الفنان الفرنسي رينوار، في لوحته الأطفال عند الظهيرة (1882م)، أشخاصًا في شكل أسرة تبدو هادئة، نجد أن أونوريه دومييه، في لوحته الانتفاضة، قد رسم أناسًا في ثورة عارمة، ونجد آخرين قد صوروهم في حركات مختلفة وبأساليب مختلفة، شبه تجريدية، وبحركات قد لايمكن تحقيقها في الواقع.
أما موضوعات اللوحات فتشمل الموضوعات الدينية والوطنية، والأساطير والخرافات والأحلام والقضايا الاجتماعية.
ولعل الموضوعات الدينية هي أكثر الموضوعات التي عالجها المصورون التشكيليون في أوروبا وآسيا. وفاق مصورو عصر النهضة في أوروبا غيرهم في هذا المجال. وبعد هذه الموضوعات الدينية تأتي المناظر الطبيعية، التي تصور الأراضي والبحار في هدوئها أو ثورانها. وتلي هذه لوحات الطبيعة الصامتة وهي التي يصور فيها الفنان مجموعة الجمادات أو الأواني أو الفاكهة.
والتصوير التشكيلي عادة مايكون في شكل تكوين ينظم فيه المصور الألوان والأشكال والخطوط. ويمكن أن يكون التكوين تجريديًا أي مجرد خطوط وألوان لاموضوع لها، كما في أعمال الفنان الحديث بيت موندريان. فتكوينات لوحاته مبنية على مستطيلات ومربعات لونية. وللتكوين أهمية في اللوحات المبنية على أشكال معروفة أيضًا، أو التي تحكي قصصًا أو أحداثًا يمكن مشاهدتها، والتمتع بمهارة الفنان في تنفيذها.
وقد استُخدِم التصوير التشكيلي لغرض الزخرفة أو الزينة، وأبدع كثير من الفنانين في لوحات عدة على جدران الغرف والمباني بغرض تجميلها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عناصر التصوير التشكيلي
للتصوير التشكيلي عناصر عدة أهمها:
1- الخط
2- اللون
3- الكتلة
4- الفراغ
5- الملمس.
وهذه العناصر مهمّة للفنان بنفس قدر أهمية الكلمات أو المفردات اللغوية للكاتب أو الشاعر. وبالتركيز على بعض هذه العناصر يستطيع الفنان أن يزيد القيمة التعبيرية للّوحة ويوضحها ويعطيها طابعًا خاصًا. فتوزيع الألوان يمكن أن يحدد مقصد الفنان من لوحته، ويوضح مهارة الفنان. أما الخطوط فهي التي تساعد على بناء اللوحة، وذلك بتشابك أنواعها المختلفة وتداخلها باتجاهاتها المتباينة. والخطوط تكوِّن الرسم، وبإضافة عنصر اللون للرسم تتكوّن اللوحات. ففي لوحة الفنان بيكاسو البهلوانيان والكلب (1905م) استخدم الخطوط لتحديد أطراف الأشكال المرسومة. وبالخطوط استطاع بيكاسو توضيح استدارة الأشكال، ورشاقة حركتها.
وعندما يريد الفنان أن يعبر عن شعوره بالأوزان وثقل الأحجام فإنه يلجأ إلى توضيح الكتلة ؛ وهذا ما فعله بيكاسو نفسه في لوحات عدة خاصة في مثل لوحة الأم والطفل (1921) وما فعله غيره من المصورين التشكيليين.
يتحقق عنصر الفراغ في اللوحة بتنظيم الخطوط والألوان والفواتح والغوامق بطرق معينة ويشعر المشاهد بالأبعاد والعمق في العمل رغم علمه بأن اللوحة منفذة أصلاً على مساحة صغيرة مسطحة. أما الملمس فالمقصود به مظهر اللوحه المرسومة، فالألوان قد تكون سميكة وخشنة أو خفيفة وناعمة. ويتصرف الفنان في اختيار الملمس المناسب لموضوعه لتوضيح مشاعره وعواطفه.
الخامات والأساليب التقنية
تتلخص عملية التصوير التشكيلي في وضع الألوان (البوية) أو توزيعها على سطح قماش، أو خشب، أو ورق أو غيرها. ويتأثر مظهر اللوحة بالسطح الذي ترسم عليه، وبأنواع الألوان المستخدمة، وبالسوائل التي تُخَفّف وتُمزج بها الألوان.
كان الفنانون الأوائل ينتجون خامات التصوير بمزج المساحيق اللونية التي يستحضرونها من الأرض ويمزجونها بمواد لاصقة. أما اليوم فالألوان المختلفة يتم إعدادها بطرق حديثة وسهلة. وتأتي الألوان في علب أو أنابيب مركّزة. وعندما يستخدمها الفنان فإنه يخففها باستخدام السوائل المناسبة. فالألوان المائية تُخفّف بالماء، والزيتية بالزيت وهكذا. وعند العمل بها فإن الفنان يستخدم الفُرشاة ، أو مدية التلوين. وأفضل أنواع الفرش هي تلك التي تُستخرج من شعر السمّور وبعض الحيوانات الأخرى. وتأتي الفرش بأحجام مختلفة لتمكن الفنان من اختياراللمسات بالمساحات التي يريدها.
والمواد والسطوح التي يرسم عليها الفنانون مختلفة تشمل الجدران والأخشاب والأقمشة وغيرها. ومنذ عصر النهضة أصبحت اللوحات القماشية هي المفضلة لدى أغلب الفنانين. ورغم هذا فقد استخدم الفنانون المعاصرون خامات أخرى كالتيل واللدائن المطاطية والأوراق ليرسموا عليها. ولوحة بيكاسو السابقة الذكر البهلوانيان والكلب منفّذة على قطعة من الورق المقوى. والورق قديم في هذا المجال؛ فقد استخدمه قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، وتلاهم الصينيون. أما الأوروبيون فلم يستخدموه إلا في القرن التاسع الميلادي بعد أن أدخله العرب إليهم.
ويحرص الفنانون على أن تكون لوحاتهم التي يرسمون عليها جيدة الإعداد. ويتم إعداد السطح قبل أن يُرسم عليه بطلائه بمادة معينة تسمى الأرضية. ففي حالات اللوحات الزيتية تتكوّن مادة هذه الأرضية من مادة بيضاء مثل الرصاص الأبيض أو الزنك الأبيض وزيت الكتان الممزوج بمادة زيت الصنوبر.
التصوير الجصي (الفريسكو)
- مقالة مفصلة: التصوير الجصي
يُستخدم التصوير الجصي في تزيين المباني من الداخل والخارج. ويكون التصوير الجصّي على الجص وهو رطب قبل أن يجف تمامًا. وتمتاز الصور الجصية بأنها لاتكون لامعة، وبهذا فإنها لاتعكس الضوء إلى عين المشاهد.
واشتهر الفنانون الإيطاليون في فن التصوير الجصّي وبلغوا شأوًا عظيمًا في الفترة مابين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين. ومن أشهر الفنانين الذين أبدعوا لوحات جصية جيوتو وأندريا مانتينا، ومايكل أنجلو. وخلال القرن العشرين أحيا الفنانون المكسيكيون التصوير الجصي وزينوا به عددًا كبيرًا من المباني.
