ذاكرة النار - قرن الريح

(تم التحويل من قرن الريح)
رواية "ذاكرة النار - قرن الريح"، بقلم إدواردو گاليانو. انقر على الصورة أعلاه لمطالعة الرواية كاملة.

أعتقد ان العالم الذي تكون فية الملكية والوضاعة شيئا واحدا هو عالم مريض، لم يحتفظ مطلقا بأي شئ لنفسه، ولم يطلب أي شئ.. تشي جيفارا..

إن الآلام المنتشرة هي الحريات التي نفتقدها، نؤمن أننا لسنا علي خطأ، هذا مايقولة لنا إيقاع القلب.(الكاتب)

رواية قرن الريح هي الجزء االثلث والاخير من لذاكرة النار للكاتب الرائع إدواردو گاليانو

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أقتباسات

نظرية الضعف القومي

نشر البوليفي ألسيدس أرجیداس ، الذي أرسل إلى باريس بمنحة من سيمون باتينو ، كتابة جديدة بعنوان شعب مريض . كان الملك الصغير يغذي أرجیداس لكي يبرهن أن الشعب البوليفي ليس مريضا فحسب إنما أيضا لا يمكن علاجه . منذ فترة اكتشف مفکر بوليفي آخر يدعى غابرييل ريني مورينو أن الأدمغة المحلية والهجينة معطلة خلوية ، وأنها تزن من خمس إلى سبع أو حتى تسع أونصات أقل من دماغ الإنسان الأبيض . لماذا لا ادعی أرجیداس أن الهجن يرثون الخصائص الأسوأ لأسلافهم وهذا هو السبب الذي يشرح يريد البوليفيون أن يغسلوا ويتعلموا . ولا يستطيعون أن يقرأوا ويشربوا فحسب ، وإنما أيضا يمتلكون وجهين ، وهم أنانيون ، کسالی ومستهجنون . تنتج جميع حالات البؤس ، عندهم ، من طبيعتهم الخاصة لا من شراهة أسيادهم . إنهم شعب حكم عليه علم الأحياء ويخضع لعلم الحيوان ، والمصير البهيمي للثور هو مصيرهم : إن هذا الشعب غير القادر على صناعة تاريخه الخاص ، يستطيع فقط أن يحيا مصيره . والمصير ، الأمل اليائس ، ليس مكتوبة في النجوم بل في الدم .

البرجوازية الجديدة تولد كاذبة

قال زاباتا : نحن نقاتل من أجل الأرض وليس من أجل أوهام لا تقدم لنا شيئا نأكله ... بانتخابات أو بدون انتخابات ، البشر يمضغون المرارة . وبينما كان الرئيس کارانثا يجرد الفلاحين من الأرض تحدث عن الإصلاح الزراعي . وبينما كان يطبق إرهاب الدولة على المواطنين ، منحهم حق التصويت للأغنياء ومنح الأميين حرية الصحافة . البرجوازية المكسيكية الجديدة ، الابنة الشرهة للحرب والنهب ، تغني أغاني في مدح الثورة بينما تبتلعها ، بالسكين والشوكة ، على غطاء طاولة مطرز .

القبائل لم تدمر

اقترح ضباط هيرتا ، المتورطون القدامى في إبادة الهنود المتمردين ، أن ينظفوا المناطق الجنوبية . حرقوا القرى وأسروا الفلاحين ، وكل من صادفوه سقط قتيلا أو سجينا . فمن الذي ليس زاباتا في الجنوب ؟ كانت قوات زاباتا جائعة ومريضة ومنهكة . ولكن قائد الذين بلا أرض كان يعرف ماذا يريد وشعبه يؤمن بما يفعله . لم يكن بمقدور النار أو الخداع أن يقفا في وجه ذلك . وبينما كانت صحف العاصمة تقول إن قبائل زاباتا دمرت كليا ، كان زاباتا يفجر القطارات ، ويفاجئ الحاميات ويدمرها ، ويحتل القرى ويهاجم المدن ، ويتحرك أينما أراد ، عبر الجبال التي لا تخترق والوهاد التي لا تعبر ، مقاتلا وعاشقا وكان كل هذا هو عمل يوم واحد . كان زاباتا ينام أينما يحب ومع من يحب ولكن ، من بين كل هذا كان يفضل اثنتين هما واحدة .

