في حياة الوحدة
عاد پترارك إلى أڤنيون في عام 1351، وأكبر الظن أنه كتب في ڤوكلوز Vaucluse مقالا لطيفا في حياة الوحدة De vita solitaria يمتدح فيه الوحدة التي يستطيع أن يتخيلها على أنها علاج شاف ولكنه لا يطيقها إذا كانت طعاما يقيم به الأود. وبعد قليل من عودته إلى أڤنيون أثار عليه غضب جماعة الأطباء حين حذر البابا كلمنت السادس، وكان وقتئذ يعاني آلام المرض، من الأدوية التي يصفها له الأطباء:
"لقد كنت على الدوام أرجو أصدقائي وآمر خدمي، ألا يسمحوا أبدا بأن تـُجرَب أية حيلة من حيل الأطباء هذه في جسمي، وأن يفعلوا عكس ما يشير به هؤلاء تماماً"(49).
واستشاط غضبا من إخفاق بعض العلاج فكتب في عام 1355 تنديدا بطبيب. ولم يكن أكثر من ذلك ميلا إلى المحامين "الذين يقضون وقتهم كله في النزاع... على أتفه المسائل":
"استمع إلى حكمي على جماعتهم كلها. إن شهرتهم ستفنى بفناء أجسادهم، وإن قبراً واحداً ليكفي أسماءهم وعظامهم"(50)
وأراد البابا إنوسنت السادس أن يجعل أفنيون بغيضة اشد البغض لبترارك فاقترح أن يحرمه بحجة أن متنبئ روحاني ساحر اعتمادا على أن الشاعر دارس لڤرجيل. وخف الكردنال تاليران Talleyrand لإنقاذ بترارك، ولكن نفس الشاعر عافت جو أفنيون المعطر بالجهالة القدسية فزار أخاه الراهب جراردو Gherardo وكتب رسالة شيقة في فراغ الرهبان داعب فيها فكرة دخول الدير. ولكنه جاءته دعوة لأن ينزل ضيفا على طاغية ميلان، جوڤاني ڤيسكونتي، في قصره (1353) فبادر إلى قبولها مبادرة صدمت مشاعر أصدقائه الجمهوريين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .