قاسم محمد آغا
قاسم محمد أغا الحيالي ((1863 - 1948))، يعتبر قاسم بن محمد أغا بن يونس أغا الحيالي من الشخصيات المتميزة والمرموقة في مسيرة عشيرة أغوات باب البيض فهو رجل مَلئَ فراغاً عريضاً في تلك الفترة من حياة العشيرة ، هو رجـلٌ عـرف بشجاعته وكفائته الاجتماعيـة وحضـوره الواضح في الوسط الرسمي والعشائري
قاسم محمد يونس أغا | |
---|---|
الميلاد | 1863 ولاية الموصل، الدولة العثمانية |
الوفاة | 1948 الموصل، المملكة العراقية |
الأبناء | محمد قاسم محمد أغا سعيد محمد قاسم اغا |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نشأته
ولد عام ١٨٦٣ م في بيت جده الكبير من أمه والي الموصل أحمد باشا الراوي بن بكر أفندي الذي عرف باصلاحاته الإدارية والسياسية في فترة قصيرة تزيد عن سنة ونيّف من غياب الحكم الجليلي على هذه المدينة في فترة بين ١٨٠٨ م- ١٨٠٩ م ، هنالك ولد قاسم أغا وتطلع إلى ذلك الجاه العريض الذي كان عليه آباؤه واجداده فساهم هذا التطلع إلى بناء شخصيته وتركيبه النفسي والفكري .
علاقاته الاجتماعية والسياسية
لقد كانت علاقة قاسم اغا مع المجتمع الموصلي واسعة وحميمة بكافة أديانهم وطوائفهم وطبقاتهم العائلية والعشائرية . ومنهم المسيحيون واليهود وباقي الملل والنحل الذين كانوا يلجأون إلى الوجهاء ورموز المجتمع في حال وقوع عليهم أذى أو اعتداء من قبل الآخرين عليهم . ومما يذكر عن علاقاته مع الرموز المسيحيين عندما نفى الانكليز البترك ( البطريارك ) إلى جزيرة قبرص اصطحبه قاسم أغا إلى السيارة مودعاً اياه أمام أنظار الجنرال الانكليزي تقديراً لوطنيته لبلده ، وعند وفاة البترك المذكور أوصى أن لا يدفن إلا بحضور قاسم أغا الصديق الحميم ، فقد كان قاسم أغا وطنياً يسري حب الوطن في عروقه ، عرف بمناهضته للانكليز المستعمرين فكان في كل مناسبة يشجب ويستنكر الوجود الانكليزي على أرض العراق .. لذا تعرض قاسم أغا لـأكثر من محاولة اغتيال من قبل الانكليز لمعارضته الشديدة لوجودهم . وكانت آخر المحاولات التي تعرض لها على يد عميلهم الذي اعترف بنفسه لقاسم أغا بعد فشله بمحاولة الاغتيال . كان قاسـم أغـا علـى علاقة حميمـة مـع كـل الـوطنيين المساندين للدولة العثمانية وخاصة مع رجال الفكر والسياسة والدين أمثال الشيخ العلامة محمد حبيب أفندي العبيدي ، فقد كان قاسم أغا يحضر مجالسه ومحافله الدينية والوطنية في دعم الدولة العثمانية والوقوف بجانبها ضد كل المؤامرات اليهودية التي كانت تحيق بدولة الخلافة العثمانية ، كتركيا الفتاة وجمعية الاتحاد والترقي وغيرهم .
