فهرسة ابن خير الإشبيلي
- مقالة مفصلة: فهرسة ابن خير الإشبيلي
فهرسة ابن خير الإشبيلي كُتب في القرن 12 الميلادي. مما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة في ضروب العلم وأنواع المعارف، ويُعد كتاب فهرسة ابن خير أحد المصادر التي ضمت أسماء شيوخه وغيرهم ممن روى عنهم وقرأ عليهم وسمع منهم، وأسماء كتبهم ورسائلهم، فهو موسوعة ذات أهمية كبيرة، وتأتي أهميته من تقييم ابن خير الموضوعات وما يتعلق بها من مؤلفيها ورواتها.
ثم أنهى كتابه بتسمية الشيوخ الذين روى عنهم وأجازوا له لفظاً وخطاً ممن لقيهم وممن لم يلقهم.
إن كتابه هذا مصدر مهم لأغلب الباحثين، يرجعون إليه وينقلون منه، فيوثقون معلوماتهم بما جاء فيه، وخاصة فيما يتعلق بتراجم الأعلام وغيرها، والعلوم المختلفة التي ذكر التأليف فيها.
بلغت الكتب التي سمعها أو قرأها أو أجيزت له مما سجله في فهرسته 1045 مصنفاً من أمهات المؤلفات العربية التي تناولت بالبحث أكثر العلوم والفنون التي كانت معروفة في زمانه. وتعود أهمية كتاب الفهرسة في تاريخ التراث العربي الإسلامي سواء في ذلك ما صنفه المشارقة أو ما كان من الإنتاج الفكري لإخوانهم المغاربة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
محتوى الكتاب
هذا الكتاب على درجة كبيرة من الأهمية، فهو أفضل المصنفات التي ترصد المكتبة العربية في الأندلس. وهو يتضمن معلومات قيمة يندر أن نجدها في مرجع سواه، مثل سرده لمجموعة الكتب التي حملها أبو علي القالي معه إلى بلاد الأندلس. وهذه الكتب مروية بأسانيدها. ويقدر الباحثون أن كتب القالي من أكبر روافد الحركة العلمية في الأندلس.
وأسلوب ابن خير في فهرسته يقوم على روايته أسماء الكتب على حسب العلوم أو الموضوعات، وإن تفرقت لديه بعض الكتب ووقعت في غير مظانّها.
وابن خير حريص كل الحرص على الرواية الدقيقة لأسماء الكتب رواية شفهية عن الشيوخ الثقات الذين اتصل بهم وأخذ عنهم. ويبدو حرصه على ذلك في التزامه الإسناد المتسلسل بما يقرب من درجة التّواتر. وقد يرى بعض الباحثين أن أسانيد ابن خير تكاد تطغى على المتن وأنها تثقل كاهل الموضوع الأصل، إلاّ أن هذه الطريقة التي اتبعها الأشبيلي هي ذات فائدة في تأكيد نسبة الكتب إلى أصحابها والتمييز بين أسماء الكتب المتشابهة وربطها بمؤلفيها. كما أنها تكشف عن ناحية أخرى مهمّة وهي تَضَمنُّها طائفة كبيرة من الشيوخ الذين أخذ عنهم المؤلف وعن التلاميذ الذين رووا عن ذلك المؤلف وحملوا الكتاب عنه. كذلك يعدّ الكتاب على قيمة كبيرة للقائمين على تحقيق التراث العربي والباحثين في تراجم أعلام اللغة والنحو وغيرهم.
أمّا المنهج الذي اتبعه ابن خير في عرض مادته الغزيرة فهو تقسيم الكتاب إلى موضوعات، جاعلاً لكل موضوع بابًا خاصًّا، كالمجاميع المؤلفة في علوم القرآن والموطآت والمسانيد وكتب غريب الحديث والتاريخ وتراجم الرجال وكتب السّير والفقه والأصول وكتب الأدب واللغة والنحو والشعر وما إليها.
ضم الكتاب في آخر أقسامه بابًا في كبار العلماء والشيوخ الذين لقيهم المؤلف وتلمذ لهم وأجازوه في الرواية. وفي هذا دليل على دقة المصنف وتمسكه بروح العلم والموضوعية.
نشر الكتاب قديمًا في أسبانيا عام 1893م ثم أعيد نشره عام 1963م وزود بالفهارس.