التصوير بالألوان المائية
تُصنع الألوان المائية الشفَّافة من الأصباغ المخلوطة بالصمغ العربي. وعند التلوين بها فإن المصور يخففها بالماء، ويمكنه استغلال لون الأرضية الأبيض. وهناك نوع آخر من الألوان يُخلط بالماء أيضًا لكنه يستخدم اللون الأبيض لتخفيف بقية الألوان. وهذا النوع هو مايسمَّى ألوان الغواش. وألوان الغواش تُصنع -كالألوان المائية- من الأصباغ الممزوجة بالصمغ العربي غير أنه يُضاف إليها قليل من الطباشير أو أي مادة بيضاء لتجعل الألوان معتمة ولاتشف عما خلفها. وتحفظ ألوان الغواش عادة بحالة رطبة في عُلَب، أما الألوان المائية فتحفظ في شكل دوائر أو مستطيلات جافة تُبَل بالفرشاة عند الاستخدام، أو على هيئة معجون داخل أنابيب.
ومن ميزات الألوان المائية أنها تجف بسرعة، ولهذا يستخدمها الفنانون عادة في الرسوم الخارجية السريعة للمناظر الطبيعية وغيرها. وقد استخدم الفنانون القدامى الألوان المائية في مصر القديمة وآسيا، وفي أوروبا في العصور الوسطى. أما في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين فقد اشتهرت بها إنجلترا وفرنسا وهولندا.
التصوير بالألوان الشمعية المثبتة بالحرارة
يستخدم الفنانون في هذه الطريقة الشمع الساخن المُذاب المضاف إليه قليل من زيت الكتان، ويضيفون إليه الأصباغ الجافة على لويحة خلط ألوان (بلتة) ساخنة. ولابد للفنان الذي يصور بهذه الطريقة أن يستخدم لمسات فرشاة قصيرة لأن الألوان لا تختلط بسهولة. وبعد هذا يُسخّن سطح اللوحة أو تُحمَى بعض السكاكين اللونية لجعل الألوان تختلط بالطريقة التي يريدها الفنان. وقد نشأ هذا النوع من التصوير في اليونان قبل القرن الخامس قبل الميلاد واستمر في أوروبا حتى القرن التاسع عشر الميلادي. وعاد بعض المصورين التشكيليين لاستخدامه في القرن العشرين لا في الجداريات فحسب بل على اللوحات الصغيرة أيضًا (لوحات الحامل).
ألوان الأقلام الملونة (الباستيل)
تُصنع ألوان الأقلام هذه من أصباغ مُضافٍ إليها كمية قليلة من المواد اللاصقة مثل صمغ الكَثِيراء. وتستخدم هذه المواد اللاصقة لتجعل هذه الألوان في شكل أقلام، وتُعطي أقلام الألوان أفضل نتائجها على الأوراق المقوّاة أو على أوراق الرسم المعتادة. وكثيرًا مايرش المصورون التشكيليون صورهم بمثبت حتى لاتمحى. وأشهر فناني القرن التاسع عشر الذين استخدموا ألوان الباستيل هم إدوارد مانيه وأوجست رينوار وإدجار ديجا.
ألوان التمبرا
تُصنع ألوان التمبرا بخلط الأصباغ الجافة بصفار البيض. وطريقة صنع هذه الألوان سهلة، فما على الفنان إلا أن يخلط ألوانه الجافة بالماء حتى تصير في شكل عجينة، ثم يضيف إليها صفار البيض ويستمر في الخلط. وعند الاستخدام يخفِّف الألوان بالماء. ومن مميزات هذه الألوان أنها تجفّ في وقت قصير جدًا كما أنها بعد جفافها تكون مقاومة للماء. غير أن الفنانين يتحاشون استخدام طبقات سميكة من ألوان التمبرا لأنها قد تتشقق. وتحتاج اللوحة المنفذة بألوان التمبرا إلى أن تُغلَّف بطبقة من الورنيش حتى لا تتسخ أو تُخدش. وازدهرت ألوان التمبرا في أوروبا في الفترة مابين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين واختفت لتظهر في القرن العشرين في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول.
ألوان الزيت
يتم إعداد ألوان الزيت بخلط مساحيق الألوان الجافة بالزيوت النباتية. وأكثر الزيوت استخدامًا في هذا المجال هو زيت الكتان. وتصنع الألوان الزيتية اليوم بطرق متقدمة وتباع في أنابيب مختلفة الأحجام. وعندما يشرع الفنان في التصوير فإنه يمزج هذه الألوان بزيت الكتان، أو التربنتين.
ومن مميزات الألوان الزيتية أنها لاتجف بسرعة، وبذلك فإنها تُعطي الفنان فرصة ليغير ويمزج لمسات الفرشاة حتى يصل للصورة التي يريدها تمامًا. ومن مميزاتها أيضًا أنها لا تتشقق وبهذا تتيح للفنان فرصة استخدام طبقة سميكة لإعطاء تأثيرات محدَّدة. وللفنان أن يستخدم الطريقة المباشرة بأن يضع التفاصيل من البداية، أو أن يستخدم الطريقة غير المباشرة بأن يُخطط اللوحة أولاً بألوان غامقة، وبعد أن تجف يُكْمِل التفاصيل. وقد اشتهرت الألوان الزيتية في الأوساط الفنية منذ القرن السادس عشر الميلادي. وهي تُعدّ إلى يومنا هذا الألوان الرئيسية في التصوير التشكيلي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تطوير الألوان
طوّر المنتجون الألوان التي يستخدمها الفنانون خلال العصور المتلاحقة. غير أنهم لم يطوروا كثيرًا في المواد اللاصقة التي تجعل الألوان متماسكة وثابتة على السطوح. وقد بدأ التطوير في هذا المجال منذ عام 1946 حيث عمد بعض المنتجين إلى أن يستبدلوا بالصمغ العربي والغراء وصفار البيض، مواد صناعية مُستَخرَجة من الفحم أو النفط فأنتجوا بذلك ألوانًا أقوى وأكثر مرونةً، وأشدّ مقاومةً للماء.
وأهم هذه الألوان الحديثة هي الألوان الأكريلية وألوان الفِينِيل التي يمكن أن تُستخدم في عدد كبير من السطوح كالأوراق والأخشاب والأقمشة وغيرها. ومن مميزات هذه الألوان أنها تجمع خواص كل الألوان السابقة فيمكن استخدامها في لمسات خفيفة جدًا، ويمكن وضعها في شكل طبقات سميكة. كما يمكن إيجاد ملامس ناعمة أو خشنة بهذه الألوان.
نشأة التصوير التشكيلي
التصوير التشكيلي في عصور ما قبل التاريخ
اكتشف العلماء لوحات في فرنسا وأسبانيا يعود تاريخها إلى مايقرب من 20,000 عام ق.م. وتدل جودة هذه اللوحات ودقتها على أن التصوير التشكيلي قد نشأ قبل ذلك التاريخ بفترة طويلة.
التصوير التشكيلي المصري القديم
يعود تاريخ أقدم تصويرتشكيلي إلى ماقبل 5,000 سنة بقليل، وقد طوّر قدماء المصريين أسلوبًا خاصًا بهم ومميزًا لهم زيّنوا به معابدهم وقصورهم ومقابرهم. فقد صوروا الأشخاص صورًا جانبية. ورتبوا الناس حسب وظائفهم فكلما علت رتبة الشخص كَبُر حجمه في الصورة. وقد زينوا مقابرهم بصور كثيرة.