ريغوبيرتا

هي هندية من المايا كيتشي ، ولدت في قرية تشيميل ، وكانت تقطف البن والقطن في المزارع الساحلية منذ أن تعلمت السير . شاهدت في حقول القطن موت اثنين من أشقائها - نیکولاس وفيليبي ، الصغير - وكذلك صديقها المفضل ، الذي كان في ريعان فتوته . سقط الجميع ضحايا لرش المبيدات . في العام الماضي ، في قرية تشاخول ، شاهدت ريغوبيرتا منتشر كيف أحرق الجيش شقيقها باتروسينيو حيا . بعد ذلك حالا عانى والدها من المصير نفسه في السفارة الإسبانية . وفي أوسبانتان ، قتل الجنود أمها ، تدريجيا ، وقطعوها إلى أشلاء بعد أن ألبسوها لباس أحد المغاوير . من جماعة تشيميل ، حيث ولدت ريغوبيرتا ، لم يبق أحد حيا . ريغوبيرتا ، التي هي مسيحية ، علمت أن المسيحيين الحقيقيين يسامحون مضطهديهم ويصلون الأرواح جلاديهم . علمت أن المسيحي الحقيقي حين يضرب على خده يدير ا الخد الآخر . قالت ريغوبيرتا : « لم يعد لدي خد لأديره

من أجل إيمانه المتواصل أن كل شيء ملك للجميع

كان ريكاردو ، الأكثر موهبة وخطرة بين الأخوة فلوريس ماجون ، غائبة عن الثورة التي فعل الكثير لكي يفجرها . وبينما كان قدر المكسيك يضعف في ساحات المعركة ، كان يكسر الأحجار مغلو " في سجن أميركي شمالي . حكمت عليه محكمة أميركية شمالية بعشرين عاما من الأشغال الشاقة لأنه أنشد بيانة فوضوية ضد الملكية الخاصة ، ولقد عرض عليه العفو مرات كثيرة ، شرط أن يلتمسه ، لكنه لم يفعل ذلك مطلقا حين أموت ربما سيكتب أصدقائي على قبري : هنا يرقد حالم . وربما يكتب أعدائي : هنا يرقد مجنون ، لكن لن يتجرأ أحد أن يكتب هنا يرقد جبان وخائن لأفكاره . في زنزانته ، بعيدا عن أرضه ، شنقوه وقال التقرير الطبي إنه مات من أزمة قلبية

خمس نساء

من هو العدو الرئيسي ؟ الديكتاتورية العسكرية ؟ البرجوازية البوليفية ؟ الإمبريالية ؟ كلا ، أيها الرفاق ، أريد أن أقول لكم ذلك فحسب : عدونا الرئيسي هو الخوف . إنه في داخلنا » . هذا ما قالته دوميتيلا في منجم قصدير کاتابي ، ثم جاءت إلى العاصمة مع أربع نساء وأكثر من عشرين طفلا . في يوم عيد الميلاد بدأوا إضرابهم عن الطعام . لم يصدقهم أحد . اعتقد البعض أنها نكتة سخيفة : « خمس نساء سوف يطحن بالديكتاتورية ؟ !!! » كان الكاهن لويس إسبينال أول من انضم إليهن . وفي وقت سريع كان هناك 1500 شخص يضربون عن الطعام في جميع أنحاء بوليفيا . دعت النساء الخمس ، المتعودات على الجوع منذ أن كن صغيرات ، الماء دجاجا أو دیکا روميا والملح قطعة لحم خنزير ، وكن يتغذين على الضحك . في غضون ذلك ، تضاعف عدد المضربين - ثلاثة آلاف ، عشرة آلاف - إلى أن أصبح من المتعذر إحصاء

