ألساندرو كاليوسترو

(تم التحويل من كاليوسترو)
ألساندرو كاليوسترو

الكونت ألساندرو كاليوسترو Alessandro di Cagliostro (عاش 2 يونيو 174326 أغسطس 1795) كان الاسم المستعار للمنجم جوزپه بلسامو Giuseppe Balsamo (الذي كان يدعى أيضاً جوسف بلسامو Joseph Balsamo)، وكان مغامراً إيطاليا.

ولد جوزيپي بلسامو لصاحب متجر بپالرمو في 1743. ونضج مبكراً وسرعان ما أصبح لصاً بارعاً. وفي الثالثة عشرة قيد تلميذاً في دير البنفراتيللي. وعين هناك مساعداً لصيدلي الدير، فتعلم كم قواريره ومحابيره وكتبه من الكيمياء والخيمياء ما يكفي لإعداد نفسه لاحتراف الشعوذة الطبية... ولما كلف بأن يقرأ حياة القديسين على الرهبان وهم يتناولون طعامهم، استبدل بأسماء القديسين أسماء أشهر مومسات بلرمو. وجلد عقاباً له، فهرب من الدير وانظم إلى عالم المجرمين السفلي، ودرس فن الأكل دون بذل العرق. واشتغل قواداً ومزوراً ومزيفاً للنقود، وقارئاً للبخت، وساحراً، ولصاً وأفلح في إخفاء آثاره بمهارة عجزت معها الشرطة عن إدانته إلا بالوقاحة.

فلما رأى نفسه مشبوهاً على نحو يضايقه، انتقل إلى مسينا، وعبر إلى ريدجو كالابريا، وجرب الفرص التي تتيحها ناپولي وروما. وتكسب فترة بإدخال لمسات على نسخ الصور وبيعها على أنها من صنعه. ثم تزوج لورنتسا فيلكياني، وأثرى ببيع جسدها. وانتحل اسم المركيز دى پلگريني، وأخذ نبيلته المكسبة إلى البندقية ومرسليا وباريس ولندن. ثم دبر أن تمسك زوجته بين ذراعي كويكري ثري؛ وعاشا على المال الذي ابتزاه نتيجة للخطة شهوراً. ثم غير اسمه إلى الكونت دي كاليوسترو، وتنكر بشوارب ولبس حلة كولونيل بروسي، وسمى زوجته من جديد بالكونتيسة سيرافينا. ثم عاد إلى پالرمو، وقبض عليه بتهمة التزوير، ولكن أفرج عنه تحت إلحاح منذر بالشر من أصحابه الذين روعوا القضاء. وإذ بليت مفاتن سيرافينا لكثرة تداولها، فقد أخذ يطبق ما تعلم من كيمياء فجهز وباع العقاقير التي تضمن إزالتها التجاعيد وتأجيجها لنار العشق.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قضية عقد اللؤلؤ

رسم ساخر من كاليوسترو في محفل ماسوني في لندن في 1786، رسم جيمس گيل‌راي

اِتـُّهـِم كاليوسترو في قضية عقد اللؤلؤ التي شملت ماري أنطوانيت والأمير لوي دى روهان، واِحتـُجـِز في الباستيل لتسعة أشهر إلا أنه في النهاية أُفرِج عنه بدون توجيه اتهامات، حين لم يُعثر على أدلة تربطه بالقضية. إلا أنه طـُرِد من فرنسا بأمر من لويس السادس عشر، وغادرها إلى إنگلترة. وهناك اِتهمه المغترب الفرنسي ثڤنو دى موراند بأنه جوزپى بالسامو، وقد أنكر ذلك في رسالة مفتوحة إلى الشعب الإنگليزي المنشورة، مجبراً موراند على سحب الاتهام والاعتذار من موراند.[بحاجة لمصدر]

ثم انضم إلى جماعة الماسون وانتقل إلى باريس، وادعى أنه الرئيس الأكبر للماسون المصريين. وأكد لعشرات السذج أنه عثر على الأسرار القديمة لإعادة الشباب، الذي يمكن تحقيقه بعلاج يمتد أربعين يوماً تستعمل فيه المسهلات والمعرقات وغذاء من الجذور، والحجامة، والتيوصوفية. وكان كلما أفتضح أمره في مدينة مضى إلى غيرها؛ وأتصل بأسرها الفنية بفضل طريقة المصافحة وخاتمه الماسونيين. وفي سانت بطرسبورگ اشتغل طبيباً، وعالج الفقراء مجاناً؛ واستقبله پوتمكين، ولكن طبيب كاترين الكبرى، وكان اسكتلندياً حاذقاً، حلل بعض أكاسير هذا الطبيب ووجدها فارغة لا قيمة لها. فسمح لكاليوسترو بيوم واحد يحمل فيه بضاعته ويرحل. وفي وارسو افتضح أمره ثانية على يد طبيب آخر في كتيب سماه "نزع القناع عن كاليوسترو" (1780)، ولكن قبل أن يدركه كان قد انطلق إلى ڤيينا وفرانكفورت وستراسبورگ. وهناك سحر الكردينال الأمير لوي-رينيه-إدوارد روهان، الذي وضع في قصره تمثالاً نصفياً لزعيم الماسون الأكبر كتب عليه "كاليوسترو المقدس" وأتى به الكردينال إلى باريس، وتورط النصاب الكبير على غير قصد منه قصة القلادة الماسية. فلما انكشفت هذه الخدعة زج بكاليوسترو في الباستيل؛ ولكن سرعان ما أفرج عنه لبراءته، ولكنه أمر بمغادرة فرنسا(1786). فوجد زبائن جدداً في لندن. وزار گوته أثناء ذلك أم كاليوسترو في صقلية وأكد لها أن ولدها الذائع الصيت قد أطلق سراحه وأنه في مأمن(35).

وفي لندن حيث تكاثر المشككون في أمره انتقل الكونت والكونتيسة إلى بازل وتورين وزوفبريتو وترنت، يشتبه فيهما في كل بلد ثم يطردان. وتوسلت إليه سيرافينا أن يأخذها إلى روما لتصلي عند قبر أمها، فوافق الكونت. وفي روما حاولا أن يقيما محفلاً لماسونيته المصرية، فقبضت عليهما محكمة التفتيش (29 ديسمبر 1789)، واعترفا بأنهما دجالان نصابان، فحكم على كاليوسترو بالسجن مدى الحياة، وأنهى أيامه في قلعة سان ليو قرب بيزارو في 1795 وقد بلغ الثانية والخمسين. وهكذا كان هو أيضاً جزءاً من صورة القرن المستنير.


الهامش والمصادر

ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

وصلات خارجية