التصوير التشكيلي الكريتي
ازدهرت الحضارة الكريتية نحو عام 3000 ق.م.، وقد تأثر الفنانون الكريتيون بالفنانين المصريين في أساليبهم غير أنهم اختلفوا عنهم في ناحيتين: الأولى هي أن الأشخاص الذين قاموا بتصويرهم كانوا أكثر حركة من أولئك الذين صورهم قدماء المصريين، والثانية هي أن الموضوعات التي صوّروها كانت تركّز على الحياة، وكانت لتزيين المنازل والقصور بدلاً من المقابر.
التصوير التشكيلي الإغريقي
اهتم الإغريق القدماء بفن العمارة والنحت، أما التصوير فكان مقصورًا على سطوح الخزف. وكانت هذه الصور التي تزين القطع الخزفية تستمد موضوعاتها من الحياة اليومية ومن قصص أبطالهم وآلهتهم الأُسطورية. وكان تصويرهم مثل نحتهم يُشْبه الواقع إلى حدٍّ بعيد، وهو ماسمِّي لاحقًا بالكلاسيكية الإغريقية والرومانية.
التصوير التشكيلي الروماني
تميز التصوير التشكيلي الروماني عن الإغريقي بوجود لوحات كثيرة مكنت الدارسين من معرفة أصُول هذا الفن. وتتميز اللوحات الرومانية بأنها تُشْبه الواقع إلى حدٍّ كبير، وتهتم بإيجاد إيحاء بالعمق في اللوحة وبالظلال وبالأضواء وانعكاساتها. والرومانيون هم أول من فكر في تطوير المنظور (إيجاد الشعور بالعمق على مساحة مُسطّحة)
التصوير التشكيلي الهندي
يشمل التصوير الهندي فنون الهند وبورما وكمبوديا وإندونيسيا ونيبال وسريلانكا وتايلاند والتِّـيبت. وقد ارتبط الفن الهندي ـ الذي ساد في كل هذه الأماكن ـ بالأديان المتعددة فيها وهي البوذية والهندوسية واليانية وغيرها. ولهذا فقد كانت أغلب الموضوعات التي تناولها الفنانون في الهند تدور حول قصص الآلهة، وقصص القديسين، وكان أغلب تصويرهم التشكيلي مُنفّذًا على الجدران وعلى المعلقات والأعلام، إضافة إلى المخطوطات.
التصوير التشكيلي الصيني
يُطلق لفظ التصوير الصيني على فنون كل من الصين واليابان وكوريا. يرى كثير من المؤرخين أن فترة أسرة سونج (960-1279م) قمة ماوصل إليه التصوير الصيني، فقد تأثّرت بها كل الفترات اللاحقة. وهذا لايعني أن التصوير الصيني قد بدأ في هذه الفترة، فهناك أعمال فنية رائعة تعود إلى ما قبل 2000 سنة.
والفن الصيني لايقلد الطبيعة وله أسلوب محدّد ومبسّط اتبعه كل الفنانين التقليديين في تلك البلاد حتى بداية القرن العشرين. وبما أن كل المعتقدات الدينية الصينية ركّزت على حبِّ الطبيعة فإن الفنانين قد اهتموا بتصوير المناظر الطبيعية، والطيور والزهور والجبال والبحار. وقد استخدم كثير منهم اللون الأسود فقط بدرجاته المختلفة. وقد اهتم المصورون الصينيون بلمسات الفرشاة ووضعها أكثر من اهتمامهم بالموضوع نفسه، وصوروا لوحاتهم على الحرير، وعلى المراوح الورقيّة والجدران. واللوحة الصينية التقليدية تكون في شكل ملفوفة طويلة، وعند المشاهدة يبدأ الناظر إليها بفتح الجزء الأول ثم يبدأ في لفِّ الجزء الذي شاهده بيده اليمنى ويفتح الجزء الذي لم يشاهده بيده اليسرى حتى يُكمل مشاهدة كل اللوحة.
والفن الصيني لا يقلد الطبيعة وله أسلوب محدّد ومبسّط اتبعه كل الفنانين التقليديين في تلك البلاد حتى بداية القرن العشرين. وبما أن كل المعتقدات الدينية الصينية ركّزت على حبِّ الطبيعة فإن الفنانين قد اهتموا بتصوير المناظر الطبيعية، والطيور والزهور والجبال والبحار. وقد استخدم كثير منهم اللون الأسود فقط بدرجاته المختلفة. وقد اهتم المصورون الصينيون بلمسات الفرشاة ووضعها أكثر من اهتمامهم بالموضوع نفسه، وصوروا لوحاتهم على الحرير، وعلى المراوح الورقيّة والجدران. واللوحة الصينية التقليدية تكون في شكل ملفوفة طويلة، وعند المشاهدة يبدأ الناظر إليها بفتح الجزء الأول ثم يبدأ في لفِّ الجزء الذي شاهده بيده اليمنى ويفتح الجزء الذي لم يشاهده بيده اليسرى حتى يُكمل مشاهدة كل اللوحة.
التصوير التشكيلي الياباني
تأثّر الفن الياباني بالفن الصيني إلى حدِّ كبير. وكان ذلك بعد أول صلة لليابانيين بالصينيين في القرن السادس الميلادي عندما دخلت الديانة البوذية إلى اليابان. فقد صور اليابانيون موضوعات بوذية على جدران المعابد التي أنشأوها وعلى المطوّيات وغيرها واهتموا بتصوير موضوعات من حياتهم اليومية في القصور، وعند العامة.
وفي الفترة مابين القرنين السادس عشر والتاسع عشر الميلاديين، ركز المصوّرون التشكيليون اليابانيون على الألوان والتصميم فأهملوا التفاصيل والتظليل واهتموا بالخطوط الخارجية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التصوير التشكيلي العربي الإسلامي
اهتمّ المصورون التشكيليون في العالم الإسلامي قديمًا بتصوير الكتب وتجميلها بالصور والخطوط الجميلة. فقد خطّ الفنانون الكتب بخطوط جميلة ورشيقة وزيّنها المصورون بلوحات تتناسب والخط الجميل. واقتصر الفنانون المسلمون الأوائل على الزخرفة المجردة والتذهيب لنصوص القرآن الكريم بينما أضاف بعض المصورين المتأخرين في بلاد فارس، صورًا لأناس وحيوانات.
والتصوير الإسلامي يتمثل في تزيين كتب القصص والتاريخ والعلوم الطبيعية. ومما اتصف به التصوير الإسلامي أن الفنان كان يرفع الخلفية ليمكّن المشاهد من رؤية كل أجزاء المنظر بوضوح، والمصوّر الإسلامي لايحاول تصوير الواقع كما هو بكل تفاصيله، ولكنه يختار منه الوضع المناسب المترف الذي يعطي المشاهد متعة، ويثير خياله.
ولعل عبقرية الفن الإسلامي تتجلى بوضوح في فنون الخط العربي والعمارة والزخرفة والنقش، أكثر مما تتجلى في تصوير الأشخاص والحيوانات.
الإسلام والتصوير
تَعرَّض كثير من الفقهاء القدامى والمحدثين لهذا الموضوع. وقد تُنوزِع بين الحِلّ والتحريم مرة وبين الحظر والإباحة مرة، ولكل فريق رأيه وأدلته وشواهده التي يسوقها برهانًا لرأيه وفتواه. والكل يستند إلى مدى فهمه لأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم الواردة في الكتب الصِحاح. فالدكتور يوسف القرضاوي على سبيل المثال يرى في كتاب الحلال والحرام في الإسلام (1985م) أن أشد أنواع الصور في الحرمة والإثم صور ما يُعبد من دون الله كالمسيح عند معظم النصارى أو البقرة عند الهندوس، يلي ذلك في الإثم الصور المجسَّمه لما لا يُعبد، والصور المجسمة لكل ذي روح مما لا يُقدَّس ولا يُعَظَّم، يستثنى من ذلك ما يمتهن كلعب الأطفال ومثلها مما يؤكل من تماثيل الحلوى. أما صور غير ذي الروح من الشجر والنخيل والبحار والسفن والجبال ونحوها من المناظر الطبيعية، فلا جناح على من صوَّرها أو اقتناها ما لم تشغل عن طاعة أو تُؤدِّ إلى ترف فتُكرَه.