موقفه من مشكلة الموصل عام ١٩٢٥ م
بعد سقوط دولة الخلافة العثمانية عام ١٩٢٤ م لاستقلال العراق قررت عصبة الأمم بتاريخ ٣٠ أيلول سنة ١٩٢٤ م تعيين لجنـة أمميـة مكونـة مـن سبعة أشخاص ومن دول مختلفة ومعهم ممثل الجانب التركي ( جـواد باشا ) المفتش العام للجيش التركي ومرافقه الضابط بـدري بيك ، وناظم النفطجي الكركوكلي وفتاح بيك من أهل السليمانية ومن الموصل الرئيس الأول كامل بيك وعن الجانب البريطاني المستر جاوتين والميجر ( ادموندس ) ضابط ارتباط ومعاون مستشار الداخلية تحركت البعثة يوم ٢٧ / ١٢ / ١٩٢٥ م إلى الموصل كل بعثة على انفراد ، أما الوفد التركي فقد حاول الالتقاء بشخصيات المدينة لاقناعهم بوجهة نظره التي كانت تهدف إلى ضم مدينة الموصل إلى الحكم التركي بعد سقوط العثمانيين ، فحصل الاستفتاء على هذا الرأي الذي جاء به جواد باشا إلى منطقة باب البيض وقصد ديوان أمين أغا بن داؤد أغا لطرح المشروع التركي السياسي والجغرافي فكان أمين أغا موافقاً لرأيه فانقسمت عوائل الموصل على أثر ذلك إلى شطرين منهم من أيّد ألـحكم التركي والانضمام إلى دولة تركيا ومنهم من رفض وطالب بالبقاء مع الحكم الوطني تحت الانتداب البريطاني .. وقد أشرت إلى الدوافع والاسباب التي دفعت أهل الموصل لمنح أصواتهم للحكم التركي في سيرة أمين أغا التي مرَّ ذكرها . وهكذا كانت الزيارة كما أوردها ودونها رئيس المجلس النيابي عزيـز باشـا القصـاب فـي كتابـه مـن ذكريـاتـي ١٩٢٥/۳/۱ م . قائلاً بأن الخبير التركي أجاويد باشا أو جواد باشـا ومعه الضابط بدر الدين بـك عنـدما زارا ديـوان أمين أغا ، فقام أمين أغا باستدعاء مئتين شخص في تلك الأمسية قاموا بمظاهرة ضد الحكم الوطني العراقي وعلقوا علمين تركيين أحدهما على منارة شهر سوق والأخر على منارة الجامع الكبير . لكن جاء في مقالة السيد ضيغم عن أبيه محمد قاسم أغا بأن جواد باشا عندما وصل باب البيض توجه برفقة جده قاسم أغا إلى دارنا في المحموديين ، كما ويصفه أبوه محمد قاسم بأن جواد باشا كان ذا وجه صبوح ولحية بيضاء وبيده يمسح دموعه التي كانت تسيل على خديه من منديل أبيض فرحة الاستقبال الحافل الذي استقبله به الأغوات وأهالي باب البيض وخزرج والمحمـوديين والمناطق المحيطة بها . ثم يقول دخل دار قاسم أغا ، وكان هناك في انتظارهم خلق كثير عند الباب تنتظر بما يتمخض عنه هذا الاجتماع .
أقول لقد أختلفت الروايتان على مجيء جواد باشا ، هل إلى ديوان أمين أغا في باب البيض ؟ أم .. إلى دار قاسم آغا في المحموديين ؟ واعتقد أن جواد باشا بعد خروجه من ديوان أمين أغا في باب البيض توجه إلى دار قاسم أغا في المحموديين لنفس الغرض والمقاصد لأن مهمته تتطلب زيارة شخصيات متعددة .. وهكذا انتهى الاستفتاء وكانت الحكومة الوطنية العراقية التي يتربع عليها الملك فيصل الأول لهـا الحـظ الأوفـر فـي الأصوات ، وعلى خلفية هذه الأحداث جاء الملك فيصل إلى الموصل والتقى بوجهاء وشخصيات موصلية مُعارضة لسياسة الحكم العراقي ونزل في جنوب الموصل في دار أحد أصدقائه وكان ممن حضر هذا الاجتماع أمين أغا وابن عمـه قاسـم أغـا ومحمد النجيفـي وسليمان بك وغيرهم وقـد أوردت ذكر الحادثة في سيرة أمين أغا في الفصل الأول . ويروي السيد ضيغم عن مذكرات جده بأنه قد رشح للمجلس البلدي في العهد العثماني وكان في كل مرة يحقق فيه أصوات عالية ، كما ويذكر بأنه كانت تصله هدايا من السلطان العثماني أسوةً بباقي الشخصيات والوجهاء في المدينة ، ولما كان قاسم أغا شخصية لامعة في المجتمع الموصلي كانت تتوجه إليه دائماً بطاقة دعوات في كل الأحداث والمناسبات الرسمية كزيارة الملوك والمسؤولين الكبار للمدينة .
حياته الشخصية
تزوج قاسم أغا أربع مرات في حياته الأولى كانت بنت خطاب العمران وخلـف منها زوجـة ذنـون أغا ، والثانية شقيقة الزوجة الأولى بنت خطاب العمران ولم ينجب منها ، والثالثة بنت أمين الرومي خلفت له اربعة بنات وأخيهم محمد القاسم ، والرابعة من ( آل الاكصيري ) وأنجب منها سعيد القاسم .
وفاته
توفي قاسم أغا في عام ١٩٤٨ م .