عناقيد المعرفة
( عنقود المعرفة بالإنجليزية : Knowledge Cluster ) تعبير واسع الاستخدام في مجال التطوير المعرفي .
عنقود المعرفة هو المُؤسسات المعرفية المُترابطة. ويتراوح تكوين هذا العنقود بين مُؤسسة معرفية مُستقلة تضع مشاريع أو برامج للتعاون تجمعها مع مُؤسسات معرفية أخرى لتحقيق أهداف يُحددها المشروع أو البرنامج من جهة؛ وبين مُؤسسات معرفية تضع خطة إستراتيجية مُشتركة للعمل معاً على دعم تكامل أعمالها، وتعزيز دورها المعرفي في المُجتمع والإسهام في تحقيق التنمية المُستدامة من جهة أخرى. وبين هاتين الجهتين تفصيلات أخرى لما يُمكن أن يُؤدي إلى تكوين "عنقود معرفة" معطاء.
على أساس ما سبق، تستطيع المُؤسسات المعرفية بشتى أشكالها أن تكوّن عناقيد معرفة بدءاً بذاتها على مستواها الخاص من خلال برامج ومشروعات تطرحها وتعمل على تنفيذها. كما تستطيع أن توسع دائرتها الذاتية وتتفق مع مُؤسسات معرفية أخرى في توجهات مُشتركة تُفيدها جميعاً، ناهيك عن فائدتها العامة للمُجتمع أيضاً.
من الأمثلة التطبيقية تجربة لشركة "أيرباص Airbus" الأوروبية التي وضعت مشروعاً سنوياً مستمراً هو عبارة عن مُسابقة لطلاب الجامعات حول العالم من أصحاب المشروعات الأكاديمية المتميزة، خصوصاً في حقل الطيران، تجمعهم في عنقود يُقدمون أفكارهم من خلاله، ليس فقط للمُحكمين، ولكن من خلال معارض يحضرها كُل من يرغب في الاطلاع أيضاً. تتميز هذه المسابقة بجمع المتميزين من مُختلف جامعات العالم في إطار شراكة معرفية يستفيد منها الجميع، بما في ذلك الشركة صاحبة المشروع، وذلك بصرف النظر عن من يربح الجوائز الأولية، وبالطبع تكون فائدة الرابحين في المُسابقة أكبر مادياً ومعنوياً، وفي ذلك تحفيز على المنافسة المعرفية في حقول مقصودة على مستوى العالم.
و في التعليم يجرى تطبيق المفهوم في عناقيد تجمع مُؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ومُؤسسات توظيف المعرفة والاستفادة منها في الصناعة والزراعة والخدمات المُختلفة. وجرى الحديث عن مُختلف حدائق التقنية وحاضناتها والمدن المعرفية وما يرتبط بها.
الهدف الأساسي من هذه العناقيد هو تكامل المُؤسسات المعرفية في إطار "عناقيد معرفية" تستجيب للمتغيرات وتُحقق آمال بناء البيئة المعرفية الملائمة لتوجهات التنمية. إنها أداة لتكامل الجامعات ومُؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي مع المُؤسسات الصناعية والزراعية والخدميةو الاستفادة من كل شخصية معرفية مُؤثرة،لتكوين عناقيد معرفية فعّالة تُسهم في التنمية المُستدامة.