ومن الشائع الآن تدريس الفنون التشكيلية في المدارس والجامعات العربية والإسلامية واستخدام الرسوم والتصاوير لأغراض عملية وتعليمية وإعلامية في الصحف والمجلات والتلفاز والمطبوعات بوجه عام، وذلك في جميع أنحاء المجتمعات العربية والإسلامية.
التصوير التشكيلي في القرون الوسطى
يشمل تصوير القرون الوسطى في أوروبا أغلب الفن الذي أُنتج في الفترة التي تمتدّ من سقوط الإمبراطورية الرومانية في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، إلى عصر النهضة الذي بدأ في القرن الرابع عشر الميلادي. واهتم المصورون في تلك الفترة باستخدام الرموز، ولجأوا إلى التسطيح في رسومهم، وأهملوا المنظور، ولوّنوا السماء بألوان ذهبية، واهتمت كل الفنون -ومنها التصوير- بتثبيت الديانة النَّصرانية. وقد ظهرت عدة أساليب أهمها:
البيزنطية
نشأت بعد أن انقسمت الكنيسة إلى قسمين فتأسّس قسم شرقي في القرن الرابع الميلادي وجعل عاصمته بيزنطة (إسطنبول حاليًا) وفي القرن السادس عشر الميلادي أصبح لهذه الكنيسة الشرقية فنّ تشكيلي مميز بها. اهتم هذا الفن بالألوان الجميلة لكنه خالف الكنيسة في روما بأنه لم يلجأ إلى تصوير الأشخاص، كما هم في الحياة بكل تفاصيلهم.
الرومانسكية التقليدية
ازدهر خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين في أوروبا الغربية أسلوب أطلق عليه اسم الرومانسكية. وهذا الأسلوب مزيج من الأسلوب الروماني القديم والبيزنطي وغير ذلك من الأساليب السابقة له. وقد ازدهر لانتشار النصرانية في تلك الفترة. وتميّز التصوير التشكيلي الرومانسكي بالمهارة في التكوين رغم عدم الاهتمام بالمنظور.
التصوير التشكيلي القوطي
انتشر خلال القرن الثالث عشر الميلادي. وكان أغلبه في مجال تزيين المخطوطات القيِّمة بلوحات جميلة. وقد تأثر التصوير التشكيلي القوطي بفن الزجاج الملون الذي انتشر في ذلك العصر لدرجة أن اللوحات الفنية كانت تُقسّم إلى أجزاء كما كان الحال في الزجاج الملون.
التصوير التشكيلي في عصر النهضة
بلغ التصوير التشكيلي ذروته في أوروبا في القرن الخامس عشر الميلادي؛ في الفترة التي تُسَمَّى بعصر النهضة. وتبنَّى الفنانون فكرة جيوتو الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي والذي كان يعدّ اللوحة نافذة على العالم الخارجي، وكان يحاول جاهدًا تقليد الطبيعة ويجعل إطار اللوحة نفسه شبيهًا بإطار النافذة الحقيقية. وفكرة عصر النهضة كانت إحياء الفن الروماني القديم. ولهذا قلّد الفنانون الإيطاليون في هذه الفترة أعمال الرومانيين القدامى. ويمكن تَتبّع التصوير التشكيلي في عصر النهضة في ثلاثة مراكز هي:
عصر النهضة في فلورنسا
ظهرت المجموعة الأولى من الفنانين التشكيليين الفلورنسيين في عشرينيات القرن الخامس عشر وتأثّرت بأسلوب جيوتو. وكانت بمثابة حلقة وصل بين فنون العصور الوسطى وفنون عصر النهضة. ومن هؤلاء جنتايل دافابريانو وماساشيو، وقد استخدما المنظور الذي تعلّماه من المهندس المعماري فِلبُّو بروناليشي، وأجادا استخدام الظل والضوء فأعطيا الأشكال أحجامًا تجعلها كقطع النحت في قوة تكوينها. ومنهم أيضًا فرا أنجيليكو وماتينا وبوتيشيلي. وأعظم مصوري القرن الخامس عشر الميلادي في إيطاليا هو ليوناردو دافينشي وله لوحات عدة أشهرها الموناليزا.
عصر النهضة في شمالي أوروبا
بدأ الفنانون في شمال أوروبا يركّزون على الطريقة الواقعية الإيطالية في القرن الخامس عشر الميلادي، والفرق الوحيد بينهما أن الإيطاليين كانوا يرسمون بطريقة الفريسكو، أما الفرنسيون والبلجيكيون فكانوا يستخدمون الألوان الزيتية، ويهتمون بتفاصيل الملابس الرقيقة والمجوهرات. وبرزت في تلك الفترة شخصيات فنية في الشمال مثل يان فان إيك، وروجيير فان دير ويدن، وبيتر بروجل الأكبر الذي اهتم بالموضوعات اليومية في الحياة وتأثّر به الهولنديون والفنلنديون فيما بعد.
التصوير التشكيلي في أواخر عصر النهضة
بلغ التصوير التشكيلي ذروته في عصر النهضة في روما في بداية القرن السادس عشر الميلادي وأصبحت روما مركز الفنون لاستقرار البابا فيها ولأن أبرز فنانيْن في التاريخ بعد ليوناردو دافنشي ـ وهما رفائيل ومايكل أنجلو ـ قد عملا هناك. وقد جمع الأسلوب التشكيلي في تلك الفترة كل إيجابيات الأساليب السابقة له واستفاد منها، فجاءت الأشكال المرسومة رشيقة الحركة ولها قوة الأعمال الرومانية الكلاسيكية وواقعيتها.
اتسمت رسوم رفائيل بالتصميمات المتّزنة والمنسجمة التي تعبر عن طريقة الحياة الهادئة العظيمة. وقد أخذ نظام التصميم الهرمي للّوحة من الفنان ليوناردو دافينشي أمّا مايكل أنجلو فقد اهتم بالنحت، كما رسم المحاكمة الأخيرة وكانت صورة قوية البناء. وأشكاله متحرّرة بعض الشيء من الكلاسيكية القديمة.
النمطية (الأسلوب التكلفي)
انتشرت في أوروبا في الفترة ما بين 1520-1600م، وهي طريقة جمعت أسلوبي رفائيل ومايكل أنجلو، ولم تلتزم بتقليد الواقع بل عمد فنانوها إلى المبالغة والتصرف في الأشكال بتطويل بعض أجزائها. وأشهرهم بارمغيانو الذي رسم العذراء ذات العنق الطويل.
التصوير في البندقية
تكون الأسلوب الفينيسي في هذه المدينة التجارية، واختلف عن الأساليب السابقة لأنه لم يكن يهدف إلا إلى إمتاع المشاهد وإسعاده. فلم يكن هدفه أن يدفعه لعمل أشياء عظيمة أو يحثه على بطولات. وأهم فناني البندقية هم جيورجيوني، وتنتوريتو، وإل غريكو الأسباني الذي كان من أشهر الفنانين في أواخر عصر النهضة؛ والذي بالغ في النمطية، ومهَّد بذلك لظهور مدرسة الباروك.