الفخ

في الحقيبة الدبلوماسية جاءت الدولارات التي مولت الإضرابات ، التخريب ، والأكاذيب . شل رجال الأعمال تشيلي وحرموها من الطعام . ولم تكن هناك سوق إلا السوق السوداء . كان على البشر أن يقفوا في صفوف طويلة من أجل علبة سجائر أو كيلو من السكر . كان الحصول على اللحوم أو الزيت يتطلب معجزة من العذراء مريم الأكثر قداسة . شتم الديموقراطيون المسيحيون وصحيفة إلى مرکوریو الحكومة وطلبا علنا انقلابا عسكريا علاجيا ، بما أن الوقت حان للانتهاء من الطغيان الأحمر . رددت الصحف ، المجلات ، والإذاعة والتلفزيون صدي الصرخة . كان من الصعوبة بالنسبة للحكومة أن تقوم بأية حركة مهما كانت : توتر القضاة والبرلمانيون بينما كان رجال الجيش الحقيقيون في الثكنات ، الذين اعتقد الليندي أنهم مخلصون ، يتآمرون ضده . في هذه الأوقات العصيبة ، اكتشف العمال أسرار الاقتصاد . تعلموا أنه ليس من المستحيل الإنتاج بدون رؤساء أو أن يزودوا أنفسهم دون تجار . لكنهم تقدموا دون أسلحة ، فارغي الأيدي ، على طريق الحرية ذاك . في الأفق كانت تبحر سفن حربية أميركية تستعد لعرض نفسها قبالة الساحل التشيلي . ثم حدث الانقلاب العسكري ، الذي أنذر به كثيرا .

سيمفونية دائرية للبلدان الفقيرة ست حركاته متعاقبة

وهكذا لكي يكون العمل مطيعا ورخيصا باستمرار ، تحتاج البلدان الفقيرة إلى فيالق من الجلادين ، والمعذبين ، والمفتشين ، والسجانين ، والمخبرين . ومن أجل تسليح وتغذية هذه الفيالق ، تحتاج البلدان الفقيرة إلى قروض من البلدان الغنية . ولدفع الفائدة المترتبة على هذه القروض ، تحتاج البلدان الفقيرة إلى المزيد من القروض . ولدفع الفوائد المترتبة على القروض التي اقترضت فوق القروض ، تحتاج البلدان الفقيرة أن تزيد صادراتها . ولكي تزيد صادراتها ، المنتجات المحكوم عليها بأسعار تنهار باستمرار ، تحتاج البلدان الفقيرة إلى خفض كلف الإنتاج . ولكي تخفض كلفة الإنتاج ، تحتاج البلدان الفقيرة ، بشكل مستمر ، إلى عمل مطيع ورخيص . ولكي تجعل العمل مطيعة ورخيصة باستمرار ، تحتاج البلدان الفقيرة إلى فيالق من الجلادین ، والمعذبين ، والمفتشين ...

نظرية الضعف القومي

نشر البوليفي ألسيدس أرجیداس ، الذي أرسل إلى باريس بمنحة من سيمون باتينو ، کتاب جديدة بعنوان شعب مريض . كان الملك الصغير يغذي أرجیداس لكي يبرهن أن الشعب البوليفي اليس مريضة فحسب إنما أيضا لا يمكن علاجه . منذ فترة اكتشف مفکر بوليفي آخر يدعى غابرييل ريني مورينو أن الأدمغة المحلية والهجينة معطلة خلوية ، وأنها تزن من خمس إلى سبع أو حتى تسع أونصات أقل من دماغ الإنسان الأبيض . لماذا لا ادعى أرجیداس أن الهجن يرثون الخصائص الأسوأ لأسلافهم وهذا هو السبب الذي يشرح يريد البوليفيون أن يغسلوا ويتعلموا . ولا يستطيعون أن يقرأوا ويشربوا فحسب ، وإنما أيضا يمتلكون وجهين ، وهم أنانيون ، کسالی و مستهجنون . تنتج جميع حالات البؤس ، عندهم ، من طبيعتهم الخاصة لا من شراهة أسيادهم . إنهم شعب حكم عليه علم الأحياء ويخضع لعلم الحيوان ، والمصير البهيمي للثور هو مصيرهم : إن هذا الشعب غير القادر على صناعة تاريخه الخاص ، يستطيع فقط أن يحيا مصيره . والمصير ، الأمل اليائس ، ليس مكتوبة في النجوم بل في الدم