بداية الباروك
تأثّر التصوير التشكيلي ـ والفن عامة ـ خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين بعاملين: أولهما الانقسامات الكنسية، وثانيهما ظهور القوميات في أوروبا. وقد ظهر أسلوب الباروك في التصوير عندما بدأت الكاثوليكية في الرد على البروتستانتية وأمرت الفنانين أن يرسموا الموضوعات الدينية بطريقة واقعية وميسرة ومباشرة ليفهمها كل الناس. وكانت هذه هي أسس مدرسة الباروك ومكوّناتها. وبدأت الطريقة في روما سنة 1600م تقريبًا، وانتشرت في بقية الأقطار. وكانت القومية من الأسباب الرئيسية لانتشارها لأن كثيرًا من الأمم شعرت بذاتيتها وعملت على نشرها عن طريق الفن. وأهم فناني الباروك روبنز وكرافاجيو وكراشي ودييغو فيلازكيز الأسباني.
واهتم الفن في هولندا في هذه الفترة برسم مناظر من الحياة اليومية. فكان الفنانون يرسمونها تلبية لرغبات أفراد الطبقة المتوسطة الذين كانوا يقتنونها. واشتهر في هولندا جان فيرمير ورمبرانت الذي أصبح أعظم فنان هولندي، ورسم موضوعات دينية باختياره لا بتوجيه من أحد، وكذلك بوسان الفرنسي.
فن الروكوكو
بلغ ذروته في فرنسا في الفترة ما بين 1720-1780م. اتسمت رسوم الفنانين بالناحية الزخرفية كالباروك غير أن لوحاتهم كانت أصغر في أحجامها. وكانت الأعمال التشكيلية في الروكوكو شاعرية وخفيفة الظل وأغلبها خيالية وتعكس ذوق النخبة الفرنسية وقتذاك، وتُعد أعمال جان أونوري فراجونار، ومنها لوحة الفتاة المتأرجحة خير مثال لهذه المدرسة.
الفن في القرن التاسع عشر
يُعد القرن التاسع عشر الميلادي قرن الثورات في مجال الفنون؛ فقد حاول الفنانون إعادة النظر عدة مرات في تقييم أعمالهم الفنية والطرق التي يمكن أن تنفَّذ بها الأعمال الفنية ونتيجة لهذا ظهرت عدة مدارس نعرضها فيما يلي:
الكلاسيكية الجديدة (الكلاسيكية المحدثة)
اشتهرت هذه المدرسة التشكيلية في فرنسا عقب الروكوكو في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين. وسبب شهرتها أن الحكام الفرنسيين بعد الثورة الفرنسية 1789م حاولوا تشكيل عاصمتهم على غِرَار روما القديمة، وتأثرت الفنون بذلك وعاد الفنانون للأساليب والموضوعات الرومانية في التصوير؛ فظهر فنانون تقليديون أهمهم جاك لويس ديفيد. ومع مطلع القرن التاسع عشر تخلّت مجموعة من الفنانين عن الموضوعات الرومانية وبدأت تصوّر موضوعات من الحياة المعاصرة واهتمّت بالخطوط والاتزان والوضوح في العمل التشكيلي.
الرومانسية
ظهرت الرومانسية في فرنسا كرد فعل للكلاسيكية الجديدة التي ركّزت على الاتزان والوضوح والتنظيم في العمل. ودعا الفنانون الرومانسيون إلى الاهتمام بالخيال والعواطف الخاصة بالفنان. واستبدلوا بأسلوب الكلاسيكية الجديدة الذي تميّز بالألوان النظيفة الناصعة والتكوينات المنسجمة تصوير مناظر تعبّر عن الحركة، ومنفَّذة بألوان قوية، وبلمسات فرشاة توحي بالحيوية، وبظلال عميقة. وأسلوب الفنان ثيودور جريكو الفرنسي خير ما يعبّر عن هذه المدرسة، إضافة إلى الفنان الأسباني فرانسسكو جويا الذي كان رومانسيًا وواقعيًا في آن واحد، فقد رسم الملوك وعامة الناس والجنود، ويعد اوجين دلاكروا أعظم فنان رومانسي فرنسي.
وظهر في إنجلترا المصوران التشكيليان الرومانسيان جون كونستابل وج. م. و. ترنر. فدعا كونستابل إلى أن الفنانين ينبغي أن يستمدّوا موضوعات لوحاتهم من مشاهدتهم الخاصة في الحياة، وأن يعبّروا عن عواطفهم الخاصة في أعمالهم، فاهتم بالمناظر الطبيعية. أما ترنر فقد اهتم بتأثيرات الألوان؛ ففي بعض أعماله يجعل الشكل يذوب على سطح اللوحة، لأنه غير محدّد بخطوط خارجية واضحة. وكان لهذين الفنانين أثر كبير على الفن الفرنسي، فقد ظهرت الانطباعيه أو التأثيرية الفرنسيه لتؤكّد أسلوبهما.
الواقعية
أصبح الأسلوبان الكلاسيكي الجديد والرومانسي غير مرغوبين في فرنسا منذ أواسط القرن التاسع عشر الميلادي. وخلفهما الأسلوب الواقعي الذي بدأ بتصوير القيم الطبيعية الهادئة كما في أعمال كميل كورو، وفرانك تيلييه. فأعمال هؤلاء الفنانين ـ إضافة إلى أعمال مجموعة من معاصريهم ممن تسمّوا بمدرسة الباربيزون، كانت لوحات بسيطة تصور المراعي والغابات، والأكواخ الريفية. وأشهر فناني الواقعية في فرنسا في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي هو گوستاڤ كوربيه الذي صور الواقع من حوله كما هو. وبعض أعماله تعدّ نقدًا اجتماعيًا، ولهذا عدَّها كثير من الناس لوحات غير جديرة بالتقدير.
وقد ظهرت في إنجلترا جماعة من الفنانين عام 1848م، تدعو إلى العودة بالفن إلى أسلوب ما قبل رفائيل، حيث كانت موضوعات الفنون واضحة ونقية ودينية. غير أنها لم تدم طويلاً.
أمّا في الولايات المتحدة الأمريكية فقد كان الفن متأثرًا بالفن الأوروبي حتى أواسط القرن التاسع عشر الميلادي. ودرس أغلب الفنانين الأمريكيين الفن في أوروبا. وأول هؤلاء بنجامين وست الذي قام بتدريس الفن لعدد من الفنانين الأمريكيين. وكانت موضوعاتهم المفضّلة هي تصوير الشخصيات أو تصوير الوقائع التاريخية. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي شعر بعض الفنانين بضرورة إيجاد فن أمريكي ذي شخصية مستقلة عن الفن الأوروبي. فلجأوا إلى تصوير المناظر الطبيعية في الدنيا الجديدة (أمريكا) بأسلوب رومانسي، وصوّروا مناظر الأنهار، والسهول، وجبال الروكي، وحياة الهنود الحمر. وبعد الحرب الأهلية هناك (1861-1865م) عاد الفنانون الأمريكيون إلى تقليد الفن الأوروبي. بل إن البعض منهم أصبحوا أعلامًا في بعض الحركات الفنية الجديدة في أوروبا مثل ماري كاسات التي تُعد علمًا من أعلام المدرسة الانطباعية أو التأثيرية.
ومن أهم أعلام الفن في القرن التاسع عشر الميلادي بفرنسا إدوارد مانيه الذي درس على الطريقة التقليدية، غير أنه فضل ألا تكون للوحاته أي رسالة أو أن تنقل أي عواطف خاصة وإنما تكون لوحات جميلة فقط. والجمال في نظره ينتج من جمع لمسات الفرشاة، والألوان، والوحدات الزخرفية والدرجات اللونية المختلفة. ورغم أن بعض الناس في عصره لم يقدروا لوحاته، إلا أن مسألة التركيز على اللوحة نفسها دون قصة ترويها أصبحت ظاهرة تشمل أعمال أغلب الفنانين الذين عاصروه أو جاءوا بعد زمانه.
التأثيرية الانطباعية
عُرفت المدرسة التأثيرية بعد أول معرض لها عام 1874، واستمرت في الازدهار حتى عام 1910. أخذت هذه المدرسة من مانيه عدم الاهتمام بالموضوع أو اللوحات التي تحكي قصصًا محدّدة. وأخذت من الواقعية اهتمامها برسم الواقع فصوّر فنانوها الحياة اليومية، وعامة الناس وحركة المواصلات في الطرقات، والمتنزهات وماشابه ذلك من موضوعات. كما أخذوا ألوان الرومانسيين الناصعة، ومن أهم أعلام هذه المدرسة كلود مونيه.
ما بعد الانطباعية
يُطلَق هذا الاسم على مدرسة غير محددة المعالم. والمقصود به التعبير عن أعمال الفنانين بول سيزان، وبول جوجان، وفنسنت فان جوخ وكلهم فرنسيون عدا الأخير فقد كان هولنديًا. وركز سيزان على تصوير الكتلة واهتم بالبناء الأساسي لما يرسم من أشياء، وأرجع الأشكال إلى أصولها فهي إما كروية أو هرمية أومكعبة وقد استوحت المدرسة التكعيبية فكرتها من أعمال سيزان، الذي كان لقبه "أبو الفن الحديث".
أما أعمال جوجان فقد اهتمت بالجانب الزخرفي. وكانت ألوانه باهتة وأشكاله التي رسمها غيرمظللة، وخطوطه التي يستخدمها مائلة عادة. وكان يهتم بالبساطة والنقاء في الحياة وجعل لوحاته تعبّر عن ذلك برحيله إلى جزيرة تاهيتي، وتصويره لحياة البسطاء هناك. ورغم اهتمامه بالبساطة فلم تخلُ أعماله من تناول موضوعات فكرية معقدة مثل لوحته الفخمة من أين أتينا؟ ومن نحن ؟ وإلى أين نذهب؟ التي صور فيها مراحل الحياة من الطفولة حتى الموت بشخصيات تبدو عليها الحيرة، والعجز عن إجابة هذه الأسئلة.
وعبّر فان جوخ عن مشاعره الخاصة في أعماله التشكيلية، باستخدام ألوان فاقعة ولمسات فرشاة عنيفة فقد كان يستخدم ألوانه الزيتية من الأنبوب مباشرة دون مزجها. وحاول سُوْرَا التلوين بوضع نقاط صغيرة من ألوان متجاورة لتختلط في عين المشاهد، وسُمِّيت طريقته هذه بالتنقيطية أو الترقيشية والتي لم يتبعها كثير من الفنانين.
وفي بداية القرن العشرين ظهرت مجموعة من المدارس الفنية التي لم تستمر لفترة طويلة، غير أنها ساعدت في إيجاد أساليب جديدة للتعبير. وأهم هذه المدارس الوحشية والتكعيبية.
الفن في القرن العشرين
الوحشية (الفوفية)
ظهرت الوحشية الفوفية في فرنسا في الفترة مابين 1903-1907 وكان زعيمها هو هنري ماتيس وتبعه أندريه ديران وراؤول دوفي وغيرهما. واهتموا بتصوير الراحة ومتع الحياة واستخدموا ألوانًا فاقعة وقوية ولا تمت إلى ألوان الأشياء في الطبيعة بصلة. فسيقان الأشجار لاتكون عندهم بُنِّية اللون بل قد تكون حمراء أو صفراء فاقعة، أو بنفسجية، فكان جلّ اهتمامهم منصبًا على الألوان النقية الناصعة والأشكال المسطحة المحددة بخطوط داكنة.
التكعيبية
ظهرت التكعيبية في فرنسا عام 1907م، وأهم أعلامها جورج براك وبابلو بيكاسو. وكانت المدرسة بمثابة ثورة ضد تصوير الطبيعة بالأساليب التقليدية فرفض فنانوها تصوير العواطف، والقصص في لوحاتهم، كما رفضوا تصوير الجو أو الضوء أو إثبات المنظور. واهتمّوا بتصوير الأشكال في تكويناتها الهندسية الأساسية. ولتحقيق هذا فقدصوروا الشكل الواحد من عدة جوانب وزوايا في محاولات لإيجاد أشكال ثلاثية الأبعاد على مساحات مسطحة. وتعمَّد بعض التكعيبيين ألا يكون هناك أي شيء يشبه الطبيعة، وبهذا مهدوا للمدرسة التجريدية.
المستقبلية
ظهرت المستقبلية في إيطاليا في نفس الوقت الذي ظهرت فيه التكعيبية في فرنسا. وكان هدف هذه المدرسة هو تصوير حركة حياة المجتمعات الصناعية الحديثة وسرعتها، فصوروا السيارات والقطارات والدراجات والناس في حركة دائبة ومن أبرز أعلامها أومبرتو بوتشيوني، وجاكومو بالا.
التعبيرية
تهدف المدرسة التعبيرية ـ التي ظهرت في ألمانيا ـ إلى التعبير عن وجهات نظر الفنانين الخاصة عن هذا العالم، وللتعبيرعن أحاسيسهم. وقد لجأ الفنانون التعبيريون إلى تغيير الأشكال واستخدام الألوان الملائمة لكل موضوع، كما حاولوا تصوير الجزء الواقعي من العالم الذي يمكن رؤيته في لحظة خاطفة، وحرّفوا هذا الواقع ليعبّروا عن وجهات نظرهم الشخصية عن العالم من حولهم، وكان أغلب التعبيريين يستخدمون الألوان ليُظْهروا عالمًا مشحونًا بالعواطف والأشجان والمعاناة، كما صوّر بعضهم صورًا شاعرية ورمزية. وأهم أعلام هذه المدرسة إرنست لودڤيگ كيرشنر وإيميل نولد وماكس بيكمان الألماني، إضافة إلى إدفارد منش النرويجي الأصل، وفاسيلي كاندنسكي الروسي وبول كلي السويسري.
الداديَّة (أو الدَّادائية)
ظهرت هذه المدرسة حركةً عالمية عام 1916 في سويسرا، وسرعان ما انضم إليها فنانون من كثير من الأقطار الأخرى. وكانت المدرسة ثورة ضد التخريب الذي أحدثه الإنسان في العالم نتيجة للحرب العالمية الأولى. فحاول الداديون التعبير عن استيائهم من كل ذلك لكن ذلك التعبير كان بطريقة عدمية وسلبية. وأهم أعلام هذه المدرسة ترستان تزارا، ومارسيل دوشام.
السيريالية
هذه المدرسة كوّنتها جماعة من الفنانين والكُتَّاب والفلاسفة في باريس عام 1924م، وتشترك هذه المدرسة مع الدادية في الثورة ضد وحشية الإنسان وعنفه. غير أنها حاولت اكتشاف بواعث العنف بالغوص في أعماق النفس البشرية، واكتشاف العقل اللاواعي.
وتطوّرت المدرسة في اتجاهين: اتجاه حاول إيجاد أحاسيس جديدة في عقل المشاهد بوضع صور متناقضة متجاورة في اللوحة، وكان بعض هذه الصور خياليًا يشبه الأحلام، وبعضها أشياء من الحياة اليومية، وكلها توضع في فراغ عميق، وتكون النتيجة لوحات غريبة لا يستطيع الشخص أن يجد لها معنى منطقيًا، ومما زاد غرابة لوحات السيرياليين أنهم أسموا لوحاتهم أسماء غير معتادة. وتزعّم هذا الاتجاه من المدرسة السريالية سلفادور دالي الأسباني الأصل وجيورجيو دو شريكو الإيطالي.
أما الاتجاه الثاني، ويُسَمَّى بالحركية الذاتية فقد تزعَّمه ماكس إرنست الألماني، وأندريه ماسون الفرنسي وكان هذا الاتجاه يدعو إلى ضرورة أن يحرر المصورون أنفسهم من طريقة الإبداع الواعي، فحاولوا تحريك فرشاتهم بحرِّية تمكّن العقل الباطن من إنتاج الأعمال الفنية، وكانوا يعتقدون أن مثل هذه الأعمال تعبر عن روح الفنان.
ومن السيرياليين من طوّر أسلوبًا خاصًا به مثل خوان ميرو الأسباني، الذي بسط الأشكال غير أنه جعلها تحتفظ بخيالات السيريالية. ومنهم بايت موندريان الهولندي أيضًا الذي جعل أشكاله كلها هندسية، واقتصر على الألوان الأساسية إضافة إلى الأبيض والأسود والرمادي.
لفن المكسيسكي
بلغ الفن المكسيكي ذروته في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، عندما اهتمت مجموعة من الفنانين بتصوير موضوعات تؤكّد المشاعر القومية، فصوّروا شخصيات مكسيكية مشهورة استخدمت صورهم في تزيين المباني العامة. ولهذا اهتم أكثرهم بالجدران، وأهم أعلام الفن المكسيكي دييجو ريفيرا وخوزيه أوروزكو.
الفن الأمريكي 1990 - 1940
أقام ثمانية من الفنانين الأمريكيين بقيادة روبرت هنري معرضًا مشتركًا عام 1908م وسمي معرض الثمانية. وعلى الرغم من اختلاف أساليبهم التعبيرية إلا أنهم قد أجمعوا على معارضة التصوير الأمريكي السابق لحركتهم ووصفوه بالجمود والعاطفية. ودعوا لأن يعبّر الفن الأمريكي عن الحياة الحديثة. وقد صور بعضهم مناظر واقعية من الطرقات والمصايف وحلبات المصارعة، وبما أن هذه الموضوعات لم تكن فنًا فقد لاقت نقدًا لاذعًا.
وقد تأثر الفن الأمريكي بالفن الأوروبي وسافر عدد كبير من الفنانين إلى أوروبا وأخذوا الأساليب الحديثة من هناك. ويمثل هؤلاء ماكس ويبر وتشارلز شيلر اللذان نقلا التكعيبية من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1913م أقيم أول معرض ضخم للفن الحديث الأوروبي بأمريكا وسُمِّي معرض الأسلحة. وكان له أثر في تغيير أساليب الفنانين الشباب، فأصبحوا يقلّدون المدارس الأوروبية الحديثة وصوّر بعض الفنانين مناطقهم وولاياتهم التي عاشوا فيها، كما صور بعضهم الأساطير والخُرافات في محاولة لإيجاد فن أمريكي مميّز. ومن أهم أعلام الفن الأمريكي في تلك الفترة آرثر ديفيز (الذي نظم معرض الأسلحة وشارك فيه)، وتوماس بنتون وجرانت وود.
التعبيرية التجريدية
هاجر عدد من كبار الفنانين الأوروبيين إلى أمريكا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939. وأهم هؤلاء ماكس إرنست وهانز هوفمان وفرناند ليجيه، وأندريه ماسون، وبيت موندريان. وقد كان لهؤلاء الفنانين أثر كبير على الفن الأمريكي. وكانت نتيجة تفاعلهم مع الفن الأمريكي آنذاك ظهور المدرسة التعبيرية التجريدية. فظهر جاكسون بولوك وويلم دي كوننج، اللذان قاما بإنشاء المدرسة الحركية أو التصوير الحركي الذي يرى أن التصوير ينبغي أن يكون نتيجة طبيعية للتعبير الحر. وركزا على أهمية المجهود البدني في الإبداع. فكان بولوك يفرش لوحاته على الأرض ويسكب عليها الألوان وهو يتحرك حولها. أما دي كوننج فقد كانت بعض لوحاته تصوّر أشياء يمكن التعرف عليها.
قاد بارنيت نيومان ومارك روثكو مجموعة أخرى من الفنانين اهتمّت بأن تكون الأشكال واضحة في الصورة وأن تكون الألوان في شكل بقع على اللوحة بدلاً من وضعها بالفرشاة، فتكوِّن بذلك جزءًا من سطح اللوحة. وكان هناك من الفنانين، مثل أندرو وايت، من استمر في التصوير الواقعي خلال الخمسينيات ولم يتأثر بالأساليب الحديثة.
بوب آرت
ظهرت هذه المدرسة في أواخر الخمسينيات رد فعل للتعبيرية التجريدية التي تخلّت عن الشكل تمامًا. وقد اهتم فنانو هذه المدرسة ببناء أعمالهم حول أشياء مُعتادة مثل علامات الطرق، وملصقات الإعلانات، والصور الضوئية الصحفيـة، وقوارير المشروبات فكانوا يرسمــون هذه الأشياء بدقة متناهـية دون أن يضعوا فيها أي قيم تعبيرية. وأهم أعلام هذه المدرسة جاسبرجونز وروبرت روشنج بيرج.
التصوير الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية
أصبحت الولايات المتحدة مركزًا للفن بدلاً من أوروبا منذ أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن العشرين. وقلّد الفنانون الأوروبيون أقرانهم الأمريكيين واقتبسوا أساليبهم. ورغم هذا فقد انفرد بعض الفنانين الأوروبيين بعد الحرب بأساليب خاصة بهم ومن هؤلاء الفنان الإنجليزي فرانسيس بيكون الذي أوجد أسلوبًا يمزج مابين التكعيبية والسيريالية والتعبيرية ومنهم جين دوبوفيه الذي آثر تقليد الفن العامي بدلاً من الفن العلمي المدروس. والمدرسة الوحيدة التي ظهرت في أواخر الخمسينيات في أوروبا ثم انتقلت بعد ذلك لأمريكا هي مدرسة الخداع البصري (فن الأوب) التي تعتمد على التجريد الكامل، فهي تتألف من ألوان وخطوط وأشكال هندسية تُنَظَّم بطريقة تخدع البصر، وتوهم بحركة على سطح اللوحة.
الفن المختزل
ظهرت حركة الفن المختزل في الولايات المتحدة في الستينيات وهي تدعو إلى تجريد الفن من المحتوى العاطفي، أو المعاني الخاصة أو التفسيرات الرمزية. وتدعو إلى تبسيط اللوحة لتشكِّل تكوينًا من الألوان والأشكال والأحجام فقط.
حاول الفنانون خلال السبعينيات التجريد بإضافة خامات حقيقية أو لصقها كالألومنيوم واللدائن المطاطية والأخشاب على لوحاتهم بدلاً من الاكتفاء برسمها. كما حاول بعضهم تقديم كتل وفراغات حقيقية في أعمالهم بدلا من الإيهام بها، فقدموا آلات، وأضواء كهربائية توجِد حركة في أعمالهم أوتحددها من الخارج.
وتبع بعض الفنانين المعاصرين الأسلوب الذي سُمِّي بالواقعية الجديدة، التي تبالغ في محاكاة الواقع وتنافس آلات التصوير. وحاول أصحاب هذه المدرسة تجنّب توضيح مراميهم من اللوحات؛ فرسم الفنان روبرت بكتل لوحته المسماة شخص بجانب سيارته، وهي لوحة لايستطيع المشاهد أن يتعرف على المعنى المراد منها. وهل المقصود منها تمجيد دور السيارة في حياتنا المعاصرة أم المقصود هو السخرية من اهتمام الناس بالسيارات، أم مجرد تسجيل منظر من الحياة اليومية. وعلى العموم فأغلب أفراد هذه المدرسة يدعون المشاهد لرؤية العمل الفني كمجموعة ألوان، وأشكال وملامس، وهذا مادعا إليه التجريديون منذ سنوات عديدة.
وتهتم أغلب مناحي الفن المعاصر بمعالجة القضايا التي يعيشها الناس كالحروب والفقر والتفرقة، وبعضهم لايهتم إلا بالتجديد والتفرّد.
التصوير المعاصر
الصورة الجديدة
في نهاية السبعينيات من القرن العشرين ظهرت تطورات جديدة في التصوير أو الرسم الأوروبي والأمريكي. من تلك حركة "الصورة الجديدة" في الولايات المتحدة الأمريكية التي افتتح معرضها في "متحف وتني للفن الأمريكي" في نيويورك عام 1978م. وتدعو هذه الحركة إلى مزيد من الاهتمام بالتشخيص (رسم الأشخاص) في الرسم وبمزيد من الانفتاح في التواصل مع المتلقي.
ما بعد الحداثة
يمكن النظر إلى إحياء الرسم التشخيصي (رسم الأشخاص) وغير ذلك من التقنيات التصويرية التقليدية باعتباره رفضًا للعناصر المتطرفة من حركات الحداثة الطليعية في الفن. ويطلق على هذا الرفض للحداثة في الفن والعمارة اسم ما بعد الحداثة. وما بعد الحداثة لاتعارض رفض التقاليد البالية- الرفض الذي ترتكز عليه الحداثة- وإنما تعارض التجديد الذي لاهدف له سوى التجديد. فمن مرتكزات ما بعد الحداثة أن كل أنواع التمثيل للأشياء والأشخاص والأفكار جائزة.
يعد الرسامون إيريك فشل وشري ليفاين وروبرت لونجو وديفيد سال ما بعد حداثيين على الرغم من تباين اهتماماتهم. فقد اهتم فشل برسم الأشخاص بينما انشغل ليفين بإنتاج رسم جرافيتي وإعادة إنتاج لوحات لرسامين سابقين باستخدام الألوان المائية. في حين تجمع أعمال سال بين الكلمات والصور في عناصر مشتبكة تستحث المشاهد على الربط بينها.
وفي روسيا، ظهر أسلوب البرسترويكا أو الحرية في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي السابق (1991م) وتداعي الشيوعية، ومن أهم رواده كاباكوف وإريك بولاتوف.
أدوات الرسم
- الرسم بالجواش ، الوان الماء ،الرسم بالرصاص ، الوان الباندا ، الرسم بالفحم ، والالوان الزيتية(المعجون).
- الرسم بالرصاص
تتعد انواع قلم الرصاص فهي بالتحديد اثنا عشر نوعاَ وهي : H5,H4,H3,H2,H1 B5,B4,B3,B2,B1 HB,HB2
و تشير تلك الرموز التي تكون مطبوعة علي مؤخرة القلم ، حيث يشير الحرف H إلى درجة الصلابة (خط رمادي ) و الحرف B إلى درجة الليونة (خط اسود).
- أهم مبادىء الرسم الصحيح هو الابتداء برسم الهيكل الخارجي للشكل المراد رسمه, الانتباه إلى المسافات بين الأشكال ،إذا كانت الرسمه تحتوي أكثر من شكل فكلما كان الشكل أقرب كلما كان حجمه أكبر ولونه أغمق ، وبالعكس . والانتباه أيضا لعاملي الظل والضوء, وأيضا لكيفية مزج الألوان بالشكل الصحيح.
الالوان الرئيسية
الالوان الرئيسية هي : الاحمر والاصفر والازرق .ويمكن مزج هذه الالوان ببعضها للحصول على الوان ثانويه ، مثلا: الاحمر والصفر فنحصل على اللون البرتقالي ، الاصفر والازرق فنحصل على اللون الاخضر و الازرق والاحمر فنحصل على اللون البنفسجي .
تعديل ، ما دخلته الا لوان يعتبر تصوير وليس رسما ، وذلك لان الرسم قديما كان عبارة عن التحضيرات ( الاسكتشات ) للوحة قبل تلوينها ، وبعد التلوين تعتبر تصوير وليس رسما
وهناك ايضا :
الرسم على الزجاج والرسم على القماش والتصوير الجدارى وغيرها.
المدارس الفنية
هناك ايضا الكثير من المدارس الفنيه تعددت وبذلك تعددت اساليب الرسامين فكل منهم يميل إلى احدها.
ومن المدارس الفنية:
- المدرسة الكلاسيكية
- المدرسة الرمزية
- المدرسة الرومانسية
- المدرسة الأنطباعية
- المدرسة السوريالية
- المدرسة التجريدية
- المدرسة التكعيبية
- المدرسة المستشرقة
- المدرسة الواقعية
- المدرسة البناء
- المدرسة الفوفية
- المدرسة الملتصقةولكل من تلك المدارس خصائص تميزها ، من ناحية التكنيك أو الموضوعات المطروحة .
رسامون
من اشهر الفنانين التشكيليين الكبار التى لا تزال اعمالهم خالده الي يومنا هذا :
- فان جوخ
- بيكاسو
- ليوناردو دافنشى
- كلود مونيه
- رينوار
- بيسارو
- سلفادور دالى
- ماتيس
- جورج رووا
- رامبرانت
- هورست يانسن
وغيرهم الكثير وكل واحد من هؤلاء يتبع اسلوب متفرد ومدرسه خاصه تميزه عن الاخر.
أنظر أيضاً
المصادر
التصوير التشكيلي - الموسوعة المعرفية الشاملة
قائمة المراجع
| Paintings
]].- A Treatise on Painting by Leonardo da Vinci (Kessinger Publishing)
- Alberti, Leone Battista, De Pictura (On Painting), 1435. On Painting, in English, De Pictura, in Latin
- Doerner, Max - The Materials of the Artist and Their Use in Painting: With Notes on the Techniques of the Old Mastersص
- Kandinsky - Concerning the Spiritual in Art (Dover Publications)
- The Journal of Eugene Delacroix (Phaidon Press)
- The Letters of Vincent van Gogh (Penguin Classics)
قراءات أخرى
- Daniel, H., (1971) "Encyclopedia of Themes and Subjects in Painting; Mythological, Biblical, Historical, Literary, Allegorical, and Topical". New York, Harry N. Abrams Inc.